يمثل البعض حياة للآخر كما يمثل بعده موت
وعند
مسألة
حياة أو موت
بقرب أو بعد
لا بد أن يكون للهوى حكمه وأحِكام سيطرته وقبضته وتطويقه لصاحب الهوى
تلك حياة من هواها يكتبها شعرا ،، لا حياة من دونها ،، وحياته نبضها يسري من وجودها
خفقات القلب لا تتزن بتواجدها تلك النبضات الغير منتظمة هي من تشعره بحياة فعلية حضورها مختلف تماما كذاك الجو الأوروبي الذي يتميز بإعتداله
ليس هذا وحسب
بل ذاك الجو يرافقه مناظر تنشرح لها وتطيب لها النفس كالعاصمة الفرنسية باريس
باريس مدينة الأنوار التي تتميز أغلب أيام السنة إذا ما تم استثناء بضع من شهور الصيف الحارة بجو رائع مطوق بمناظر الخضرة والإطلالات الساحرة لا سيما مع وجود برج باريس أحد عجائب الدنيا
وعادة الإنسان يبحث عن تلك الأجواء خاصة أنها تخالف طبيعة السواد الأعظم من دول المشرق العربي التي تتسم بمناخ قاري صحراوي متطرف خاصة شبة الجزيرة العربية
هنا
هي استجمام للذات وشعور لطيف مختلف
إن الشاعر لا يحتاج أن يتعرف على مفهوم "التضاريس" بدراسة أشكال سطح الأرض من سهول وهضاب وجبال وأودية فقد وعى مفهومها معنويا من دروس الحياة الفعلية من خلال خبراته وتجاربه التي مرت عليه
الشاعر عاش مشاعر متناقضة من السعة كسهول منبسطة لا توجد بها العديد من التعقيدات ومن الصعوبة المتوسطة الشدة كهضاب مستوية الأسطح مرتفعة بنحو متوسط من الأرض كما عاش شواهق الأرتفاع ونوازل زلزت أركانه
تلك المشاعر المتضاربة وإن عاشها تجارب من خلال سنوات حياته ألا أنه شهدها أيضا من خلال رؤية تجارب الآخرين فهناك من يعيش ضيقة وهناك من يعيش راحة وسعادة ولا حال يدوم فلا التعيس مستمرة تعاسته ولا السعيد يستمر في سعة بشكل دائم كذلك كل يمر بتجارب تضاريسيه ترسم خارطه حياته تلك الأقدار التي قد كُتبت قبل ولادة أصحابها سواء الحسن أو السئ منها
ثم
يعود لروحه أغلى ما يعبر عن هويته الإنسانية ونلمح أن روحه متعلقة بمن هواها بدليل أنها تخاطب دقات القلب كمن يقرع ويدق النواقيس والأجراس هنا حضورها دقات القلب المضطربة شتات الكيان وتبعثره تلك التي عاشها بتلك الحالة لا يمكن نسيانها ،، كيف ينسى من وازى تلك المحبوبة بالروح ؟؟
نسيانها إن حلّ فقد حلّ أجله فلا هي للنسيان وبُعدها ممات وهلاك شاعرها فحبها لا يُقاس ،،
وكم يكتبها الشعر توجسا يوسوس يخاف من فراقها تلك التي اختارها قلمه ليعبر عما يجول بخاطره نحوها فمن حيث كتابتها وصفا فهي أهلا لذلك لبيان حسنها وفتنتها وقوة تأثيرها على شاعرها المفتتن بها المولع بجمالها الآخاذ ،،
هي من تهدي القصائد نغم القافية هي من تعطي للشعر قيمته فالشعر سُخر لها ،، تُساق لها حروف القصيد وكلمات القصائد تبحث عن الفرائد من المفردات وكأن القصائد تعد من أجلها قواميس لغوية بمعانٍ شتى حتى تفي حقها من كلمات،،
ويفخر شاعرها بشعره فهو كفارس امتطى صهوة فرسه ومن خلال مضمار الخيل ساق لها الحرف لأنها عظيمة المقام لا يليق بها إلا حديث فارس خاض من أجلها مغامرة سبر أغوار الحرف والتوصل لكنهه من أجلها
وكم لغيابها تأثير مرعب عليه فلا يتمتع بلذيذ النوم ولا يهنأ براحة البال حيث تحاصره الكوابيس أنه يخشى فقدها ذاك أكبر كابوس للعاشق أن يفقدها / أن تبعد خوف يسيطر على مشاعره ويترجمها كلمات أبيات القصيد مثل هذا البيت ،،
أن فراقها سهد وعناء فقد تمكن حبها من كل إحساسه فهو يحيى بها ومن أجلها ،، و يرى أنها تمثل عدسة العين التي يرى من خلالها بهجة الحياة العاكسة لصورها بشتى حالاتها ،، وطالما هي المنظار التي ينظر للحياة من خلالها معنى ذلك أن غيابها ظلام حالك كمن فقد بصره فلا بهجة ولا حياة تُرى تظلم حياته وينسى نعمة البصر وكأن العين خُلقت للتمعن في حسنها هي دون سواها
،،
تلك التي شيدت في القلب صرحا كصرح العابد المنقطع في زهد لممارسة طقوسه وشعائره هي قبلة "جهة" العاشق هنا يشبهها بقبلة الصلاة فقط ليرشدها أن بوصلة قلبه موجهة نحوها دون سواها لحبها تقديس وإجلال واحترام وتعظيم من الإستحالة تدنيسه تعبيرا عن الوفاء لذاك العشق والإخلاص لها ،، وكأن قلبه منطقة محرم الإقتراب منها أو انتهاكها أو المساس بها لأنها هي من تسكن وتقيم في ذلك القلب الذي يكن لها كل مشاعره ،، إن بعدها يثير أقصى حالات جنونه وتكون نتيجة هذيانه بها نلمح سيرة وطيف من ابن الملوح بين ثنايا البيت ،،،
أنه لا يؤمن بالسحر ولا تلك الطلاسم والخربشات إنما هو مؤمن أن الله هو الحافظ الذي يحميه وقادر على حفظها له وبالتالي يتمنى أن يحمي الله ذلك العشق ويرعاه طالما محبوبته تسكن وتتربع على عرشه،، كما يتميز بزين الأطباع وأطباعه خُلق عالي المستوى،، ليس له في خفايا الأمور والدسائس بل هو واضح ذو شيمة وكرم أخلاق ذاك الطبع يشبه البئر العميق للبيان أنه متجذر في النفس ربى عليه وتغلغل به ،،
ويعود ليصف شعوره برؤيتها بين حين وحين يطرب لذكرها يستعذب استحضار صورتها تلك التي تثير رؤيتها ارتعاد فرائصه ضلع القلب يرتجف بحضورها إحساس غريب يحتله ما أن تحل تلك المحبوبة شعور مضطرب مربك به خفقات غير متزنة لكنه رائع لعاشق فقط حضرت من يترقب حضورها
برؤيتها من فرحته تنسى عيونه الكرى والنوم فقد حضرت من تستحث كل خلية وكل نشاط يستجمع قواه ليعيش بقربها طوال فترة ذاك الحضور لا يريد تفويت لحظات القرب منها وكيف لعاشق أن يشعر بالنوم ومن يهواها حضور!! يرحل النوم كما ينفصل هو معها في عالم آخر منقطع عن البشر في وجود جميع الخلائق لا يهم وجودهم فهي كل عالمه،،
هي المختلفة المميزة هي الروح بالنسبة له ومعنى رحيلها موته هي جو باريس اللي تقدم شرحه ولا يهنأ القلب مقام حتى ينال أقصى حالات قربه منها حتى يستشعر وجودها حسيا لا معنويا وحسب،،
،،
العاشق اكتفاءه أسطورة لم تتحقق منذ الأزل وعندما يصل للإكتفاء دليل انقطاع العشق وهذا لا يحدث لمن يهوى حقا
تمكن رائع ومفردات جميلة حلقنا بنا بأجواء أوروبية حتى وإن لم نكن حاضري العاصمة الفرنسية فعلا
أبدعت
سلم قلم وصح لسانك
كنت هنا
//
الغنـــــــــــد