شهر رجب ٠خطوة القلب نحو النور

٠٠
كل عام وانتم بخير
٠٠
حين تتهيأ القلوب
قبل مواسم النور
يأتي شهر رجب الأصب
هادئًا كهمسةٍ ربّانية،
لا يطرق القلوب بعنف
بل يفتح أبوابها برفق.
شهرٌ لا يطلب الضجيج
ولا يحتمل المبالغة،
لكنه يستدعي الخشوع
ويوقظ في النفس
٠٠
شهر رجب الأصب
معنى التعظيم.
هو أحد الأشهر الحُرُم
التي اختصّها الله بالحرمة،
فقال جلّ وعلا:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36].
ورجب منها…
شهرٌ إذا أقبل،
ذكّر القلوب بأن التعظيم عبادة،
وأن الطريق إلى الله
يبدأ من الداخل.
٠٠
لماذا سُمّي رجب بالأصب؟
٠
قيل: لأن الرحمة تُصبّ صبًّا
فيه على العباد،
وقيل: لأن العرب
كانت تُعظّمه فلا تُراق فيه دماء،
وكأن الاسم يحمل
معنى الانسكاب الإلهي للسكينة
على الأرواح.
وهنا يتجلّى قول الله تعالى:
٠٠
﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ
فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]،
٠
فليس التعظيم في المظاهر،
بل في ما يستقر في القلب.
٠٠
رجب… ليس شهر الفضائل المُخترَعة
فضل رجب ثابت من حيث زمانه
لا من حيث أعمال مخصوصة فيه.
وقد قال النبي ﷺ:
«إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ،
السنةُ اثنا عشر شهرًا،
منها أربعةٌ حُرُم»
(متفق عليه).
٠٠
فالتعظيم هنا عام،
يشمل ترك المعاصي
كما يشمل الإكثار من الطاعات.
٠٠
ماذا نفعل في رجب؟
٠٠
في رجب لا نبحث عن أعمالٍ مبتدعة،
بل نعود إلى الأصول:
توبة صادقة؛
فالقلب المتثاقل
لا يدخل رمضان خفيفًا.
استغفارٌ يلين القسوة،
وذكرٌ يوقظ الغفلة.
٠٠
نوافل بلا تخصيص:
صلاة، صدقة، إحسان.
إصلاح السريرة؛
فالله لا ينظر إلى كثرة العمل،
بل إلى صدقه.
وقد قال ﷺ:
«ألا وإن في الجسد مضغة،
إذا صلحت صلح الجسد كله»
الا وهي القلب
(متفق عليه).
٠٠
وماذا نتجنّب؟
٠٠
نتجنّب في رجب
أن نُحمّله ما لم يُحمّله الشرع:
لا نُخصّصه بعبادات لم تثبت.
لا نعتقد بفضائل لأيام
أو ليالٍ بعينها
بلا دليل.
لا نغفل عن المعاصي بحجة أن
“رمضان قريب”،
فالله يُعبد في كل حين.
٠٠
هل الصيام في رجب سُنّة؟
٠
لم يثبت حديث صحيح
يُفرد رجب بصيامٍ مخصوص.
لكن الصيام فيه جائز ومستحب من حيث العموم؛ لأنه داخل في صيام النوافل، كصيام الاثنين والخميس،
أو الأيام البيض،
من غير تخصيص
ولا اعتقاد فضل خاص.
٠٠
ليلة السابع والعشرين من رجب
٠٠
أشتهر عند الناس تخصيص ليلة السابع والعشرين بالقيام،
أو يومها بالصيام،
على أنها ليلة الإسراء والمعراج.
والصحيح: لم يثبت دليل صحيح
يخصّ هذه الليلة بعبادة،
ولم يثبت تحديدها يقينًا.
فالتخصيص باعتقاد الفضل بدعة،
أما العبادة العامة
بلا اعتقاد خصوصية،
فلا حرج فيها.
خلاصة وجدانية
٠٠
رجب ليس شهرًا للاحتفالات،
بل شهر مراجعة.
ليس موسمًا للبدع، بل محطة صدق.
هو شهر يُذكّرك أن تعظيم الزمان
من تعظيم المُنزِل
، وأن القلوب إذا صَلُحت في رجب،
سهل عليها الطريق في شعبان،
وبلغت رمضان وهي أقرب،
وأنقى، وأصدق.
٠٠
اللهم بارك لنا في رجب،
وأعنّا فيه على تعظيمك يارب
حق التعظيم،
واجعل قلوبنا مهيّأة لنورك
وبلغنا شعبان ورمضان
وكل أحبابنا والامه الأسلاميه
في سلام وأمان
٠٠

٠٠
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : شهر رجب ٠خطوة القلب نحو النور
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي


