رواية ليست حقيقية قد تتشابه احداثها مع قصص في الواقع
لكنها من نسج خيالي
لا احلل لأحد النسخ او النقل
.
.
.
.
.
.
الحقيقة هي زيت حياتكم
والواقع هو نار هذه الحياة
،دائما قفوا امام مرآة الحياة بجدية
وواقعية و شدة وقوة
في عالم أصبح القوي لا يأكل
الضعيف بل يبتلعه،
في عالم أصبح ما يعتقد غير ما يعتنق،
في عالم أصبح الدين بيد أوغاد شوهوه
في عالم أصبح المسلم إرهابياً وكلمة اسلام تعني ارهاب
في عالم تناسى اننا اتباع الحق اتباع السلم والسلام
اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذكر العالم بانسانيه وعدل دينك لا تخجل من قولك انا مسلم
في عالم الغوغاء الذي يصنعة الغوغائيون كن أنت منارة
للفضيلة
منارة الحقيقة منارة تضيئ الطريق للسفن
التائهة عن مرفئ الٕايمان
لا تخف لا تيأس لا تتراجع ولا
تتهاون فأنت على حق والحق يهاب دائما
............... عروق في الوحل ...................
الجوري ..........
مشهد ........
ضوء ساطع جدا سلط علي ّ، كل القاعة مظلمة الا انا
مضاءة كشجرة الميلاد استمر الوضع هكذا حتى
بدأت عيني تحرقني وجلدي توهج من شدة الحرارة
عندها خرج ما في الصندوق يالهي جرذان كبيرة جدا
خوفي الازلي بدأت بالصراخ والتحرك بشدة اقترب
احدها من قدمي بدأت احرك اقدامي المقيدة بكل
شراسة لم يهتم بل صعد على رجلي وبدأ يمشي على
فخدي عندها جن جنوني ولم اتمالك نفسي وبدأت
بشد يدي من القيد فوق رأسي حتى خلع القيد من
السقف وسقط على رأسي ففجها وبدأ الدم بالنزول
على وجهي كأن الجرذان قد جنت فانقضت على
وجهي صرخت وصرخت وصرخت ابعدتها عن وجهي
لكن لم افلح عندها من شدة الرعب الذي حصل لي
بدأ قلبي بالخفقان بعدم انتظام وسقطت ارضا اتلوى
من الالم الذي أشعر به في صدري وغبت عن الوعي
.............
جمان ...سيف عروق في الوحل طمرت وستطمر من يوجهها بالوحل
ستقاوم وتحارب والمعارك شديدة لكن ستخرج من الوحل
لتكون عروق من نور
في ارض كتب الألم عليها والوجع فيها
هل ستتنفس الراحة بعد التعب ام ستبقى
بالالم
تجبرنا الحياة على العيش
مع اناس لا نحبهم وتتلهب
قلوبنا عندما نراهم ويزيد
بداخلنا كرههم
أصبحت امانينا وأكبر احلامنا
هي أن نتخلص منهم ولا نراهم
متى ستتحقق تلك الامنيات
ومتى سنعيش بسلام وامان
بعيداً عن هؤلاء المدعون
اعدائنا واعداء ديننا!
من الصعب جدا التعايش مع بيئة تختلف
عن بيئتك فكيف إن كانو بـ دين غير دينك!
ويبقى السؤال مترنحا
حتى بعد أن نلامس
سقف الغرفة
من الإنتشاء
ومغمضين
أعيننا
.
.
.
والالم
باقي
وان
لم
يكن
لا
معنى
للحياة
.
.
.
حلقي
ونحلق
خلفك
للوصول
لسقف
الهذيان
يقال لايضيع حق وراءه مطالب
فليكن الحق نصب عينك دائما واعمل ليعرف الناس ماهو الحق وكيف الوصول اليه
لا تدنس حقك بالخطأ الطريق الصحيح دائما يوصل الى بر الامان
عروق في الوحل
الجزء الأول
بقلم الجوري
.
.
.
.
.
البداية
ليبيا ...بنغازي .....
الحياه فرصة
والوقت قاتلها
تعلموا مستمعي الاعزاء ان تستغلوا الفرص المتاحة
لكم قبل ان يسرقها الزمن
تعلموا ان تصنعوا مستقبلكم وغذوا طموحكم بالامل
كونوا اقوياء أشداء مرابطين غير منهزمين
لواقع يبغض المنهزم المنكسر
مي:يا الهي ان لكلماتك وقعا مميزا
أشرت لمي ان تسكت فأنا على الهواء
أومأت مي بالموافقة واوقفت الموسيقى واعادتني
الى البث وهي تبتسم
أعزائي
الليلة كما كل ليلة وكما عودناكم في برنامجنا صوت
الناس البرنامج الإذاعي الأول الذي يكلمكم ويستمع
لمداخلاتكم مداخلاتكم التي تصل الى
مسامعنااليوم كما كانت تصل الى عيوننا منذ مدة
ليست ببعيدة ولكن بسبب
الحرب منعنا من البث التلفزيوني انتم تتحدثون ونحن
ونحاول ايصال ما تقولون الى المسؤولين
معكم نسيم الليل
الوطن هو دره كنز لا يحس بوجوده الا فاقده اللهم
احم وطني ولا تفجعني به قط
أعزائي سنبدأ الان بتلقي مكالماتكم ومداخلاتكم
ونأخذ اول اتصال
مرحبا : ٔانت على الهواء
:مساؤك جميل كجمال كلماتك وحلو بحلاوة روحك
سيدتي
نسيم الليل:ابتسمت بشدة ولا يبدأ برنامجي
قط دون مداخلاته....... مساؤك سعيد يا مالك الوقت كيف
هي أحوالك ؟
مالك الوقت :أنا بخير والحمد لله، كثيرة ضغوط
العمل ،ولكن نتنفس الصعداء عندما يمر اليوم،دون
كوارث أو مصائب .
نسيم الليل:بالفعل عزيزي العمل وضغوط الحياة
وللأسف
نزيف روح بلادنا أمور تضغط،وترهق ، ولكن الحمد لله
تفضل سيدي ماهي مداخلتك لهذه الليله
مالك الوقت :أردت أن أقول على الهواء في برنامجك
لان نسبة المستمعين عالية ماشاء الله اريد ا أقول للشباب
مع الكلمات على وتر الليل ووتر الوطن مع صوت الناس ولا تنسونا من دعائكم ،
أسرة البرنامج وأنا نسيم الليل الى اللقاء .
.......
هتفت مي: لقد كانت حلقة جميلة وهادئة أتمنى إن
تحقق نسبة إستماع عالية
جمان: ستحقق حضرة المخرجة العزيزة،ولكن لا
تعودي لمدح ما اكتب لقد اخجلتني ضحكت بقوة
واتممت سأذهب
الآن علي العودة قبل ان ينتهي تصريح التنقل خاصتي
هل ستبقين ام تعودين معي
مي : لا عزيزتي انني عائدة معك هيا بنا لقد تأخرنا
اليوم أتمنى ان نعود بأمان فليحمنا الرب .
جمان : هيا بنا الله ستار لطيف
خرجت وصديقتي مي صعدنا لسيارة متوقفة عند
مدخل الاذاعة ، زفرت بحنق
تمر البلاد بأزمة خانقة بالفعل أشعر أنني مقيدة
داخل صندوق
يضيق ويضيق ....أنجنا يا الله
انطلقت السيارة باتجاه مسكننا وما أن
بدأت بالتحرك حتى قالت مي :مارأيك ناني ؟
التفت اليها مأنبه واغلقت الزجاج الفاصل بيننا وبين
السائق لا اريد ان يستمع احد لكلامي مهما كان
جمان....بماذا مي او رأيي بماذا ؟ولا تدعيني ناني
تعلمين كم امقت هذا الاسم
مي :افكر بأن نبدأ بعمل حلقات متتاليه عن الوضع
هنا
جمان ..وقد شد انتباهي الى الحديث تقصدين كتحقيقات مثلا ام ماذا؟
مي:ليس بالضبط
جمان :اذا ؟؟؟
مي:حلقة نعرض فيها تحقيقا ونأخذ رأي الجمهور
واسئلتهم ومداخلاتهم والتحقيق يكون من الشارع بقصص الناس هم يرونها
جمان :جميل ....امممم سنعمل مقابلات مع الناس بالشارع
مي :ليس بالضرورة النزول للشارع بامكاننا وضع اعلان متكرر يحفز من لديه قصة ان يرسلها لنا
جمان :والحلقة التالية مع المسؤولين ؟
مي :لا لن نسأل المسؤولين بل
المنشقين ،كل من نستطيع الوصول له
احزاب سياسية مهمة كانت او مهمشة
جمان : اممممم برنامج سياسي من العيار الثقيل أعجبني
مي :بالتأكيد ،يجب ان نغامر حتى نرتقي ونكون
اسم حتى نساعد هذا الوطن ما رأيك ؟
جمان :اكيد لا أمانع انتي تعلمين كم انا اتشوق لمثل
هذه النقلة في العمل لكن هل سيوافق السيد أكرم ؟
مي :انه حجرة الوحيدة في طريقنا
ضحكت جمان وقالت... واللقاءات مع المنشقين
والاحزاب سهلة
ضربت مي كتف جمان وقالت لم اقل هذا ولكن
انت لديك وسائل اتصال وستنجحين بعمل المقابلات
سكتت جمان ومي وسبحتا في عالم الفكر والعمل
والمستقبل المجهول
تنهدت جمان وقالت :تعلمين بعد ان اصبح اخي قائدا
للحراك السياسي بالبلاد وانا تنحيت عن السياسة من
اجله واصبحت اقدم برامج اذاعية احاول تطعيمها
بالوضع السياسي بالبلاد ولكن دون علم قايد لانه
يرفض ان اعود للحراك السياسي بعد مقتل والدي
وتوليه منصبه
مي :فقدان والدك مصيبة حلت على بالبلاد كان
كالاب للجميع كان يخاف على البلد كما يخاف الاب على ابنه
جمان : لا تفتحي جروحي مي انت تعلمين كيف كان
يعاملني كان اب للجميع بالفعل الا لي انا فقد كان
قاسيا على يضغط على كثيرا يريدني ان أخلفة في
منصب رئاسة الوزراء
لذلك فرض على ان ادرس العلوم السياسة واخذ
الماجستير والدكتوراه فيها مع انني
كنت ارى نفسي طبيبة نفسية لكن ذلك لم يعجبه
وبقيت امنيتي حبيسةجدران قلبي
مي :لم يكن قاسيا بل مدركا لقدراتك وذكائك وقد
صدق فأنت تنتمين لعالم السياسة ولا تنتمين الى
جماعة الطب انت لم تتمي الرابعة والعشرين بعد وانظري ما أنجزت
جمان :كان يقول لي ان لم أوقد بالبلاد عقولاً شابة
وذكية وحريصة مثلك ضاعت وضاع حق الناس ،لكن
بعد التفجير الذي استهدف موكبه منذ عامين وظهور
قايد في الجنازة واستلامه كل أعمال والدي وايقافي
عن كل أعمالي حتى عملي مع جمعيات حقوق الإنسان
اوقفني عنه حتى المؤتمرات التي ادعى اليها لأمثل
بلادي يمنعني من السفر او حضورها منذ وصوله
اشعر انني قد احتجزت في زجاجة فلا اصل القعر
وارتاح ولا اخرج وارتاح معلقة بالوسط ان استلامه
منصب والدي لقد أضاع كل ما سعى له والدي بجد
مي:لا أعلم لم لم نسمع عن اخيك هذا قبل
التفجيرات؟
جمان :لا أعلم فهو غامض جدا لا أعلم كيف ظهر انت
تعلمين انه ظهر من العدم عندما منع الجميع من
الاقتراب من غرفة العناية التى وضع بها والدي حتى
انا لم يسمح لي بالدخول اليها لا اعلم مي كأنه جاء
لينهي كل ماصنعه والدي واهم شيئ انه جاء ليمنعني
من كل ما تعلمت لأجله انه لا
يسمح لي بخوض التجربة السياسيةابدا بل يمنعني منعا باتا
مي :انه غريب اشعر بالصقيع يغزوني عندما اراه
جمان :حسنا انا قبلت العمل وبعد غد ستكون أولى
حلقات برنامجنا
مي :حسنا
واخيرا بعد نصف ساعة وبسبب الازدحام المروري في
المنطقة وصلنا الى وجهتنا حي راق يدعى باسم اجمل
مدن العالم واكثرها بذخا انه شارع دبي وهو كما
المدينة المشعة دبي بيوت السفراء والقناصل ورجال
الدولة والوزراء وبعض الاطباء المشهورين حي راق كأنه
ليس من بنغازي كأنه في مكان آخر من العالم
هبطت ومي من المركبة عند نقطة التفتيش ببداية
الشارع
ليلا لا يسمح بتنقل المركبات الى حينا لدواع امنية
فكثرة الانفجارات التي تستهدف الشوراع المميزة
مثل شارعنا اتخذ قرار بعدم مرور المركبات خلاله
بعد الساعة السابعة مساء لهذا نمنع من استخدام
عرباتنا الخاصة او لا نمنع بل نفضل عدم استخدامها
فلا يمكن ان تدخل الى هنا ابدا
تفتيش دقيق وسماح بالمرور
جمان :وداعا مي
مي :وداعا عزيزتي لا تنسي جمان ماتحدثنا عنه
ودخلت كل من الفتاتين الى بيتيهما المتقابلين
البيت لا يصف المكان الذي اعيش له بالبيت انه
اقرب للقصر يعيش فيه تقريبا ثلاثون شخص
يتوزعون بين الخادمات والطباخين والعشرين على
الحدائق والسائقين والحراس الشخصيين وانا وأخي
قايد
ودخلت الى البهو الكبير ومررت بالمطبخ تناولت
زجاجة ماء وعدت الى البهو اريد ان أقصد غرفتي
ولكن خروج بعض الرجال من احد الغرف اثار
حفيظتي فلقد كانوا يرتدون دشاديش قصيرة تصل
الى منتصف ربله الرجل وتحتها بنطال يمسكون
مسابح بين اصابعهم ولهم لحى طويله منهم من وضع
الحنا الحمراء عليها منهم من تركها كماهي لست اعارض المتشددين بالدين الاسلامي او اعارض اطالة اللحى ولكن هناك وجوه واشكال وتقليعات لاعلم قلبي لا يطمئن لها وهؤلاء يمثلون عدم الراحة
وقفت انظر اليهم باستغراب ماذا يفعلون في منزلي
ولكن خروج اخي متأبطا ذراع احدهم كان يبدو عليه
الشدة والقوة لم يكن كبيرا بالعمر لكن يبدو انه
المسيطر وهذا ما استشفيته من حركة عينيه وتبرم
شفتيه واستغفار من حوله وادارة وجوههم عني مع
انهم كانوا منذ لحظات ينظرون الي
قايد وفي صوته بعض الارتباك :ماذا تفعلين هنا
جمان؟
جمان :لا شيئ انا في طريقي الى غرفتي تصبح على
خير
قال المسيطر على الجماعة :استغفر الله العظيم
،
ما هذا يا أخ قايد ؟كيف تسمح لامرأة ملابسها سافرة
وغير محتشمة ولا تراعي حرمة الاسلام ان تقف هنا
امام الرجل
فتح قايد فمة ليتكلم لكن صفعة قوية وصلت الى
الرجل وقلت بهدوء هذا ردي لكل من يتجرأ ويتحدث
عني بهذا الكلام الوقح بالفعل انك تفتقر الى التربية
وهممت بلإبتعاد
لكن كلام قايد وتوسله للرجل اثار حفيظتي واشعل النار في عقلي
فالتفت الى قايد
قائلة :
اخي ان لي في هذا المنزل الثلثان حسب وصية
والدي لذلك اطلب منك ان لا تدخل هؤلاء الانجاس
الى منزلي واذا اردت ان تجتمع معهم فالفنادق كثيرة
او تجتمع معهم في مقر رئاسة الوزراء اما هنا
فممنوع منعا باتا ان ينجسوا طهر بيتي بقلوبهم
السوداء وظنونهم السيئة
تركت الجميع يلم شتات نفسه وعدت الى غرفتي وانا
اتمتم يا الهي ذلك الغبي يتحدث عني ماذا يعرف عن
الدين غير ذلك الرداء اللعنه ويتكلم عني الغبي انا
محاضرة في جامعة مراعيةلحرمة كل شيئ لقد اثار
غضبي ذلك الغبي
بدلت ملابسي واستلقيت علي انام بعد هذا الجهد
قبض قايد يده وقال: اعتذر منك ايها الامير اختي
طائشة ولا تعلم من حضرتكم
الامير وهو يحرك اصابعه على خده لا تقلق سيد قايد
انا اتفهم طيش الشباب وان كانت هذه الشابة محاضرة
في الجامعةوابنة رئيس الوزراء سابقا واختك لا بأس
سيد
قايد ومال بجسده على قايد وهمس سنروضها من
اجلك قايد سنروضها
ربت على كتف قايد وخرج
صعد قايد الى غرفة جمان لم يطرق الباب بل اقتحم
الغرفة وصرخ ماذا فعلت ايتها المجنونة ؟قفزت عن
الفراش وصرخت قايد ما الذي تفعله
اجننت ؟كيف تقتحم غرفتي هكذا الم تتعلم اداب
الاستئذان
قايد :لا لم اجنن بعد ولكن تصرفاتك ستوصلني بهذا
الدرب
جمان وقفت وكتفت يدي دليل على التحدي
وقلت :اي تصرفاتك هذه التي اغضبتك حضرة رئيس
الوزراء ؟
قايد:كيف تصفعين رجلا في ضيافتي ؟
جمان :كل من يتعدى حدوده يجب ان يعاقب وهو
تخطى الحد وانا ابدا لم اربى على ان اتنازل لاحد مهما
كانت مرتبته
قايد :لقد اوقعت نفسك في ورطة كبير
وخرج من غرفتي وصفق الباب خلفة اظن ان الجدران
ارتجت من قوة الضربة
تمددت على الفراش
بقيت هكذا حتى غلبني النوم
ولم استيقظ الا على صوته المنبه
فتحت عيوني وانا اتمتم يا لها من ليلة ذلك الوغد لم
يفارق كوابيسي البتة نهضت لأغتسل وانا اقول اللعنة
عليك
إغتسلت و صليت فرضي،
راجعت جدول المحاضرات لدي ،و بدأت باختيار
ملابسي، أخرجت طقم من قماش القطيفة العملي
بلون أصفرواسود، كم احب ألوان الصيف
أرتديت الملابس وقفت أمام المرآة أسرح شعري ،
لي شعر طويله جدا، لا أحب أن أقصه ،رفعته للاعلى
ولففته بكعكة فوضويه ،أحمر شفاة خفيف قليل من
الكحل غمزت نفسي وانا اتمتم جميلة انتي يا فتاة ليت
لي عينيك ضحكت من كلماتي وحملت
حقيبتي وأوراقي، ونزلت الى غرفة الطعام لأتناول
فنجان قهوتي المعتاد في كنف حديقتي الخاصة ،أنا
لا أحب تناول الطعام
كثيرا ،وجبة واحدة تفي بالغرض ،ليس لأنني لا أقدر
نعمة الطعام او لأنني بدينة بلعكس وزني اقل من
الاعتيادي وهو مناسب جدا
تعودت منذ صغر عمري أن
أعطي وجبة إفطاري لمن لا يمكنه أن يحصل
عليها ،وأنا طفلة كنت أجمع مصروف جيبي
وأتبرع به كل نهاية أسبوع الى بقالة في شارع
المدارس الحكومية وصاحب البقالة كان يوزع
الشطائر على طلاب المدارس في الصباح، وأصبحت
تلك عادة عندي، وأصبح صاحب البقالة من البشر
المقربين مني لأنه اثبت أمانته فالمبلغ الذي أعطيه له
بالفعل كان يطعم أطفال كثر به وأنا ممتنة له لقد غضب
والدي عندما علم انني لا اكل في مدرستي بل اجمع
مصروفي اذكر انه استدعاني الى غرفة مكتبه وسألني
لم اجمع مصروفي هل اشتري حبوبا او احد الاولاد
يأخذه مني
استغربت سؤال والدي واخبرته بكل صراحة ما الذي
أفعله بمصروف جيبي رأيت في تلك اللحظة فخرا كبيرا
يكاد يخرج من عينيه لكنه أمرني بالعودة الى غرفتي
، تناولت قهوتي وخرجت ركبت سيارتي ،وانطلقت الى
الجامعة، كان اليوم مزدحما بالمحاضرات كما الأمس فأنا
أعمل كمحاضرة في مادة السياسة الدولية ،ألقيتها
وكانت لدي ثلاث مناقشات لرسائل الماجستير الخاصة
بطلابي ،أنهيت عملي وخرجت
الى مرآب الجامعة، بحثت عن سيارتي لم أجدها هناك
سيارة تشبهها لكن لونها أحمرغريب، حملت علاقة
مفاتيحي وضغت عليها لأعلم أين سيارتي
أضيئت أضواء السيارة الحمراء ،تعجبت !وقلت في
نفسي يالها من مزحة سمجة، أقتربت من السيارة يا
إلهي ،ما هذا لم احتمل المنظر بدأت بالتقيؤ كانت
السيارة مليئة بالدماء وعلى زجاجها الامامي يد إنسان
مبتورة ،لكن الغريب أن اليد بلا دماء ،يبدو أن أحدهم
أخذها من المشرحة
بصراحة فزعت لكن لم اظهر ذلك ولم يبدو علي سوى
الإشمئزاز اجريت مكالمة مع الفريق الأمني في القصر
جمان :أريد سيارتي الرياضية الآن عندما الحرم
الجامعي
الامن :سيدتي الوضع متوتر جدا هنا في حي
السفارات لا نقدر على الخروج هناك تهديد بقصف
للمدينة من قبل
جمان :حسنا لا تشرح لي وداعا
أغلقت الهاتف
وانا اشتم يقصفون المدينه وانتم كلجرذ تختبئون
وكلمت مي
جمان :مساء الخير مي أريد أن يكون برنامجنا اليوم
مي :لكن حلقة البرنامج موعدها غدا
جمان :أنا أعلم ذلك ،اجعليها حلقة استثنائية للتعريف
احيانا شدة ارتباطنا بالماضي تمنعنا من التقدم للامام قد يكون الارتباط شديدا ومثيرا لنفسيتنا،الماضي شي وانتهى المستقبل امامنا كل مايؤلم اتركه وابتعد عنه وتقدم فأنت تستحق فرصه اخرى
جاء رجال الاطفاء الى شقة جمان وحاولوا قدر
استطاعتهم ان يوقفوا سريان النيران الى الاماكن
المجاورة مرت ساعات وهم يحاولون حتى تمكنوا من
ذلك مع ولوج ساعات الفجر الاولى كانوا قد انتهوا
غادروا الشقة دون ان يروا صاحبتها
مرت الازمة على خير وذلك بجهود رجال الاطفاء الاكفاء
ولكن كانت حصيلة ذلك الحادث واكثر من خمسين
شخص للاسف الجثث اغلبها احترقت
سيف :بالفعل سيدتي الحصيلة عالية اغلبها من الاطفال
والنساء مبنى الامل الذي احترق البارحة هو ثاني مبنى
يستهدفة المنشقون اود ان اوجهه رسالة من منبرك
سيدتي
نعم نعم سيدي تفضل يمكنك قول ما تشاء
سيف :اود ان اوجهه رسالة للاحزاب المتناحرة في
مابينها الا يكفيكم لقد شبعت البلاد من الدم اننا ننزف
كل لحظة وانتم اين لن اعقب اكثرسوى بكان الله بعون
البلادعلى ما بتليت به وكان الله بعون اهل من اسشهدوا
ضحايا حادث البارحة الارهابي
اشكرك سيد سيف السليمي على مداخلتك
في نهاية لا يسعنا الا ان نتقدم بالتعزية الى اهالي
الضحايا الذين قضوا البارحة في حادث الطائرة
المروحية ، حفظ الله ليبيا
من كل شر وسوء الى هنا اعزائي المشاهدين تنتهي
جولتنا الاخبارية الصباحية نراكم ان شاء الله على رأس
الساعة المقبلة دمتم في رعاية الله وعودة الى استوديو
ليبيا هذا الصباح ...
أغلق قايد التلفاز ونظر الى جمان كانت تقف امامه بكل
كبرياء كما كان يقف والدها
قايد :ها مالي لا أسمع صوتك جمان
وصرخ هل اكل القط لسانك ......
استدارت جمان وهمت بالخروج ولكن التفت اليه و
قالت :هذا ما تتمناه انت ومن يناصرك يا أخي العزيز
ولكن لا تفرح فأنا ما زال لساني موجود ولن تخيفني
بضعة فئران فأنا لبؤة لا تخاف احدا
وصفقت الباب خلفها
اتكأت على الباب احاول جمع شتات نفسي منذ ان
وصلت الى المنزل البارحة وانا احاول ان اسكت على كم
الاتهامات التي كالها أخي لي ولكن الان اوقفته عند حده
شددت جسدي و رفعت رأسي وخرجت من المنزل ما ان
وصلت البوابة حتى احطت برجال امن أخي وتفاجأت
بهم يفتحون باب السيارة ويخرجوني عنوة ويجرونني
الى قبو المنزل ورموني هناك أغلقوا الباب ورحلوا
ركضت الى الباب وبدأت أطرقه بكل قوتي وانا أصرخ
قايد ....قايد مالذي تفعله ؟أخرجني من
هنا,قايد .......قايد
بقيت أصرخ حتى بح صوتي وبدأت قوتي تنهار جلست
على الارضية و......غفوت من شدة تعبي غفوت
........
وانتظرت اتصالها يوما كاملا ولكن دون جدوى هاقد حل
المساء لا أعلم ما علي فعله لا أدري تلك الجمان جعلت
عقلي يشت لقد خسرت اليوم صفقة كبيرة
لم أكن عصبيا بهذا الشكل أبدا زفرت هذا يكفي
سيف مابالك فتاة رأيتها مرة واحدة قلبت كيانك
طرقت الباب ودخلت سكرتيرتي :سيدي هل تريد مني
شيئ لقد قاربت الساعة الحادية عشر هل أستطيع
المغادرة
نظرت الى ساعة معصمي بالفعل انها تشارف على
الحادية عشر قلت لها جهزي نفسك سأوصلك الى منزلك
قالت :لا داعي سيدي بيتي قريب
سيف :هل معك تصريح للتجول بعد العاشرة
السكرتيره :لا ...لا أملك
سيف :هيا بنا سأوصلك الى منزلك واعتذر عن تأخيرك
السكرتيره :لا بأس سيدي أشكرك
أوصلت سكرتيرتي الى منزلها وأدرت المذياع علي ارتاح
قليلا
اعزائي المستمعين تعتذر لكم نسيم الليل عن تقديم حلقة
الليلة لظروف طارئه سأكون معكم انا مي ببرنامجنا
اليومي حد........
أغلقت المذياع وقلت جمان .....جمان .....ماذا يحدث
معك ؟يبدو انك في مصيبة قلبي غير مطمئن
قدت سيارتي الى شقتها ركنت السيارة بعد ربع ساعة
ونزلت وانا أقول سأطمئن عليها و أغادر ركبت المصعد
وتوجهت الى الطابق العاشر وما ان فتح باب المصعد
حتى خرجت وتوجهت الى شقتها
اوه يالهي الباب مفتوح طرقت الباب وقلت ....
جمان ....اين انت ؟
......جمان... ان لم تجيبي سأدخل
لا إجابة دخلت الى الشقة فهالني منظرها الزجاج في كل
مكان الارضية مبللة بل مليئة بالأثار التي تركتها أحذية
رجال الاطفاء عبرت القاعة وبدأت ابحث عندها وانا
اتوقع ان اراها ممددة على الارض غارقة بدمائها ولكن و
الحمد لله لم تكن في الشقة يبدو انها غادرتها بعد ان
غادرت البارحة ،كنت سأخرج ولكن ساعة شقتها بدأت
تدق انها الثانية عشر لا أستطيع المغادرة الان فتصريح
التجول تنتهي صلاحيته عندها الساعة الثانية عشر ليلا
غرزت اصابعي في شعر رأسي وفركته بدأت مرحلة
الصداع يالهي لم احضر ادويتي اوه بدأ يشتد الالم انه لا
يحتمل أغلقت باب الشقة وبدأت ابحث عن دواء يخفف
شدة الصداع بحثت في كل غرفة و وصلت الى الحمام
دخلت اليه وقررت ان استحم وأنام بالفعل استحممت
ووجدت عندها في صيدلية الحمام ادوية لكل انواع
الالم حتى الشقيقة اخذت الدواء وذهبت للمطبخ فتحت
الثلاجة لا يوجد بها سوى مشروب الكرز والماء تناولت
زجاجة الماء افرغتها في جوفي مع حبات المسكن
وعدت الى غرفتها اطفأت النور مددت جسدي في الفراش
وبدأت بالتفكير بصوت مرتفع اوه يا سيف ما الذي
تحاول ان تفعل لقد بلغت الخامسة والثلاثين ولم تؤثر
بك امرأة
أبدا .....انرت الضوء الجانبي و التفت كانت تضع صورة
لها وهي جالسة بجانب شجرة صفصاف وتنظر لعدسة
التصوير بكل حب كان شعرها مسترسلا حول جسدها
سحرتني بكل تفاصيلها جذبتني لها بكل براءتها تمنيت
البارحة ان اسكنتها بين ذراعي حتى تهدأ ....اوه اتمنى
لو انني اخذتها عن مشاكلها وعن هذا الامير بت احقد
عليه لان اصابعها لمست وجهه وان كانت كصفعة ،
بدأ مفعول الدواء وبدأت اغرق في دنيا الاحلام .....
منذ متى وأنا هنا لا بد أن أخرج بدأت بالصراخ قايد قايد
أرجوك أنني أموت من العطش قايد قايد .....أخي
أرجوك ما بالك قايد قايد بقيت هكذا خمسة ساعات
نظرت الى ساعتي إنها الحاديه عشر
عدت للترجي والبكاء قايد ....قايد ....أخي أنا
جائعة ،وعطشى، ولا حياة لمن تنادي .....يالهي قدماي
تؤلمانني بشدة لقد نسيت أمرهما تماما حتى أنني لم
أشعر بالألم حتى اللحظة ،الصدمة تأثيرها كبير على
الإنسان تجعله ينسى إصابته وألمها ،اوه يالهي ،يحب ان
اضع المطهر على قدمي، لقد تمزقت من الزجاج، اللعنة
عليك ايها الأمير ،اللعنه عليك يا قايد ،يالهي كم تؤلمني،
وذلك الغبي اللعنة عليه ،من أين جاء كيف له أن يقتحم
حياتي وشقتي هكذا دون استئذان ياله من غبي كاد أن
يموت البارحة ، مع ذلك لقد كان فاتنا بقميصه الرسمي
الأبيض وبنطاله الأسود شعره وعيناه كل ما فيه
فاتن ،ضحكت على نفسي لتفكيري السطحي ذلك يالهي
جمان استيقظي ،أنت في مصيبة تفوق حجمك ووزنك معا
نزعت حذائي الرياضي ..ما هذا كل جواربي دماء نزعت
الجوارب عن قدمي اوه قدماي ممزقتان ،لقد نسيت
الزجاج الذي تناثر في شقتي ،ترى ماذا حدث بعد
خروجي لو لم اخرج وآتي الى أخي الغبي قايد، كان
والدي يعلم انه ضعيف الشخصية ،ولا يصلح
للقيادة ،بحثت بالقبو على علبة الإسعافات الأولية
وجدتها بعد عناء طهرت الجروح ولففت قدمي جيدا.
نظرت حولي، هذا القبو كان مركز العمليات التي كان
والدي يديرها ضد من يريدون خراب البلاد، هنا كان
يجتمع مع الشخصيات المهمه بعيدا عن التجسس
والصحافة ،لا بد أن يكون هذا المكان مجهزا بكل شيئ،
لا بد من وجود حمام هنا ،أحتاج الى قضاء
حاجتي ،أحتاج إلى الماء أتضور جوعاً، يالهي ،قايد يريد