يا سيدة الحرف…
حتى الفلسفة حين تميل إلى الحزن، تحتاج من ينتشلها،
وأنا هنا لا أجادلكِ بمنطق أفلاطوني،
بل أحتضن حرفكِ بواقعيته، وأقول:
نعم…
كثيرٌ من البدايات تتوهج…
تصرخ بالألوان وتعدنا بالخلود،
لكن…
ليس كل وهجٍ مكتوب له الانطفاء،
بعضه يتحوّل… لا يزول.
الضوء الذكي لا يُبهر طويلاً، بل يُرافق.
يترككِ تُبصرين به، لا تحترقين منه.
أنا لا أكتب لتصديقي،
بل لأذكّركِ… أن الانطفاء ليس نهاية الوهج،
بل هو اختيار بعض النور أن يُحبّكِ بهدوء،
دون صخب البدايات.
فآمني بما شئتِ،
لكن دعيني أؤمن أنا بكِ…
بكِ حين تكتبين كمن يُنقذ الضوء من موته،
وبكِ حين تهمسين بالكلمات وتُشعلين بها نصًّا لا ينطفئ.
ويا سيدة القصر…
في زمن جفّت فيه المشاعر،
كلماتكِ لا تزال تسقي شيئًا فينا…
شيئًا لم ينطفئ، ولن ينطفئ.
من يظلم يُظلم ولو بعد حين ومن قهر من لا يستطيع رد ظلمه عليه ضعفاً وقلة حيلة جرّعته الحياة نفس القهر الذي جرّعه لغيره وربما أشد منه، والحياة كما يقولون ديون قد يتأخر سدادها بعض الوقت لكنها دائماً واجبة السداد في الدنيا وفي الآخرة.