الغمُّ: واحد الغُمُومِ
والغَمُّ والغُمَّةُ: الكَرْبُ.
الأخير عن اللحياني.
قال العجاج:
بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إذ تُكُمُّو بغُمَّةٍ، لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّو تُكُمُّوا
أي غُطُّوا بالغَمِّ.
وقال الآخر:
لا تَحْسَبَنْ أن يَدِي في غُمَّه في قَعْرِ نِحْيٍّ أَسْتَثِيرُ حَمَّ
والغَمْاءُ: كالغَمِّ
وقد غَمَّه الأمرُ يَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمّ وانْغَمَّ؛ حكاها سيبويه بعد اغْتَمَّ، قال: وهي عربية.
ويقال:
ما أَغَمَّك إليَّ
وما أَغَمَّكَ لي
وما أَغَمَّك عليَّ
وإن لَفِي غُمَّةٍ من أمره: أي لَبْسٍ ولم يَهْتَدِ له
وأَمْرُهُ عليه غُمَّة أي لَبْسٌ
وفي التنزيل العزيز:
ثم لا يكن أمركم عليكم غُمَّةً.
قال أَب عبيد: مجازها ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ.
وقيل: أي مُغَطّىً مستوراً.
والغُمَّى: الشديدة من شدائد الدهر.
قال ابن مقبل:
خَروج مِنَ الغُمَّى إذا صُكَّ صَكَّة بَدا، والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَح
وأمْرٌ غُمَّةٌ أي مُبْهَمٌ ملتبس.
قال طرفة:
لَعَمْري وما أَمْرِي عليَّ بِغُمَّة نَهارِي، وما لَيْلي عليَّ بِسَرْمَد
ويقال: إنهم لفي غُمَّى من أمرهم إذا كانوا في أمر ملتبس.
قال الشاعر:
وأَضْرِبُ في الغُمَّى إذا كَثُرَ الوَغَى وأََهْضِمُ إنْ أَضْحى المَراضِيعُ جُوَّع
قال ابن حمزة:
إذا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَولها، وإذا فتحْ أَولها مددت.
قال:
والأَكثر على أَنه يجوز القصر والمدّ في الأَوَّل (* قول «في الأول» كذا في الأصل، ولعله في الثاني إذ هو الذي يجوز فيه القص والمد)
قال مغلس:
حُبِسْتُ بِغَمَّى غَمْرةٍ فَتَركْتُها وقد أَتْرُك الغَمّى إذا ضاق بابُه
والغُمَّةُ: قَعْرُ النِّحْي وغيره.
وغُمَّ علي الخَبَرُ، على ما لم يسم فاعله، أي اسْتَعجم مثال أُغْمِيَ
وغُمَّ الهِلال على الناس غَمّاً: سَترَه الغَيمُ وغيره فلم يُرَ وليلةُ
غَمَّاءَ: آخر ليلة من الشهر، سميت بذلك لأنه غُمَّ عليهم أمرُه أي سُتِرَ فلم يُدْرَ أَمِن المقبل هي أم من الماضي.
قال:
ليلةُ ُغُمَّى* طامِسٌ هِلالُها (* قوله «ليلة غمى إلخ» أورده الجوهري شاهداً على ما بعده وهو المناسب أَوْغَلتُها ومُكْرَةٌ إيغالُه وهي ليلةُ الغُمَّى
وصُمْنا للغُمَّى وللغَمَّى، بالفتح والضم، إ غُمَّ عليهم الهلال في الليلة التي يرون أن فيها استهلاله
وصُمْن للغَمَّاء، بالفتح والمد
وصُمْنا للغُمِّيَّة وللغُمَّة كل ذلك إذا صاموا على غير رؤية
وفي الحديث:
أنه قال: صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فأَكملوا العدة.
قال شمر:
يقال غُمَّ علينا الهلال غَمّاً فهو مَغْمو إذا حال دون رؤية الهلال غَيْمٌ رَقِيق، من غَمَمْت الشيء إذا غَطَّيته وفي غُمَّ ضمير الهلال، قال:
ويجوز أن يكون غُمَّ مسنداً إلى الظرف أ فإن كنتم مَغْموماً عليكم فأَكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه
وفي حديث وائل ابن حجر:
ولا غُمَّةَ في فرائض الله
أي لا تُسْتَرُ ولا تُخفَ فرائضه، وإنما تُظْهَر وتُعْلن ويُجْهَر بها.
وقال أَبو دواد:
ولها قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْرَى، أَضاءَتْ وغُمَّ عنها النُّجوم
يقول:
غَطَّى السحابُ غيرَها من النجوم.
وقال جرير:
إذا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ ولَيْسَتْ بالمُحاقِ ولا الغُموم
قال: والغُمُومُ من النجوم صغارها الخفية
قال الأَزهري:
وروي هذ الحديث: فإن غُمِّيَ عليكم وأُغْمِيَ عليكم، وسنذكرهما في المعتل
أَبو عبيد: ليلةٌ غَمَّى، بالفتح مثال كَسْلى.
وليلةٌ غَمَّةٌ إذا كان على السما غَمْيٌ مثال رَمْيٍ وغَمٌّ وهو أن يُغَمَّ عليهم الهلال
قال الأزهري:
فمعن غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ واحد، والغَمُّ والغَمْيُ بمعنى واحد
وفي حديث عائشة:
لما نُزِلَ برسول الله، صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يطر خَمِيصةً على وجهه فإذا اغتَمَّ كشفها أي إذا احتبس نَفَسُه عن الخروج.
وهو افتعل من الغَمِّ التغطية والستر
وغَمَّ القمرُ النجوم: بَهَرَها وكاد يست ضوءَها
وغَمَّ يومُنا، بالفتح، يَغُمُّ غَمّاً وغُموماً من الغَمِّ ويومٌ غامٌ وغَمٌّ ومِغَمٌّ: ذو غَمّ.
قال: في أُخْرَياتِ الغَبَشِ المِغَمّ
وقيل: هو إذا كان يأْخذ بالنَّفَس من شدة الحر
وأَغَمَّ يومُنا مثله
وليلة غَمَّة وليل غَمٌّ أي غامَّةٌ، وصف بالمصدر كما تقول ماءٌ غَوْر وأَمرٌ غامٌّ
ورجل مَغْموم: مُغْتَمٌّ من قولهم غُمَّ علينا الهلالُ، فهو مَغْموم إذا التبس
والغِمامةُ، بالكسر: خَريطةٌ يجعل فيها فم البعير يُمْنَعُ بها الطعام غَمَّهُ يَغُمُّه غَمّاً، والجمع الغَمائم
والغِمامة: ما تُشَدُّ به عينا الناقة أو خَطْمُها
أَبو عبيد:
الغِمامة ثوب يُشَدُّ به أَنف الناق إذا ظُئِرَتْ على حُوار غيرها.
وجمعها غَمائم.
قال القطامي:
إذا رَأْسٌ رأَيْتُ به طِماحاً شَدَدْتُ له الغَمائِمَ والصِّقاع الليث.
الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أو كِعامٍ
ويقال: غَمَمْتُ الحما والدَّابة غَمّاً، فهو مَغْمُومٌ إذا أَلقَمْتَ فاه ومنخريه.
الغِمامة بالكسر: وهي كالكِعام.
وقال غيره: إذا أَلقمت فاه مخْلاةً أو ما أشبهها يمنع من الاعتلاف، واسم ما يُغَمُّ به غِمامة.
التهذيب:
شمر الغِمَّةُ، بكسر الغين، اللِّبْسة؛ تقول: اللِّباس والزِّيُّ والقِشْرة والهَيْئة والغِمَّة واحد
والغِمامةُ: القُلْفة، على التشبيه.
ورُطَبٌ مَغْمومٌ: جعل في الجَرَّة وسُتِر ثم غُطِّي حتى أَرْطَب
وغَمَّ الشيءَ يَغُمُّه: علاه؛ عن ابن الأعرابي.
قال النمر بن تولب:
أُنُفٌ يَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِه
وبحرٌ مُغَنَّمٌ: كثير الماء، وكذلك الرَّكِيَّة؛ قال ابن الأَعرابي:
هي التي تَمْلأُ كلَّ شيء وتُغَرِّقه؛ وأَنشد قَرِيحةُ
حِسيٍ من شُرَيْح مُغَمِّ وغَمَمْتُه: غَطَّيته فانغَمَّ.
قال أَوس يرثي ابنه شريحاً:
وقدْ رامَ بَحْري قَبْلَ ذلك طامِياً مِنَ الشُّعَراءِ، كُلٌّ عَوْدٍ ومُفْحِم على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ
وأَدْرَكت قَريحةُ حِسْيٍ مِن شُرَيْحٍ مُغَمَّ
يريد: رام الشعراء بحري بعدما ذَكِيتُ.
والذَّكاء انتهاء السن واستحكامه.
وقوله: قَريحةُ حِسْيٍ من شريح يريد أَن ابنه شريحاً قد قال الشعر.
وقَريحةُ الماء: أَول خروجه من البئر.
والذي في شعره مغمم، بكسر الميم، يري الغامر المغطي؛ شبه شعر ابنه شريح بماء غامر لا ينقطع، ولم يَرْث ابن في هذه القصة كما ذكر، وإنما افتخر بنفسه وبولده ونصرة قومه في يوم السُّوبان
وغَيم مُغَمِّم: كثير الماء.
والغَمامة، بالفتح: السحابة، والجمع غَمام وغَمائم؛ وأَنشد ابن بر للحطيئة يمدح سعيد بن العاص:
إذا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا ونُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوب
فوصف الغمام بالغُرّ وهو جمع غَرّاء
وقد أَغَمَّتِ السماءُ أي تغيرت.
وحَبُّ الغَمام: البَرَد
وسحاب أَغَمُّ: لا فُرْجة فيه
وقال ابن عرفة في قوله تعالى:
وظللنا عليهم الغمام.
الغَمام الغَيْم الأبيض وإنما سم غماماً لأنه يَغُمُّ السماء أي يسترها، وسمي الغَمّ غَمّاً لاشتماله على القلب.
وقوله عز وجل:
فأَثابكم غَمّاً بغَمّ؛ أَراد غمّاً متصلاً. فالأول الجِراح والقتل، والثاني ما أُلقي إليهم من قبل النبي، صلى الله علي وسلم، فأَنساهم الغم الأول
وفي حديث عائشة:
عَتَبُوا على عثمان موض الغَمامة المُحْماة.
هي السحابة وجمعها الغَمام، وأرادت بها العُشب والكَلأ الذي حماه، فسمته بالغمامة كما يسمى بالسماء، أرادت أَنه حَمى الكَلأ وهو حق جميع الناس.
والغَمَمُ: أَن يَسيل الشَّعر حتى يضيق الوجه والقفا
ورجل أَغَمّ وجبهة غَمّاء.
قال هدبة بن الخشرم:
فلا تَنْكِحي، إنْ فَرَّقَ الدهرُ بيننا أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ، ليس بأَنْزَع
ويقال: رجل أَغَمّ الوجه وأَغَمّ القفا
وفي حديث المعراج في رواية اب مسعود:
كنا نسير في أَرض غُمَّة (* قوله «في أرض غمة» ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية).
الغُمّةُ: الضيقة والغَمّاء من النواصي: كالفاشِغة، وتكره الغَمّاء من نواصي الخيل وهي المُفرط في كثرة الشعَر.
والغَمِيم: النبات الأخضر تحت اليابس
وفي الصحاح: الغَمِيم الغَمِي وهو الكلأُ تحت اليَبِيس
وفي النوادر: اعتَمَّ الكلأُ واغْتَمَّ
وأَرض مُعِمّة ومُغِمّة ومُعْلَوْلة ومُغْلَوْلِيَة، وأَرض عَمْياء وكَمْهاء كل هذا في كثرة النبات والتفافه
والغُمام: الزُّكام
ورجل مَغْموم مَزْكوم
والغَمِيمُ: اللبن يسخن حتى يغلظ
والغَمِيم: موضع بالحجاز.
ومن كُراع الغَمِيم وبُرَق الغَميم.
قال: حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِيم أَهْدَأُ، يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيم
والغَمْغَمةُ والتَّغَمْغُم: الكلام الذي الذي لا يُبَين.
وقيل هم أَصوات الثيران عند الذُّعْر وأَصوات الأَبطال في الوَغى عند القتال.
قال امرؤ القيس:
وظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُعَلَّ
وأورد الأَزهري هنا بيتاً نسبه لعلقمة وهو
وظلَّ لثيرانِ الصَّريمِ غماغِمٌ إذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّ
وقال الراعي:
يَفْلِقْن كلَّ ساعِد وجُمْجُم ضَرباً، فلا تَسمع إلا غَمْغَمَ
وفي صفة قريش: ليس فيهم غَمْغمةُ قُضاعة.
الغَمغمة والتَّغَمْغم: كلام غير بيِّن؛ قاله رجل من العرب لمعاوية، قال: من هم؟
قال: قومك من قريش
وجعله عبد مناف بن ربع الهذلي للقِسِيّ فقال:
وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغمةٌ حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الماء والبَرَد
وقال عنترة:
في حَوْمةِ المَوْتِ التي لا تَشْتَك غَمَراتِها الأبْطالُ، غيرَ تَغَمْغُم
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
إذا المُرْضِعاتُ، بعد أَوّل هَجْعةٍ سَمِعْتَ على ثُدِيِّهنّ غَماغِم
فسره فقال:
معناه أَن أَلبانهن قليلة، فالرَّضيع يُغَمْغِم ويبكي عل الثَّدي إذا رَضِعه طلباً للبن، فإما أَن تكون الغمغمة في بكاء الأطفال وتَصويتهم أَصلاً، وإما أَن تكون استعارة.
وتَغَمْغَمَ الغريقُ تحت الماء: صوَّت.
وفي التهذيب:
إذا تداكَأَت فوق الأمواج؛ وأَنشد من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما
كما هَوَى فِرعونُ، إذْ تَغَمْغَم تحتَ ظِلال المَوْجِ، إذْ تَدَأّم أي صار في دَأْماء البحر.
بالإنتظار دائما