~
لمحة
أخبروه أنني أنتظره
في ذاك الطريق من يوم الفراق
أنتظر لقاء يجمعنا لكن ماذا بعد
لم يعد
لم أرى عينيه الخضراء
من جديد
قيل لي أنه مات
في تلك الحرب الطويلة التي قتلت
أخي بها التي ماتت فيها بنت جدي
الذي وجدني جدي بها دون أهل
فتاة مليئة بالدماء صغيرة
شعرها الغجري يحتضن جسدها
تحضن لعبتها الممزقة
ترضع إبهامها المتسخ
أتذكر ذاك اليوم عندما
إحتضني جدي قبل جبيني
وهو يغمر وجهي بصدره
يحاول أن يمنعني من رؤية
أهلي بين حطام الأحياء
متناثرة أجسادهم وكل الأحشاء
في تلك الطريق تمتد...
:ماذا تحاول أن تمنعني من رؤيته يا جدي؟!!
سألت تلك الطفلة الصغيرة بالشعر الغجري.
أبتسمت وهي تنظر لجدها
أو بالأحرى ذاك الرجل المسن
:أن أهلي يسكنو بداخلي،هذا ما قاله لي أبي
هنا عرف ذاك الرجل أن هذه الفتاة ليست مجرد
طفلة هذه الفتاة تهيم روحها مع أطياف أهلها
لم يعد يوجد شيء منها سوى جسد بارد بلا مأوى
أخذها معه وهي بخريف عمرها الثالث...
أخذها بعد ذلك أبنه الذي غادر البلاد مع زوجته
وأبنائه لتكون أبنته التي لم تنجبها له زوجته لتكون
إبنته الثامنة من سبعة أبناء
لتكون طفلته الوحيدة بين سبعة أولاد
.
.
.
.
ثم ماذا؟!!!
ثم أن هنا بدأت قصتي مع ماضي مأساوي
وحياة مضطربة...
مع حاضر حزين ومستقبل من الجحيم المستعر
أهلا بكم في مملكتي
مملكة البقاء للأقوى...
꧁أمــنــيــاتـ مـشـوهــة꧂
༺༽كاسيوبيا༼༻
الفصل الثاني
ݦۡڽ ݛٓقۿۃ ة عٓينأﺈۿأﺈ ݦۡأﺈݪ پُښتأﺈڽ ﺄﺈݪوٚݛٓډ ﺄﺈݪيۿأﺈ!
كانت الأجواء هادئة تعم على أرجاء المطار لا شيء غريب ولا شيء يلفت النظر....
ربما ليس بعد الأن عند تلك الزاوية كانت تقف فتاة صغيرة ذات عيون واسعة بنية كبيرة وكأنها تجمع مجرات الكون بعينيها
ذات شعر منفوش باللون الكاكاو سمراء البشرة لامعة كأنها تحت شمس بين رمال الصحراء،
تمسك يد شباب فى سن المراهقة أزرق العيون أبيض البشرة بخصلات شعر شقراء وكأنها هي غجرية بينما هو من أحد دول أوروبا،
الإختلاف أن جميع أفراد الأسرة متشابهين إلا تلك الطفلة وكأنها
لا تنتمي إلى هذه الأسرة،كان النعاس يغلبها فكانت تتمسك أكثر بأخيها الذي كان يشغله عنها هاتفه المحمول،
وفي لحظة تهاوت على الأرض من فرط النوم ليلتقفها والدها بين يديه وهو يوبخ أخهها الذي أنشغل عنها...
كانت الأسرة الأن تقف خارج أحد المنزل الكبيرة في أحد الأحياء السكنية كان الأب يسلم بحرارة على أخيه الذي أستقبله
وهو يقول لهم أن يدخلوا البيت
دخل الجميع للمنزل ولم ينسوا شيء....
لكن مهلا لحظة تلك الطفلة كانت نائمة ولم تدخل معهم
لنرجع للوراء لحظة أنها نائمة في السيارة بهدوء ملائكي.
،
،
،
ينظر لها من خلف زجاج السيارة بعيون واسعة بلون الفضة،فتاة غريبة لم يرى لها شبيه في عائلته نومها ملائكي،
كم تمنى لو أنه يفزعها من نومها ويرى شكلها وهو يبكي يريد أن يعرف ما نوع هذا الكائن الجميل الذي يلتف حوله الشعر كأنه حلقات زحل الملتفة حوله..
لم يكن صغير كان شاباً لكنها أثارت فضولة المراهق..
ثلاث طرقات متتالية على زجاج السيارة لكنها لم تتحرك فتح الباب بهدوء وسحب شعرها بقوة..
لتستيقظ مفزوعة وهي تتلمس رأسها ودموع تجتمع بمحاجرها المحمرة من النوم...
:أصمتي فتاة ضعيفة
بعينيها الواسعة نظرت إليه:أين أبي من أنت!!
:أنا الجحيم التي ستحترقي بها.
نظرت إليه بخوف طفولي لتقول بهدوء وهي تضع يدها على صدرها خائفة:أنا أحب الله وأحب أمي وأبي،أبي قال لي أن الله لن يحرقني بالنار إذا كنت فتاة مطيعة.
عقد حاجبيه لم يحب ما قالت ليقول لها بكبر:لا أنتي شيطان شوفي شكلك أنتي ما تشبهينا..
سكت وهو ينظر لعينيها التي بدأت تسيل الدموع منها
وشيء بقلبه أعجب بتلك الدموع وسمارة بشرتها التي تغزوها الأن الحمرة ليتابع حديثه المستفز لفتاة صغيرة: حتى لو بكيتي كثيرا لن يساعدك أحد..
أبتسم بعمق عندما شدت شفيتها لكنها سرعان ما مسحت دموعها ونزلت من السيارة وهي تنفض ملابسها:أبي قال لي لا أستمع لشياطين وأنت شيطان لأنك تريد أن تحرقني في الجحيم
أبتعد من هنا سأنادي أبي يقتل الشيطان...
،
،
تأوه متألم ما صدر عنها لتندم وهي ترى فضية عينيه مشتعلة غضب حارق....
لم تتأوه كثيراً وهي تكتم شهقاتها كي لا يقتلها هذا الشيطان الغاضب الذي سرق الفضة ووضعها بعينيه...
يتبع<........