-
- إنضم
- 4 مايو 2025
-
- المشاركات
- 16,864
-
- مستوى التفاعل
- 1,638
- مجموع اﻻوسمة
- 6
أنا الليل… انا فلسفة الحياة
حين تكتسي السماءُ بردائها الأسود،
ويطغى الصمتُ على المكان، فلا أسمع غير
ارتجافِ قلبي حين عبرته صرخةُ الزمن.
تسلّل من بين تشقّقات الذاكرة
بخطواتٍ خفيفة،
تُثقل القلب كلما اقترب.
يمرّ على قلبي كسكين،
كلُّ خطوةٍ يخطوها تفتح جرحًا
ظننته قد اندمل منذ سنين،
فتصرخ الروح من وجعه الأليم،
وتنزل دموعُ العين
تنقش حزنًا على الخدّين،
لتبلّل وجعًا متّقدًا بين الضلوع.
فأرى تلك الذكرى المعتمة
في سماء الليل الساجي،
وكأنها تُخبّئ ذكرياتِ الأنام الدامية
في صدرها البارد كالثلج.
وتلك النجوم التي تتزيّن بها
ليست إلا زخرفةً
تُخفي ثناياها المظلمة،
التي ضمّت كلَّ صرخةٍ كتمها الفؤاد،
وكلَّ وجعٍ صامتٍ كصمتها
في منتصف الليل.
تشبه نجومها ضحكاتي الباهتة
التي أرتديها
لأُخفي وجعَ روحي
التي غدت كالهشيم.
لكن…
شيئًا ما اهتزّ داخلي،
كانت نبضاتُ قلبي تخبرني أنَّ الأمل
لا يموتُ إلا حين تموت هي،
ويومضُ ضوءُ الحلم
عند أفق الذاكرة،
ويهمس في أذن الحاضر
بأن الماضي قد مات
منذ ولادةِ يومٍ جديد،
كما يموت الليل
عند أوّل النهار.
لا يبقى من الماضي
غير أطلالٍ تنشدها الذاكرة.
فهمس الليلُ لي بصوتٍ شَجِيّ
بأنّ عند صدره الدافئ
كم ذرفتُ من عبراتٍ
من غمام الحياة،
وكم قلبٍ انهار في حضنه
من كثرة الخيبات،
وكم باحت عليه خبايا
في ثنايا النفس
لم تُوضَع
أمام مرايا مُقَلِ المقرّبين.
حين يحلّ ظلامي،
يضيء السلام
زوايا الروح
المعتمةِ المضطربة.
وفي حضوري
تُرتّب الأذهانُ فوضاها،
وعلى ضوء نجومي
تخطّ الأحلامُ أوّلَ خطاها،
وتُغمَض بطمأنينةٍ الأجفان،
وتغمر الأفئدةَ السكينة.
أتقولين عن ظلامي
إنه مرآةٌ لكل أوجاع الزمان؟
فكيف، أجيبيني،
يومضُ الأمل دون دمعةِ القدر؟
وكيف تشبُّ العزيمة
دون ندباتِ العمر؟
وكيف، من دوني،
يبزغ الفجر؟
فأنا الليل،
أنا فلسفةُ الحياة.
..... عاشقة الكتابة
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : أنا الليل… انا فلسفة الحياة
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء




