تسلمي لي يا
ملاك الحب يا ملاكي الجميل أهدائكِ يلامس القلب قبل النظر
وطالما نحن في قسم القصص
أهدي إليكِ قصة أنتِ ملهمتها
------
بـ عنوان ( ملاك الحب )
كانت لا تمشي، بل تُحلِّق… كأن الأرض لم تُخلق لخطواتها، بل لظلها الذي يمرّ على القلوب فينبت فيها دفءٌ لا يُفسَّر. اسمها ملاك، لكنها لم تكن اسمًا فقط، كانت أثرًا... همسةً تُداوي، ونورًا يسكن العيون المُتعبة.
لم تكن تُجيد الظهور كما يفعل الآخرون، بل تجيد التواجد حيث الحاجة خفية، والألم صامت. كانت تمرّ على الأرواح كما تمرّ نسمة على جرح، لا تلتئم به، لكن تخفف من وَجَع الانتظار.
في عينيها... شيء لا يُشبه البشر، دهشةُ طفلٍ رأى النورَ أول مرة، وطمأنينةُ أمٍّ تضمُّ العالمَ في حضنها دون أن تتكلم.
وفي ابتسامتها… لحنٌ لا يسمعه إلا من تعب، من نزف حبًا في غير مكانه، من عاش على هامش الحكايات.
كأنها تقول :
,ليس كل من يحبّ يُشفى، ولكن كل من يُحَبّ حقًا، يتجمّل حتى في حزنه,
كان الأطفال يتبعون ظلها، والوردُ ينحني كلما مرّت، والحيّ بأكمله كان يصمت إن تحدّثت، لا لأن صوتها عالٍ، بل لأن فيه شيئًا يُنصَت له بالقلب لا بالأذن.
وفي موسم قاسٍ، حين ذبلت الضحكات في الأزقة، وحاصرت القلوبَ خيباتٌ لم تُسمِّها الرياح، خرجت هالة كأنها نداءٌ من الغيب… تحمل بيديها خبزًا، وبقلبها دعاءً، وبوجهها معنى الحياة.
لم تسأل أحدًا من أنت، ولا كم أخطأت، بل كانت تنظر في عينيك وتراك كما تشتاق أن تكون.
تراك جميلًا رغم انكسارك.
صادقًا رغم صمتك.
مهمًّا رغم تجاهل العالم.
وذات صباح، اختفت كما ظهرت... بلا وداع، بلا أثر، بلا صوت.
لكن المدينة ظلّت تتحدث عنها كأنها لم تغب.
فالقلوب التي عرفت الحب مرة، لا تعود كما كانت.
والأماكن التي مرّ بها الضوء، لا تُنسى الظلال أبدًا.
ومنذ غيابها… صار كل من لمسَته يُشبهها قليلًا:
يُعطي دون مقابل، يسمع دون حُكم، ويحبّ كما يُحبّ الملاك…
بصمت، بلطف، وبكامل النقاء.
وإن مررت يومًا في مدينة صارت أكثر دفئًا من أهلها، وأكثر حُبًّا من تاريخها، فاعلم أن هالة مرّت من هنا…
ولعلها لا تزال تُحلّق في مكانٍ ما،
تنثر الحب في الخفاء،
وتبتسم…
كأن العالم لم ينكسر يومًا.
----------
إن شاء الله تصل إلى ذائقتكِ
يا ملاكي الجميل


