مقدمة (ب) مجازية :

يشاع لدى الأوتار الموسيقية بأن للكمنجة* علاقات غير شرعية !

مع البيانو* ،
و مع القانون ،
و مـعي ، !
و مع النآي ،

|
/

\
|


آوه نسيت الطبل و العود و القيثار* و الصدى ،

شاهين لك اسلوب مميز حتى في النصوص
مع اني لم اقرأ لك نصوصا الا اليوم
سلمت اناملك
موضوع مميز

شاهين دمجت الفن مع الادب
مزيج مختلف ولكن مذاقه
جميل ويوجد به لذه الايحاء
للفنان او الشاعر ليس بالحواس
هي روح تسكن وشعور يترجم
مميز دوما في مواضيعك وخارجه
عن المألوف يثبت لننعم بنوته الجمال
وانسياب قلم منك
ويختم بالحصري

وما اجمل من الطرح الا المحتوى
وما اجمل من المحتوى الا مانقشته
بقلمك حين تعمقت بسلالة في تاريخ
نحتاج حقا للقرب منه لنتعرف عليه
من خلال هذا الاسلوب المميز
فشكرا بحجم السماء

شاهين الهاشمي قال:

مشاهدة المرفق 137065



تمتعوا أو تمنعوا

أنقر للتوسيع...

بل نتمتع بجميل حرفك أستاذي
دام العطاء
وما أجمل إنسياب
بوح قلمك
في كل مكان وزمان

ومن المصادفات أن أبي يعشق موسيقى بيتهوفن وأمي من المعجبات المعلنات
لفلسفة أبن المعري

لـ ذلك ربما يكون هذا الموضوع
حجتي أمامهما

موضوع مميز أستاذي

.

الفن والانتقاء وجميعه
العزف والاتقان وسطور الالق
كانت معاً
في لوحة فنيه تاريخية
لو صنع التاريخ مثلها بيدك
لاصبح في السماء نجماً مختلف

ثم اعذب موسيقى
سمعتها كانت بين طيات هذا المتصفح
ومن هنا نطلب المزيد
من هذا الفن المختلف

سلم المداد والفكر معاً ايها الهاشمي

.

.

(تبادل أدوار) 1/أ














وفي السنة الأولى من عمري
أرحب بشعاع الشمس في
حدائق نظري ،

وكنت لا أدرك النهوض
بين الوقوف وبين السقوط
وبين الترنح ،

لم تعرف خطواتي المسير بعد ،

كنت وعد الجداول
كنت عهد السنابل
كنت أناضل ثم أناضل
لكي أقف ،


و على المنعطف

كان أدبي ينتظر
كانت كتبي تتلهف

متى أكبر ! ،


و كانت أمي تحملني بحنانها
تمنح قلبي أمانها
ما أجمل إبتسامتها
و ما أصفى أسنانها ،

كانت تخرجني ليلًا
لكي أحدق في سمائي
و أحسب عدد النجوم !

كنت كل ليلة أتفقد
النجوم والغيوم
و أسنان أمي ،


و كنت في بلدتي
في معرتي
أغني بنظرات التأمل
سمفونيتي* ،

ثم أصبحت
في السنة الثانية من عمري
أرحب بضياء القمر في بصري ،

ثم ترجلت من حيرتي
وتعلمت الوقوف
على سفوح طبيعتي ،

و ما زال الأدب ينتظر
و الكتب تتلهفني أكثر

وأكثر ،

و لم يعد يحملني إلا أبي
ذاك الشهم الملم الآبي

و كنت أنا أحمل ملامحه
أغضبه فيسامحني
و يغيضني فأسامحه

و كلما وقفت متزناً
لكي أصافحه

هرب من ذهني معنى الشرود ،

و ما زلت أخرج كل ليلة إلى الفناء
أحسب النجوم والغيوم في السماء
ولا أنسى ،لا أنسى
أسنان أمي ،



ثم
أصبحت
في السنة الثالثة من عمري
أصيغ أفكاري و أقلم حبري
أكتب مفردة كناية
و تضيع مفردات الترادف
من سطري ،

و صرت ولد
لم يعد يحملني أحد
لا أبي صاحب الود
ولا أمي سليلة الورد ،

و ما زلت أخرج كل ليلة
و لا أترك حساب النجم والغيم
في سبيله

كنت أقف و راسي يحادي السماء ،




و في السنة الرابعة من عمري
أصأبني العياء من مرض الجدري

ولم أعد أحسب
نجومي و لا غيومي
ولا بحالي كنت أدري

كانت سنة العتمة
بالنسبة لعيني
كنت أدفن
في أعماق وجداني كل أنيني ،

و كنت أهذي على فراش مرضي
و أحسب اناملي ونبضي
كنت أخشى رحيل أشياء أخرى
برفقة النظر ،

كنت اهذي مع تبعات الصدمة
من يحسب النجمة والغيمة

من !

أبي الذي لم يعد يرفعه راسه
للسماء من الآسى !

أو أمي التي من صوتها
أحسب أن قلبها سقط
من ظلعيها حزنا !

ماذا أخذ هذا المرض أيضا
أخذ بصري وشمسي وقمري
ونجومي وغيومي
وأخذ عمري

أخذ عمري !



و أمي لأن إحساسي يسكنها
أقتربت مني وأخذت بنصري
ثم وضعت على أسنانها
و قالت أحسبها يا قرة عيني !

و أنا أحسب وأحسب
و أشعر بأن الحساب باللمس
أدق من الحساب بالنظر ،


و من حينها تعلمت أصابعي
كيف يكون لها عيون

و يهون كل ما ذهب يهون
ما دامت أسنان أمي باقية


أعزف أنغامها في كل ليلة
كما يعزف عبقري الموسيقى
على مطارق البيانو* ،

أنا لست بيتهوفن.




؛
;
؛
;

(تبادل أدوار) 1/ب






أنا المعري !

في السنة الخامسة من عمري
أجلس على المقعد
الخاص بآلة موسيقية
عتيقة تسمى بالبيانو*

وأحاول العزف
أضع أصبعي على سن البيانو*
لكن الإيقاع صامت !

ولأن أصبعي الصغير
لا يمكنه تحريك المطرق

و أبي يقف على راسي
ويشجعني و هو في حالة ثمول

ثم يصيح

هيا يا أبني
هيا أيها الطفل المعجزة
أنت تستطيع فعلها

وأنا أحاول بلا طائل

وكأن هذا البيانو* يستصغرني !

وأبي سئم من حالتي
ثم ذهب إلى الأريكة
يندب حظه لأني أصابعي ضعيفة
وغير قادرة على جعل البيانو*
يتحدث بلغته المدندنة !


أقفز من على ذاك المقعد
ثم أمشي
و أذيال الخيبة
تتبعني

متجهًا إلى غرفتي
وأفتح خزانتي وأخرج منها
دفتر الرسم
ثم أرسم بيانو* صغير
على مقاس أصابعي
وأعزفه وأسمع من داخل وجداني
كل نغماته تدندن شجن الخيال



وحين أصبحت في السنة العاشرة
من عمري
ذاك البيانو* الذي كان يستصغرني
صار طوع أمري

اعزفه كل ليلة
ليس حباً
ولا تسلية
فقط لكي تنام
على نغماته
امي المريضة
التي ألهمتني
تنهيداتها المستمرة
على تأليف
معظم ألحان الغضب !

(تبادل أدوار) 2/أ

أنا بيتهوفن* !






في السنة العشرين من عمري
ولازلت أحسب عدد أسنان أمي

وما ألهاني الشعر الذي أستحوذ
على كثير وقتي عنها

وما ألهاني تدبري وتأملي في كتب
أبي عنها

وما ألهتني الحياة

أي حياة !

أقصد التي كرهتها بدون أن أبصرها

بشعوري المحض

أحاول أن أعيد تفاصيل طفولتي
عند النقطة التي فارقت فيها الحياة

أي حياة !

أقصد تلك الحياة التي أمقتها
بدون معرفتها

وفي عشريني لم أكن مشوش
فقط بل كنت مبعثر الفكر

أرمي بحبر عذري على ورقة نقية
ثم
تتوسع الحياة

أي حياة

دعوني من هذه الحياة


كنت في عصر باطني سقيم
حاولت التمرد عليه
بكل السبل

لكن الإيقاع كان صامتاً
وتلك الأرواح التي لا أراها
تتغير

والملامح التي لا أعرفها
تتبدل

والليالي كانت تناديني
لكي أحسب نجومها غير المضيئة في عيني
وغيومها غير الممطرة على جبيني ،



وأعتذر لأني غير متفرغ
سوى لحساب أسنان أمي
ولقراءة كتب نجوم الأرض
وكتابة "سقط الزند"
وزندي ثابت يأبى السقوط

ولازلت في عشريني
أذكر سنيني الماضية
وأنسي سنيني القادمة
والحياة هي من تنسيني

من هي الحياة !

من تكون !

ربما هي التي ادعت :
باني الأعمى الوحيد الذي عليه حرج !

كل الحرج.

(تبادل أدوار) 2/ب

أنا المعري !



في العشرين من عمري
أقوم بتمشيط شعري
في غرفة التجهيز في المسرح

مسرح فينا*
و الجمهور الغفير ينتظر
لسماع اول سمفونياتي

أقدم خطوة وأتراجع
قبل صعود المسرح

لكني أتذكر حلم أبي
ومرض أمي الطويل

وأقول حينما أنجح
وأبهر هولاء البشر

ربما أسعد أبي لدرجة تجعله
يترك إدمانه المقيت للكحول

وربما عندما أعود للمنزل
وأخبر أمي بنجاحي المذهل

تشفى أخيراً . . تشفى

أصعد بكل عزيمة على إبهارهم
بقدر إستطاعات ذهني

و الجمهور يستقبلني بالتصفيق
وأنا لم أفعل شيء بعد

فهمت أنها تصفيقات تحفيز
لكي أقدم لهم كل ما لدي

أو لكي يخف عني هذا التوتر القاتل

أبتسم إبتسامة قصيرة على مضض
مع إنحناءة بسيطة لهم

وأتقدم نحو فرقتي الموسيقية

أشير لهم بعصاي الصغيرة

وتنفجر آلة الصخب
في داخلي
قبل إنفجار الآلآت الموسيقية

وأنا في عالم آخر
حيث أمي

اتخيل شكلها للمرة الأولى
وهي خارج فراش المرض

انتهيت الحفلة

قمت أنا والجمهور والفرقة
بالتحايا الروتنية المتبادلة

ثم ذهبت للبيت

أبي يغمره السرور
يصرخ أنا فخور بك يا بني

وأنا أحاول التملص منه
لأذهب لأمي واخبرها

وحين وصلت إلى مضجع أمي
قبلت يدها وأخبرتها
فهزت برأسها يمنة ويسرة

ثم ماتت

وأنا من هول الصدمة
أقول لها :
تنهدي على الأقل
أريد تأليف سمفونية آخرى !

;
;
;
;
.

@شاهين الهاشمي ​

.
واي وتر هو حين هز بتيهوفن غابتنا
وتر الموسيقى بساقيه لينبض الاحساس
متفرداً وكأنه يوماً لن يفقد احد سمعه
في هذا العالم
بل ظل يعزف لنا الجمال بـ نغم الوجود
واغنية متفردة كلماتها
بين اسنان امه نبض الخلود
لكن الخلود ( رحلت )
قبل ان تكتمل سمفونية الحياة بتنهيدة اخيرة
يـــالـ الوجع ...!!
وكل شيء مكتض بالكأبة ..
وعلى المواجع المتكئاً
ولله الملتجأ.. وهذا الاحتراق يشعل فتيل الحزن
في قلب ممزق ..
وايامه ظلمات بعضها على بعض
ووحده كان خفيف مؤنس .. رغم البؤس
يمكن تصنيفه من بين الاف المشاعر بأنه
الواحد الملموس رغم ظلام العتمه في عينيه
لكن لم يبقى من تبدل الادوار سوى تحليق الفراشات موتى ...
وانين الحكايات ..
واليوم الذي يثقل كاهل الفرح
بـ شجاعة المغادة .. للابد ...

الهاشمي


سأقول لك على اثر المعري
لا أعدم الله التاريخ إرشادَك،
ولا هذا الصرح إنشادَك،
فلو كان للغابة العربية كوكباً لكُنتَه،
ولو سكن بيتَ الشعر أحد لسكَنتَه.

واقول ..، @شاهين الهاشمي

بين كوكبين من سواد لونت بياضاً
وهنا انت حقاً ( كوكب ) لا تشبه الاك

ايها الهاشمي

كنت اراك كاتب محنك
لكن حين تجتمع الحنكة بالذكاء والتفرد
يكون بيننا ( مؤرخ ملكي )
يعيد لنا العصور القديمة وحكاياها شدواً
بطريقته الخاصه
لا اعلم هل هنا نحن نملك ثروة بشهادة التاريخ
ام نحضر ملحمة لا زال جديدها غزير
فلوً كان في عصرك معارك ( لكنت بطلها )
ونحْنُ في الانتظار نهتف بالانتصار



شكراً جميلا لهذا الجهد
الذي يكتب لنا تاريخ مختلف بلون السماء


كنتَ قد وعدت
بأنك تسكتب المزيد
وكُنتُ قد انتظرت
ان يكون لك موضوع جديد
وبالفعل انتظرت ...؟
ولم اكن اعلم ان جديدك سيكون في نفس الصفحة
فعندما دخلت انبهرت ...!

فلو كان لي امنية


ان تستطيع تأليف سمفونية من تنهيدة
( لازالت عالقه ) في منتصف الرحيل ..!
دُفنت وهي على قيد الحياة



الكاتب القدير شاهين

انحناء تقدير
يليق بسموك و ليلة بيضاء
بعد ألف ليلة وليلة من السواد



.

.

في العاشر من أكتوبر الماضي
ثم عزف أول أوتار سمفونيات التاريخ !

وأنا لا أعلم !

أين كنت

ولما يا أستاذ الذكرى
لم تخبرني !

وأنا كنت أحسب بأني تلميذتك
المتابعة لكل أعمالك

حقاً هذا عتب

لكن العجب كل العجب هنا


ملحمة بين فيلسوفين
فيلسوف الشعر وفيلسوف الموسيقي



يكتبها عبقري الكلمة
وأستاذ السرد الممتع



من مقدمتين بارعتين ناجعتين

ألف وباء

إلى تبادل أدوار مبتكر


وفخر كل الفخر قرأتك أستاذي
@شاهين الهاشمي
لذا رجاء خاص أخطرني
عند وجود موضوع يخصك
لأكون من الأوائل هنا
فـ منظري وأنا متاخرة
في الرد والمتابعة
ثقيل جداً علي