
سطور من الحياة

ــــــــــــــــــــــــــــــ

لاتحزن : لأن الحزن يسر العدو ، ويغيظ الصديق ، ويشمت بك الحاسد ، ويغير عليك الحقائق

لاتحزن : لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ، ونقمة على النعمة

لاتحزن : لأن الحزن لا يرد مفقودا ، ولا يبعث ميتا ، ولا يرد قدرا ، ولا يجلب نفعا

لاتحزن : لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ، ويذهب عليك يومك

لاتحزن : لان الحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه ، وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل

لاتحزن : فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ، وقنوط دائم ، وإحباط محقق ، وفشل ذريع

لاتحزن : إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين ، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ، وإن كنت تشكو من الام فالاخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ، وإن فقدت ولدا فسواك فقد عددا من الأولاد في حادث واحد

لاتحزن : إن اذنبت فتب ، وإن اسأت فاستغفر ، وإن أخطأت فأصلح ، فالرحمة واسعة ، والباب مفتوح ، والتوبة مقبولة

لاتحزن : لانك تقلق أعصابك ، وتهز كيانك وتتعب قلبك وتسهر ليلك

ولرب نازلة يضيق بها الفتى •• ذرعا وعندالله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها •• فرجت وكان يظنها لا تفرج

لاتحزن : لان القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والاقلام جفت ، والصحف طويت ، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئا ولا يؤخر

لاتحزن : على ما فاتك ، فإنه عندك نعما كثيره ، فكر في نعم الله الجليلة ، وفي أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ، قال تعالى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }

لاتحزن : من كتابة أهل الباطل ، والعلمانية في الصحف والمجلات والجرائد فذاك غثاء كغثاء السيل ولكن قل { موتوا بغيظكم }

لاتحزن : من نقد أهل الباطل والحساد ، فإنك مأجور من نقدهم وحسدهم على صبرك ، ثم إن نقدهم يساوي قيمتك ، ثم إن الناس لا ترفس كلبا ميتا

لاتحزن : وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفار { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا }

لاتحزن : فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يغفر ، والدين يقضى ، والمحبوس يفك ، والغائب يقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يغتني

لاتحزن : ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا ثوابا ولا عقابا ، وقديما قيل : من راقب الناس مات هما

لاتحزن : ما دمت تحسن إلى الناس ، فإن الإحسان إلى الناس طريق السعادة

لاتحزن : فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثلها

لاتحزن : فإنت من رواد التوحيد ، وحملة الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري

لاتحزن : فأنت على خير في ضرائك ، وسرائك ، وغناك ، وفقرك ، وشدتك ، ورخائك (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن اصابته ضراء فصبر كان خيرا له )

لاتحزن : فإن هناك أسبابا تسهل المصائب على المصاب
من ذلك :
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } / 2- رؤية المصابين من حولك
3- إن المصيبة أسهل من غيرها / 4- أنها ليست في دين العبد
5- إن الخيره لله رب العالمين { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }

لاتحزن : وعندك القران والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر

لاتحزن : ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ ، والعطاله ، ولكن صل ، وسبح ، وأقرأ ، وأكتب ، وأعمل ، وأستقبل وتأمل

لاتحزن : أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والعاصفة كيف تهدأ ، إذا فشدائدك إلى رخاء ، وعيشك إلى صفاء ، ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء الله

لاتحزن : ولكن إذا بارت بك الحيل ، وضاقت عليك السبل ، وأنتهت الامال ، وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : يا الله