اسكادا
ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية
الاشراف

كل عام وأنتِ…

إلى الغائبة التي نادتني الأيام باسمها ولم تُجب،
إلى مَن سكنت قلبي ثم انسحبت منه بهدوءٍ مُتقنٍ يشبه الوداعة… أو يشبه الخوف.
كل عامٍ وأنتِ… لا تعلمين.
وأنا… لا أنسى.
أعلم تمامًا أن هذه الرسالة لن تصل،
ولا بريدًا سيحملها إليكِ،
ولا احتمالًا صغيرًا بأن تعودي ذات صدفة لتقرئي.
لكن.. أكتبها، لأن الكتابة عنكِ…
هي الطريقة الوحيدة التي لا تُظهرني ضعيفًا، ولا تجعلني قاسيًا.
فأكتب،
كما يتنفّس الغريق لحظة فوق سطح الماء،
وكأن الحروف شهيقٌ أخيرٌ قبل أن أُغرق فيكِ مجددًا.
لا أعرف أين أضعتكِ،
ولا بأيّ لحظةٍ أخطأتُ فتهتِ عني…
كل ما أعلمه،
أن العيد أقبل هذا العام خاليًا من حضوركِ،
كغرفةٍ ما زالت تحتفظ بعطركِ… دون أن تمسّها يد.
أنتِ لا تذكرين، على الأرجح،
لكنني ما زلتُ أذكر آخر عيد ضحكتِ فيه،
حين قلتُ لكِ: “كل عامٍ وأنتِ الأقرب.”
ولم أكن أعلم…
أن المسافة بيننا ستصير وطناً كاملاً من الأسى.
اليوم، أعيد عليكِ…
وفي قلبي مدينةٌ من الصبر تنهار،
لكني — رغم ذلك — لا أضعف.
أكتب بيدٍ تعرف أن لا أحد سيقرأ،
لكنها تؤمن أن الكتابة فرضٌ على مَن أحبّك بصدقٍ لا تمحوه الحياة.
كل عامٍ وأنتِ طيّبة،
كل عامٍ وأنا… أحملكِ بيني وبين الدعاء،
بين الحنين والصمت،
بين القلب والقلب.
وإن سألوكِ يومًا:
هل وصلكِ شيءٌ مني؟
فابتسمي، فقط…
فلن يعلموا أنني أُرسل لكِ عمري بأكمله في جملةٍ واحدة،
لا بريد لها،
لكنها تكتبني كلما نسيتُ كيف أتنفس.



اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : كل عام وأنتِ…
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء
أشعر أن ما أكتبه لم يذهب هباءً…
أن الحرف، وإن كان موجوعًا،
قد وصل إلى من يَفهم عمقه دون أن أشرحه.
ليست الكتابة ما يهم، بل تلك اللحظة التي تُصيب شيئًا فيكِ…
توقظ ذكرى، أو تهمس في وجع، أو تُربّت على حنينٍ صامت.
شكراً لكِ من القلب…
فما من ضوء يمرّ على النص، أصدق من قارئة شعرت أنها كانت تكتبه أيضًا