ربي اني لما انزلت الي من خير فقير
﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
كررها في كل وقت و حين
ذكر رسول الله موسى عليه السلام حاله إلى ربه تبارك وتعالى بألطف الكلمات والعبارات، المتضمن لطلب إنزال اللَّه الخيرات، وهذا من أبلغ الوسائل، وألطفها لما فيها من حسن الأدب وكمال الطلب.
وكأني بحاله يقول:
يا ربي، إني لما أنزلت إليَّ من فضلك وغناك وخيرك فقير إلى أن تغنيني بك عمن سواك.*
(وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال)([2]).
(فإن اللَّه تعالى كما يحب من الداعي أن يتوسل إليه بأسمائه، وصفاته، ونعمه العامة والخاصة، فإنه يحب منه أن يتوسّل إليه بضعفه، وعجزه، وفقره، و عدم قدرته على تحصيل مصالحه، ودفع الأضرار عن نفسه، لما في ذلك من إظهار التضرع و المسكنة، والافتقار للَّه عز وجل الذي هو حقيقة كل عبد)([3]).
فقد تضمّن كتاب ربنا أنواعاً في كيفية الطلب والدعاء، فتارة يكون الدعاء بصيغة الطلب:
﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾
([4]).
وتارة يكون بصيغة الخبر المتضمن للطلب مثل هذا الدعاء، وكدعاء زكريا:
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾
([5]).
وكقوله تعالى عن أيوب:
﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾([6])،
والعبد الصالح السالك طريق الأنبياء والمرسلين يحسن به الاقتداء بهم، والأخذ بسننهم في الدعاء )أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ([7]).
فيجمع العبد بين هذه التوسلات العلية في سؤاله و دعائه
ساهِمُوا بِنَشْرِهَا .. فَالدّالُّ علَى الخَيرِ كَفَاعِلِه .
وفق الله من نشر وأبدل حزنه وهمه فرحاً وسرور
كررها في كل وقت و حين
ذكر رسول الله موسى عليه السلام حاله إلى ربه تبارك وتعالى بألطف الكلمات والعبارات، المتضمن لطلب إنزال اللَّه الخيرات، وهذا من أبلغ الوسائل، وألطفها لما فيها من حسن الأدب وكمال الطلب.
وكأني بحاله يقول:
يا ربي، إني لما أنزلت إليَّ من فضلك وغناك وخيرك فقير إلى أن تغنيني بك عمن سواك.*
(وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال)([2]).
(فإن اللَّه تعالى كما يحب من الداعي أن يتوسل إليه بأسمائه، وصفاته، ونعمه العامة والخاصة، فإنه يحب منه أن يتوسّل إليه بضعفه، وعجزه، وفقره، و عدم قدرته على تحصيل مصالحه، ودفع الأضرار عن نفسه، لما في ذلك من إظهار التضرع و المسكنة، والافتقار للَّه عز وجل الذي هو حقيقة كل عبد)([3]).
فقد تضمّن كتاب ربنا أنواعاً في كيفية الطلب والدعاء، فتارة يكون الدعاء بصيغة الطلب:
﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾
([4]).
وتارة يكون بصيغة الخبر المتضمن للطلب مثل هذا الدعاء، وكدعاء زكريا:
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾
([5]).
وكقوله تعالى عن أيوب:
﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾([6])،
والعبد الصالح السالك طريق الأنبياء والمرسلين يحسن به الاقتداء بهم، والأخذ بسننهم في الدعاء )أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ([7]).
فيجمع العبد بين هذه التوسلات العلية في سؤاله و دعائه
ساهِمُوا بِنَشْرِهَا .. فَالدّالُّ علَى الخَيرِ كَفَاعِلِه .
وفق الله من نشر وأبدل حزنه وهمه فرحاً وسرور
اسم الموضوع : ربي اني لما انزلت الي من خير فقير
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي