تواصل معنا

المتلمس الضبعي اوهو جرير بن بعد العزي (عبد المسيح)[1] من بني ضبيعة من ربيعة من فحول الشعر الجاهلي وهو خال الشاعر المعروف طرفة بن العبد . مميزات شعر...

LioN KinG

ملك الغابة
المدير العام
إنضم
5 مايو 2021
المشاركات
4,560
مستوى التفاعل
5,448
الإقامة
الكويت
مجموع اﻻوسمة
3
المتلمس الضبعي

المتلمس الضبعي

اوهو جرير بن بعد العزي (عبد المسيح)[1] من بني ضبيعة من ربيعة من فحول الشعر الجاهلي وهو خال الشاعر المعروف طرفة بن العبد .

مميزات شعر المتلمس الضبعي:

كان من المتلمس من كبار شعراء عصره و له خصائص و مميزات شعرية امتاز بها عن غيره و اجتريء بها علي اسس الشعر القديم في ذلك الوقت من المقدمات التشاؤمية و( البكاء علي الاطلال )[2] كما كان شعره سلاحا ضد الظلم و الطغيان وليس نصيرا له بل كان ايضا نصيرا لفضائل الاخلاق و الحلم و الحكمه و الهداية و العلم علي عكس ما كان منتشرا انذاك

معظم ما وصل من اشعاره يدور حول قصته مع عمرو بن هند و نجاته من محاولة عمرو قتلة و ما حدث لطرفة جراء ذلك

و قد نظم قائلا عند معرفته بمحاولة قتله من طرف عمرو بن هند و نجاته منها بذكائة و القائه كتاب الامر بموته في النهر

وألقيتها بالثني من جنب كافر .. كذلــك اقنو كل قط مضلل

رضيت لهــا بالمـاء لمَّـــا رأيتها .. يجـول بها التيار في كل جدول



و المقصود هنا بألقيتها هو إلقائه لصحيفة عمرو بن هند و التى كانت معه وموجهة الي المكعبرعامل عمر علي البحرين و لما تشكك الكتلمس فيها وفتحها وجد فيها امرا بقتله فرماها بالنهر و يقال ان النهر بالحيرة واسمه (كافر)[3] هنا في القصيدة

و اقنوا بمعنى احفظ وقيل بمعنى اجزي و المعنى قريب اي انه كذلك يحفظ او يجزي مثل هذه المراسلات الغادرة

و القط هنا هي الصحيفة او الرسالة التى كان يحملها وفيما كتب من بيتين يبين لنا ما بهما من مشاعر فاضت بها حروفها كشخص انقذوه من الغرق او راي الموت بعينيه ثم كتبت له الحياة مرة اخري ففاضت الحروف بفرحة النجاة من الموت وحزن الاحساس بالغدر و الخسة و الخيانة من طرف عمرو بن هند كما لم يخلو ما وصا الينا من شعره اشعار كمثل ما اشتهر في ذلك الوقت من الفخر بقومه وامه و العتاب و المدح والتأمل و الحكمة و غير ذلك.​

عاش المتلمس حينا من الدهر محاولا استثارة قومه بنى بنكر و تحريضهم للثأر لمقتل ابن اخته الشاعر طرفة بن العبد و الذي لم يهرب من مصيرة مثله و قتل علي ايد احد ولاة عمرو بن هند بكتاب منه ارسله معه هو نفسه و لم يقبل الهرب او فتح الكتاب كما فعل خاله المتلمس فكانت النجاة من نصيب خاله وهلك هو مما دفع المتلمس لفعل ذلك ومن اشهر ما نظم

في هذا الموضوع قصيدته( السينية )[4] و التى قال فيها



يـــا آلَ بَكـــــــرٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُــــــمُ .. طــــالَ الثَواءُ وَثَوبُ العَجزِ مَلبُوسُ

أَغنَيتُ شَأني فَأَغنوا اليَومَ شَأنَكُمُ.. وَاِستَحمِقوا في مِراسِ الحَربِ أَو كيسوا​

و قصد الشاعر هنا استثارة قومة كما هو واضح ويبدو من اسلوب النداء هنا مدي التوتر الحادث بينه وبين( قبيلته)[5] كما انه اسلوب تحريضي مستفز للهم و مستحث لها رغبة منه في الاخذ بالثأر

و الذي يشير ايضا الي مدي الخلاف و التوتر بينهم حول موضوع الثأر بقوله طالل الثواء وهو الاقامة او الاستدامة و ثوب العجز ملبوس اي انهم استمروا في عدم النهوض و الاخذ بثأر طرفة ن قاتله عمرو بن هند اما المقصود بقولة اغنيت شأني فاغنوا اليوم شأنكم وهنا يتضح لنا اكثر مدي الانفصال بينه وبين قبيلته بقولة اغنيت شأني اي انه غني عنهم وقد عالج امره بنفسه و يدعوهم الي فغل الامر نفسه لنفسهم اما بالحمق في ميدان الحرب او الكياسة فيه

ان من اصعب المشاعر التى قد تخالط الانسان يوما هوالاحساس بالخسة و الخيانة و الغدر ما بالكم لو اختلطت تلك المشاعر بفقد عزيز وغال كابن الاخت و ليس اي ابن اخت بل هو من هو من الشعراء او من حيث النسب او من حيث القرابة من الشاعر كما اختلطت ايضا بتقاعس و تكاسل و عدم رغبة للقيام بذلك الثأر الذي هو من وجهة نظره واجب النفاذ و صعب النكران فكانت ابياته تفيض بتلك العذوبة المخلوطة بما سبق من مشاعر فتلمس النفس البشرية وتأخذها مع الشاعر في بحر من تلك الاحاسيس الجياشة فيحسها معه كانه يعيشها او عاشها.

كان شاعرنا كما شعراء ذلك الزمان له من الاهتمامات مالهم و كما هو معروف كان قد كثر في ذلك الوقت وصف الناقة

وذكرها و الحديث عنها وذكرها في القصائد المختلفة لما كان لها من مكانة نبيله عند العرب و لم يغب ذلك عن المتلمس

فذكرت في شعرة كثيرا كقوله :

معقولة ينظر التشريق راكبها ::: كأنها من هوي للرمل مسلوس​

اراء النقاد في( المتلمس )[6]

الأصمعي اعتبره أشعر بني ربيعة على الإطلاق ووصفه بأنه رأس فحولهم واختار قصيدته الميمية التي يعاتب فيها خاله الحارث بن التوءم ضمن مختاراته الأصمعيات

المفضل الضبي قال إنه كان من أوائل الذين رووا قصة صحيفة المتلمس واعتبره أشعر أهل زمانه

تناول محمد بن عمرات المرزباني الألفاظ المستكرهة في أشعار المتلمس الضبعي والأبيات المضطربة القوافي فيقول ومن الأبيات المستكرهة الألفاظ القلفة القوافي الرديئة النسج فليست تسلم من عيب يلحقها في حشوها أو ألفاظها أو معانيها القَرَشي محمد بن أبي الخطاب جعله ثالث أصحاب المُنتقيات وهم المسيب بن علس، والمُرقش والمتلمس وعروة بن الورد والمهلهل بن ربيعة ودريد بن الصمة المتنحل الهذلي واختار من بديع شعره قصيدته السينية التي مطلعه





[1] موقع الديوان موسوعة الشعر العربي www.aldiwan.net
[2] طبقات فحول الشعراء ابن سلام الجمحي
[3] كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني
[4] الشعر و الشعراء ابن قتيبة
[5] مجلة اداب البصرة العدد 54 مجلد 1
[6] موقع الديوان موسوعة الشعر العربي www.aldiwan.net
 
اسم الموضوع : المتلمس الضبعي | المصدر : ادباء وشعراء
أعلى