تواصل معنا

مجمهرة عبيد بن الأبرص عَيْنَاكَ دَمْعُهُما سَرُوبُ كأنّ شَانَيْهِما شَعيبُ أو جَدْوَلٌ في ظِلالِ نَخلٍ للماءِ مِن تَحتِهِ سُكوبُ...

جاروط

مشرف القسم الاسلامي
الاشراف
إنضم
6 يناير 2022
المشاركات
18,615
مستوى التفاعل
10,220
مجموع اﻻوسمة
10
مجمهرة عبيد بن الابرص
مجمهرة عبيد بن الأبرص

عَيْنَاكَ دَمْعُهُما سَرُوبُ
كأنّ شَانَيْهِما شَعيبُ

أو جَدْوَلٌ في ظِلالِ نَخلٍ
للماءِ مِن تَحتِهِ سُكوبُ

واهِيَةٌ أو مَعينٌ مُمعِنٌ
مِن هَضَبَةٍ دونَها لُهُوبُ

أو فَلَجٌ مَّا ببَطنِ وادٍ
للماءِ مِنْ تَحتِهِ قَسيبُ

أَقْفَر منْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ
فالقُطَّبِيّاتُ فالذَّنُوبُ

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلِباتٌ
فَذاتُ فِرْقَينْ فالقَليبُ

فعَرْدَةٌ، فَقَفَا حِبِرٍ،
لَيْسَ بِهَا مِنْهُمُ عَرِيبُ

وبُدّلَتْ مِنْ أَهْلِها وُحوشاً
وغَيّرَتْ حَالَها الخُطُوبُ

أرضٌ تَوَارَثُها شَعُوبُ
وكلّ مَن حَلّها مَحرُوبُ

إمّا قَتيلٌ وإمّا هَالِكٌ،
والشّيبُ شَينٌ لمن يَشيبُ

إنْ يَكُ حُوّلَ منها أهلُها،
فَلا بَدِيٌّ ولا عَجِيبُ

تَصبُو وأنّى لكَ التّصابي؟
أنّى؟ وقَد راعَك المَشيبُ

أو يَكُ قد أقفَرَ منها جَوّها
وعادَها المَحلُ والجُدُوبُ

فكلّ ذي نِعْمَةٍ مَخْلُوسٌ
وكلّ ذي أملٍ مَكذُوبُ

وكلّ ذي إبِلٍ مَوْرُوثٌ،
وكلّ ذي سَلَبٍ مَسْلُوبُ

وكلّ ذي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ،
وغائِبُ المَوْتِ لا يَؤُوبُ

أَعَاقِرٌ مِثْلُ ذاتِ رِحْمٍ؟
أو غانمٌ مِثْلُ مَنْ يَخيِبُ

أَفْلَحَ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُبْلَغُ
بالضَّعفِ وقد يُخدَعُ الأرِيبُ

لا يَعظُ النّاسُ من لا يعظُ
الدَّهْرُ، ولا يَنْفَعُ التَّلِبيْبُ

إلاّ سَجِيّاتِ ما القُلُوبِ،
وكَمْ يَصِيرَنّ شانئاً حَبِيبُ

ساعِدْ بِأَرْضٍ إذا كنتَ بها
ولا تَقُلْ إنّني غَريبُ

قد يُوصَلُ النّازِحُ النّائي وقد
يُقْطَعُ ذو السُّهْمَةِ القَريبُ

مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ
وسَائِلُ اللَّهِ لا يَخيبُ

والمَرْءُ ما عاشَ في تكذيبٍ،
طُولُ الحَياةِ لَهُ تَعْذِيبُ

باللَّهِ يُدْرَكُ كلُّ خَيْرٍ،
والقَوْلُ في بَعْضِهِ تَلغيبُ

بَلْ رُبّ ماءٍ وَرَدْتُ آجِنٍ
سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ

واللَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ،
عَلاّمُ ما أخفَتِ القُلُوبُ

رِيشُ الحَمَامِ على أَرجائِهِ
للقَلبِ مِن خَوفِهِ وَجيبُ

قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشيحاً،
وصاحبي بادِنٌ خَبُوبُ

عَيرانَةٌ مُؤجَدٌ فَقَارُها
كَأَنّ حَارِكَها كَثيبٌ

أَخْلَفَ ما بَازِلاً سَدِيسُها
لا حِقَّةٌ هيْ، ولا نَيُوبُ

كَأَنَّها مِنْ حَمِيرِ عاناتٍ،
جَوْنٌ بِصَفْحَتِهِ نُدُوبُ

أو شَبَبٌ يَرْتَعي الرُّخامَى،
تَلُفّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ

فذاكَ عَصْرٌ، وقد أراني
تَحْمِلُني نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ

مُضَبَّرٌ خَلْقُها تَضبيراً،
يَنْشَقُّ عَنْ وَجْهِها السّبيبُ

زَيْتِيّةٌ نائِمٌ عُرُوقُها
وَلَيّنٌ أَسْرُها رَطِيبُ

كَأَنّها لِقُوَةٌ طَلُوبُ
تَخِرّ في وَكْرِها القُلُوبُ

باتَتْ على إِرَمٍ عَذُوباً
كَأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ

فأَصْبَحَتْ في غَدَاةِ قِرّةٍ
يَسْقُطُ عن رِيشِها الضّرِيبُ

فأبصَرَتْ ثَعْلَباً سَريعاً
ودونَهُ سَبْسَبٌ جَدِيبُ

فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَوَلّتْ،
فَذَاكَ مِنْ نَهْضَةٍ قَريبُ

فَدَبّ مِنْ رَأْيِها دَبيباً،
والعَيْنُ حِمْلاَقُها مَقْلُوبُ

فاشتالَ وارْتَاعَ من حَسيسٍ
وَفِعْلَهُ يَفْعَلُ المَذْؤُوبُ

فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً،
وَحَرَدَتْ حَرْدَهُ تَسيبُ

فأَدْرَكَتْهُ، فَطَرّحَتْهُ
فَكَدّحَتْ وَجْهَه الحَبوبُ

يَضغُو ومِخْلَبُها في دَفّهِ
لا بُدّ حَيْزُومُه مَنْقُوبُ

فَجَدّلَتْهُ فَطَرّحَتْهُ
والصّيدُ من تحتِها مَكْرُوبُ

فَعَاوَدَتْهُ فَرَفّعَتْهُ
فَأَرْسَلتْهُ وَهُوَ مَكْرُوبُ
 

أحمد الزين

نجوم المنتدي
إنضم
18 نوفمبر 2024
المشاركات
4,443
مستوى التفاعل
2,208
مجموع اﻻوسمة
2
مجمهرة عبيد بن الابرص
ما أجمل الشعر الفصيح
القديم ويالروعته


شكراً جميلاً لـ لجلب الجميل
 
Comment

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
مستشار الادارة
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
82,748
مستوى التفاعل
14,826
مجموع اﻻوسمة
12
مجمهرة عبيد بن الابرص
اخ جاروط
جميل جدا سلمت
يدااك على النقل
المميز
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى