الفصل الثالث
عروق في الوحل
الجوري .....
احيانا شدة ارتباطنا بالماضي تمنعنا من التقدم للامام قد يكون الارتباط شديدا ومثيرا لنفسيتنا،الماضي شي وانتهى المستقبل امامنا كل مايؤلم اتركه وابتعد عنه وتقدم فأنت تستحق فرصه اخرى
جاء رجال الاطفاء الى شقة جمان وحاولوا قدر
استطاعتهم ان يوقفوا سريان النيران الى الاماكن
المجاورة مرت ساعات وهم يحاولون حتى تمكنوا من
ذلك مع ولوج ساعات الفجر الاولى كانوا قد انتهوا
غادروا الشقة دون ان يروا صاحبتها
مرت الازمة على خير وذلك بجهود رجال الاطفاء الاكفاء
ولكن كانت حصيلة ذلك الحادث واكثر من خمسين
شخص للاسف الجثث اغلبها احترقت
سيف :بالفعل سيدتي الحصيلة عالية اغلبها من الاطفال
والنساء مبنى الامل الذي احترق البارحة هو ثاني مبنى
يستهدفة المنشقون اود ان اوجهه رسالة من منبرك
سيدتي
نعم نعم سيدي تفضل يمكنك قول ما تشاء
سيف :اود ان اوجهه رسالة للاحزاب المتناحرة في
مابينها الا يكفيكم لقد شبعت البلاد من الدم اننا ننزف
كل لحظة وانتم اين لن اعقب اكثرسوى بكان الله بعون
البلادعلى ما بتليت به وكان الله بعون اهل من اسشهدوا
ضحايا حادث البارحة الارهابي
اشكرك سيد سيف السليمي على مداخلتك
في نهاية لا يسعنا الا ان نتقدم بالتعزية الى اهالي
الضحايا الذين قضوا البارحة في حادث الطائرة
المروحية ، حفظ الله ليبيا
من كل شر وسوء الى هنا اعزائي المشاهدين تنتهي
جولتنا الاخبارية الصباحية نراكم ان شاء الله على رأس
الساعة المقبلة دمتم في رعاية الله وعودة الى استوديو
ليبيا هذا الصباح ...
أغلق قايد التلفاز ونظر الى جمان كانت تقف امامه بكل
كبرياء كما كان يقف والدها
قايد :ها مالي لا أسمع صوتك جمان
وصرخ هل اكل القط لسانك ......
استدارت جمان وهمت بالخروج ولكن التفت اليه و
قالت :هذا ما تتمناه انت ومن يناصرك يا أخي العزيز
ولكن لا تفرح فأنا ما زال لساني موجود ولن تخيفني
بضعة فئران فأنا لبؤة لا تخاف احدا
وصفقت الباب خلفها
اتكأت على الباب احاول جمع شتات نفسي منذ ان
وصلت الى المنزل البارحة وانا احاول ان اسكت على كم
الاتهامات التي كالها أخي لي ولكن الان اوقفته عند حده
شددت جسدي و رفعت رأسي وخرجت من المنزل ما ان
وصلت البوابة حتى احطت برجال امن أخي وتفاجأت
بهم يفتحون باب السيارة ويخرجوني عنوة ويجرونني
الى قبو المنزل ورموني هناك أغلقوا الباب ورحلوا
ركضت الى الباب وبدأت أطرقه بكل قوتي وانا أصرخ
قايد ....قايد مالذي تفعله ؟أخرجني من
هنا,قايد .......قايد
بقيت أصرخ حتى بح صوتي وبدأت قوتي تنهار جلست
على الارضية و......غفوت من شدة تعبي غفوت
........
وانتظرت اتصالها يوما كاملا ولكن دون جدوى هاقد حل
المساء لا أعلم ما علي فعله لا أدري تلك الجمان جعلت
عقلي يشت لقد خسرت اليوم صفقة كبيرة
لم أكن عصبيا بهذا الشكل أبدا زفرت هذا يكفي
سيف مابالك فتاة رأيتها مرة واحدة قلبت كيانك
طرقت الباب ودخلت سكرتيرتي :سيدي هل تريد مني
شيئ لقد قاربت الساعة الحادية عشر هل أستطيع
المغادرة
نظرت الى ساعة معصمي بالفعل انها تشارف على
الحادية عشر قلت لها جهزي نفسك سأوصلك الى منزلك
قالت :لا داعي سيدي بيتي قريب
سيف :هل معك تصريح للتجول بعد العاشرة
السكرتيره :لا ...لا أملك
سيف :هيا بنا سأوصلك الى منزلك واعتذر عن تأخيرك
السكرتيره :لا بأس سيدي أشكرك
أوصلت سكرتيرتي الى منزلها وأدرت المذياع علي ارتاح
قليلا
اعزائي المستمعين تعتذر لكم نسيم الليل عن تقديم حلقة
الليلة لظروف طارئه سأكون معكم انا مي ببرنامجنا
اليومي حد........
أغلقت المذياع وقلت جمان .....جمان .....ماذا يحدث
معك ؟يبدو انك في مصيبة قلبي غير مطمئن
قدت سيارتي الى شقتها ركنت السيارة بعد ربع ساعة
ونزلت وانا أقول سأطمئن عليها و أغادر ركبت المصعد
وتوجهت الى الطابق العاشر وما ان فتح باب المصعد
حتى خرجت وتوجهت الى شقتها
اوه يالهي الباب مفتوح طرقت الباب وقلت ....
جمان ....اين انت ؟
......جمان... ان لم تجيبي سأدخل
لا إجابة دخلت الى الشقة فهالني منظرها الزجاج في كل
مكان الارضية مبللة بل مليئة بالأثار التي تركتها أحذية
رجال الاطفاء عبرت القاعة وبدأت ابحث عندها وانا
اتوقع ان اراها ممددة على الارض غارقة بدمائها ولكن و
الحمد لله لم تكن في الشقة يبدو انها غادرتها بعد ان
غادرت البارحة ،كنت سأخرج ولكن ساعة شقتها بدأت
تدق انها الثانية عشر لا أستطيع المغادرة الان فتصريح
التجول تنتهي صلاحيته عندها الساعة الثانية عشر ليلا
غرزت اصابعي في شعر رأسي وفركته بدأت مرحلة
الصداع يالهي لم احضر ادويتي اوه بدأ يشتد الالم انه لا
يحتمل أغلقت باب الشقة وبدأت ابحث عن دواء يخفف
شدة الصداع بحثت في كل غرفة و وصلت الى الحمام
دخلت اليه وقررت ان استحم وأنام بالفعل استحممت
ووجدت عندها في صيدلية الحمام ادوية لكل انواع
الالم حتى الشقيقة اخذت الدواء وذهبت للمطبخ فتحت
الثلاجة لا يوجد بها سوى مشروب الكرز والماء تناولت
زجاجة الماء افرغتها في جوفي مع حبات المسكن
وعدت الى غرفتها اطفأت النور مددت جسدي في الفراش
وبدأت بالتفكير بصوت مرتفع اوه يا سيف ما الذي
تحاول ان تفعل لقد بلغت الخامسة والثلاثين ولم تؤثر
بك امرأة
أبدا .....انرت الضوء الجانبي و التفت كانت تضع صورة
لها وهي جالسة بجانب شجرة صفصاف وتنظر لعدسة
التصوير بكل حب كان شعرها مسترسلا حول جسدها
سحرتني بكل تفاصيلها جذبتني لها بكل براءتها تمنيت
البارحة ان اسكنتها بين ذراعي حتى تهدأ ....اوه اتمنى
لو انني اخذتها عن مشاكلها وعن هذا الامير بت احقد
عليه لان اصابعها لمست وجهه وان كانت كصفعة ،
بدأ مفعول الدواء وبدأت اغرق في دنيا الاحلام .....
منذ متى وأنا هنا لا بد أن أخرج بدأت بالصراخ قايد قايد
أرجوك أنني أموت من العطش قايد قايد .....أخي
أرجوك ما بالك قايد قايد بقيت هكذا خمسة ساعات
نظرت الى ساعتي إنها الحاديه عشر
عدت للترجي والبكاء قايد ....قايد ....أخي أنا
جائعة ،وعطشى، ولا حياة لمن تنادي .....يالهي قدماي
تؤلمانني بشدة لقد نسيت أمرهما تماما حتى أنني لم
أشعر بالألم حتى اللحظة ،الصدمة تأثيرها كبير على
الإنسان تجعله ينسى إصابته وألمها ،اوه يالهي ،يحب ان
اضع المطهر على قدمي، لقد تمزقت من الزجاج، اللعنة
عليك ايها الأمير ،اللعنه عليك يا قايد ،يالهي كم تؤلمني،
وذلك الغبي اللعنة عليه ،من أين جاء كيف له أن يقتحم
حياتي وشقتي هكذا دون استئذان ياله من غبي كاد أن
يموت البارحة ، مع ذلك لقد كان فاتنا بقميصه الرسمي
الأبيض وبنطاله الأسود شعره وعيناه كل ما فيه
فاتن ،ضحكت على نفسي لتفكيري السطحي ذلك يالهي
جمان استيقظي ،أنت في مصيبة تفوق حجمك ووزنك معا
نزعت حذائي الرياضي ..ما هذا كل جواربي دماء نزعت
الجوارب عن قدمي اوه قدماي ممزقتان ،لقد نسيت
الزجاج الذي تناثر في شقتي ،ترى ماذا حدث بعد
خروجي لو لم اخرج وآتي الى أخي الغبي قايد، كان
والدي يعلم انه ضعيف الشخصية ،ولا يصلح
للقيادة ،بحثت بالقبو على علبة الإسعافات الأولية
وجدتها بعد عناء طهرت الجروح ولففت قدمي جيدا.
نظرت حولي، هذا القبو كان مركز العمليات التي كان
والدي يديرها ضد من يريدون خراب البلاد، هنا كان
يجتمع مع الشخصيات المهمه بعيدا عن التجسس
والصحافة ،لا بد أن يكون هذا المكان مجهزا بكل شيئ،
لا بد من وجود حمام هنا ،أحتاج الى قضاء
حاجتي ،أحتاج إلى الماء أتضور جوعاً، يالهي ،قايد يريد
تعذيبي يريدني إن أخضع له، ولأميره ذاك ،لن يحصل
هذا وبي نفس يرتفع ويهبط ؟
.
...