ماذا تعرف عن تاريخ البقلاوة ؟
البقلاوة
من أشهر وألذ أنواع الحلويات شهرة في الشرق الأوسط، تأخذ شكل طبقات رقيقة من المعجنات، وتأتي محشوة بالمكسرات ومحلاة بالشراب أو العسل، ويمكن تحضيرها بـ10 أو 11 طبقة، وهو ما يتطلب مهارة يدوية عالية.
وتنوعت وتعددت الروايات والقصص حول أصل البقلاوة، وهذا يعكس تنوع الثقافات التي أثرت على تطورها وانتشارها، وبرجع تاريخ البقلاوة إلى العصور القديمة، ففي حوالي القرن الثامن قبل الميلاد قام سكان الإمبراطورية الآشورية بترتيب الخبز المسطح في شكل طبقات، مع المكسرات المفرومة بينهما، للاستمتاع بها خلال المناسبات الخاصة.
وهناك روايات تربط أصل البقلاوة بالثقافة البيزنطية، إذ كانت تُعرف باسم “كوبتا”، وكانت عبارة عن عجين محشو بالمكسرات، ومع ذلك فإن الإصدارات الأولى من البقلاوة كما نعرفها بشكلها الحالي لم تظهر إلا منذ حوالي 500 عام في عهد الإمبراطورية العثمانية.
وشهدت البقلاوة تطوراً كبيراً خلال العصر العثماني، إذ أصبحت جزءاً أساسياً واحتلت مكانة مميزة في الحلويات الملكية، ومن ثم انتقلت من كونها حلوى تقليدية بسيطة إلى حلوى مميزة تُقدم في المناسبات الرسمية والاحتفالات الكبرى.
ويُعتقد أن البقلاوة الحالية، بشكليها المعروفين في تركيا واليونان، تطورت في مطابخ القصور العثمانية، حين كان الطهاة يتنافسون على تحسين وصفاتها وجعلها أكثر رقياً وتنوعاً.
ومع توسع الإمبراطورية العثمانية، انتشرت البقلاوة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والبلقان، حتى أصبحت جزءاً من التراث الغذائي في دول مثل تركيا، واليونان، ولبنان، وسوريا، ومصر، والبلقان، وتم تكييف وصفاتها وفقاً للمكونات المحلية والتقاليد الثقافية.
في تركيا، تُعتبر البقلاوة من أشهر الحلويات الوطنية، ويتم تحضيرها بعناية فائقة باستخدام عجينة الفيلو الرقيقة والمكسرات مثل الفستق والجوز. ولأن مدينة غازي عنتاب تتميز بالفستق الحلبي الذي لا مثيل له، أصبحت تشتهر هذه المدينة ببقلاوتها المميزة المحشوة بالفستق الحلبي، حتى أنهم اتجهوا إلى التجارة فيها وتصديرها.
سبب ارتباط البقلاوة بشهر رمضان
وترتبط البقلاوة بطقوس شهر رمضان ابتداءً من عام 1520، وخلال الشهر الفضيل كان السلطان العثماني يهديها بكميات كبيرة إلى نخبة جنوده الإنكشارية، فيما كان يُعرف باسم “موكب البقلاوة”، واليوم أصبحت البقلاوة تشكل جزءًا مهمًا من هوية الطهي للعديد من الأماكن، حتى أن البعض يتنازعون أحيانًا على أصولها.أبرز مثال على ذلك، الجدل القائم بين اليونان وتركيا حول أصول البقلاوة والذي أثار صخبا كبيرا، وفي 2012 تناول الرئيس باراك أوباما البقلاوة في حفل عشاء احتفالاً بيوم الاستقلال اليوناني، وانتشرت شائعات في الصحافة التركية مفادها أنه ينحاز إلى جانب اليونان في هذا الصراع الطهوي.
اسم الموضوع : ماذا تعرف عن تاريخ البقلاوة ؟
|
المصدر : مطبخ الغابة العربية
