ما الجديد

مواقيت الرماد ، القصيدة الفائزة بالمركز الثالث في مهرجان همسة 2019 - فرع شعر التفعيلة

إنى أغادرُ فوقَ وجهِ الأُقْحُوانْ وغداً طريقُ الشوكِ يرسمني ويكتبُ ما يشاءْ ما زلتُ لا أدرى نصوصَ جنايتي ما كان من أحدٍ بدارٍ العدلِ ينظرُ قصتي فجميهم...

أحمد بهجت سالم

نجوم المنتدي
إنضم
10 أكتوبر 2025
المشاركات
7
مستوى التفاعل
5
إنى أغادرُ فوقَ وجهِ الأُقْحُوانْ

وغداً طريقُ الشوكِ يرسمني

ويكتبُ ما يشاءْ

ما زلتُ لا أدرى نصوصَ جنايتي

ما كان من أحدٍ بدارٍ العدلِ

ينظرُ قصتي

فجميهم ذهبوا لمحرقةِ الزهورْ

منذُ استعارتْ تلكمُ الأحزانُ قلبي

صرتُ منهمْ

ليس لي قلبٌ يئنْ

ماكنتُ أهتكُ رُقعتي

وكسرتُ قِنديلي أمامَ عيونِهمْ

وتَلَفَّحَتْ بشرائطِ الكتانِ

مرآتي ، وأشْعَلَتِ البخورْ

الويلُ لي

ما كنتُ أعلمُ أنه عادت

مليكتنا

وتبغي جَمْعَنا

فطريقُها نحو الحديقةِ

كان يُفْرَشُ بالصحائفِ

والمِداد

الآن يَلْفِظُني الحِدادْ

ودَزينَةٌ من قَيْيناتِ الجَدْبِ

تملأُ كأسها

وتُلَقِّنُ الأجراسَ في قلبي

مواقيتَ الرمادْ

لا زلتُ أذكرُ غُربتي

أو كيفَ قد غابت

حقولُ الصخرِ عن

بصري رويداً

نحو باحاتِ الشمالْ

منذُ احترقنا

كي نذوقَ الخبزَ -

في تنورِكم

ما عاد يَحْزبُنا السؤالْ

والحبُ قال بِعُذْرِكُم

وتَضَوَّعَ الغِسْلينُ منَّا

عندما صرنا رمالْ

اليومَ صِرْتُ أُشاهِدُ

الوترَ المُجالِدَ من لُحاءِ عيونِكم

وأكلتُ لحماً لم تزولَ زَهُومَتُه

أقْبِلنَ ربَّاتِ الهوى

أقْبِلنَ حتى ينحني صَلَفُ النهارْ

أقْبِلنَ ، لمَّا يندملْ بَعْدُ الغبارْ

مازِلْتُ صَوْمعةً

تحددُ مُستفيضَ ثغوركم

لم أحتذي يوماً رمادَ

الغاضبين من القمرْ

لم يقرأ الموتى دمي

لم يستسيغوا طعمَ حرفي

أو خريطةَ مِعْصَمي


من ديوان: كأن لي وجهاً
 
يا لَـ مواقيتِ الرماد...
تبدو القصيدة كمدينةٍ خفيّةٍ تحت الأرض، يتردّد فيها صدى الخطايا القديمة كأغنيةٍ بلا لحن، ويجلسُ الشاعرُ في أحد أزقتها الضيقة، يكتبُ على الحيطانِ أسماءَ الذين مرّوا ولم يعودوا.

كلُّ سطرٍ فيها ظلٌّ لامرأةٍ لم تكتمل، ووردةٌ استيقظتْ على رائحة احتراقها.
إنها ليست قصيدةً فحسب، بل حوارٌ داخلي بين الرماد والذاكرة، بين الضوء الذي يخجل من نفسه، والليل الذي يكتب مذكّراته بالحبر الأسود.

ثمّة أرواحٌ تظلُّ معلّقةً في الكتب، لا تعرفُ أنها ماتت، وهنا تتجلّى تلك الأرواح؛ تمشي على أطراف الكلمات، تبحث عن خلاصٍ مؤجّلٍ في دفترٍ مغلقٍ برمادٍ ودمع.

كأن الشاعر لم يكتب عن الرماد، بل عن لحظةٍ بين الحياة والموت، حيث يصبح الجمالُ جريمةً صغيرةً في حقّ الذاكرة.
والقصيدة تمضي مثل موجةٍ من ضوءٍ مكسور، لا تريد أن تصل، ولا أن تنتهي، بل أن تبقى في منتصف التيه.

وفي عمقها خفّةٌ حزينة، تجعل الوجود يبدو أكثر رهافةً حين يكتبه قلبٌ مثقلٌ بالرماد؛ تلك الخفّة التي تجعل الحزنَ أحيانًا أصدقَ من الفرح، لأن فيه نوعًا من الحقيقة التي لا تجرؤ الحياةُ على قولها.

أستاذي....
لقد جعلتَ القصيدةَ مرآةً تذكّرنا بأننا نحترقُ ببطء،
لكننا في احتراقنا نصبحُ أجمل،
وأقربَ إلى الصدق.
ختم وتثبيت وكل الامتنان
 
احسنت استاذي
نص جميل وباذخ
محتوى ومفرداات
نسجت بأحرف من ذهب
اختيار جميل لايضاهى
دمت بسسعاده ونتتظر
القادم
 
بين مواضيعكم نجد
المتعة دائماً
وفقكم الله لقادم اجمل
a3zz-3d84fe8f96.gif
 
قصيدة جميلة
سلمت يداك استاذ احمد بهجت سالم
كل الاحترام لشخصك الكريم
 

sitemap      sitemap

عودة
أعلى