فلسطين في قلوب الشعراء _مساحة ادبية_
قلْ للَّذينَ نأوا هناكَ مقاما
يا مبعدينَ عنِ الديارِ سلاما
يا تاركينَ الدارَ تبكي أهلَها
منْ بعدِ ما غدتِ الطلولُ ركاما
ما "القدسُ" "أندلسٌ" تعادُ حروبُها
بيدِ الَّذي سلَّ الخصامَ حساما
كلَّا ولا "غزةَ " منْ بعدِ الردى
تحكي لبغداد الرشيدِ "الشاما"
كلُّ البلادِ تنوءُ في أحزانِها
وتذوقُ موتاً في الحطام زؤاما
لمْ يبقَ منْ "غزةٍ" إلَّا
يخبو عليها في الحضورِ سقاما
أينَ "ابنُ عبادٍ" وتلكَ بناتُهُ
يلقينَ في وجناتِهنَّ سهاما
تبكيكَ " قرطبةٌ " ولا صوتٌ بها
يشجي "سليماناً" بها و"هشاما"
قالوا: "ألا "حمراءَ" تجمعنا سوىً؟"
فرأوا بأندلسِ الصبا اسْتسلاما!
مرتْ قرونٌ والديارُ إلى بلىً
مذْ خالفوا الإيمانَ والإسلاما
أوَّاهُ يا أهلي وملؤُكُمُ الدِّما
هلْ ترقبونَ حمايةً وذماما
وتداعتِ الأممُ الكثيرةُ حولكمْ
والنصرُ عنكمْ كالخذولِ تحامى
لا سيفَ "حيدرةٍ" لديكمْ مصلتٌ
لا درةٌ فاروقُها قدْ ناما
لا "خالدٌ" ليكرَّ خلفَ صفوفِهمْ
حيثُ الغزاةُ عليكمُ تترامى
ضاعتْ ديارُ بني العروبةِ عندما
صارَ الحلالُ لدى السفيهِ حراما
أنَّى نضيءُ الأرضَ منْ أقطارِها
إذْ ألفُ "حجاجٍ" يبثُّ ظلاما
ناحتْ "": " ويحَ أهلي ما بهم؟..
أتراهمُ شربوا الخنوعَ مداما؟"
فأجابها هارونُ: "مسَّهمُ اللظى
فاستنكر المجدُ الأثيلُ عصاما"
ما يكتبُ التاريخُ؟ "في ضفةِ الشقا
في كلِّ يومٍ تستجيشُ ضراما"
ما الشعرُ؟ ما النثرُ الجميلُ؟ وأرضنا
قاءتْ منَ الغزوِ المذلِّ زؤاما
ذي ألفُ أندلسٍ تنوءُ بقومِنا
تستنكرُ التزويقَ والإيهاما
وأنا ومحبرتي وبوحُ قصيدتي
نستنشد الكلماتِ لا الصمصاما
عفواً ففي زمنِ التناحرِ عزمُنا
أوهى وصارَ منَ الخضوعِ حطاما
منْ ذا سيرقبُنا ولا بقيا لنا
ذقنا منَ الغدرِ القديمِ حِماما
صمتي ينوءُ ومنطقي متشابكٌ
ففقدتُ منْ عيِّ الخطابِ كلاما
فتركتُ معنى الشعرِ وسطَ رثائِهِ
وجعلتُ مصحفنا الكريمَ إماما
محمود المشهداني