إليكِ، يا من تملكين الزمام
بين يديكِ
أنتِ التي
كنتِ وردةً في صحراءٍ جَرداء،
لا يبصرها إلا
من كان يطلب الطمأنينة
في العدم.
كيف لي أن أخاطبكِ
وقد علمتِ
كيف تعبرين من قلبٍ إلى قلب،
وكيف تتحولين
إلى شلالٍ من الأماني
التي تتناثر على مسامعي
حتى أضيع فيكِ أكثر من مرة؟
أنتِ الزهراء
التي لا يمر بها الربيع
إلا لتخضّب وجنتيها بحُلمٍ آخر.
عيناكِ هما السجن
الذي أعشق أن أعيش فيه،
لا أريد الخروج منه،
فأنتِ الحلم
الذي يسكن جدران عقلي
في كل لحظة غياب،
وأنتِ الحنين
الذي لا أستطيع أن أتركه
ليشعرني بكِ.
يا من كنتِ
في عيون الناس لغزًا
لم يكتشفه أحد،
أأنتِ أضواء الزمان
أم أنتِ الأفق
الذي يتسع دون أن يمتلئ؟
كيف تعيشين في اللحظة
وكأنكِ أزلية؟
كيف تستطيعين أن
تملئي المكان
صمتًا وصخبًا في نفس الوقت؟
أنتِ التي نبتت على شفتيّ كالأغنية،
والأرض التي تساقطت عليها
حروف كلماتي
لتأخذ منكِ شكلكِ الجديد،
كيف يكون لديكِ القدرة
على الهروب من الأسئلة
وتركهم يكتفون بإجاباتهم
في وجه الشمس؟
أنتِ الثبات الذي لا يغادر
ولا يتغير،
أنتِ التي يتبعها الجمال
ولا تلتفتِ خلفه أبدًا.
أنتِ نبع الحقيقة
الذي لا يروي إلا الحالمين،
بينما الآخرون
يمشون على
أطراف الأصابع خوفًا
من أن يزعجوا صمتكِ المهيب.
أنتِ التي تزرعين الامل
في قلبي
كلما تنفستِ،
فتفتحين في عمق روحي أبوابًا
كنتُ أظنها مغلقة.
كيف لي أن أشرح حجمكِ
في كلماتي؟
وأنتِ التي تختصرين الحياة
في لحظة،
تكسرين القيود بيدٍ ناعمة،
وتبعدين المسافات
بأصابعكِ الرقيقة.
إنكِ الحلم
الذي لا ينتهي،
والنور الذي يولد
مع كل فجرٍ جديد،
أنتِ التي لا تملكين المساء،
بل المساء ملكٌ بين يديكِ.
يا من كنتِ الحلم
الذي عرفتُه
بين السماء والأرض،
كيف لي أن أعود إليكِ
بعد أن سافرتُ بعيدًا عنكِ؟
وكيف لي أن أسترجع لحظةً
من عمركِ
كان لي فيها حصة
من نوركِ؟