رحلة فى محو اﻷميه التربوية للطفل
المحطة اﻻولى
طفلك ليس ملكك
القاعدة في الآباء أنهم يحبون أولادهم ويضحون من أجلهم.
♻ لا يكفي أن نحب إنما ينبغي أن نتساءل كيف نحب لا يكفي أن نضحي إنما ينبغي أن نتسائل كيف نضحي ولماذا في النهاية نضحي؟ ⬇⬇
⬅بعبارة أخرى يجب أن نتسائل عن نوعية حبنا فهناك «حب يحيي وحب يميت».
هناك مثل يقول «ومن الحب ما قتل» هناك حب يحيي وهناك حب يميت يقتل، هناك حب يحرر ويطلق وحب يكبل ويخنق، فما هو نوع حبنا كلنا ولا شك نود أن نحب أولادنا الحب الصحيح الحب الذي يحييهم وينميهم ويحررهم ويسعدهم،
لكن علم النفس الحديث كشف لنا أن هناك دوافع لا شعورية إلى حد نابعة من كوامن أنفسنا متأصلة أحيانًا في رواسب طفولتنا وآثار تربيتنا كثيرًا ما تختلط بالحب الوالدي لتحوله لدرجات متفاوتة عن غايته الأصيلة.
أن هذه الرواسب الكامنة فينا تأثير التربية وغيرها ورواسب الطفولة الجذور التي تكون في الطفولة هي التي تجعل الواحد أحيانًا يحول الطفل بدل أن يكون غاية يستعمله كوسيلة، نحن نعلم أن أولادنا مجموعة متناقضات تحيرنا أحيانًا خاصة في مرحلة المراهقة، ولكننا من جهتنا لا نخلو من هذا التناقض الذي نشكو منه عند أولادنا وقد نعي أحيانًا بعض مظاهره فمن منا لم يختبر مثلاً أنه يود أحيانًا لو يهب أولاده حياته وأغلى ما لديه.
الحالة الثانية لما يغضب يضيق بهم ويتبرم لأقل إزعاج يلحقه منهم أو لأية هفوة ارتكبوها تارة يمنحهم بسخاء ولهفة وقته وجهوده وما ملكت يداه ونفس الأب في مرحلة أخرى في ظروف أخرى يمن عليهم ما ضحى من أجلهم وما صنعه من أجلهم في سياق المنّ، أليس هناك تناقض؟!
♻فنفس التناقض يشتكي منهم فيه نقع نحن في هذا التناقض تارة يعتبرهم قرة عينيه وفورًا يعتبرهم عبئًا عليه تارة يتلقى برحابة صدر ما يصدر عنهم من مشاغبة وطيش وفورًا يحاسبهم بلا رحمة على كل شارة وواردة.
هذه كلها ليست سوى مظهر لتناقض أعمق كامن في صميم حبنا لوالدينا تناقض لا نعيه في كثير من الأحوال، ولكنه يحدد سلوكنا وتصرفاتنا وإذا شئنا أن نحدده قلنا إنه تناقض بين موقفين✌
أحدهما يعتبر أولادنا وسيلة والآخر يعتبرهم غاية.
هذان الموقفان التناقض بينهما قائم لا محالة في كل حب والدي، إلا أن حدته تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال؛
لا يفاجأ أحد حينما ينتبه لأن فعلاً فيه تناقض في تصرفاته أحيانًا كموقف والدي من الأبناء
المهم هو أن ننتبه إلى قدر الإمكان إلى وجوده فينا أول شيء يكون عندنا بصيرة جذور هذه المواقف ومن أين أتت، فعندما يكون عندنا بصيرة فإن هذا سيساعدنا إلى إيجاد النزعة السليمة والموقف الوالدي السليم ألا وهي تلك التي تعتبر الولد غاية بحد ذاته على التغلب على النزعة المنحرفة التي تعتبره وسيلة...