اسكادا
ملكة الأسطبل - مشرف الاقسام الادبية-المقهى الأدبي
الاشراف

دفء ونبضٍ واحد

دفء ونبضٍ واحد..
في تلك اللحظات التي تلتبس فيها الملامح وتذوب الكلمات،
تدرك أن ما بين السطور أكثر مما تراه العيون،
وأن الحروف قد تصبح أعنف وقعًا من أي نطق، حينما تنبعث من قلبٍ ثقلَه المعنى.
ليس كل ما نعيشه في هذا العالم مرئيًا؛ فهناك ما هو أعمق من الظلال وأوسع من التفاصيل،
مساحات لا يُدركها الزمن، تختبئ خلف صوت الريح وتحت وهج الشمس، حيث لا يصلها إلا مَن عرف كيف يسكن الصمت.
أنا لا أكتب هنا عن قصةٍ تقاس بفصول الزمان،
بل عن شبحٍ يرافقني في كل خطوة،
يشدّني نحو أفقٍ بعيد،
يغمرني في أمواجٍ من أسئلةٍ لا قرار لها.
هل يكفي أن تكون هنا لتشعر بأنك حيّ؟
أم أن الروح تحتاج إلى أكثر من مجرد هواء لتتنفس؟
هناك فجواتٌ في الروح لا تُملأ بالكلمات ولا بالمعانِي،
بل تُروّض بالحنين، ويكتسب الفراغ فيها حجمًا، فيأخذ لونًا آخر.
ليس الفقد هو وحده المؤلم،
بل ذلك الانتظار الذي لا ينتهي،
انتظارٌ لا سبيل لوصفه،
لكنه يملأ كل شيء،
ويتركك في وسط بحرٍ هائج،
لا تعلم إن كنت غريقًا أو بطلًا منجا.
كلما تقدمت خطوة، شعرت بأنني أبتعد عن ذاتي،
مع ذلك، أواصل البحث عن الحروف المخبأة في الزوايا،
عن الصمت الذي يحتضن الوجع دون حروف،
يحتفظ بكل ما لم يُقال.
أدركت أن ما بين اللحظات الضائعة وارتباك الأحاسيس،
يثور شيءٌ كبيرٌ ينتظر من يراه،
شيءٌ بلا اسم،
لكنه يعرف كيف يدخل إلى القلب بلا استئذان.
هل جرّبت أن تبكي فرحًا لا تفسير له؟
أو أن تتألّم من جمالٍ لا يُرى؟
ربما الحياة ليست رحلةً نحو غايةٍ محددة،
بل مسلسلٌ من لحظاتٍ تتداخل،
تُعلّمنا دروسًا لا يُمحى أثرها مهما تقلب الزمان.
كلما عدتُ إلى هذه الخاطرة… قبل نشرها وجدتُ في صمتها ما لم تُسعف الكلمات على قوله،
وأحسستُ أن المساحة التي تتركها بين السطور هي ما يجعلها تنبض في قلبي دومًا
مرة بعد مرة،
كلما قرأتها.…**
~
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : دفء ونبضٍ واحد
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء