تأتي من أماكن متفرِّقة في العالم.. اليمن موطناً لـ«الطيور المهاجرة»
طيور مهاجرة تهبط في اليمن
نتيجة لموقعه الجغرافي الذي يمتاز بطول شريطه الساحلي والأراضي الرّطبة والمحميات المتنوعة، يبرز اليمن بوصفه وجهة مميزة للطيور المهاجرة من مختلف دول العالم.
ويتميز اليمن بتنوع حيوي في مناطقه الساحلية والبحرية، ما جعله محطة عبور الطيور المهاجرة في البحر الأحمر، القادمة من آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا خاصة خلال فصل الشتاء.
بيئة حيوية للطيور
تعد مناطق اليمن الساحلية بيئة حيوية سواء للطيور المستوطنة بشكل عام والمهاجرة على وجه الخصوص، إذ تمتلك شريطاً ساحليّاً يصل طوله نحو 2200 كيلومتر، على واجهتين بحرية البحر الأحمر والبحر العربي، والمحيط الهندي كأرخبيل سقطرى.وتضم هذه البحار نحو 190جزيرة يمنية، تمتلك هذه الجزر تنوعاً حيوياً، ومواقع لتعشيش مئات الأنواع من الطيور المهاجرة، والمستوطنة فيها، على امتداد العام، إذ تلعب هذه الجزر دوراً كبيراً في جعل الطيور المهاجرة تستوطنها لفترات طويلة.
وتعبر مناطق اليمن الساحلية وجزرها وأراضيها الرطبة ومحمياتها، مئات الآلاف من الطيور المهاجرة سنوياً؛ بسبب الكوارث الطبيعة والتغيرات المناخية التي تجعلها غير قادرة على العيش في موطنها الأصلي، ويأتي العبور عبر البحر الأحمر وباب المندب، الذي يعد أهم طُرق هجرة الطيور في العالم.
وتأتي الطيور المهاجرة إلى اليمن كأسراب من أماكن متفرِّقة في قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتتكون من 150 نوعاً من الطيور المائية، بعضها ضمن القائمة الحمراء للطيور المهددة بالانقراض.
ومن أبرز الطيور المهاجرة هي عائلة الطيطوي والزقزاق، وأعداد كبيرة من عائلات أبومنجل الأسود، والطائر الاستوائي الأحمر المنقار، وكذلك النحام بنوعيه الكبير والصغير، والأطيش المقنع والأطيش البني، وأيضاً دجاج الماء، والفلمنجو، وعدد من أنواع طائر النورس، والبطريق، واللقلاق.
لكن بسبب تبعات التغيرات المناخية التي شهدتها البلاد، كالفيضانات والجفاف والأعاصير، بالإضافة إلى حرب مليشيات الحوثي التي تشنها ضد اليمنيين منذ أكثر من تسع سنوات، أثرت جميعها على حياة الطيور المهاجرة.
أهمية الطيور المهاجرة
يقول أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، الدكتور عبدالقادر الخراز، إن اليمن يتميز بتنوع حيوي في البيئة البرية والبحرية، والتي جعلت منه مكاناً حيوياً لاستقبال الطيور المهاجرة من دول آسيا وأوروبا، خلال فترة هجرتها سنويّاً.ويضيف الخراز وهو استشاري دولي للتغيرات المناخية في اليمن، لـ"العين الإخبارية"، أن للطيور البحرية والساحلية أهمية بيئية كبيرة سواء المستوطنة أو المهاجرة، فهي تعمل في الحفاظ على التوازن البيئي للنظم البيئية.
وتلعب دوراً أساسيّاً -وفقاً للخبير البيئي- في السلسلة الغذائية والتوازن البيئي ومدى سلامة النظم البيئية، وفي حالة التلوثات، يمكن اعتبارها أحد أهم الأدلة ومؤشراً لمدى تلوث المنطقة، خاصة تلوث النفط والزيوت.
وأشار الخراز إلى أنه "في حال حدوث تلوث في البحر تبقى البقع النفطية عالقة في أجسام هذه الطيور، وقد تسبب لها نفوقاً؛ لعدم قدرتها على الأكل والحركة نتيجة التلوث، وهذا ما يجعلها كدليل ومؤشر بحدوث تلوث، لأنه يتم فحصها والتأكد من أسباب موتها".
مناطق للطيور المهاجرة
من أهم المناطق اليمنية التي تعد موطناً للطيور المهاجرة والمستوطنة، شبه جزيرة رأس عيسى، وميدي، وكمران، والحديدة، وعدن، وحنيش، وباب المندب، وأبين، وأرخبيل سقطرى، حيث تعد جميع هذه المناطق مواقع التغذية والتكاثر، وأيضا الاستراحة لبعض أنواع الطيور المهاجرة التي تعتمد على بعض النباتات، خاصة نبات الرطريط، وتشكيل أعشاشها.إذ تتميز جزيرة أرخبيل سقطرى -كما يشير الخبير البيئي الخراز- بتنوع حيوي فريد سواء نباتي أو حيواني، بينهم تنوع الطيور، حيث سُجل فيها وفقا لتقارير دولية أكثر من 185 نوع من الطيور ، بينها 6 أنواع متوطنة لا تجود في أي مكان آخر.
10 آلاف طائر مهاجر في عدن
يعد ساحل أبين بالعاصمة المؤقتة عدن، والبحيرات الموجودة فيها، خاصة المملاح في خور مكسر، ومستنقعات كالتكس، والحسوة في المنصورة، والبجع، وخور بير أحمد، في البريقة، من أكثر الأماكن الرطبة التي تقبل إليها الطيور المهاجرة.وبحسب دراسة سابقة أعدّتها منظمة حماية الطيور الدولية، بالتعاون مع مجلس حماية البيئة، أجريت في أكثر من 22 موقعاً مهماً في اليمن، بينها مواقع في محافظة عدن، فإن عدن تحتوي على 13 نوعاً مستوطناً من الطيور، لا توجد في أي مكان آخر من العالم.
وأكدت الدراسة أن آلاف الطيور تُهاجر إلى اليمن خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع.
فيما يزيد معدل الطيور، وفقاً للدراسة، التي تعْبر اليمن ومضيق باب المندب في البحر الأحمر، خلال موسم الهجرة، على 60 ألف طائر يومياً.
أنواع طائر النورس
في منطقة رأس عيسى المطلة على البحر الأحمر، نجد أن الطيور تتجمع في 3 مواقع رئيسية، من أهم هذه الطيور "النورس" بأنواعه الخمسة، الأول يسمى "الأسحم" وهذا النوع من الطيور عادة يعيش ويتكاثر على طول ساحل البحر الأحمر، ويبني أعشاشه ضمن تجمعات النباتات المحلية الساحلية ويتغذى على القشريات والأسماك. بحسب الخراز.فيما طائر "النورس أبيض العين"، والذي يستوطن أيضاً في ساحل البحر الأحمر، ويبني أعشاشه داخل النباتات الساحلية والجزر، يعد من أبرز الطيور المهاجرة التي تستوطن في اليمن لفترات طويلة.
كما أن هناك نوعاً ثالثاً يسمى "الخرشنة القزوينية"، والذي يتميز بمنقاره الأحمر السميك، ويتغذى على الأسماك، ويعشش منفرداً أو في تجمعات بالقرب من السواحل وخاصة على الجزر الصغيرة.
والنوع الرابع من طيور النورس نوع "أسود الظهر كبير"، وهو من الطيور البحرية الشاطئية الأكثر انتشاراً في العالم والشرق الأوسط، فيما النوع الخامس يسمى "نورس البجع الوردي"، ويتواجد في جنوب البحر الأحمر، ويبني أعشاشه على أشجار المانجروف والأشجار الصغيرة القريبة من الأرض.
اسم الموضوع : تأتي من أماكن متفرِّقة في العالم.. اليمن موطناً لـ«الطيور المهاجرة»
|
المصدر : قسم الحيوان والطيور و النباتات