-
- إنضم
- 6 يناير 2022
-
- المشاركات
- 17,319
-
- مستوى التفاعل
- 10,094
- مجموع اﻻوسمة
- 10
قالوا في الإخلاص لله تعالى و الثناء عليه
قالوا في الإخلاص لله تعالى والثناء عليه.
هو أن تعلم أن الله تعالى واحد لا شريك له.
فرد لا مثل له.
صمد لا ند له.
أزلي قائم، أبدي دائم، لا أول لوجوده، ولا آخر لأبديته.
قيوم لا يفنيه الأبد، ولا يغيره الأمد، بل هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، منزه عن الجسمية لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وهو فوق كل شيء، فوقيته لا تزيده بعدا عن عباده، وهو أَقْرَبُ
إلى العبيد مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ، لا يشابه قربه قرب الأجسام، كما لا تشابه ذاته ذوات الأجرام، منزه عن أن يحده زمان، مقدس عن أن يحيط به مكان، تراه أبصار الأبرار في دار القرار، على ما دلت عليه الآيات والأخبار.
حيّ قادر جبار قاهر لا يعتريه عجز ولا قصور، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ.
له الملكوت والعزة والجبروت، خلق الخلق وأعمالهم، وقدر أرزاقهم وآجالهم، لا تحصى مقدوراته ، ولا تتناهى معلوماته، عالم بجميع المعلومات، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السموات، يعلم السر وأخفى ، ويطلع على هواجس الضمائر وخفيات السرائر، مريد للكائنات.
مدبر للحادثات، لا يجري في ملكه قليل ولا كثير، ولا جليل ولا حقير، خير أو شر، نفع أو ضر، إلا بقضائه وقدره وحكمه ومشيئته، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
فهو المبدىء المعيد ، الفاعل لما يريد، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته.
لو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا .
سميع بصير متكلم بكلام لا يشبه كلام خلقه، وكل ما سواه سبحانه وتعالى، فهو حادث أوجده بقدرته، وما من حركة ولا سكون إلا وله في ذلك حكمة دالة على وحدانيته، قال الله تعالى:
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية.
وقال أبو العتاهية:
فيا عجبا كيف يعصى الإله
أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه الواحد
ولله في كلّ تحريكة
وتسكينة في الورى شاهد
وقال غيره:
كلّ ما ترتقي إليه بوهم
من جلال وقدرة وسناء
فالذي أبدع البرية أعلى
منه، سبحان مبدع الأشياء
وقال علي رضي الله عنه في بعض وصاياه لولده:
«إعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد لا يضاده في ملكه أحد» .
وعنه عليه الصلاة والسلام:
«كل ما يتصور في الأذهان فالله سبحانه بخلافه» .
وقال لبيد بن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
وكلّ ابن أنثى لو تطاول عمره
إلى الغاية القصوى فللقبر آيل
وكلّ أناس سوف تدخل بينهم
دويهية تصفرّ منها الأنامل
وكلّ امرىء يوما سيعرف سعيه
إذا حصلت عند الإله الحصائل
وروي أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر:
أن أشعر كلمة قالتها العرب:
«ألا كل شيء ما خلا الله باطل» .
ثم بعد هذا الاعتقاد الإقرار بالشهادة بأن محمدا رسول الله بعثه برسالته إلى الخلائق كافة وجعله خاتم الأنبياء، ونسخ بشريعته الشرائع وجعله سيد البشر والشفيع المشفّع في المحشر، وأوجب على الخلق تصديقه فيما أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة، فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن بما أخبر به بعد الموت، من سؤال منكر ونكير، وهما ملكان من ملائكة الله تعالى يسألان العبد في قبره عن التوحيد والرسالة، ويقولان له:
منّ ربك؟
وما دينك؟
ومن نبيّك؟.
ويؤمن بعذاب القبر وأنه حق، وأن الميزان حق، والصراط حق، والحساب حق، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الله تعالى يدخل الجنة من يشاء بغير حساب وهم المقرّبون، وأنه يخرج عصاة الموحدين من النار بعد الانتقام، حتى لا يبقى في جهنم من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان.
ويؤمن بشفاعة الأنبياء ثم بشفاعة العلماء ثم بشفاعة الشهداء، وأن يعتقد فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ويحسن الظن بجميعهم على ما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار.
فمن اعتقد جميع ذلك مؤمنا به موقنا فهو من أهل الحق والسنة، مفارق لعصابة الضلال والبدعة.
رزقنا الله الثبات على هذه العقيدة، وجعلنا من أهلها، ووفقنا للدوام إلى الممات على التمسك والاعتصام بحبلها، إنه سميع مجيب. فهذه العقيدة قد اشتملت على أحد أركان الإسلام الخمسة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بني الإسلام على خمس:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا» .
المستطرف من كل فن مستظرف
اسم الموضوع : قالوا في الإخلاص لله تعالى و الثناء عليه
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي