عندك خبر مساحة للبوح

[عطر الياسمين]

الوصف فيه يتعب ويتوه
‏مكتمل بعيني ويا كبر قدره . .

 

[عز]

كان حبكِ

كشارع طويل وهادئ

أمشي في الظلمة

وأتعثّر

وأقَع ثم أنهض

فأدوس بأقدام عمياء أحجاراً صمّاءَ

وأوراقاً يابسة

أتمهّل

يتمهّلُ

إذا أركض

يركضُ

أستدير لا أحد

كل شيء معتم وبلا مخرج

أما الآن

ينطلق انسيابُه نحو

عطر الياسمين

مُتَعرِّجاً كأفعوان

ترتبط الجداول به مرافقة

يبعث كالفضَّة لمعاناً

ويلمع الوجود معه

الحب الأبدي

الذي ينتظرنا بأذرع ممدودة

لتحتضنَ قلبينا إليه

والقمر في الأعالي

يمتصّ ُدماءنا

ويحوَّلنا

إلى أزهار الياسمين

بيضاء

تعطي الأشواق أسماءَها

المتوهِّجة

الحب الذي يحمل على أكتافه الضّخمة

آلافُ الهمسات الخفّاقة المُرَفرفة

عَبْرَ النّسائم

فوقَ رأسِه إشاراتُ عَظَمَتِه

هاتفاً بابتهاج

إلى خالقه الذي ينتظره

*​

 

[عطر الياسمين]

‏أحسِك وطن لا غبت عنّي تغربت!

 

[عز]

حبيبتي قبل حبكِ

كنْتُ على مزماري

أعزفُ في قفرِ الوديانْ

أعزفُ ألحاناً

لأَغانٍ مفْرِحةِ الأنغامْ

وحين رأت عينايَ طيفكِ

في إحدى الغيماتْ

قال طيفكِ بوجهٍ ضاحكٍ

اعزفْ أغنيةً عن الحب

فعزفْتُ بكلِّ سرورٍ

فبكى ثم قالَ

اتركْ مزمارَكَ

وغنِّ أغانيكَ القديمة

فشرعْتُ أغنِّي ثانيةً

فبكى أيضاً

لكن بفرحْ

ثم قالَ

اجلسْ واكتبْ

عن الحب كلمات

يمكنُ للكلِّ قراءتها

وتوارى عن مرمى بصري

فقَلَعْتُ قصبةً جوفاءْ

وصنعْتُ يراعاً ريفيّاً

وأخذتُ أُعكِّرُ صفوَ الماءِ

وأكتبُ ألحاناً

لجميعِ أغانيَّ

حبكِ​

 

[عطر الياسمين]

‏يا كثر حبّي لك و يا كثرك بباليّ!

 

[عز]

شفتاكِ

ثمار خفيفة

محلاة بألف زهرة متنوعة

بين ذراعي الشمس سعيدة

بعصفور أليف مفتون​

 

[عز]

وجهكِ

ألق يلتمع بشدة

يغمرنا بالنور

لوحة جميلة

أمر يمكن ادراكه

الأمل

فراشات

أمل جميل

إنه البحر الممتزج بالشمس

يا روحي الأزلية

رغما عن الليل الوحيد

أحبكِ​

 

[مولانا]

يا كل نفسي

 

[عز]

يا أنتِ

التي همت فيها غـرام

أنا الواله في حبِّـكِ

شوقـاً وهـُيـاما​

 

[عز]

هل كنتُ أرسم خططًا للصيف

ولكل الأصياف

ألم أكن أسير في الليل

ذي العتمة الخضراء كشجرة

متحدّثًا إلى نفسي كالريح المجنونة

وبوصولي إلى غرفتي

لم تتعرّف إليّ المرايا؟

*​

 

[عز]

يازهرةَ

الياسمين البيضاء

هل رغدٌ عيشكِ

وأنا في وحلِ ساعات الانتظار؟

آه

يا عروس قلبي حطمي ساعتك

يا نجمةً باهرةَ الزرقة سندانَ الفجر

أرغدٌ حياتكِ

في رغوةِ ظلي ؟

آه يا عروس فكري

طفلتي حطمي ساعتك

يا قلبي الأزرق

يا مصباحَ غرفةِ نومي

إني أفهمكم كلكم

إني أستودع نفسي مهملاً ?

داخل مجموعةِ الأدراج

يجب أن أخلدَ للنوم راضياً

مثل زهرةَ

مثل النجوم

ففي النهاية سوف تطيرُ الفراشة

مع تيارِ الساعات

بينما الوردةُ تخرج برعمها

من صدري




*​

 

[عطر الياسمين]

هل أخبرتك.!
‏بأنني اسمع نبضا غير نبضي..
‏لا ادري.. اهي روحك تسكن جسدي.
‏أم انا قلبي لديك سجين..
‏ياساقي الحب.
‏صب العشق في كأسي
‏ فأني قد غرمت به
‏ من قدمي ألى راسي
‏ وأني قد سباني الشوق
‏فملك كل أحساسي، أيا ساقي بكأس العشق
‏ أرحم لاتكن قاسيا ألم تعلم بأن الحب يسرق كل أنفاسي

 

[عز]

يا قاتلتي

بكرامة الحب العربي

أهاجر في القفر

و حبكِ بقلبي

أنادي عشقتني بالكلمات

والهجر بلادي

ألقيت مفاتيحي

في الوجد

وما عاد هنالك مفتاح يفتحني

ها أنذا أتكلم

من قفلي من قفل بالوجد

ضاع على أرصفة

حبكِ

ستفهمني

أي طقوس سرية

في لغتي

وستعرف كل الأسماء

حبكِ علمني أن أقرأ كل الأشياء

حبكِ علمني

علمني أن حروف التاريخ

مزورة حين تكون

بدون دماء حبكِ

حبكِ علمني

أن التاريخ البشري

بدون حبكِ

عويلاً

في الصحراء روحي

حبكِ علمني

أنتِ بلاد الأعداء ؟

أنتِ حرب داحس والغبراء؟

أنقذيني من رائحة بعدكِ المخيف

أنقذيني من مدن

يصبح فيها الناس مداخن للخوف

أنقذيني

أنقذيني

كساعة مسروقة

لوطن قلبكِ

تجتمع الأشعار

كشعب النار

وترضع في غفوات البر صغار

أزهار الياسمين

أخبرتني ملاك

بأنَّ أصبحَ غلاماً طيِّباً

فإنَّ الله لن يحرمَني السَّعادةْ

استفقت وكان الظَّلامُ يلفُّ المدى

حملت حقيبتي

ورحت أشقُّ الدروبَ

أبحث عنكِ​

 

[مولانا]

صباحي دومًا يحلو بكِ

 

[عز]

في وسط روحي

حملتكِ

أن تكوني حبيبتي

كُتب عليكِ

أن تسيري وسط نيران قلبي

الحريري العتيق

وأصابعكِ المرصعة

بالجواهر

تعالي هنا أيتها الشريدة

تعالي واشربي

على صدري الندي الأحمر

لم تريدي أن تعرفي إلى أين تذهبين

فقد كنتِ رفيقة الرقص

ولم يكن لكِ حبيب

ولا وطن

والآن

وأنتِ تسيرين إلى جواري

هل ترين أن الحياة

تسير معي

وأن الموت يكمن وراءها

والآن

بإمكانكِ

مرة أخرى أن ترقصي

في قاعة قلبي الحريري

وتقبليني مرة أخرى

يا حبيبتي

نظفي تلك الأوهام

أيتها الرفيقة

*​

 

[عز]

لقد سكتت السماوات

والأرض والرياح‏

واعتقل النوم الطيور

وراح الليل يسوق عربته الكوكبية في الأعالي‏

وفي فراشه الثقيل هجع البحر دون أمواج‏

مع ذلك فإنني ما زلت يقظاناً‏

وأحترق وأفكر وأبكى‏

وأما هي

ذلك الألم العذب الذي يدمرني‏

فإنها دوماً هناك أمام عيني

*​

 

[عز]

وبما أن أحلامي لا نهاية لها

على المدى المنظور‏

فإنني أموت ألف مرة يومياً

ثم أولد من جديد‏

ولكنني أكون ما زلت بعيد عن الحقيقية​

 

[عطر الياسمين]

وإني أحبك لليوم وللغد وللعمر الذي لا يُعد

 

[عز]

عندما أذهبُ في حلم‏

باكراً في الصباحِ‏

عندما أقفُ في محطةِ القطاراتِ‏

مع همومِكَ‏

عندها تُريكَ

في القِمْعِ البشريِّ‏ للاحساس و الشعور

ملايينَ الوجوهِ‏

عينينِ غريبتينِ‏

نظرةً قصيرةً (عابرةً)‏

حاجبينِ

حدَقتينِ

جَفنينِ​

 

[عز]

افتحي قلبكِ

ولا تطرديني‏

افتحي ولا تسأليني‏

أأنت خائف ؟‏

أم أنت مهاجر؟‏

أم أنت محب ؟‏

ولا تنسيني فإني‏

أحبكِ من عهد آدم

*​