هي المدينة التي شيّدتها بعد رحيلك،
شوارعها ممتدّة من صمتك،
ونوافذها تفتح على انتظارك،
أمشي في أزقّتها كغريبةٍ تبحث عن ظلّك،
كل زاويةٍ فيها تهمس باسمك،
وكلُّ ظلٍّ فيها يشبه قامتك ولا يكون أنت،
مدينة الغياب يا سيّد المدى…
حتى غيابك صار بيتي الوحيد.
في مدينة الغياب وجدتُ ألوانًا من العذاب،
حتى العتاب بلا صوت،
يهمس لي بما لم يُقال،
ويترك قلبي يئن
بين صمت الزوايا.
أتحدث مع الغياب كما لو كان روحًا
تعرف أسراري،
أسأله عنك،
عن لحظاتنا التي تبخرت٠٠٠ كضوءٍ في العدم،
وأسمع صدى ذكرياتنا
يتردد بين جدران الصمت، القمر يراقب همساتنا ،
والنجوم تزين وجعي
بصمتها البعيد.
كل خطوة في الغياب ثقيلة،
كل زاوية تنبض بفقدٍ،
وكل نفس يلتهمه الأنين
أحاول أن أهمس لليل بحروف عابره
لكن الغياب يعلمني أن الفقد أعمق
من كل الكلمات، وأن القلب وحده
يحمل وجع الحنين