مملكة الزوال

[أحمد بهجت سالم]

لقد قيل من الف عام لجدي

على شاطئ ِ ما:

تجَنّب حديث الرمال

ستنسخ منك النساء الكثير

وقاربُ الخُلدِ شدّ الرِحال

فَخُذ مقعدك

الى صحبة الليل

قل ماتشاء

وعِش ما تنال

لقد قيل:درباً ستخطو

ووقتاً ستُمضي

ستلقاك كِسرةُ حُلمٍ

فلا تنحني

قربباً ترى الحلم

يغزو التلال

وتنقض ارتال ليلٍ

وتكسو حقول الزبرجد

كأس الزُلال

***

ولم يُرْدِ

صوتُ الحكيم القدر

ولم يشتهِ الرملُ

- من بين أهل القرى –

غير صوتي

فسُحقاً

سيأكل لون الثرى مقعدي

وأعتاد تبغ المساء المَلول

وذات الحكايات

عمن توارى وراء الأفق

ومن قد دعاهُ النَزَق

ومن سار غرباً

ليخبو مع الشمس

كي لا تعود

فأدمن أحداقها وأحترق

***

وحين يعودُ الذي قد مضى

فقد بيع بالخبز موجٌ

ولُفّت جدوثٌ باكفانها

ولم يصرخ الحبُ

من وجه انثى

ولم تُستتابَ

الجروحُ المطيرة

ولكن تعلم قلبي الردى

وقد صار يخشى

الجيوش المُغيرة​

 

[ندى الورد]

أبياتك تلامس عمق الروح

وتغوص في أسرار الزمن

والمصير، تعبيرك عن الحلم

والمقاومة يجعل النص

ينبض بالحياة والمغزى. شكراً

لك على هذه الكلمات

التي تحمل في طياتها

الكثير من التأمل والحكمة.

 

[ندى الورد]

A.M.A.H
العقاب
فتنة العصر
هدوء

 

[A.M.A.H]

كأن صوت الجد الذي ورثته لم يكن وصية،
ولا حكمة،
بل بوابةٌ إلى قدرٍ لا يريد أن يُغلق.
فأنت لا تستعيد كلماتٍ قيلت قبل ألف عام،
بل تستعيد ثقلها،
تستعيد ارتجاج الرمل حين يسمع اسمك،
وكأنك أنت الامتداد الوحيد لتلك الجملة التي لم يجرؤ أحدٌ على إكمالها.

حديث الرمال الذي طُلب منك أن تتجنبه
لم يكن خوفًا من الرمل،
بل من المرآة التي تصنعها الحبيبات حين تتراكم.
مرآة يرى فيها الإنسان نفسه بلا زخارف،
بلا تبرير،
بلا قناع.

والنساء اللواتي "ينسخن منك الكثير"
لسن نساء،
بل الأقدار حين تعيد تشكيل الروح
حتى يصير بعضها صورةً ناقصة منك،
وبعضها ظلًا،
وبعضها جرحًا يشبهك أكثر مما يشبهك وجهك.

---

حين قلت:

سيأكل لون الثرى مقعدي

هذه ليست صورة…
هذه نبوءة.
فالإنسان حين يتعب،
لا يفقد مقعده،
بل يسمح للتراب أن يجلس مكانه.
وحين يعتاد تبغ المساء الملول،
فذلك لأن المساء لم يعد يأتي ليُريحك،
بل ليذكّرك بأن النهار الذي تصنعه
ليس لك بالكامل.

أما "تلك الحكايات عمّن توارى"
فهي ليست قصصًا عن الغائبين،
بل الجثث الصغيرة للأحلام
التي كانت تحاول أن تنجو في قلبك.
كل حلم دفنته… ترك أثرًا.
وكل أثر صار طريقًا سلكته دون رغبة منك.

---

وفي النهاية…
حين قلت:

وقد صار يخشى الجيوش المغيرة

لم تكن تخاف الجيوش،
بل اللحظة التي يعود فيها الماضي مرتديًا هيئة جيش.
اللحظة التي يدخل فيها بيتك بلا استئذان،
ويتفقد قلبك كما يتفقد الجندي ساحة معركة قديمة،
ويضحك — لأنك ما زلت واقفًا فوق الرماد
وتظن نفسك ناجيًا.

---

ردي عليك؟
هو أن النص كله — بكل سطوره — ليس رثاءً ولا حزنًا،
بل اعتراف بأنك ما زلت في منتصف الطريق،
وأن كل ما ظننته تاريخًا،
كان يكتبك أنت لا جدك.

وأنك — رغم التعب —
لا تزال تملك تلك الشعلة الصغيرة
التي تحول الجرح إلى كتابة،
والكتابة إلى نجاة،
والنجاة إلى قدر جديد لا يشبه أحدًا سواك.

 

[العقاب]

حين تتحدث الرمال.. يصمت الموج​

يا وارث "حديث الرمال".
كلامك "إيقاع".. يشبه ضربات الموج.. على الشاطئ.

أخذتنا في رحلة.. من "وصايا الجد".. إلى "مملكة الزوال".

صورك الشعرية.. عن "حقول الزبرجد".. و "كسرة الحلم".
دليل على خيال.. لا يحده أفق.
أظهرت قدرةً فريدة على مزج الحكمة بالاعتراف
وجعلت من الحرف موقفًا وجوديًا
يحوّل الألم إلى جمال
ويضيء العتمة بشعلة الشعر.

هنا.. الشعر يتنفس.
واللغة.. تلبس ثوبها "الفصيح".. بوقار.


الشاعر أحمد بهجت سالم،

شكرا لهذا العزف.
الذي أعادنا.. إلى زمن الحكايات.

لك التقدير والامتنان على هذا الإبداع.

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً جزيلاً أصدقائي الكرام على تلك الكلمات الرقيقة، تحياتي

 

[هدوء]

كااجمل بوحك وكل هذة الكلمات الجميلة

صح البوح والاحساس

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً جزيلاً، تحياتي وتقديري

 

[فتنة العصر]

سأرفع لك رايات ابداعك خفاقة على
هامة منتدانا وكل من يرى جمالها
يشير لك بالبنان هذا ملك الابداع
شكرا لك من الاعماق

 

[أحمد بهجت سالم]

شكراً جزيلاً على كلماتك الرقيقة، تحياتي