-
صديقتي:
ما كتبت يوماً عن الإصدقاء مدحاً
لوفائهم ولا شكواً من خيانتهم !
لكني ومنذُ عرفتكِ شعرتُ أنه قد
آن لي أن أكتب .
آن لي أن أكتب
لكِ و
عنكِ ..
فقد عَظُم مفهوم
الصداقة في قلبي
منذُ وجدتكِ !
آن لي يا
صديقتي أن أحكي عن
تسلل حبكِ من شقوق جدران قلبي
خلسةً دون إدراكٍ مني !
فلم أشعر به إلا وقد تفشى في
أنحاءه وجاب كل أرجاءه،
وعَمَّ جميع أوصاله !
فالذين نحبهم يا
صديقتي
لا يستأذنون من قلوبنا ليسكنوها ..
هم فقط يستوطنونها..
ولكن دون علمنا و بدون مقدمات !
ولو أخبرتِني يا
صديقتي بموعد
قدومكِ لفتحت لكِ باب قلبي
على مصراعيه !
ولهنيته ببشرى قدومكِ !
ولبتهج هو بأطلالتكِ البهية عليه !
صديقتي !
وجودكِ في حياتي ألغى معنى
المسافات ، ونسف تأثيرها
ودحض كل الفرضيات ،
فأنتِ قريبة مني قرب العين من الجفن
رغم بُعْد الأماكن والمساحات !
صديقتي !
تَجْمَعُنا أشياءٌ فنبدو وكأننا على متن
قاربٍ واحدٍ في
بحر الحياة !
فقد جمعنا
الحلم الذي نسجته
نرجسية الفتيات..
و
حطمه الزمن في لحظات !
جمعنا
طيش البنات !
جمعنا
العقل و
الرزانة و
صواب النظرات !
جمعنا
الحب،
وجمعنا
الخوف،
جمعنا
الأمل،
وجمعتنا
الهواجس،
جمعنا
الطموح ،
وجمعتنا
الخيبات ،
جمعتنا
المسرات ،
وجمعتنا
الأزمات،
جمعتنا
البهجة،
وجمعتنا
الدمعة،
جمعتنا يا
صديقتي المتناقضات !
جمعتنا كلها فزادتنا تقارباً وألفة !
صديقتي !
أحيطكِ دوماً وروح صداقتنا بدعائي
وأدعو ربي أن يجمعني بكِ في جنته
فأبلغ بذلك رجائي .
صديقتي!
ستظلين في مكانكِ..
هناك في
قلبي لا تبرحيه ولايبرحكِ..
ستظلين معي لن
تغادريني ولن
أغادركِ!

أطلق صديق باباتي