لم تدرِك أبدًا أنها سَتمُر بِشعور كَهذا، تائهةٌ ضائِعة بين الثرى والثُريا، أي مواجهه تِلك التي تعيشها معه بعد كل تلك الوعود بالبقاء،
في منتصف الطريق
هِي وهو
تحت ذات المِصباح الذي شهِد أول لقاء بينهما، لكنه الآن يشهد لحظات الوداع .
هي: شعورها يشبِه شعور ذلك الرجُل البائس الذي يقِف على سِكة القطار ينتظِر معانقته بشغف، وفي تجاعيد وجهه جروح الزمان المتراكِمة، وفِي يده حقيبه من الذكريات المهترئة.
أما هو: فطيف دمعة يغزو عيناه، وابتسامة صفراء تخفي ورائها شهقة تحاول الهروب من حشرجه صوته.
نعم هِي سبب كل هذا .!
-بتلكئ:"بسهولة بدك تنهِي كل إشي؟! "
-آه، مش قادرة أتقبل إنه رح نكون مع بعض بعد أشهر
أي سهولة تلك التي تتحدث عنها، يا ليتك تستطيع غزو قلبي في هذه اللحظة لترى بأم عينك النار التي تأكله بشراهة، تلك اللحظات الجميلة والهمسات الرقيقة إنها تحترِق وأخسر كُل شيء يجمعنِي بك، ذكرياتي معك تختفِي كلمح البصر وهاهو قلبي يضيع وحيد دون ذكراك ، وأنا الجانِية
أقسم لك أنني المجنِي عليها أنني الضحية.
يدي ترتجِف
قلبي يحترِق
جسدي تتلاشى قواه
لكن صوتي صامد يحارب لحظة الضعف التي قد تغزو روحِي في أي برهه
-ببرود "ما بدي إياك، انساني "
-"في حد غيري ؟! احكيلي ما بزعل، بس ما تروحِي بلا سبب"
أرجوك اكرهنِي
حبا لله ابتعِد عنِي
ابغضني
العنِي واطلب من الله أن يعذبنِي
اجمع شتائم الكون واوصفنِي بها
اغضب. واصرخ
لا تبقى صامتا
لا تقف مكتوف الأيدي
أنا استحِق أكثر من ذلك، اتمنى لو أن الأرض تبتلعنِي،
أشعر بدوار شديد
.
.
.
وو.. لم أعد أراه أمامِي