-
- إنضم
- 20 نوفمبر 2025
-
- المشاركات
- 6,855
-
- مستوى التفاعل
- 1,451
- مجموع اﻻوسمة
- 3
🌌🖋️ نداء من جهة الغياب 🖋️🌌
في هذا النص، لا أكتب عن الغياب بوصفه فقدًا،
بل كجهةٍ تنادينا من داخلنا.
هو محاولة لزرع ظلٍّ في زمنٍ لم يأتِ بعد،
لعلّ أحدهم يركض خلفه كما ركضتُ أنا... دون أن يدري من كان يبحث عن من.
╭───────❖───────╮
مساءٌ
لا يشبه سواه،
مثقوبٌ بالاحتمالات.
كنتُ أظنّ
أن الغياب صمت،
فإذا هو صوتٌ
لا يسمعه سواي.
يسكنني
كنغمةٍ مشروخة،
كأبياتٍ تُتلى
عند كل غفوةٍ
في داخلي.
جلستُ أمام نافذةٍ
لا تطلّ إلا على ذاتي.
الضوء كان خافتًا،
كأنه يخجل من إظهار
ما تبقّى مني.
تتسلّل الذكريات
كضوءٍ مكسور،
لا يضيء الطريق
بل يكشف العثرات.
رأيتُني هناك،
في طفولةٍ
لم تكتمل،
أركض خلف ظلٍّ
"لا أدري إن كان لي، أم لغيري."
في كل ركضة،
كانت الأرض تبتعد،
والسماء تقترب،
كأنني خُلقتُ
لأطارد المعنى،
لا لأبلغه.
الوجوه التي مرّت
لم تكن وجوهًا،
بل مرايا مؤقتة.
كل من أحببتهم
كانوا محطاتٍ
لا وجهات،
وكل من غادر،
ترك فيّ شيئًا يشبهه،
حتى أصبحتُ
خليطًا من الغياب،
لا من الحضور.
اللغة عندي
ليست وسيلة،
بل وطنٌ مؤقت،
أحتمي فيه
من صقيع الشعور،
ومن حرّ الأسئلة
بلا جواب.
أشتاق إلى غائبٍ
لم أُسمّه،
ربما لأن الغياب نفسه
صار سمةً
تتداخل في ملامحي.
أحنّ إلى لحظاتٍ
لم تحدث،
إلى نوافذ
لم تُفتح،
وإلى أغنيةٍ
سكنت الصمت
دون غناء.
أحملُ في قلبي
خارطةً بلا اتجاه،
كلّ المسافات تنتهي فيك،
وكل الدروب تبدأ بي،
لكن لا أحد منا
يعرف أين نلتقي.
في كل حرفٍ أكتبه،
أزرع ظلًّا جديدًا...
لعلّ أحدهم،
في زمنٍ لم يأتِ بعد،
يركض خلفه،
كما ركضتُ أنا.
فهل تكمل الركض معي؟
أم تكتفي بظلٍ لا يشبهك!
في الغياب...
كل الأشياء تشبهك،
حتى الهواء،
حتى عتابي
الذي كنتُ أخبئه
في صمت الكلام.
سافرتَ بي
إلى جهاتٍ لا أعرفها،
وكلما ناديتني باسمي،
تاه الحرف،
وتحوّل إلى نبرةٍ
لا تشبهني... ولا تشبهك.
جاء اليومُ يمشي
على أطرافِ الأسى،
والزمنُ توقف على حرف،
والندى انسكب... بلا طلل.
في هذا المساء الفريد،
أتى اليوم
وفي ملامحي ارتباكٌ،
هل تاهت خطواتي؟
أم كانت رؤاكَ من تاه؟
أتحرّكُ بلا حراك،
ودربُ الشوقِ... لا يُفرَشُ إلّا بالأشواك.
كانت رؤاكَ وطنًا،
فهل نفيتني؟
أم نسيتَ
أن الذاكرة لا تنام؟
لم يكن الطريقُ
سوى حجرٍ قديمٍ
تشقّق من فرط الانتظار.
هو يسيرُ
نحو جهةٍ لا يعرفها،
وهي تمضي
في ذات الاتجاه...
لكن لا أحد
منهما يرى الآخر
إلا في الأحلام.
╭───────❖───────╮
لم يكن يعرف أنها خلفه،
وهي لا تدري أنه أمامها،
لكنّ الظلالَ تتقاطعُ في المنتصف،
كأنّ الأرواحَ تلتقي حين تغيبُ الأجساد.
وفي التيه،
كلانا كان يبحث عن الآخر
دون أن يدري عمن سِواه."
العقاب
26 ديسمبر
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : 🌌🖋️ نداء من جهة الغياب 🖋️🌌
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء


