تواصل معنا

تفسير ابن كثير @@@@@@@@ ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) [الواقعة : 62] ثم قال : ( ولقد علمتم النشأة الأولى...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) [الواقعة : 62]
ثم قال : ( ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) أي : قد علمتم أن الله أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا ، فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة - وهي البداءة - قادر على النشأة الأخرى ، وهي الإعادة بطريق الأولى والأحرى ، وكما قال :
( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ].
وقال : ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) [ مريم : 67 ].
وقال : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) [ يس : 77 - 79 ].
وقال تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) ؟ [ القيامة : 36 - 40 ] .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

(أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ) [الواقعة : 63]
يقول تعالى:
"أفرأيتم ما تحرثون" وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها.

( أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) [الواقعة : 64]
( أأنتم تزرعونه ) أي : تنبتونه في الأرض
( أم نحن الزارعون ) أي : بل نحن الذين نقره قراره وننبته في الأرض .

قال ابن جرير :
وقد حدثني أحمد بن الوليد القرشي ، حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي ، حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لا تقولن : زرعت ، ولكن قل : حرثت "
قال أبو هريرة : ألم تسمع إلى قوله :
( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) .
ورواه البزار ، عن محمد بن عبد الرحيم ، عن مسلم ، الجميع به .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، عن عطاء ، عن أبي عبد الرحمن :
لا تقولوا : زرعنا ولكن قولوا : حرثنا .

وروي عن حجر المدري أنه كان إذا قرأ :
( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون )
وأمثالها يقول : بل أنت يا رب .

( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة : 65]
وقوله تعالى: "لو نشاء لجعلناه حطاما " أي نحن أنبتناه بلطفنا ورحمتنا وأبقيناه لكم رحمة بكم ولو نشاء لجعلناه حطاما أي لأيبسناه قبل استوائه واستحصاده
"فظلتم تفكهون".

( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) [الواقعة : 66]
( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) [الواقعة : 67]
ثم فسر ذلك بقوله : ( إنا لمغرمون بل نحن محرومون ) أي : لو جعلناه حطاما لظلتم تفكهون في المقالة ، تنوعون كلامكم ، فتقولون تارة : ( إنا لمغرمون ) أي : لملقون .

وقال مجاهد ، وعكرمة : إنا لمولع بنا.
وقال قتادة : معذبون .
وتارة تقولون : بل نحن محرومون .

وقال مجاهد أيضا : ( إنا لمغرمون ) ملقون للشر ، أي : بل نحن محارفون ، قاله قتادة ، أي : لا يثبت لنا مال ، ولا ينتج لنا ربح .

وقال مجاهد : ( بل نحن محرومون ) أي : مجدودون ، يعني : لا حظ لنا .

قال ابن عباس ، ومجاهد : ( فظلتم تفكهون ) : تعجبون .
وقال مجاهد أيضا : ( فظلتم تفكهون ) تفجعون وتحزنون على ما فاتكم من زرعكم .

وهذا يرجع إلى الأول ، وهو التعجب من السبب الذي من أجله أصيبوا في مالهم .
وهذا اختيار ابن جرير .

وقال عكرمة : ( فظلتم تفكهون ) تلاومون .
وقال الحسن ، وقتادة ، والسدي : ( فظلتم تفكهون ) تندمون . ومعناه إما على ما أنفقتم ، أو على ما أسلفتم من الذنوب .

قال الكسائي : تفكه من الأضداد ، تقول العرب : تفكهت بمعنى تنعمت ، وتفكهت بمعنى حزنت .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) [الواقعة : 68]
( أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) [الواقعة : 69]

ثم قال تعالى : ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن ) يعني : السحاب . قاله ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد .
( أم نحن المنزلون ) يقول : بل نحن المنزلون


( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) [الواقعة : 70]
( لو نشاء جعلناه أجاجا ) أي : زعاقا مرا لا يصلح لشرب ولا زرع.
( فلولا تشكرون ) أي : فهلا تشكرون نعمة الله عليكم في إنزاله المطر عليكم عذبا زلالا !
( لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) [ النحل : 10 ، 11 ] .

وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه إذا شرب الماء قال :
" الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا " .
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
60,790
مستوى التفاعل
70,550
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
24
تفسير ابن كثير ( متجدد )
.





نُصلِّي على النَبي الكَريم.





عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
 
1 Comment
جاروط
جاروط commented
أسعدك الله في الدارين
 

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) [الواقعة : 71]

قال "أفرأيتم النار التي تورون" أي تقدحون من الزناد وتستخرجونها من أصلها.

( أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ) [الواقعة : 72]
"أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون" أي بل نحن الذين جعلناها مودعة في موضعها.
وللعرب شجرتان "إحداهما" المرخ "والأخـرى" العفار إذا أخذ منهما غصنان أخضران فحك أحدهما بالآخر تناثر من بينهما شرر النار

( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ) [الواقعة : 73]
وقوله : ( نحن جعلناها تذكرة ) قال مجاهد ، وقتادة : أي تذكر النار الكبرى .

قال قتادة : ذكر لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" يا قوم ، ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " .
قالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية !
قال : " قد ضربت بالماء ضربتين - أو : مرتين - حتى يستنفع بها بنو آدم ويدنوا منها " .
وهذا الذي أرسله قتادة رواه الإمام أحمد في مسنده ، فقال :
حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد " .

وقال الإمام مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " .
فقالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية.
فقال : " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " .

رواه البخاري من حديث مالك ، ومسلم من حديث أبي الزناد ، ورواه مسلم من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة به . وفي لفظ :
" والذي نفسي بيده لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " .

وقال أبو القاسم الطبراني :
حدثنا أحمد بن عمرو الخلال ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا معن بن عيسى القزاز ، عن مالك ، عن عمه أبي السهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنم ؟ لهي أشد سوادا من [ دخان ] ناركم هذه بسبعين ضعفا " .

قال الضياء المقدسي :
وقد رواه ابن مصعب عن مالك ، ولم يرفعه ، وهو عندي على شرط الصحيح .

وقوله : ( ومتاعا للمقوين ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والنضر بن عربي : معنى ( للمقوين ) المسافرين ، واختاره ابن جرير ، وقال : ومنه قولهم :
" أقوت الدار إذا رحل أهلها " .

وقال غيره : القي والقواء : القفر الخالي البعيد من العمران .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : المقوي هنا الجائع .

وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ( ومتاعا للمقوين ) للحاضر والمسافر ، لكل طعام لا يصلحه إلا النار .
وكذا روى سفيان ، عن جابر الجعفي ، عن مجاهد .

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( للمقوين ) المستمتعين الناس أجمعين .
وكذا ذكر عن عكرمة .

وهذا التفسير أعم من غيره ، فإن الحاضر والبادي من غني وفقير الكل محتاجون للطبخ والاصطلاء والإضاءة وغير ذلك من المنافع . ثم من لطف الله تعالى أن أودعها في الأحجار ، وخالص الحديد بحيث يتمكن المسافر من حمل ذلك في متاعه وبين ثيابه ، فإذا احتاج إلى ذلك في منزله أخرج زنده وأورى ، وأوقد ناره فأطبخ بها واصطلى ، واشتوى واستأنس بها ، وانتفع بها سائر الانتفاعات . فلهذا أفرد المسافرون وإن كان ذلك عاما في حق الناس كلهم .
وقد يستدل له بما رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي الشامي ، عن رجل من المهاجرين من قرن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" المسلمون شركاء في ثلاثة : النار والكلأ والماء " .

وروى ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" ثلاث لا يمنعن : الماء والكلأ والنار " .

وله من حديث ابن عباس مرفوعا مثل هذا وزيادة وثمنه ولكن في إسناده عبدالله بن خراش بن حوشب وهو ضعيف والله أعلم.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الواقعة : 74]
وقوله : ( فسبح باسم ربك العظيم ) أي : الذي بقدرته خلق هذه الأشياء المختلفة المتضادة الماء العذب الزلال البارد ، ولو شاء لجعله ملحا أجاجا كالبحار المغرقة . وخلق النار المحرقة ، وجعل ذلك مصلحة للعباد ، وجعل هذه منفعة لهم في معاش دنياهم ، وزاجرا لهم في المعاد .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة : 75]
قال جويبر ، عن الضحاك : إن الله لا يقسم بشيء من خلقه ، ولكنه استفتاح يستفتح به كلامه .
وهذا القول ضعيف .
والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء من خلقه ، وهو دليل على عظمته .
ثم قال بعض المفسرين :
" لا " هاهنا زائدة ، وتقديره : أقسم بمواقع النجوم . ورواه ابن جرير ، عن سعيد بن جبير .
ويكون جوابه : ( إنه لقرآن كريم ) .

وقال آخرون :
ليست " لا " زائدة لا معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كان مقسما به على منفي ، كقول عائشة رضي الله عنها :
" لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط "
وهكذا هاهنا تقدير الكلام : " لا أقسم بمواقع النجوم ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم " .

وقال ابن جرير :
وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : ( فلا أقسم ) فليس الأمر كما تقولون ، ثم استأنف القسم بعد : فقيل : أقسم .

واختلفوا في معنى قوله : ( بمواقع النجوم ) ، فقال حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ; فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا في السنين بعد . ثم قرأ ابن عباس هذه الآية .

وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة ، فهو قوله : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) نجوم القرآن .

وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وأبو حزرة .

وقال مجاهد أيضا :
( بمواقع النجوم ) في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها . وكذا قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير .
وعن قتادة : مواقعها : منازلها .
وعن الحسن أيضا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة .
وقال الضحاك : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) يعني بذلك : الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا ، قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا .

( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) [الواقعة : 76]
وقوله "وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" أي وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه.

( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة : 77]
"إنه لقرآن كريم" أي إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم.

( فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) [الواقعة : 78]
"في كتاب مكنون" أي معظم في كتاب معظم محفوظ موقر.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
😡 تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة : 80]
وقوله تعالى: "تنزيل من رب العالمين" أي هذا القرآن منزل من الله رب العالمين وليس هو كما يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر بل هو الحق الذي لا مرية فيه وليس وراءه حق نافع.

( أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ) [الواقعة : 81]
وقوله تعالى: "أفبهذا الحديث أنتم مدهنون" قال العوفي عن ابن عباس أي مكذبون غير مصدقين.

وكذا قال الضحاك وأبو حزرة والسدي وقال مجاهد: "مدهنون" أي تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : 82]
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال بعضهم : يعني : وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم.
( أنكم تكذبون) ، أي : تكذبون بدل الشكر .

وقد روي عن علي ، وابن عباس أنهما قرآها : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " كما سيأتي .

وقال ابن جرير :
وقد ذكر عن الهيثم بن عدي : أن من لغة أزد شنوءة : ما رزق فلان بمعنى : ما شكر فلان .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( وتجعلون رزقكم ) يقول : " شكركم ( أنكم تكذبون )
تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، بنجم كذا وكذا " .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن مخول بن إبراهيم النهدي - وابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن أبي بكير ، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعا .
وكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن حسين بن محمد - وهو المروزي - به ، وقال : " حسن غريب " .
وقد رواه سفيان ، عن عبد الأعلى ، ولم يرفعه .

وقال ابن جرير :
حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
ما مطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .
وقرأ ابن عباس : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " .
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس .

وقال مالك في الموطأ ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال :
صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ "
قالوا : الله ورسوله أعلم .
" قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا . فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب " .
أخرجاه في الصحيحين ، وأبو داود ، والنسائي ، كلهم من حديث مالك به .

وقال مسلم :
حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، وعمرو بن سواد ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس حدثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ، ينزل الغيث ، فيقولون : بكوكب كذا وكذا " .
تفرد به مسلم من هذا الوجه .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا " .
قال محمد - هو ابن إبراهيم - : فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب ، فقال : ونحن قد سمعنا من أبي هريرة ، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يستسقي ، فلما استسقى التفت إلى العباس فقال : يا عباس ، يا عم رسول الله ، كم بقي من نوء الثريا ؟
فقال : العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا .
قال : فما مضت سابعة حتى مطروا .
وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر ، لا أن ذلك النوء يؤثر بنفسه في نزول المطر ; فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده . وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله :
( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) [ فاطر : 2 ] .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية - أحسبه أو غيره - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا - ومطروا - يقول : مطرنا ببعض عشانين الأسد .
فقال : " كذبت ! بل هو رزق الله " .

ثم قال ابن جرير :
حدثني أبو صالح الصراري ، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين " . ثم قال : " ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) يقول قائل : مطرنا بنجم كذا وكذا " .

وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعا : " لو قحط الناس سبع سنين ثم مطروا لقالوا : مطرنا بنوء المجدح " .

وقال مجاهد :
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال : قولهم في الأنواء : مطرنا بنوء كذا ، وبنوء كذا ، يقول : قولوا : هو من عند الله ، وهو رزقه ، وهكذا قال الضحاك وغير واحد .

وقال قتادة :
أما الحسن فكان يقول : بئس ما أخذ قوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب .
فمعنى قول الحسن هذا : وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم تكذبون به ; ولهذا قال قبله : ( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [الواقعة : 79]
وقوله : ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) أي : وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم ، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه ، ( إنه لقرآن كريم ) أي :
إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم .
( في كتاب مكنون ) أي : معظم في كتاب معظم محفوظ موقر .

قال ابن جرير :
حدثني إسماعيل بن موسى ، أخبرنا شريك ، عن حكيم - هو ابن جبير - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لا يمسه إلا المطهرون )
قال : الكتاب الذي في السماء .

وقال العوفي ، عن ابن عباس :
( [ لا يمسه ] إلا المطهرون ) يعني : الملائكة . وكذا قال أنس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وأبو الشعثاء جابر بن زيد ، وأبو نهيك ، والسدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم .

وقال ابن جرير :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، حدثنا معمر ، عن قتادة :
( لا يمسه إلا المطهرون )
قال : لا يمسه عند الله إلا المطهرون ، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس ، والمنافق الرجس .
وقال : وهي في قراءة ابن مسعود : " ما يمسه إلا المطهرون " .
وقال أبو العالية : ( لا يمسه إلا المطهرون ) ليس أنتم أصحاب الذنوب .

وقال ابن زيد :
زعمت كفار قريش أن هذا القرآن تنزلت به الشياطين ، فأخبر الله تعالى أنه لا يمسه إلا المطهرون كما قال :
( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون ) [ الشعراء : 210 - 212 ] .
وهذا القول قول جيد ، وهو لا يخرج عن الأقوال التي قبله .

وقال الفراء :
لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به .

وقال آخرون : ( لا يمسه إلا المطهرون ) أي : من الجنابة والحدث .
قالوا : ولفظ الآية خبر ومعناها الطلب.
قالوا : والمراد بالقرآن - هاهنا - المصحف ، كما روى مسلم ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، مخافة أن يناله العدو . واحتجوا في ذلك بما رواه الإمام مالك في موطئه ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم :
أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم : ألا يمس القرآن إلا طاهر .
وروى أبو داود في المراسيل من حديث الزهري قال :
قرأت في صحيفة عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" ولا يمس القرآن إلا طاهر " .
وهذه وجادة جيدة .
قد قرأها الزهري وغيره ، ومثل هذا ينبغي الأخذ به .
وقد أسنده الدارقطني عن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن عمر ، وعثمان بن أبي العاص ، وفي إسناد كل منها نظر ، والله أعلم .
 
التعديل الأخير:
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة : 80]
وقوله تعالى: "تنزيل من رب العالمين" أي هذا القرآن منزل من الله رب العالمين وليس هو كما يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر بل هو الحق الذي لا مرية فيه وليس وراءه حق نافع.

( أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ) [الواقعة : 81]
وقوله تعالى: "أفبهذا الحديث أنتم مدهنون" قال العوفي عن ابن عباس أي مكذبون غير مصدقين.

وكذا قال الضحاك وأبو حزرة والسدي وقال مجاهد: "مدهنون" أي تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم.
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة : 82]
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال بعضهم : يعني : وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم.
( أنكم تكذبون) ، أي : تكذبون بدل الشكر .

وقد روي عن علي ، وابن عباس أنهما قرآها : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " كما سيأتي .

وقال ابن جرير :
وقد ذكر عن الهيثم بن عدي : أن من لغة أزد شنوءة : ما رزق فلان بمعنى : ما شكر فلان .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( وتجعلون رزقكم ) يقول : " شكركم ( أنكم تكذبون )
تقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، بنجم كذا وكذا " .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن مخول بن إبراهيم النهدي - وابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن أبي بكير ، ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعا .
وكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن حسين بن محمد - وهو المروزي - به ، وقال : " حسن غريب " .
وقد رواه سفيان ، عن عبد الأعلى ، ولم يرفعه .

وقال ابن جرير :
حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
ما مطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .
وقرأ ابن عباس : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " .
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس .

وقال مالك في الموطأ ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال :
صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ "
قالوا : الله ورسوله أعلم .
" قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا . فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب " .
أخرجاه في الصحيحين ، وأبو داود ، والنسائي ، كلهم من حديث مالك به .

وقال مسلم :
حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، وعمرو بن سواد ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث أن أبا يونس حدثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ، ينزل الغيث ، فيقولون : بكوكب كذا وكذا " .
تفرد به مسلم من هذا الوجه .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا " .
قال محمد - هو ابن إبراهيم - : فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب ، فقال : ونحن قد سمعنا من أبي هريرة ، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يستسقي ، فلما استسقى التفت إلى العباس فقال : يا عباس ، يا عم رسول الله ، كم بقي من نوء الثريا ؟
فقال : العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا .
قال : فما مضت سابعة حتى مطروا .
وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر ، لا أن ذلك النوء يؤثر بنفسه في نزول المطر ; فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده . وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله :
( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) [ فاطر : 2 ] .

وقال ابن جرير :
حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية - أحسبه أو غيره - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا - ومطروا - يقول : مطرنا ببعض عشانين الأسد .
فقال : " كذبت ! بل هو رزق الله " .

ثم قال ابن جرير :
حدثني أبو صالح الصراري ، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين " . ثم قال : " ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) يقول قائل : مطرنا بنجم كذا وكذا " .

وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعا : " لو قحط الناس سبع سنين ثم مطروا لقالوا : مطرنا بنوء المجدح " .

وقال مجاهد :
( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )
قال : قولهم في الأنواء : مطرنا بنوء كذا ، وبنوء كذا ، يقول : قولوا : هو من عند الله ، وهو رزقه ، وهكذا قال الضحاك وغير واحد .

وقال قتادة :
أما الحسن فكان يقول : بئس ما أخذ قوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب .
فمعنى قول الحسن هذا : وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم تكذبون به ; ولهذا قال قبله : ( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ) .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) [الواقعة : 83]
يقول تعالى : ( فلولا إذا بلغت ) أي : الروح ( الحلقوم ) أي : الحلق ، وذلك حين الاحتضار كما قال :
( كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ) [ القيامة : 26 ، 30 ]

( وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) [الواقعة : 84]
ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت.

( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ) [الواقعة : 85]
( ونحن أقرب إليه منكم ) أي : بملائكتنا.
( ولكن لا تبصرون ) أي : ولكن لا ترونهم .
كما قال في الآية الأخرى : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ) [ الأنعام : 61 ، 62 ] .

( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) [الواقعة : 86]
( تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الواقعة : 87]
وقوله : ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ) : معناه : فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ، ومقرها في الجسد إن كنتم غير مدينين .

قال ابن عباس : يعني محاسبين .
وروي عن مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وأبي حزرة مثله .

وقال سعيد بن جبير ، والحسن البصري : ( فلولا إن كنتم غير مدينين ) غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون ، فردوا هذه النفس .

وعن مجاهد : ( غير مدينين ) غير موقنين .

وقال ميمون بن مهران : غير معذبين مقهورين .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الواقعة : 88]
هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم :
إما أن يكون من المقربين ، أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين .
وإما أن يكون من المكذبين الضالين عن الهدى ، الجاهلين بأمر الله ; ولهذا قال تعالى : ( فأما إن كان ) أي : المحتضر.
( من المقربين ) ، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات ، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات.

( فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) [الواقعة : 89]
( فروح وريحان وجنة نعيم ) أي : فلهم روح وريحان ، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت ، كما تقدم في حديث البراء :
أن ملائكة الرحمة تقول : " أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان " .

قال علي بن طلحة ، عن ابن عباس : ( فروح ) يقول : راحة وريحان ، يقول : مستراحة .
وكذا قال مجاهد : إن الروح : الاستراحة .

وقال أبو حزرة : الراحة من الدنيا .
وقال سعيد بن جبير ، والسدي : الروح : الفرح .
وعن مجاهد : ( فروح وريحان ) : جنة ورخاء .
وقال قتادة : فروح ورحمة .
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير : ( وريحان ) : ورزق .

وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة ، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة ، والفرح والسرور والرزق الحسن ، ( وجنة نعيم ) .

وقال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة ، فيقبض روحه فيه .

وقال محمد بن كعب :
لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أمن أهل الجنة هو أم [ من ] أهل النار ؟

وقد قدمنا أحاديث الاحتضار عند قوله تعالى في سورة إبراهيم : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت [ في الحياة الدنيا وفي الآخرة ] ) [ إبراهيم : 27 ] ، ، ولو كتبت هاهنا لكان حسنا !
ومن جملتها حديث تميم الداري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" يقول الله لملك الموت : انطلق إلى فلان فأتني به ، فإنه قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، ائتني به فلأريحنه.
قال : فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ، معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك " .

وذكر تمام الحديث بطوله كما تقدم ، وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية : قال الإمام أحمد :

حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا هارون ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : " فروح وريحان " برفع الراء .

وكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من حديث هارون - وهو ابن موسى الأعور - به ، وقال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديثه .

وهذه القراءة هي قراءة يعقوب وحده ، وخالفه الباقون فقرءوا : ( فروح ) بفتح الراء .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل :
أنه سمع درة بنت معاذ تحدث عن أم هانئ : أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا ؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" تكون النسم طيرا يعلق بالشجر ، حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها " .

هذا الحديث فيه بشارة لكل مؤمن ، ومعنى " يعلق " : يأكل ، ويشهد له بالصحة أيضا ما رواه الإمام أحمد ، عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، عن الإمام مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " .
وهذا إسناد عظيم ، ومتن قويم .

وفي الصحيح :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " الحديث .

وقال الإمام أحمد :
حدثنا عفان ، حدثنا همام ، حدثنا عطاء بن السائب قال : كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار ، وهو يتبع جنازة ، فسمعته يقول : حدثني فلان بن فلان ، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " .
قال : فأكب القوم يبكون فقال : " ما يبكيكم ؟ "
فقالوا : إنا نكره الموت .
قال : " ليس ذاك ، ولكنه إذا حضر ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ) ، فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم [ وتصلية جحيم ] ) فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله للقائه أكره .

هكذا رواه الإمام أحمد ، وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - شاهد لمعناه .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) [الواقعة : 90]
وقوله تعالى: "وأما إن كان من أصحاب اليمين" أي وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين

( فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) [الواقعة : 91]
( فسلام لك من أصحاب اليمين ) أي : تبشرهم الملائكة بذلك ، تقول لأحدهم : سلام لك ، أي : لا بأس عليك ، أنت إلى سلامة ، أنت من أصحاب اليمين .

وقال قتادة وابن زيد : سلم من عذاب الله ، وسلمت عليه ملائكة الله . كما قال عكرمة تسلم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين .

وهذا معنى حسن ويكون ذلك كقوله تعالى :
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ) [ فصلت : 30 - 32 ] .

وقال البخاري : ( فسلام لك ) أي : مسلم لك ، أنك من أصحاب اليمين . وألغيت " إن " وهو : معناها ، كما تقول : أنت مصدق مسافر عن قليل .
إذا كان قد قال : إني مسافر عن قليل . وقد يكون كالدعاء له ، كقولك :
سقيا لك من الرجال ، إن رفعت " السلام " فهو من الدعاء .

وقد حكاه ابن جرير هكذا عن بعض أهل العربية ، ومال إليه ، والله أعلم .
 
التعديل الأخير:
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ) [الواقعة : 92]
( فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ) [الواقعة : 93]
( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [الواقعة : 94]
وقوله : ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ) أي : وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق ، الضالين عن الهدى ، ( فنزل ) أي : فضيافة ( من حميم ) وهو المذاب الذي يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ( وتصلية جحيم ) أي : وتقرير له في النار التي تغمره من جميع جهاته .

( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) [الواقعة : 95]
قال تعالى "إن هذا لهو حق اليقين" أي إن هذا الخبر لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه ولا محيد لأحد عنه.

( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الواقعة : 96]
( فسبح باسم ربك العظيم ) قال أحمد :
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن أيوب الغافقي ، حدثني عمي إياس بن عامر ، عن عقبة بن عامر الجهني قال :
لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فسبح باسم ربك العظيم )
قال : " اجعلوها في ركوعكم "
ولما نزلت : ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى : 1 ] ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" اجعلوها في سجودكم " .
وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن أيوب به .

وقال روح بن عبادة :
حدثنا حجاج الصواف ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال :
( سبحان الله العظيم وبحمده) ، غرست له نخلة في الجنة " .
هكذا رواه الترمذي من حديث روح ، ورواه هو والنسائي أيضا من حديث حماد بن سلمة ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير .

وقال البخاري في آخر كتابه :
حدثنا أحمد بن إشكاب ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " .
ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده مثله .
 
Comment

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

تفسير سورة الرحمن وهي مكية .

( الرَّحْمَٰنُ) [الرحمن : 1]
( عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [الرحمن : 2]
( خَلَقَ الْإِنسَانَ) [الرحمن : 3]
( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن : 4]

قال الإمام أحمد :
حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن زر ، أن رجلا قال لابن مسعود : كيف تعرف هذا الحرف :
" ماء غير ياسن أو آسن " ؟
فقال : كل القرآن قد قرأت ؟ .
قال : إني لأقرأ المفصل أجمع في ركعة واحدة .
فقال : أهذا كهذ الشعر ، لا أبا لك ؟
قد علمت قرائن النبي - صلى الله عليه وسلم - التي كان يقرن قرينتين قرينتين من أول المفصل ، وكان أول مفصل ابن مسعود : ( الرحمن ) .

وقال أبو عيسى الترمذي :
حدثنا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال :
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقرأ عليهم سورة " الرحمن " من أولها إلى آخرها ، فسكتوا فقال :
" لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، قالوا :
لا بشيء من نعمك - ربنا - نكذب ، فلك الحمد " .
ثم قال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد . ثم حكى عن الإمام أحمد أنه كان لا يعرفه ينكر رواية أهل الشام عن زهير بن محمد هذا .
ورواه الحافظ أبو بكر البزار ، عن عمرو بن مالك ، عن الوليد بن مسلم .
وعن عبد الله بن أحمد بن شبويه ، عن هشام بن عمار ، كلاهما عن الوليد بن مسلم ، به .
ثم قال : لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه .

وقال أبو جعفر بن جرير :
حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، وعمرو بن مالك البصري قالا : حدثنا يحيى بن سليم ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة " الرحمن " - أو : قرئت عنده - فقال : " ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟ "
قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟
قال : " ما أتيت على قول الله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) إلا قالت الجن :
لا بشيء من نعمة ربنا نكذب " .
ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك ، به . ثم قال : لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه : أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه ، فقال :
( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ).
قال الحسن : يعني : النطق .
وقال الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما :
يعني الخير والشر .
وقول الحسن هاهنا أحسن وأقوى ; لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن ، وهو أداء تلاوته ، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين ، على اختلاف مخارجها وأنواعها .
 
Comment

حفيدة ذو يزن

نجوم المنتدي
إنضم
8 سبتمبر 2023
المشاركات
5,021
مستوى التفاعل
3,005
مجموع اﻻوسمة
3
تفسير ابن كثير ( متجدد )
جزاك الله خيراً جاروط @جاروط
 
1 Comment
جاروط
جاروط commented
و إياكم يارب 😍
 

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
13,923
مستوى التفاعل
8,924
مجموع اﻻوسمة
8
تفسير ابن كثير ( متجدد )
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن : 5]
وقوله : ( الشمس والقمر بحسبان ) أي : يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب ، ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) [ يس : 40 ].
وقال تعالى : ( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ الأنعام : 96 ] .

وعن عكرمة أنه قال : لو جعل الله نور جميع أبصار الإنس والجن والدواب والطير في عيني عبد ، ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس ، لما استطاع أن ينظر إليها .
ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر .
فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا . رواه ابن أبي حاتم .

( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) [الرحمن : 6]
وقوله : ( والنجم والشجر يسجدان )
قال ابن جرير : اختلف المفسرون في معنى قوله : ( والنجم ) بعد إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، فروى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : النجم ما انبسط على وجه الأرض - يعني من النبات .
وكذا قال سعيد بن جبير ، والسدي ، وسفيان الثوري . وقد اختاره ابن جرير رحمه الله .

وقال مجاهد : النجم الذي في السماء .
وكذا قال الحسن وقتادة .
وهذا القول هو الأظهر والله أعلم ; لقوله تعالى :
( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) الآية [ الحج : 18 ] .
 
Comment
أعلى