مرآة بلا نسيان !
تذكرت
حينما كنا نمُر
على ذاك الشارع
الذي يحيطه الزهر
كنتي تقولين لي :
سأبقى معكَ طول الدهر ،
تذكرت . . و هماه علامَ أتذكر !
حين كنا ننادي لهفاتنا
فتجري إلينا كأنها . . نهر
تذكرت . . و حسرتاه مما اتذكر !
حين كان
يطالعنا ذاك القمر
ثم تبتسم مقلتينا
قائلة ؛
تألله سيطيب السهر ،
تذكرت . . و يا حزناه لما أتذكر !
حين كنا نلتقي
على تفاصيل الوتر
كنا نهتف سويا
ليختبئ الحزن الجبان
و الموت ثم الموت للقهر ،
تذكرت . . يا وجدي فيما أتذكر !
كنا نسطر معًا
أبجدية العمر
كنا نسيطر
على المفردات
فنكتب اللقاء
و نشطب الهجر ،
ويحي ثم ويلي لا أريد أن أتذكر
فذاكرتي صارت في الهم
مثل الملوحة لدى البحر
و لا تنفع الهدنة معها
و لا يخفف من قسوتها الجهر ،
و الآن حالي صار خذلان
لا شارعٍ مما مررنا عليه
حول ردفيه . . زهر
و رحلتي أنتِ رحلتي
و لم تبقين كما قلتي
معي طول الدهر
و الآن حالي صار شحوب
أنادي الشوق وحدي
و لا يرد حتى الحجر ،
و الان حالي صار غروب
ذاك القمر الذي كان يطالعنا
أمسى يتجاهلني
و كأني أجلب له الحظ العثر ،
و الآن حالي صار هوان
أصبحت أنا الجبان
أختبئ عن الأحزان
و مات حبي مات . .
و عاش . . عاش القهر ،
و اليوم صار حالي جنوح
تكتبني المفردات
على ما تبتغي
مرة تكتبني . . جنون
مرة تكتبني . . كدر
مرة تكتبني . . شجون
والأصح أن تكتبني . . هدر . . ؛
؛
بقلمي
/|\
بعودته تراود أفكار المحبين
أستاذي الأنيق
أفتقدك كما يفتقد التلميذ النجيب
والحريص على عمله, لأستاذه العريق
وذو المكانة العليا