أرشفة ( عندما لم نكن هنا )

[رضا التركي]

في المنتصف علق جناح طائري
لا تغريد يزهر له النرجس
وما من بصمة تقنع فؤادي
أن الحب ما زال بخير
في كل قصيد أتلوه
زخارف اسمك تعتليه
ووجه البدر قد علاه وجوم
ترى أسابقتي للحنين؟
كل الإيماءات موكدة
أن الصدق من بين أناملك
يحبو إليه قلبي في خضوع
لسطوة الحب الجارف
وماذا عساني أخبرني؟
حين قيّد الصمت فاك
ولم أك أهزوجة خطتها يداك
وتلقيها على مسامع قلبي
أمتّخذٌ للإفصاح ذنب؟
أم للكتمان فلسفة خاصة؟
أفمن باح كمن آثر الإستتار؟
كثيرة هي التساؤلات
حين مأخذ القلب للجدل
في بتّ الأمور
واستبيان ما يزاوله الشعور
الدهر ماض والأيام لا تعود
إذا اجترأنا على وجه اللقاء

 

[رضا التركي]

حتى ذلك اليوم

سأنتظر

رغم عناء الرحيل

سأجمل ذاك البستان

بأعذب الحروف

وأهازيج غناء

حتى ذلك الوعد

سأقضي الأيام ببالغ الحنين

وأفضي لطيفك

حين يراود عيناي

وأستل قلمي

من غمد السكون

لأعزف ألحان هواي

على مرآه ومسامعه

وحدي سأقترن بوصل مناي

دون ضجر من ضيم الزمان

فثقة لا متناهية

أن الغد ما هو إلا أنت

بين ذراعيّ وخافقي

يا سليلة الهوى

ومنبع التيسير

حين تتعثر خطاي

حتى ذلك الحين

أمعن النظر

في انتظار القمر

لتغدو به ساحتي

فيض من نور

وأكاليل زهور

تبتهج بها

عيناي والروح

 

[رضا التركي]

وفي القلب أمنيات

أولها حديثك وآخرها ملاقاة عينيك

أتوجس خيفة

أن يطول انتظاري يا تاركتي والحنين

مسرف في شوقي

أفتقدني مسلوب صبري

على مدارج الوالهين أصعد

وما تقاتي على البعد؟

فالعين تسأم النوم ليلها

فطيفك وجه المطر

على الروح غيث منهمر

وما أنا يطارد ذكرك حين يتجلّى

أو بفاقد لطفك حين به تتحلّى

من مبسم أتوق لألفاظه

وعين رئم ترتجف بها أواصر قلبي

وإني التائه في طرقات اللقاء

والناظر في تعاويذ المساء

أعيذك من كل فتور

أو قسوة غياب تعتري وجه الحضور

تارك في الصمت صخبي

وتراتيل شعري

تغني عن سؤالك ما بي

دفء أنفاسك غادر البوح

فما أشقاني والليل وئيد

 

[رضا التركي]

وكيفَ تقاتي إذ سليمى تباعدت
وصـرتُ بــدارِ الحــــبِّ تلكَ غريبُ

أقلِّبُ طرفي في الوجـــــوهِ لربَّما
يرى الطرفُ بينَ الوافــدينَ حبيبُ

فيرتدُّ طـرفي في همومٍ وكسرةٍ
بدمــعٍ جـرى فوقٕ الخدودِ صبيبُ

ألا يا سليمى طـالَ وجدي وإنَّني
لمن نائبــــاتِ الدَّهـــرِ منكِ أذوبُ

وبالدَّارِ عندي من سئمتُ جوارهم
وبالنَّأيِ من دامَ الغـــداةَ حبيـــبُ

لئن قالَ قلبي هانَ حبِّي ونسبتها
أما وإلهِ العــــرشِ قلبي كـــذوبُ

فقـــانعةٌ نفسي إذ ما تقــــاربت
ومضَّـــجرٌ قلبــــي إذا ما تغيـــبُ

أقاسي عــذابَ الحبِّ منكِ بلوعةٍ
وحــالي إذن لو تعـــلمينَ كئيــبُ

ألستُ أنا من رامَ للــرُّوحِ نظـــرةً
ألســتُ بمـــا قد تأمـــرينُ أجيبُ

ألستُ أناجي منكِ باللَّيــلِ صورةً
ألستُ وحــرفي في هـواكِ نذوبُ

ألستُ غداةَ القــــربِ منكِ بتاركٍ
أخــلَّاءَ بيــــتٍ مــــا لهـــنَّ أؤوبُ

ألستُ رهيــفُ القلبِ حينَ لقائنا
وكلُّ حــديثٍ منكِ قلبي طـــروبُ

ألستُ الَّذي يزجي قوافي قصيدةً
وكلُّ الحــروف الملهمــاتِ سكوبُ

ألســتُ بتـــابعٍ خطــــــاكِ بلهفةٍ
لكلِّ طــــريقٍ تذهبـــينَ رقيــــبُ

تعـــاظمَ شوقي يا سليمى وإنَّني
بكــــــــــلِّ رَواحٍ للحنـــــينِ أؤوبُ

بحر الطويل

 

[رضا التركي]

مال الهجر قد أودعني وأودعك

بين لظى قلب ولهيب شوق

وعين على طول المدى

ناظرة زلزالك من الهوى

وتوابعك

أينك هل يستدام النّوى؟

عييت ومن مبلغي

أن القرب قد آن أوانه

فإني خلقت لأتبعك

على مدارج العاشقين بمهجة

لا تبتغي سواك خِلّا

فالروح أنهكها كتمان حبّ

وددت أن يجمعني ويجمعك

بتفان لا يرقاه ذي هوى

ولا يعتريه ظنّ لما قد حوى

ترتوي به مسامعي

وتطير به فرحا مسامعك

يا طير على الأيك شادٍ

بلحون غلفها توق

لأحضان تقر بها عينيك

وذاك الذي بين أضالعك

يا مروى الظمآن المرتجي

مزن الحنين ممطرة

تحيد آلام بعد حارقتي

وتمحو ما ألمّ بك وأوجعك

يا زهر الروض البهيج

على جداول الغيث مترنّحا

يتمايل ونسيم الشرق باديا

فالعبير في أصله نبع من منابعك

ولي في هذا المساء أمنية

أن تكتحل عيني بعينك

ونبض أرى ذهابه في يسر

يصلك وأنت في موضعك

كثيرا ما أغمضت عيني

فإذا بك تحتضن شغفي

ونلوذ فرارا في ثمالة حبّ

بعفّة تستودعني وتستودعك

 

[رضا التركي]

كنت على موعد مع الحنين

وبحر الهوى بالشوق زاخر

تخطفتني الأمواج

كسر مجدافي

هممت لبزّة نجاتي لكنّها

مليئة بثقوب فقد

لم يعد ينجيني من الغرق شيء

بقيت أعدّ ساعات معاناتي

وانتظار لحظة هلاكي

حتّى تلك القشة

التي علقت عليها آمالي وتعلقت بها

وما كانت سوى شوكة إندًقت

في راحتيّ الإستعطاف

لتنذرني بشؤم الحال

وانبساط المقال

من صرخات استنجادي وأنين دواخلي

نفذ صبري وضاقت أنفاس صدري

ببطئ وجدتني أختنق

وكل عبارات ونداءات قلبي

تذهب في أدراج الرياح


ومالي مغيثٌ إذ تعالى هتافي
ومن منقذي والموجُ طاغٍ وجافي

أهدرتُ عمري في ظلالِ محبَّةٍ
وكلُّ جميلٍ بالجفاءِ تكافي

فأينكَ صبري والفؤادُ مآلهُ
لكلِّ شعورٍ بالحضورِ ينافي

سئمتُ حياةَالنَّاظرينَ اقترابهم
وما كانَ حالي ذا عليكِ بخافي

أودِّعُ أيَّامَ السُّرورِ ودمعتي
على الخدِّ تجري بغيرِ انحرافِ

وشطَّ النَّوى بيني وبينَ خليلةٍ
وأمشي على أشواكِ حبِّكِ حافي

فكم من بيوتِ الشِّعرِ أنظمُ قافها
ولم يكُ لي من حبِّكِ طبٌّ وشافي

بحر الطويل

 

[رضا التركي]

إذا ما كنتُ في الهوى ذو عسرة

{ فنظِرةٌ إلى ميسرة }

وطأتُ أراضٍ ليس فيهنَّ رحمةً
وقلبي لما قد نالَ منكِ ودودُ

وأرفعُ شكوى والدوافعُ عبرةٌ
وليلي عليها والنُّجومُ شهودُ

ولي ألفُ دربٍ إن أشاءُ سلكتها
ولكنَّ فؤادي في هواكِ عنيدُ

وحولي منَ اللآئي طلبنَ مودَّةً
ولكنَّني في قربهنَّ زهيدُ

فليسَ لقلبي غيرَ تلكَ خليلةً
حفيٌّ وما قلبي سواكِ يريدُ

أناجيكِ يا سلمى بوجدٍ وعبرةٍ
ودمعُ عيونٍ ما لهنَّ رشيدُ

وإنَّ أماني القلبُ باتت مديدةً
وحبلُ وصالي من لدنِّي مديدُ

فلا الشُّوقُ إن طالَ الغداةَ سترتهُ
ولا الحبُّ فيمن قد أُبيدوا يبيدُ

ولا الوجدُ يجبي للفؤادٌ سعادةً
ولا القلبُ إذ غابَ الغداةِ سعيدُ

أحبُّكِ يا سلمى محبَّّةَ عاشقٍ
وباللَّيلِ طيفٌ بالديارِ قعيدُ

أحبُّكِ حبَّا لم يرى الخلقُ مثلهُ
وربِّي على ما قد أقولُ شهيدُ

بحر الطويل

 

[ندى الورد]

اللهم توج صباح من اعزهم بذكرك وعافهم واعف عنهم بفضلك...


اللهم كن لهم حبيبا ولدعائهم مجيبا....


واجعل لهم من رحمتك وكرمك حظا ونصيباً ووفقهم لماتحب وترضى.


وأسمعني عنهم ما به النفس ترضى ...


ولا تنسيهم ذكرك سرا ولا جهرا ....





وأبلغهم سلاما يفوح مسكا وعطرا ...أسعد الله صباحكم بكل خير