-
- إنضم
- 2 يونيو 2024
-
- المشاركات
- 3,876
-
- مستوى التفاعل
- 2,170
-
- العمر
- 41
-
- الإقامة
- في عالم موازي
- مجموع اﻻوسمة
- 10
النجاح الحقيقي √
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف
الخلق سيدنا محمد
أما بعد...
﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي﴾ — الجملة التي أسقطت قارون… وقد تُسقط القلب إن ردّدها بغير لسانه
هذه الآية ليست قصةً تُروى… بل فخًّا نفسيًا يتكرر في كل زمن.
فالقلب حين ينجح، أو يُفتح له باب، أو يخطو خطوةً كان يظنها بعيدة… يبدأ صوتٌ خفيّ داخله يهمس:
“أنا تعبت…
أنا اجتهدت…
أنا أستحق…
أنا صنعتُ هذا وحدي.”
وهذا الصوت هو النسخة المعاصرة من كلمة قارون:
“إنما أوتيته على علمٍ عندي.”
الخطر ليس في أن تنجح…
الخطر أن تنسب النجاح لذاتك،
أن تنظر إلى خطواتك وتنسى الأيادي التي حملتك،
أن تنظر إلى تعبك وتنسى اللطف الذي أسندك،
أن ترى اجتهادك وتغفل عن القوة التي أعانتك.
تخيّل لو أنّ الله سحب منك واحدةً فقط من نعمه:
صفاء عقلك،
اتزانك،
قدرتك على التركيز،
فرصة واحدة،
شخص واحد ساندك،
فتحٌ صغير جاءك في لحظةٍ لم تخطط لها…
هل كنت ستصل؟
هل كنت ستقف الآن حيث أنت؟
هل كنت ستجتهد أصلًا لو لم يُحيِ الله فيك العزيمة؟
كل “أنا” في حياتك تستند إلى “هو”.
كل خطوة قلتَ عنها “نجحت” كانت هديةً سابقة،
مددًا خفيًا،
سترًا،
تيسيرًا،
بابًا فُتح لك دون أن ترى مفتاحه.
الإنسان أضعف من أن يقول: أنا وحدي.
أضعف من أن ينسب نفسه لنتيجة،
أضعف من أن يتباهى بجهدٍ كان يمكن أن يتعطل لأسباب لا تُعدّ.
والله يقول في كتابه:
﴿وَمَا بِكُم مِن نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾
كأن الآية تصفع الغرور، وتقول للعقل:
لم تكن أنت…
كنتَ مُعانًا.
ليس المطلوب أن تتخلى عن فخرِك بعملك…
بل أن تربطه بمن أعانك عليه.
أن تقول:
“اجتهدت… ولولا الله ما اجتهدت.”
“تعبت… ولولا الله ما قاومت.”
“وصلت… ولولا الله ما خطوت.”
النجاح الحقيقي ليس أن تصل… بل أن تنحني قلبًا عندما تصل.
أن تعرف أن الله هو الذي رفعك،
وهو الذي أعطاك،
وهو الذي قدّم لك ما يفوق استحقاقك،
وأنه لو حاسبك بعدله… لما بقيت نعمة واحدة بين يديك.
فاحذر أن تقول جملة قارون بلغةٍ مختلفة،
فالغُرور ليس كلمة…
إنه نظرة قلب.
وكلما نسب العبد الإنجاز لنفسه… نقص قدره عند الله،
وكلما رأى الفضل فضلًا… رفعه الله فوق ما يتوقع.
تذكّر:
لم تصل لأنك قوي… بل لأن الله لطيف.
لم تُنجِز لأنك عبقري… بل لأن الله يسّر.
لم تقاوم لأنك كامل… بل لأن الله شدّك إليه.
وأجمل النجاحات… تلك التي تعود بعدها إلى الله بخجل، لا بتفاخر.
والصلاة والسلام على اشرف
الخلق سيدنا محمد
أما بعد...
فالقلب حين ينجح، أو يُفتح له باب، أو يخطو خطوةً كان يظنها بعيدة… يبدأ صوتٌ خفيّ داخله يهمس:
“أنا تعبت…
أنا اجتهدت…
أنا أستحق…
أنا صنعتُ هذا وحدي.”
وهذا الصوت هو النسخة المعاصرة من كلمة قارون:
“إنما أوتيته على علمٍ عندي.”
الخطر أن تنسب النجاح لذاتك،
أن تنظر إلى خطواتك وتنسى الأيادي التي حملتك،
أن تنظر إلى تعبك وتنسى اللطف الذي أسندك،
أن ترى اجتهادك وتغفل عن القوة التي أعانتك.
صفاء عقلك،
اتزانك،
قدرتك على التركيز،
فرصة واحدة،
شخص واحد ساندك،
فتحٌ صغير جاءك في لحظةٍ لم تخطط لها…
هل كنت ستصل؟
هل كنت ستقف الآن حيث أنت؟
هل كنت ستجتهد أصلًا لو لم يُحيِ الله فيك العزيمة؟
كل “أنا” في حياتك تستند إلى “هو”.
كل خطوة قلتَ عنها “نجحت” كانت هديةً سابقة،
مددًا خفيًا،
سترًا،
تيسيرًا،
بابًا فُتح لك دون أن ترى مفتاحه.
أضعف من أن ينسب نفسه لنتيجة،
أضعف من أن يتباهى بجهدٍ كان يمكن أن يتعطل لأسباب لا تُعدّ.
والله يقول في كتابه:
﴿وَمَا بِكُم مِن نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾
كأن الآية تصفع الغرور، وتقول للعقل:
لم تكن أنت…
كنتَ مُعانًا.
بل أن تربطه بمن أعانك عليه.
أن تقول:
“اجتهدت… ولولا الله ما اجتهدت.”
“تعبت… ولولا الله ما قاومت.”
“وصلت… ولولا الله ما خطوت.”
أن تعرف أن الله هو الذي رفعك،
وهو الذي أعطاك،
وهو الذي قدّم لك ما يفوق استحقاقك،
وأنه لو حاسبك بعدله… لما بقيت نعمة واحدة بين يديك.
فالغُرور ليس كلمة…
إنه نظرة قلب.
وكلما نسب العبد الإنجاز لنفسه… نقص قدره عند الله،
وكلما رأى الفضل فضلًا… رفعه الله فوق ما يتوقع.
لم تصل لأنك قوي… بل لأن الله لطيف.
لم تُنجِز لأنك عبقري… بل لأن الله يسّر.
لم تقاوم لأنك كامل… بل لأن الله شدّك إليه.
وأجمل النجاحات… تلك التي تعود بعدها إلى الله بخجل، لا بتفاخر.
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : النجاح الحقيقي √
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي

