تواصل معنا

مأساة وطن مأساة طفولة مأساة مجتمع وقوميه الم متجذر امال تنتهك واحلام تغتصب وما زلنا نتنفس اليك وطني ...... اعلم انك تنزف ولا ضماد...

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة

مأساة وطن
مأساة طفولة
مأساة مجتمع وقوميه
الم متجذر
امال تنتهك واحلام تغتصب
وما زلنا نتنفس
اليك وطني ......
اعلم انك تنزف ولا ضماد يوقف نزفك
واعلم انك تعاني ولا يد تطبطب عليك
ولكن ......يبقى هناك امل ولو كان بحجم
حبه عدس ...هناك امل ......
غمضة عين
بقلمي ......الجوري
Screenshot_٢٠٢٣٠٣١٥-١٣٠٤٥٨_Wattpad.jpg
 

هدوء

💎مستشار اداري
نائب المدير العام
إنضم
24 مارس 2022
المشاركات
30,469
مستوى التفاعل
32,550
مجموع اﻻوسمة
14
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
وكم في غمضة العين تلك
من أماني وأحلام لاتنتهي ..




قلم أنيق وحروف تلامس الشمس
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
غمضة عين
بقلم .......... الجوري

جلست على طرف سور البيت وانا اتنهد

البارحة كان يوما عصيبا جدا على والدتي همست

ورفعت يدي أمسح عيني بعد ان فاجأتني دمعة منهمرة

منها

نادت والدتي:لمار .....لمار .....تعالي لقد حان وقت الغداء

صرخت قائلة لست جائعة امي هل لدينا بعض الارز للبط

ان البط جائع

صعدت امي الى السطح وهي تحمل طبقا مليئا بالخضار

والفاكهه والارز بواقي طعام الامس الذي لم يلمس

ناولت الطبق للمار وجلست على مقعد تحت عريشة من

العنب قالت :سيكون صيفا حارا هذه السنة

لمار :نعم امي هكذا يقال امسكت الطبق وذهبت الى قن

الدجاج والبط ووضعت الطعام هناك ليأكلوا

وعادت كانت تجر اقدامها كأنها مكبلة بالارض كأن ايد

تمسك بأقدامها وتشدها ارضا مشيتها مشية عجوز

جاوزت التسعين والنيف مع انها مازالت لم تبلغ

السابعة من العمر

جلست بجانب والدتي وتنهدت

قالت بعد صمت طويل ثقيل :امي ....

والدتي:نعم حبيبتي قالتها وهي تمسد شعري

الاسودالحالك

رفعت عيني لاقول :امي هل سنترك منزلنا ؟

اغمضت الام عينيها قليلاكأنها تحاول ان تداري دموع

تكاد تسقط لكن رجفة طرف شفتها كان واضحا ومؤلما

بنفس الوقت

وضعت لمار اناملها الصغيره على طرف فم والدتها

فتحت الام عينيها وقالت:لا حبيبتي نحن لن نخرج من

منزلنا لو مهما حدث

قلت :ولكن الاخطار يا أمي

الوالدة :لا يا لمار اود ان اسألك سؤالا حبيبتي

لمار :نعم امي

الام :لو احضرنا هراوة وبدأنا بتكسير بيت البط خاصتك

ماذا ستفعلين ؟

لمار :يا الهي شهقت بقوة

سأمسك بيد من سيحطم منزل البط سأحارب واصرخ

ولن اجعله يتهدم انه بيت البط امي كيف سأسمح لأحد

ان يشرد البط خاصتي كيف امي قالتها وصوتها يرتجف

الام:اهدأي حبيبتي

هذا ما يحدث معنا لقد ابلغنا باخلاء البيت وهو بيتنا

ومنزلنا وسكننا منذ فترة طويلة طويلة جدا لن نغادر

ابدا حبيبتي

لمار :لكن امي انهم يقولون سيفجرون البيت لذلك يجب

ان نخليه

امي :حبيبتي لن نغادر ابدا هذا بيتنا وهذه ارضنا اترين

تلك القبة الذهبية

قلت :نعم امي

امي :انهم يريدون اخذها واخذ تلك صاحبه اللون

الاخضر المزرق ويريدون ذلك السور اترينه حبيبتي

قلت والدمع ينهمر من عيني يريدون الاقصى والصخرة

والسور يريدون ارضنا امي

اوووه عزيزتي نعم حبيبتي يريدون ارضنا كما اغتصبوا

وطننا ولم يقدر ان يمنعهم احد اليوم يريدون ارضنا

المقدسة

غمغمت يا الهي

امي :لا تخافي حبيبتي لن نرحل

هيا بنا لنتناول الطعام

هززت رأسي قائلة هيا بنا امي

تناولنا طعام الغداء كل من في البيت سارح بأفكاره

الكل يتساءل ماذا سيحدث او ما مصيرنا

الاخطار بعثته محكمة الاحتلال البارحة صباحا وفيه امر

باخلاء المنزل قبل صبيحة الغد او سيهدمون المنزل

على رؤوسنا كان اخطارا شديد اللهجة

انهيت طعامي وغادرت المائدة الى غرفتي فتحت النافذة

فاذان العصر على وشك ان يصدح ،وليس اي اذان انه

اذان المسجد الاقصى يقع بيتنا بمحاذاة السور سور

القدس ومن نافذي استطيع ان ارى قبة الصخرة بلونها

الذهبي التي ترتطم به اشعة الشمس فتزيده بهاء ورونقا

اتكأت على النافذة لأطل على منزل كان منذ سنة

لصديقتي منى والان يقطنه المستوطنون

اذكر ليلة وداعي لمنى كانت ليلة شديدةالحزن على قلبي

مع ان عمري لم يكن سوى ستة اعوام لا اكثر جاءت قوات الاحتلال واعتقلت

والد منى بحجه انه مخالف للقوانين وانه يؤذي بكلامه

على صفحات الفيس كيان الاحتلال لقد نفي هو وعائلته

خمس سنوات من القدس ونفي الى غزة حيث لا يعود

احد وصباح اليوم التالي كانت هذه العائلة تقطن مسكن

صديقتي منى وعائلة منى بالمنفى

كانت ليلة عصيبة جدا بدأت بالبكاء عند تذكري للاحداث

منى وهي تمسك بأكفي وتبكي وتقول لي سنعود لمار

سأعود يوما ما سأعود اتمنى ان تنتظرينني عندما نظر

اخوها الي وقال سنعود لمار لم افهم يومها لم رحلوا لم

افهم ما يقولون وما زلت اجهل ماقيل في ذلك اليوم

ذكرى مغطاة بالدموع

فجأه رمي على نافذتي زجاجة فارغه من المشروبات

الغازية ارتطمت بالشبك افزعتني فصرخت

كان ابن المستوطن يضحك لانه افزعني خرج والده كان

ممن يرتدون طاقية كبيرة سوداء وله شعر ملفوف على

جانبي وجهه سألت امي يوما لم هؤلاء هكذا قالت لي

انهم من المتشددين صرخ بي (مرخبا)

لم اجب لقد خفت من سلاحه المستلقي على كتفه

فأغلقت النافذة بسرعة واختبأت تحت فراشي واسدلت

البطانية على اطراف الفراش حتى لا يراني احد ونمت

في ذلك اليوم تحت الفراش حتى اذان العشاء عندما

جاءت والدتي تناديني لاخذ طبقا من الحلويات لجيراننا

المقابلين لنا

خرجت من تحت الفراش ولكن ركضت بسرعة الى باب

الغرفة واوصدته

لأبدأ بنزع ملابسي ووضعها في كيس من البلاستيك

انه ما افعله كل يوم تقريبا لقد تبولت في ملابسي

كنت ابدل ملابسي وانا ابكي بصمت وخجل مما يحدث

لي اكملت وغسلت يدي ووجهي ورتبت شعري كما

اعرف امي لا تربط شعري ابدا فهو قصير استطيع

تسريحه بكل سهولة نظرت الى المرآة بخضراوتي مددت

لساني وانا اقول غبيه كل مرة تفعلينها يا الهي كم انت

جبانه

خرجت من الغرفة وانا اخفي الكيس خلف ظهري اخاف

ان يراني احد منزلنا يقطنه مستأجرون ليس لنا اقارب

ولا اهل فأهل والدي هاجروا منذ زمن الى كندا وامي

والدها ووالدتها توفيا وليس لها اخوة او اخوات .

اعلم انك تتسائلون اين هو والدي

والدي لم يتوفى بل والدي اسير عند الاحتلال منذ عشر

سنوات

سؤال حيرني ايضا لكن اظن انني سأجد اجابة ولو بعد

حين فأنا لا اعلم كيف يحق لاحد ان يأخذ الاباء الى السجن

وضعت الكيس بجانب حاوية القمامة وانا اتلفت لا اريد

ان يراني احد وتوجهت الى غرفة والدتي كانت تجلس

على سجادة الصلاة تصلي وما ان انتهت حتى التفت

الي قائلة لمار حبيبتي

اجبت بتلعثم نعم امي

حبيبتي هل لك ان تفتحي نوافذ غرفتك تحتاج الى تغير

الهواء بها

هززت رأسي وانا اتمتم يا الهي انها تعلم توجهت الى

غرفتي وفتحت النوافد وتلصصت من حافة الباب على

المطبخ حيث القيت بالكيس وطفرت دموعي تباعا

كانت والدتي قد حملت الكيس ووضعت الملابس داخل

حوض الغسيل وخرجت من المطبخ

هنا لم استطع كتم دمعتي بل اطلقت سراح شلالات

دمعي وخزيي ودخلت غرفتي وكما العاده انزويت تحت

فراشي لكن من لديه ام مثل امي لن تدوم دمعته طويلا

اقتحمت امي الغرفة ونزلت تحت الفراش ونامت بجانبي

لم اتمالك نفسي والتصقت بها ضمتني اليها وهي تمتم لا

تبكي حبيبتي لا تبكي

توقفت عن البكاء فزحفت امي حتى خرجت من تحت الفراش وسحبتني وراءها

جلست على فراشي واوقفتني بين رجليها وقالت

لاتخجلي من شيئ يحدث معك دون ارادتك حبيبتي

نحن نخجل من تصرفات نتصرفها بملئ ارادتنا وهي

خاطئه وتؤثر على غيرنا لذلك حبيبتي كوني قوية ولا

تهتزي لامور خارجة عن ارادتك

هزز رأسي والقيت جسدي بين ذراعيها

امي كانت صخرتي التي تسندني دائما لم اشعر

يومابالضعف بسبب وجودها بحياتي

غابت شمس اليوم وجاء اليوم الموعود اليوم هو يوم

هدم منزلنا اليوم هو يوم طبع في حياتي اليوم هو

23ايلول 2002 مفصل في حياتي لن انساه الى يوم

يوعدون

استيقظنا عند الفجر على الهرج والمرج والاصوات

والكلمات التى تتطاير فوق رؤوسنا كما الحجارة من سجيل

بلغته العربية الركيكة كان احد افراد الشرطة ممسكا

بمكبر الصوت وهو يقول

(على الكل اخلاء المنزل لا تضطرونا لإستخدام العنف )

(معكم نصف ساعة وبعدها سنقتحم المنزل )

ركضت عند امي وانا ارتجف فرأيت ما لم اتمنى ان اراه

يوما كانت امي تجمع بعض المقتنيات من غرفتها وهي

تمسح ادمعها

صدمت لم اقدر ان اتكلم بل ركضت الى غرفتي وانا لا

اعلم ما افعل نظرت الى كل قطعة في غرفتي كأنني

اودعها وحملت دمية اعطتني اياها امي منذ زمن وقالت

هي من والدك كانت دمية قماشية مخاطة بعشوائية

عيونها ازرار من لباس والدي في المعتقل وفمها كان

سحابا قالت امي انه من بنطال والدي عندما اعتقل

اما لباسها فكان قطع من القماش صوفي كانت من قماش

بطانية والدي شعر دميتي كان خصلات من شعر والدي

كان قد اطاله جدا ببدايه اعتقاله وعندما قصه احتفظ

ببعض الخصلات كأنه يعلم انه سيكون اغلى كنز لي

ضممت دميتي الى صدري وودعت غرفتي بنظرة تمنيت

بعدها ان لا ارى شيئا واغلقت الباب بهدوء واوصدته

بالمفتاح واخفيت المفتاح داخل دميتي وخرجت

فوجدت امي تقف كما الطود لم تعلم اني رأيتها منكسرة

لم تعلم ولن تعلم ركضت نحوها فنظرت الي بكل شموخ

وقالت لمار نحن نرضى بما قسم الله لنا هيا بنا يا ابنتي

امسكت يدي وحملت حقيبة وخرجت من المنزل بعد ان

غادر الجميع كنت انا وأمي اخر المغادرين وما ان أقفلت

الباب حتى جاء احد افراد الشرطة ليبعدها لكنها دفعته

بكل قوتها وصرخت به

لقد نسيت انبوبة الغاز مفتوحه ولم اطفئ الضوء في المخزن

وفتحت الباب ودخلت

كانت لا اعلم كيف اصف لكن احسست ان مايحدث

مشهد من فلم اقتحمت الشرطة المنزل بكل وحشية

اقتلعوا الباب دون هواده لم اعلم ما افعل فأغمضت

عيني خوفا وجزعا لكن بعد برهة سمعت صراخ امي

فتحت عيني فرأيتها كان احد الرجال يدفعها بكل قسوة

وهي تصرخ لم اغلق انبوبة الغاز دفعها بكل وحشية

حتى سقطت ارضا وانهال عليها بجزمته ركلا عندها من

شدة الخوف انسابت المياه من تحتى وانا لا اشعر قام

احد الرجال بامساك امي من يدها وجرها على الارض

وجرها على الادراج الواصلة بين منزلنا والشارع هذه

الادراج خانت امي مع انها كانت دائما تنظفها خانتها مع

انها كانت تجلس عليها كل عصر خانتها وهي التي كانت

تسقي وتزرع الازهار على اطرافها صرخت بملئ صوتي

أمي
واندفعت اضرب الجندي ليترك امي فقذفني بيده لاسقط

اسفل الدرج على ارضية الشارع رأسي ينزف دما

وثيابي مبللة بخزي هذا اليوم فتحت عيني التي غطتها

دماء رأسي ونظرت الى امي كانت تجلس عند الحائط

مزرقة العينين ووجنتها حمراء ويدها كانت زرقاء جدا

ومجندة تقف امامها تمسك ببطاقتها الشخصية
كانت تنظر الي وكأنها غير متألمة مع انني ارى الالم

ينطق من بين عينيها نظرت حولي رأيت اهل الحي

ينظرون الى ما يحدث من نوافذهم ولكن لا احد يقترب

منا وقفت بأرجلي المهتزة ومشيت نحو أمي وقفت

بينها وبين المجندة وقلت للمجندة هذا بيتنا غادروا

صرخت غادروا تقفتني امي بين ذراعيها وشدتني الى

صدرها وهي تهمس لي اهدأي حبيبتي انهم لا يفهمون

اغمضت عيني وبدأت بالبكاء فهمست لا تريهم ضعفك

حبيبتي اننا اصحاب حق لن يجعلونا نركع ابدا

مسحت دموعي بيدي ووقفت وامسكت بيد امي لتقف

بجانبي ورحلنا عن منزلنا لم نحمل الا حقيبة واحدة

ودميتي مفتاح غرفتي ومفتاح البيت انتهى هذا اليوم

بكل مراره الذي تعشعش بين مسامات ذوقي ولن يتغير

هذا المرار ابدا
رحلنا عن منزلنا وارضنا رحلنا قسرا لم نستطع ان نبقى

وهنا بدأت رحلة الشتات من سقف لنا الى سقف نبحث

عنه حتى يؤينا سكنا في قرية قريبة لم يأت معنا احد

لان الجميع كان قد رتب اموره ليسكن عند اقاربه ولم

يبقى غيري وامي استأجرنامنزلا صغيرا اول ليلة لنا في

هذا البيت كانت عصيبة فأمي كانت تعاني من آلام

شديده نمنا الليلة بين تقلب وارق ولكنها مضت عندما

استيقظنا كان جرح رأسي قد جف وعيون امي الجميله

مدفونة بين التورم
ثلاث ايام ونحن في المنزل لم نجد شيئا نأكله فأمي

طريحة الفراش وانا طفلة صغيرة الى ان سمعت طرقا

على باب البيت فركضت اقول نعم...........
 
الجوري
الجوري commented
حبيبتي يا البي
الروايات القادمه بدون حزن وعد
 
الاكليل
الاكليل commented
احاول اقرأ بنركيز رائعة جو
خلاص قررت لازم اكتب رواية 😎
 
الجوري
الجوري commented

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
غمضة عين
الفصل الثاني
كانت سيدة ببداية الاربعينيات قالت لي انا ام سعيد

جارتكم استأذنت ودخلت ورأت امي ممدة على ارضية

المنزل مغطاة بقطعه من ستارة كنت قد انزلتها عن

النافذة قبل ليلتين عندما بدأت امي بالارجاف بردا

دخلت ورأت حالتي وحال امي فقالت ما اسمك

قلت لها لمار

قالت تعالي يا لمار سآخذك الى بيتي لتعتني بك ابنتي

سلمى وانا سأعتني بوالدتك لا تخافي

بالفعل امسكت بيدي وسحبتني وراءهاالى بيتها ونادت

على ابنتها سلمى

وعادت الى امي

قامت سلمى بنزع ملابسي كلها وادخالي الى الحمام

ونظفتني جيدا والبستني ثوبا جميلا قالت لي انه كان

ثوبا لاختها الصغرى

وسرحت شعري وقالت لي اتعلمين انك فتاة جميلة جدا

لمار فليحفظك الرب من كل سوء

هززت رأسي وشكرتها

تركتني وذهبت الى المطبخ لحقت بها لأنني خائفة عندها

اقتحم المنزل ولد تقريبا في الرابعة عشر من عمره وبدأ

يقول لقد فعلناها لقد منعنا الجيش من الدخول الى

البلدة وكان يصف ما فعل رجال البلدة ويصول ويجول

ويقفز من الكرسي الى المنضدة وهو في شدة الانفعال

واخته تضحك عليه وعلى انفعالاته

واخرجت قطعه من الحلوىوناولتها له وقالت لقد

صنعتها لك يا سعيد كلها قبل ان يحضر سعد

وضعها في فمه ومص اصبعه بفمه وقال لذيذة كما العادة

ابتلعت ريقي وانا انظر الى اصبعه يغوص في فمه

نظرت الي سلمى واقتربت مني وقالت هذا اخي سعيد

اقترب سعيد مني ومد يده المتسخه بعد ان مسحها

ببنطاله وقال انا سعيد بمعرفتك من انت ايتها الجنية

قلت له انا لمار ولست جنية

قال :ثوبك وشعرك الاسود القصير وعيونك الخضراءهذه

تشبهين الجنيات

تشرفت بك لمار واخرج قطعة من الشوكولا ووضها في

فمي وخرج

ضحكت سلمى وقالت فلنذهب الى منزلك عزيزتي لابد

ان امي قد انتهت من عملها هيا بنا بالفعل امسكت بيدي

وخطوت خارج باب منزل ام سعيد للمرة الاولى وتوالت

الخروجات من باب هذا المنزل المليئ بالعطف والمودة

والحنان هذا المنزل وقاطنيه جعلوني احس بالامان مرة
اخرى
خطوتي الاولى من باب منزل ام سعيد كانت منذ خمس سنوات
نعم بلغت الحادية عشر مرت خمس سنوات ونحن نعيش

في هذا البيت بجانب بيت ام سعيد

ام سعيد زوجة شهيد استشهد زوجها ببدايه انتفاضه

الاقصى لديها توأمها سعيد و سلمى وابنها سعد يماثلني

عمرا وابنتها ضحى رحمها الله توفيت قبل شهر من

دخولنا للبلده

تعمل ام سعيد بالحياكة

منذ ان سكنا منزلنا الجديد اتفقت امي وام سعيد على

الكفاح لأجل الاطفال وهذا ما حدث انشأت امي والخاله

ام سعيد مشروعا صغيرا للحياكة والخياطة والتطريز

عمل صغير لكن يسد رمق العائلتين

ترعرعت في كنف ام ثانية واخت وكان سعيد حارسي

الشخصي او كما كنت اناديه حصاني المجنح لانه كان

يضعني على رقبته ويدوربي البيت

سعيد من انبل الاشخاص الذين عاشرتهم لم يتوقف يوما

عن تمرير حبات الشوكولا الي كل يوم اصبح في

العشرين او اقل قليلا من عمره ومازال كما التقيته اول

مرة منفعل بشدة يحب وطنه ووطني فلسطين بشدة

ويحبني انا ايضا بشدة على العكس من سعد فهو لا

يحب وجودي قربه ولكن فرضت الظروف ان نكون في نفس الصف

انه يدير وجهه عني كلما مررت بالقرب منه

اليوم كباقي الايام لكن تاريخه هو المختلف 23/ايلول

2006منذ عام انتهت انتفاضة الاقصى كثيرون من

الشباب راحوا شهداء والكثيرون جرحى والكثير الكثير

ممن اصبح يعاني من عاهة مستديمة بسبب شظية

اورصاصة الكثير من الايتام والكثير فقد المعيل

وكثيرون فقدوا امهاتهم انت لا تمشي في

وطني الا وتجد بيتا او اثنين في نفس الشارع قدموااولادهم فداء لوطنهم

خرجت الى المدرسة كما العادة لكن اليوم ينتابني شعور

غريب لقد رأيت والدي بالحلم ليلة امس والدي انسان لم التقه يوما

ولم اسمع صوته يوما انا فقط اعرفه من صورة قديمة

له وامي في ليلة عرسهما منذ خمس سنوات لم تزر

والدتي ابي منذ هجرنا منعنا دخول القدس منعا باتا

وسلوان اصبحت حلما بعيدا ولكن مازلنا نحلم ان نعود

مفتاح غرفتي مازال معلقا حول رقبتي لقد اهدتني

سلمى سلسلة من الفضة كي اضعه حول رقبتي وقالت

لي انه كنزك وارتني كنز عائلتها كان مفتاحا كبيرا جدا

لقد كان لبيتهم في يافا

وصلت المدرسة وحدي اليوم لان سعد يعاني من حرارة

مرتفعة وسعيد لديه محاضرة صباحا اما سلوى فهي في

المنزل لدينا طلبية كبيرة نوعا ما

دروس وكتابة وانتباه لاشيئ سوى الدرس لم افهم يوما

ان الطبيعة البشرية طبيعة لئيمة ومنحطة الى هذه

الدرجة اليوم لا احد معي لذلك استفرد بي كل من يحقد

علي ويكرهني بسبب نجابتي اليوم قالت احدى

الطالبات لأخرى ان امها قالت انني ابنه حرام

استغربت هذا اللفظ وانصت للفتيات وهن يقصصن

قصصا مريعة عن والدتي بأنها هربت من بلدتها بعد ان

وجدت نفسها حاملا وانها كاذبة لم تهجر اليهود

لايهجرون اهل القدس واخرى تكذب الخبر لتقول انها

كانت على علاقة بابن عمها لكنه تركها وكلام كثير لم

افهم ما يقال وجاء وقت الحسم حصه التربية

الاسلامية وقفت وطلبت ان تأذن لي معلمتي بالكلام
فأذنت
معلمتي ما معنى ابنة حرام

تفاجأت المعلمة من سؤالي وقالت وضحي سؤالك

قلت مامعنى لقيطة معلمتي

سكتت المعلمة قليلا ثم قالت من اين سمعت هذه

الكلمات لمار
فأجبتها ان الفتيات يقلن عني انني ابنة حرام وانني

لقيطة وهناك فتاة قالت انني ابنة زينة وانا لست ابنة

زينة امي اسمها لبنى

همهمات في الصف وفتيات يلكزن بعضهن واولاد

مطأطئي الرؤوس وانا انتظر الاجابة فأنا محتارة من

فحوى الكلام

هنا قالت المعلمة حبيبتي انتي فتاة مسلمة وامك مسلمة

كذلك
هززت رأسي بنعم

اردفت انت لست كما يقال حبيبتي

لست ابنه زنا او حرام او لقيطه

لديك والد اليس كذلك

قلت نعم والدي معتقل منذ خمسة عشر عاما سكتت

المعلمة واحسست انها محتاره بهذا الكلام

جرس نهاية الدوام انقذ معلمتي من الاجابة حمل الجميع

حقائبهم وخرجوا مسرعين

لكن المعلمة قالت الجميع معاقب بسبب فحش الكلام

الذي صدر منكم غدا لا تحضروا الا وولي امركم معكم

خرج الجميع من الغرفة الصفية وهم يلقون باللوم على

بعضهم البعض خرجت من المدرسة فتلقفني سعيد

واعطاني قطعة الشوكولاتة لكن احس انني لست

طبيعية فأصر ان يعلم لم ارد ان اخبره لكنه اقسم ان لا

يكلمني ثانية فرويت له ما حدث

جن جنون سعيد لما سمع وقال غدا سآتي الى المدرسة

لارى ما الذي يحدث او لم جن جنون سعيد كنت ساذجة

عدنا الى المنزل كانت والدتي تجلس على كرسي وعيونها

زائغة هرعت اليها وانا اقول ماذا هناك امي

خرجت الخالة ام سعيد من المطبخ تحمل بيدها كأس

واقتربت من امي واعطتها لتتناول القليل

سألت مرة اخرى امي ماذا هنالك خالتي مابها امي

امسكني سعيد وقال فلنتركها ترتاح قليلاتعالي لمار

واخذني الى منزلهم كانت سلمى تقف في المطبخ

كانت غريبة جدا

سألت سلمى اهنالك خطب ما

سلمى ما ان رأتني حتى هرعت الي تحتضنني وتبكي

وتمسد خصلات شعري

كانت تتصرف بغرابة وبعد ذلك بقليل ابعدتني عنها

وقالت لله ما اخذ وله ما أعطى حبيبتي

استغربت قولها فقلت ماذا ؟
 
2 Comments
ندى الورد
ندى الورد commented
تحمست اكيد ابوها بروح اقرأ ع طووول
 
الجوري
الجوري commented
💓💓💓💓💓
 

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
وكم في غمضة العين تلك
من أماني وأحلام لاتنتهي ..




قلم أنيق وحروف تلامس الشمس
غمضه عين تضيع دروب وتفتح طرق
انرتني
بحضورك العبق
 
Comment

سيناا

محبوب الجماهير
عضو مميز
إنضم
27 أكتوبر 2021
المشاركات
32,767
مستوى التفاعل
6,607
مجموع اﻻوسمة
12
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
صعب ان تملك قلب مثقل بالألام و روح متهمة بالانطفاء

سرد رائع رغم صعوبة المشاعر

دمتى رائعة 🌹
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
صعب ان تملك قلب مثقل بالألام و روح متهمة بالانطفاء

سرد رائع رغم صعوبة المشاعر

دمتى رائعة 🌹
صعوبه المواقف وشده المشاعر تولد
نصوص بالغه الحياه نلمسها باناملنا

انرتني وميرسي للطف ردك وجميل كلامك
 
Comment

امل مفقود

نجوم المنتدي
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
12,565
مستوى التفاعل
4,280
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
الفصل الثالث
غمضة عين
بقلم ....الجوري

اجابتني لقد توفي والدك بعد صراع مرير مع المرض



حبيبتي



صمت وابتعدت



يا لها من صدمة لم اتكلم لم ابكي لم اصرخ فقط ادرت



ظهري ومشيت باتجاه المنزل كنت اعلم في قرارة نفسي



ان اليوم يوم شؤم ولن ينتهي دون ان يحدث امر سيى



لكن لم اتصور ان تكون رحيل والدي



ذهبت الى المنزل اذكر ان سعد كان يمسك يدي



ويناديني ولكن لم ارد عليه دخلت غرفتي وفتحت



صندوقي كانت دمية والدي القماشية تستلقي فيه



حملتها



وبقيت انظراليها فترة ثم قلت الحمد لله انك لن ترحلي



كما فعل والدي



انت الشيئ الوحيد الذي امتلكه منه انني حتى لا امتلك



ذكرى معه كل الاطفال يتباهون بابائهم وانا لم اعرف



والدي قط



جاء سعيد وطرق الباب وحاول الدخول لكن لم اسمح له



وسلمى وامي لكن اوصدت الباب واخبرت الجميع انني



بخير



تلك الليلة كانت ليلة تشبه التي امضيتها قبل خمس



سنوات عندما فقدنا الامان عندما حرمنا من بيتنا واليوم



فقدت الامان مرة اخرى لقد كنت اعيش على امل لقاءه



يوما ما



بقيت مستيقظه اناظر الفراغ الى الفجر عندها لم اجد



سوى سعيد وقد اقتحم نافذة غرفتي هلعت لكن لم



اتحرك من مكاني اقترب مني واحاطني بيديه وهمس



مابال جنيتي



همست له لا اعلم



قال حزينة انت لوفاة والدك



لا لست حزينة لوفاته انا حزينة على نفسي فقط



سعيد لا تحزني لقد استشهد والدي وانا ما زلت طفلا



تنهدت وقلت بصوت مرتجف



لقد لمست والدك سمعت صوته شممت رائحته



رأيت ضحكته وودعته عند رحيله



انا لم اكون لو ذكرى واحده معه لم اسمع صوته بدأت



بالارتجاف والبكاء وانا اقول انا لم المسه لم احس



بدفئه لم اره يوما اريد ان يكون لي اب مثل كل من



بالمدرسة اريد ابا يناديني باسمي لم اسمعه يقول اسمي



اريد ابا يضمني الى صدره ويبعد الخوف عني اريد ابا



يروي لي قصة



اريد ابا فقط اب كنت اتمنى وادعو وابتهل ان التقيه



يوما فأشبع حواسي من رائحته



ولكن لم احصل سوى على هذه امسكت بالدمية



وقذفتها الى الجدار وبات بكائي نحيباضمني سعيد الى



جسده وهو يقول انا والدك جنيتي انا والدك صغيرتي




وضمني اليه اكثر شعرت بدموعه تنساب على رأسي لم



اتكلم فقط بكيت الى ان ارتخت اعضائي وغبت عن



الدنيا ورحلت الى الاحلام كانت كوابيس شديدة الوطأة



لم استيقظ الا بوقت متأخرووجدت نفسي اتوسد ذراع



سعيد الذي كان يغط بالنوم



همست له اشكرك حصاني المجنح قبلته على وجنته



ونهضت من الفراش توجهت الى امي ورأيتها تبكي



قلت لها امي عندي سؤال ولن ابتعد حتى افهم



هزت والدتي رأسها وقالت ليس وقتا للسؤال لمار



لست مستعدة لاجيب عن اي تساؤل



قفلت عائدة الى غرفتي وجدت ان سعيد قد رحل فنزلت



الى البهو وتوجهت الي بيت الخاله ام سعيد ما ان



دخلت حتى تلقفتني ام سعيد والدمع يجري على



وجنتها مسحت دمعها وهمست لها لا تبكي خالتي لست



حزينة لفقد والدي فأنا لا اعلم من هو



ربتت على رأسي واقتادتني الي المطبخ اجلستني على



كرسي عالي وبدأت تقص علي قصصا عن زوجها



وحنيته مع اولاده وكيف استشهد وكم من الرائع ان



يكون لك والد هو سندك عزيزتي



فقلت لها لست بحاجة انا لدي حصاني المجنح



سيحميني الى ان أكبر واصبح قوية



في ذلك اليوم اغلق باب والدي وانتهت قصته لم نحظى



برؤيته او توديعه لقد دفن دون عزاء دفنه جيش



الاحتلال ولا نعلم اين فقط اعطينا رقما كان الرقم



ولشده الغرابة 239كأن ايلول يعدنا بالكثير بعد



مذ توفي وانا اصارع الوساوس التي تعتري صدري لم



افهم يومها ولم افهم بعدها فأمي لم تقبل ان اسألها



تلاحقت السنوات علي وبدأت انضج وبدأ تفكير يتوسع



كان سعيد يمدني بالكتب لأقرأ وسلمى تحضر لي قصصا



وروايات اما سعد فكان يغار من اهتمام اخوته بي سعيد



الان اصبح في الخامسة والعشرين



واليوم هو زفاف سلمى كانت عروسا رائعةبثوبها الابيض



وطرحتها الناعمة لقد خطبت الى رجل يعمل في الامن



احبته وهي في العشرينيات من عمرها كانت تراه في



الحي اذكر انني داهمت غرفتها يوما وكانت تمسك



بوردة ليست من الجوري بل كانت شقائق النعمان



وتشم برسالة عند انفها ضحكت يومها لمنظرها وقلت



هناك هواتف ارحمي قلبك قالت لي وكيف اشم عطره



برسالة هاتف وجعلتني اعدها ان لا اخبر احد وهذا



ماحدث الى ان طلب الزواج منها لقد احبها كما احبته



انا ارديت ثوبا لونه اخضر مثل عيوني احضره سعيد لي



وطلب ان يراني اول شخص ارتديته وركضت مسرعة



الى بيت سعيد وصرخت حصاني المجنح اين انت انني



هنا



فتح الباب وهو يرتدي بدلة سوداء رائعة كان رائعا جدا



وما ان رأني حتى اقترب مني وقال جنيتي تبدين كما



الجنيات في كتب الروايات



رائعة جدا خفق قلبي بشدة لاطراء سعيد



قال لدي لك هدية لك ابتسمت واغلقت عيني



اقترب مني ووضع قرطا في اذني وقال انتهيت



فتحت عيني كان يحمل هاتفه بيده فقال سألتقط لك



صورة لمار ابتسمت بشدة ووضعت يدي على اذني



اتحسس القرط كان خارطة فلسطين قلت ما لونها قال



لي بلون عينيك



والتقط لي صورة ووضعها على هاتفه قال فاتنة جدا



هيا الى العرس لقد تأخرت



كان عرس سلمى جميلا مثلها وكانت عيون النساء علي



في نهاية الحفلة وعند رقصة سلمى مع زوجها اطفئت



الانوار في الصالة فجلست في الصفوف الاخيرة



استريح حتى تنتهي الرقصة



كانت سيدتان الاولى تقول للثانية الفتاة ذات الثوب



الاخضر فاتنه ابنة من هي لقد اعجبتني واود خطبتها



لابني
ردت الاخرى انها ابنه امها لا نعرف من هو والدها



مجهولة النسب



رنت تلك الكلمة في رأسي مجهولة النسب يا الهي



فردت واحدة اخرى لا تقولي هذا الكلام انها ابنة



مصطفى كنعان مقاوم توفي بسجون الاحتلال



فردت الثانيه نعم لقد حكم مؤبد مرتين



لكن هذه الفتاه ولدت بعد سجنه بعشر سنوات



كيف اصبح والدها وهو مسجون كلام غير منطقي



وانتهت الرقصة وقمت عن الكرسي اجر نفسي جرا



لأخرج من القاعة ليتلقفني سعد على الباب همست له



خذني الى البيت سعد



قال مابالك لا شي اجبته فقط متعبة



بالفعل اعادني سعد للبيت



في ذلك اليوم شعرت انني فصلت عن العالم الخارجي لم



اعد لمار ابدا بدأ لوني بالشحوب وجسدي بالنحول ولم



انطق ابدا لم اقدر ان اتكلم بقيت على هذه الحالة فترة



ليست بالقليلة فقط اكل ما يبقيني على قيد الحياة



وادرس مايضمن نجاحي تدهورت علاماتي المدرسية



سعيد لم يعلم بكل تفاصيل الذي حصل معي لانه سافر



بعد عرس سلمى الى قطر ليعمل هناك سعيد مهندس



كهربائي سنتان لم يعد فيهما سعيد الى البلاد ليوفر



تكاليف رحلة السفر فقد كان يطمح ان يعلم سعد تعليما



جيدا



اذكر ان رحلة تعليمه كانت صعبة جدا ولكنه لم يشكو



يوما كان يعمل في البناء ويذهب الى محاضراته



ويدرس ليلا ليدفع اقساط الجامعة لم يأكل يوما في



جامعته ابدا كانت ملابسه لا تتغير هي نفسها حتى يوفر



ليدفع الاقساط مع كل هذا كان الاول على دفعته لذلك



تم قبوله للعمل في شركة كبيرة في قطر



سنتان لم يسمع صوتي سعيد ابدا



فانا فقدت القدرة على النطق كانت كل مراسلاتي معه



كتابية مع انه كان يلح ان اتكلم كنت اخبره لن يسمع



صوتي الا حين يعود لم يعلم ما لم بي سنتان وامي



تدور بي من طبيب لاخر ومن شيخ لاخر ولا فائدة لم



استطع ان اخرج من حالتي تملك امي حزن شديد



بسبب حالتي والخالة ام سعيد بالمثل وبدأت امتحاناتي



النهائيه شهر حزيران استكون شهرا للعنه كما ايلول



انني طالبة في الثانوية العامة امتحاني الاول فيزياء



قدمته وعدت الى المنزل شاحبة كما الاموات كنت اسير



تحت اشجار الصفصاف في البلدة افكر كيف سأسأل



امي من هو ابي ولماذا كذبت على كيف سأخبرها ان



سبب علتي هو اتهام الناس لها في ظهرها لا يهمني من



هو ابي فلدي والدة تجرعت المر لتنشئني خسرت الكثير



لأبقى لا اريد منها تبريراولكن اريد ان اسكت هؤلاء



البشر
فاجأني عندما امسك بيدي رفعت يدي لاصفعه ما كنت



اعلم انني سألتقي به هكذا سعيد شهقت وغبت عن



الوعي لم استيقظ الا في فراشي كان سعيد يقف عند



النافذة يدخن رأيت يده ترتجف اغمضت عيني لقد



حصحص الحق وجاء وقت الاعتراف



فتحت عيني كان فوق رأسي يتأمل وجهي عيونه كانت



متعبه وحزينه لم ار حصاني المجنح حزينا هكذا



ابتسمت له



اجلسني وجاءت امي بكوب من الماء اسقتني القليل كانت



قلقة جدا خائفة ربت على يدها انني بخير



جلس سعيد بجانبي وقال ما الذي حدث لمار



لم لم تخبريني بمرضك



لم اجب



تنهد وقال لوالدتي ماذا حدث يا خاله



قصت امي عليه ما حدث



التفت الي وقال لابد انه حسد او شيئ اخر لمار



طأطأت رأسي وتدفقت دموعي



قال هناك شيئ اخر لمار تكلمي



لا تجعلينني حزينا اكثر



فتحت فمي لاتكلم لكنني لم اصدر اي صوت



لم اقدر على الكلام



نظرالي سعيد وقال لا تريدين الكلام حسنا لمار



ووقف ليغادر وقال وهو عند باب الغرفة سأسافر غدا



صباحا ولن اعود ابدا الى هنا



خفت في تلك اللحظة انني افقد صخرتي اماني وسلامي



لا يمكنني ان اكون دون حصاني المجنح لبست ردائي



وخرجت الى منزل سعيد كانت الارض تتأرجح من تحت



اقدامي لكن لم اتوقف يجب ان اقول له لا اريد ان يرحل



وصلت الى باب البيت وكانت امي قد لحقت بي امسكت



بذراعي وساعدتني لادخل كان يقف مكتف اليدين صرخ



بي ما ان دخلت المنزل حتى صرخ بي وهذه كانت المرة



الاولى التي يصرخ بها سعيد بي صرخ وقال لا اريد



كلامك لمار اغادري منزلي الان وتوجهه الى الادراج لم



اتحمل ما الذي يحدث فركضت مترنحة اليه وامسكت



بيده وانا اهمس ارجوك



دفعني بشدة حتى كدت اسقط ارضا لكني تشبثت بآخر



قوة عندي وصرخت ارجوك لا تكن انت علي ايضا



وانهرت ارضا التفت الي ولمني بين ذراعيه وقال لا



احياني الله ان كنت عليك



انا حصانك المجنح جنيتي.......
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
اشكر لك مرورك الكريم
دمت بود ومحبه
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
حبيبتي مبارك تنزيل الرواية الجديدة
لي عودة للقراءة لا أزال متأثرة بنهاية الأولى و إن شاء الله يكون هنا أمل....
أثق فيك و أحب كل ابداعتك....
دمت متألقة جوريتي الحبيبة
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة

الفصل الأخير....

قالت انهن يقلن انني لقيطه بلا اب ابي ليس مصطفى
كيف انجبتني امي وهو بالسجن بعد عشر سنوات من اعتقاله انهرت باكية وانا اقول كيف اريد ان افهم فقط لاقطع السنتهن عن امي
انهارت والدتي ارضا ودموعا بللت وشاحها لم اعلم ما افعل سوى انني زحفت اليها وانا اعتذر منها واقبل رأسها ويديها واحلفها ان تسامحني كنت اردد لا يهمني ايا كان ابي انتي امي وابي وعزوتي
ابعدتني عنها وقالت انك ابنة مصطفى
وتستطيعين ان تتأكدي شعر والدك مخاط بدميتك اجري فحصا لتتأكددي
قلت لها لن افعلها امي لا اريد
قالت لمار انت ابنته لقد انجبتك بعد اعتقال والدك بعشر سنوات لم نجتمع بها معا ابدا الا في الزيارة
كيف حملتك انت لا تعلمين كم الصعوبات التي تكبدناها حتى اصبحت بيننا لقد كنت نطفة مهربة
شهقت امي

قالت نعم انك كذلك وقام الطبيب بزرعها بي لتلقح البويضة لانجبك حتى لا يندثر نسل والدك
اقترب سعيد من والدتي خالتي كان الاجدر ان تخبريها او تخبري امي لقد عاشت ازمة نفسية كبيرة مذ كانت في الحادية عشر من عمرها
لقد عاشت سنتان في المرض يا خالة كان يجب ان تخبريها
قالت امي لم افكر بذلك قط
كان هذا اليوم بداية لحياة جديدة حياة سأقتلع منها ما اريد درست كثيرا حتى حفظت مناهجي صما وقدمت امتحاناتي وكان سعيد يأخذني ويعيدني ويعطيني الشوكولا
لم اشعر ان شرخا حدث بيننا فأنا ايقنت انه يريد ان يخرجني من صدمتي
وعاد الى قطر ونجحت بتقدير ممتاز ودخلت كلية الهندسة مثل سعيد وسعد دخل كلية الطب
23/ايلول 2016
يوم تخرجي من كلية الهندسة بتقدير ممتاز سعيد قال انه سيحضر تخرجي كان يوما جميلا جدا رائعا ممتعا اجتمعنا به انا وامي والخاله وسلمى وسعد وسعيد جميعا عائلتي الرائعة ذات الوجوه الكادحة لكن الجميلة اليوم كان من ابهج واجمل ايام عمري لكن لا اعلم لا اشعر بالراحة قلبي ليس مطمئنا
عدنا للمنزل بعد الحفل والتقطنا صورا كثيره انا وسلمى وسعد وامي وخالتي والنصيب الاكبر كان لسعيد طلبت منه ان يسمح لي ان اصوره صورة واحدة لاحتفظ بها فأخذت صورة واثنتين وعشره وانا اقول لم تنجح وعملت تسجيلا للفيديو وسعيد يتبرم ويقول هيا لمار جنيتي لقد تعبت سعيد لم يتزوج مع ان عمره اصبح يقارب الرابعة والثلاثين
وانتهى التصوير وجلسنا لنتناول طعام العشاء لكن سعيد قال انه يجب ان يخرج لأمر ضروري امسكت به وغمزت له اتريد ان تلتقي بمحبوبتك
ضحك وقرص وجنتي وقال لا اني احافظ على نفسي للحور العين بالجنة ضحكت وقلت له يا الهي ستكون حياتهن صعبة
وضع قطعة الشوكولا في فمي وقال ليس لي سوى حورية في الارض والسماء
قلت له ومن هي يا دنجوان الزمان قال ستعرفين هناك رسالة ستصلك قريبا بها صورة حوريتي لا تغاري منها
ضحكت وانا اقول لا تخف
وغادر فناء البيت وانا اكاد اجن من هي التي سرقت قلب حصاني المجنح
انني في حيرة مضى الوقت سريعا ولم يحضر سعيد قال سعد سأفتح التلفاز قليلا حتى يصل سعيد
غاب سعد ربع ساعة وخرج مسرعا
وجهه اصفر يرتجف من رأسه حتى قدميه صرخت ام سعيد ماذا هناك سعد
لم ينطق كانت عيناه زائغه ونفسه غير منتظم هرعت اليه وهززته بكل قوتي سعد سعد لكن لم يجب فصفعته ليسقط ارضا ويصرخ سعيد هنا لم اعلم ما حدث لقد وجدت نفسي امام التلفاز كان الخبر يبث شاب ثلاثيني حاول ان يقتحم حاجز وصورة شاب مضجر بدمائه على الارض عرفت انه سعيد ركضت خارجا الكل يصرخ وانا اركض واصرخ سعيد سعيد
لا اعلم كيف وصلت الى الحاجز كانت سيارات الاسعاف
تقف بعيدا وجنود الاحتلال لا يسمحون لها بالمرور
صرخت سعيد سعيد وتوجهت الى الحاجز
كنت كجنية خرجت من حكاية بثوبي الوردي المنتفخ وحذائي وشعري المنساب يصل الى ركبتي
كان سعيد يحبه فلم اقصه ابدا حاولت الدخول اليه لكن الجنود منعوني ودفعوني ارضا لم استسلم ركضت باتجاه الجندي ودفعته ووصلت الى سعيد وانهرت ارضا بجانبه رفعت رأسه ووضعته بحضني كان ينزف بشدة صرخت وهززته لم يفتح عينيه امسكني احد الجنود وسحبني عنه فتلقفت جسده ولم اتركه بقيت اصرخ لم اعلم ما حدث فقط وجدت طبيب اسعاف يمسك بي ويبعدني عنه ويضعونه على النقالة ليخرجوه من المكان كنت اسبح بدم حصاني المجنح كان قالب حلوى ملقى على الارضية مملوء بقطع الشوكولا
لممت القالب الي وومض هاتفي برسالة من هاتف سعيد
اعتقدت لحظتها انني في حلم وسعيد بخير ويراسلني
فتحت الرسالة على عجل
فوجدت مكتوبا
الى جنية قلبي
هل تشفقين على قلبي وتقبلين الزواج بي
لقد وقعت على رأسي عندما رأيتك اول مره
وصورتي يوم زواج سلمى
القرط من الياقوت الاخضر هو اول دفعة بمهرك



جنيتي
احبك وسأبقى احبك لآخر نفس



كانت رسالته الاخيرة



رحل سعيد ولم اخبره انني اوافق على الزواج منه
رحل بلمح البرق تركني غارقة بدمائه تركني اتأرجح بين الحقيقة والوهم تركني وطلب يدي قبل ان يرحل
كان يحبني وانا كنت احبه احببت شهامته ورجولته احببت امانه وامنه احببت السلام الذي جعلني اعيش به
نعم انا لمار كنعان احببت سعيد حصاني المجنح من كل قلبي احببته



مسحت دموعي



ونظرت للكاميرا المقابله لي



هذه كانت قصتي لمار من طفلة حرمت من والدها



لطفلة حرمت من بيتها لطفلة حرمت من حقها في



قبول شريكها



هذه حكايتي اعتذر لكم لن اجيب عن تساؤلاتكم



فالمرض بات يستلقي على انفاسي لا اظن انني



سأجيب يوما او اشبع فضولكم ولكن تذكروا قصتي



واخبروها لأولادكم اخبروهم عمن اقتلعت من بيتها



ليزرع اناس اخرون مكانها ليسوا اصحاب حق



اخبروهم اننا لم نقدر ان نصدهم



فنحن نساء ضعيفات لن نصد هجوما بربريا كهذا



الوداع



واغلقت البث



واستلقيت على فراشي تنهدت وانا اقول رغم كل



الصعوبات التي حدثت بعد رحيلك سعيد رغم وفاة امي



منذ اشهر رغم هجره سعد واخذ الخاله والدتك معه الا



ان رحيلك كان الاصعب والاشد لقد كسرت ظهري



برحيلك ورسالتك احرقت كياني حصاني المجنح لم



اتزوج فانا عقدت قراني عليك برسالة اخبرتك بها اني



زوجتك نفسي بلا مهر او شرط اشعر انني الليلة سألحق



بك سعيد اشعر انك تنتظرني اشعر بيديك تلمني بعد ان



بعثرني الزمن



23ايلول 2021 اتمنى ان يجمع بيننا الرب فانا لن اكون



سوى حوريتك



واغمضت عيني ...........



فلسطين تضج بقصص مثل لمار وسعيد وقصص اشد



الما منها لكن مازلنا نقاوم لنعيش لنحصل على ابسط



حقوقنا



سنرجع يوما خبرني العندليب



النهاية ............
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
الفصل الأول...
مساء الخير جوريتي الجميلة....

و كم من أدمع نقية و دماء طاهرة.. سالت على أراضي الله المقدسة.. و سقت تربتها المسلوبة بنزيف روح باركها الله إن هي سقطت مظلومة في أيادي الأعداء..و لا زال السلام يستشهد كل مرة في مدينة السلام... و لازال الجور من بعد الوعد المشؤوم يجتاح تلك الأرض الإلاهية و يغرس الجراح في قلوب من سكنو هناك.. ثم ينثر ألامهما على تلك التربة القدسية لتصل أشجار الحزن لعنان السماء.. و تبكي الملائكة حزنا في الصبح و العشي...

مات فيهم الضمير و قتلت بهم الإنسانية فإستباحو الظلم و نشرو الظلام حين بددو بسوادهم كل نور..

لازالت القدس تبكي و تتضرع لله.. و يسمع العالم بكاءها فتنزف لها القلوب و هي ترفع يدها للسماء هامستا... "لك الله يا قدس".." لك الله يأولى القبلتين".. يا أرض الأنبياء... و مدفن الشهداء.. لك الله... و منكم يا كفرة لله!"... قتلتم الإنسانية.. و شردتم أهل الدار عن دارهم.. إستبحتم الدماء و أبحتم الظلم و التعدي... فلنا الله و منكم لله...

إغتصاب أرض و روح و وطن.. إغتصاب أمن و سلام و حلم... فمن يحاسب على الجرائم الكبرى في هذه الدنيا؟!.. أي عين رقيبة فوق هذه الأرض تعاقب الظالمين الذين ملأو فسادا ارضا إستخلفو فيها؟!....

هوت الأحلام في ارض الله المقدسة و إشتعلت نيران الحزن تحرق القلوب و تكوي الأرواح.. فأقام العالم حدادا لا ينتهي...

كم تألمت من المشاهد التي أنجبت من صدر بيت في أرض الحب و الحزن.. دوما تصلنا دموعها و صرخاتها دون أن نعلم ما يجري حقا في تلك القلوب التي هاجرها السلام و الهناء دون عودة... و قد ضاعت حين سكن الأغراب في بلادها و دمرو أحلامها الحبيبة....
بين معتقل و قبر و ضياع... تشتت أهالي أرض الله المقدسة.. و ضاعو على أياد لا تعرف الرحمة... لكنهم أبدا لم يخنعو...!
دوما أبهرني أهل فلسطين بإيمانهم و شموخهم بوقوفهم كالجبال في مواجهة الطوفان.. ما لهم من قوة الدنيا شيئا إلا إيمان غرسه الله في صدورهم و هم أهل الحق....
في بلد تزغرد فيها الأم وقت تزف إبنها شهيدا..!. في بلد حاربت بها النساء بصبرهم و مروءتهم.. و الرجال بشهامتهم و تقواهم...
في بلد أنجب اطفالا ارعبو الطغاة بحجارة... تلك بلد العزة و مسقط رأس الرجولة.. تلك مهد الإيمان و القوة...
لامار لم تكن إلا طفلة صغيرة سكنها الرعب حين خرجت مرغمة مع والدتها من بيتها الحبيب.. ظلما و عدوانا سرق منهم أمانهم و وطنهم.. ليشردو بعد أن كانو أهل الدار... فكم هي مفجعة قصة تعاد و تعاد...

حبيبتي ما أحلى طرحك الجميل لهذه القصة المؤلمة في كل تفاصيلها.. فالقدس جرح عميق في صدر كل عربي... هو قضيتنا الأولى على هذه الأرض... حقا تأثرت بكل التفاصيل المؤلمة مع علمي أنها البداية فقط
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
الفصل الثاني...
مهما بلغ الحزن و كيف ما إشتدت المحن فإن بصيص الأمل يظل موجودا لا يغيب... فالله لا ينسى عباده و إن نستهم كل الدنيا..
نور صغير قد أضيء في أطلال حياة أغتصبت منها الحياة!..
كان متجسدا في اسرة سلمى... فجميل أن وجدت السيدتين الحزينتين بعضهما بعضا ليربيا أيتامهما... و إن كانت لامار لفترة قصيرة غير يتيمة!..
تلك النفوس التي تواجدت لتؤازر بعضها و تشد بعضها هي النور الذي ينبلج في صدر الظلام...
غير أن الحياة بها من السوء اكثر مما بها من الخير... فها هي الصغيرة تتعرض للأذى اللفظي و إتهام في شرف أمها دون أن يكون لها علم بكل ما يجري بها.. فهي كانت من البراءة أن لا تفقه قولهم لكنها أحست أن به سوء و إهانة!..جعلت سكينتها الجميلة تتزحزح...
فمن الأصل الذي إنبثق منه هذه الإشاعة؟!.و ما جدواه وراء الخوض في عرض طفلة صغيرة؟..

و لن تكون النهاية الحزينة للفصل إلى بموت الاب الغائب و إنطفئ شمعة الأمل بلقائه....
و ها هي الاحزان تعود لطرق باب إختبأ أصحابها من ألامهم وراءه و ما كانت لتتركهم بخير!
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
مساء النور جوريتي الجميلة...
الفصل الثالث

كأني رأيت الحروف تنزف دما.. و قد فاضت مدامعها بعبرات مكلومة من مآسي القلب..!
فكم يقتل الروح أن تعيش في كنف الموت يهدهدها معلقا إياها في حبل مشنقته.. فلا تعيش حية أبدا..
و ما تذوق من المشاعر غير الألم و الوجع..!
مات والد لم تبصره أعينها.. و أخذ معه أخر بصيص للأمل قد إستنارت به.. كان دوما غائبا.. لكن حلم رؤيته لطالما ظل مرافقا إياها بدلا عنه.. إلا أن أتت الموت و سرقته... فسرقت زاوية أمان وهمية كانت تستظل فيها.. لأب كان دوما صورة من خيال!..

فبئس الحروب ما تفعله بالناس و كيف تدمر القلوب بلا رحمة!

من لا يجدون الحب في حياتهم هم من يشعلون فتيل الحروب لتفجير إحباطهم و حقدهم.ما الحرب إلا تسلية غبية لقلوب لا تعرف الحب و لا تجيده!

مرت السنين ما بينها من عام.. و الحزن و الألم لازال مترسبا على اركانها يأبى الزوال!.. و كأن السنين إستبدلت أيامها بنخرات و أدمع تشق الفؤاد!

جاء زفاف سلمى لتسمع فيه الصبية نفس الكلام الذي جهلت ماهيته و هي الطفلة مع إيضاحات أكثر!
فكانت الضربة القاضية لها.. خصوصا مع غياب حصانها المجنح.. فلم يظل لها غير الخيبات و العثرات!
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
مساء النور جوريتي الجميلة...
الفصل الثالث

كأني رأيت الحروف تنزف دما.. و قد فاضت مدامعها بعبرات مكلومة من مآسي القلب..!
فكم يقتل الروح أن تعيش في كنف الموت يهدهدها معلقا إياها في حبل مشنقته.. فلا تعيش حية أبدا..
و ما تذوق من المشاعر غير الألم و الوجع..!
مات والد لم تبصره أعينها.. و أخذ معه أخر بصيص للأمل قد إستنارت به.. كان دوما غائبا.. لكن حلم رؤيته لطالما ظل مرافقا إياها بدلا عنه.. إلا أن أتت الموت و سرقته... فسرقت زاوية أمان وهمية كانت تستظل فيها.. لأب كان دوما صورة من خيال!..

فبئس الحروب ما تفعله بالناس و كيف تدمر القلوب بلا رحمة!

من لا يجدون الحب في حياتهم هم من يشعلون فتيل الحروب لتفجير إحباطهم و حقدهم.ما الحرب إلا تسلية غبية لقلوب لا تعرف الحب و لا تجيده!

مرت السنين ما بينها من عام.. و الحزن و الألم لازال مترسبا على اركانها يأبى الزوال!.. و كأن السنين إستبدلت أيامها بنخرات و أدمع تشق الفؤاد!

جاء زفاف سلمى لتسمع فيه الصبية نفس الكلام الذي جهلت ماهيته و هي الطفلة مع إيضاحات أكثر!
فكانت الضربة القاضية لها.. خصوصا مع غياب حصانها المجنح.. فلم يظل لها غير الخيبات و العثرات!
حالنا ينزف وارضنا تنزف
عيوننا تبكي وتزف الشهيد تلو الشهيد
كأن الارض ترفض الا ان تأخذ الشباب اليها
كأن بيننا وبين الكفن عشق وبيننا وبين
الحزن عهد وبيننا وبين الالم والفجع موده
اشكرك فاتنتي على مرورك من بين حقل الغامي الباكيه
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
جوريتي الجميلة...
ما كل هذا الوجع الذي يمزق القلب!!
حقا تنصهر كتاباتي من شدة حزني و ألمي.. هذا الوجع الذي يفجر المأساة على كل قلب يمر به... بما فيه من وجع يفطر السموات و الأرض... فحتى الملائكة في عليائها ستبكي و تتحسر على أرواح مزقها العذاب...

يا وجع القلب و ألم الروح.!.. ما كانت و لا ستكون الفاجعة الأخيرة... أرض فلسطين لازالت تنزف في كل جنباتها... و أرواح الأبرياء لازالت تغتال كل لحظة...

إغتصبو الأحلام و خطفو الآمال!.. دمرو كل شيء!..
و لم يكتفو أو يتوقفو عند حد!

أينام الليل من إغتالو البلاد و قتلو العباد؟!.. أترتاح قلوبهم؟!.. هل تغمض أجفانهم؟!.. سارقو الأرض و الروح و الحلم؟!.. هل يهنؤون بما يسرقون؟!
أي وجع في الأرض سيفوق وجع أرض الله المباركة التي تشربت دماء أبرياءها..

أيا قدس..!.. أتستنعين إلى صراخهم؟!.. أتبصرين عذابهم؟!.. أتحسين بإنفطار قلوبهم؟!. أتتلمسين دماءهم النقية؟!
قلي لي يا قدس أهم فيك هانئون؟!.. هل وجدت أرواحهم السلام على هيكلك بعد أن تحررت من سجن الجسد؟!..

أ إنعدمت قدرة الطغاة على تعذيب الأرواح فعاشت سليمة أمينة داخل أسوارك بعد حياة مليئة بالظلم و العذاب؟!
لمار... شهيدة الألم.. قد تجرعت العذاب في كل مراحل حياتها... و لم تملك الحق في أن تعيش لحظة سعادة..!
فالحلم أتاها مدرجا بالدماء على حصيرة الموت ينخر قلبها... مات حبيبها و حصانها المجنح.. قتل ظلما و تركها ليد الأعداء!.. قتل و هو يعد لمفجأتها و طلب يدها للزواج!.. قتل بعد أن ترك لها حبه.. و الكثير من الأحلام المقتولة... رفعت روحه شهيدا...
فإستمر عذابها إلى أن سلمت هي الأخرى روحها...

فإلى متى حقا ستتكرر هذه القصة بمختلف تفاصيلها...؟؟

يا قدس متى يلقاك السلام..؟!..
ذاب القلب من كثرة الألام
و لا هو الليل يشاء أن ينجلي فيبدد الظلام
و لا النصر جاء لنا بمدافع أو أقلام..؟!
لازالو يبيعوننا بضاعة للأوهام...
يتاجرون فينا في الواقع و الإعلام..
و يصنعون منا فرجة بالأفلام..
أيا قدس....
ألن يفك الحصار على الأنام.
. ألن يتوقفو عن إغتيال الأحلام؟!..
ألن تلملم أشلاء هذا الحطام..
و يحلق على قبتك سرب من حمام
لنقول بسعادة كل شيء صار على ما يرام؟!
يا قدس ألن يعرف وجهك الإبتسام
و أشلاؤك الإلتحام؟!
ألن يعود لأرضك النظام...
و نرى العدو رافعا رايات الإستسلام..
فنقول حيى على السلام...؟!
 
Comment

نورهان الشاعر

عضوة
نجوم المنتدي
إنضم
10 مارس 2023
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
719
مجموع اﻻوسمة
2
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
حالنا ينزف وارضنا تنزف
عيوننا تبكي وتزف الشهيد تلو الشهيد
كأن الارض ترفض الا ان تأخذ الشباب اليها
كأن بيننا وبين الكفن عشق وبيننا وبين
الحزن عهد وبيننا وبين الالم والفجع موده
اشكرك فاتنتي على مرورك من بين حقل الغامي الباكيه


حبيبتي الجميلة....
كانت رحلة قصيرة موجعة.. أيقضت كل ما فينا من شجون...
حبيبتي حماك الله من كل شر و أسعد قلبك الطيب... لا أراك بؤسا أو حزنا في حياتك...
و حفظ لك الحفيظ كل من تحبين...
 
Comment

الجوري

مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
50,101
مستوى التفاعل
23,635
مجموع اﻻوسمة
25
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
حبيبتي الجميلة....
كانت رحلة قصيرة موجعة.. أيقضت كل ما فينا من شجون...
حبيبتي حماك الله من كل شر و أسعد قلبك الطيب... لا أراك بؤسا أو حزنا في حياتك...
و حفظ لك الحفيظ كل من تحبين...
كل رحله بارض فلسطين موجعه ولكن نتمسك بالامل والامل فقط زادنا
اشكرك نورهان جدا واعدك الروايه التاليه دون نهايات مؤلمه
 
2 Comments
نورهان الشاعر
نورهان الشاعر commented
إن شاء الله يا رب سأذكرك بالوعد جوريتي 😉
 
الجوري
الجوري commented
لا ماتخافي نهايات سعيده كافي البي تشحتف والله
 

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
81,311
مستوى التفاعل
81,538
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
29
غمضة عين ....بقلم الجوري...مكتملة
الجوري @الجوري
الحين بجيب قهوتي والسينبون وبعيش مع روايتك متابعه لك تسلم يدك مقدما
 
Comment

sitemap      sitemap

أعلى