تواصل معنا

السلام عليكم هنا سانشر جميع اجزاء رواية حياة جديدة اتمنى ان تكون الردود بل تعليقات لغرض عدم التشويش على من يحب ان يقرأها واخيرا استمتعو بل قرأة

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
السلام عليكم
هنا سانشر جميع اجزاء رواية حياة جديدة
اتمنى ان تكون الردود بل تعليقات لغرض عدم التشويش على من يحب ان يقرأها
واخيرا استمتعو بل قرأة
 
اسم الموضوع : حياة جديدة | المصدر : روايات بريشة الاعضاء

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ١
في يوم من الأيام، كان هناك رجل يُدعى "آدم"، يعيش حياة هادئة في مدينة عصرية. كان آدم في السبعينات من عمره، محاطًا بأحبائه، وقد عاش حياة مليئة بالتجارب والأحداث. اعتاد على روتين يومي، يستيقظ صباحًا ويجلس على شرفة منزله يحتسي كوب القهوة، يتأمل في ذكرياته ويشعر بالرضا عن مسار حياته.

لكن في أحد الأيام، وبينما كان يتناول غداءه مع عائلته، شعر بضغط غريب في صدره. أدرك أنه قد يكون هذا آخر يوم له في الحياة. كان مستعدًا لهذه اللحظة، فقد عاش ما يكفي، لكنه شعر بحزن خفيف. أغمض عينيه، وسرعان ما ساد الظلام.

عندما استيقظ، لم يجد نفسه في مكانه المعتاد. لم يكن في المنزل ولا في المستشفى. كان في مختبر غريب، محاطًا بشاشات متوهجة وأجهزة عالية التقنية. نظر إلى نفسه، فوجئ بشيء لا يصدق: لم يكن عجوزًا بعد الآن. كانت بشرته شابة، جسده قوياً كما كان في العشرينات من عمره.

صدمته هذه الحقيقة وبدأ يصرخ، "ما الذي يحدث؟ أين أنا؟". ظهرت أمامه شخصية غامضة، رجلاً يرتدي معطفًا أبيض، بابتسامة هادئة.

قال الرجل: "أهلًا بك، آدم. يبدو أن هناك الكثير لتستوعبه. اسمح لي أن أوضح لك الحقيقة. كل ما كنت تعتقد أنه حياتك الحقيقية لم يكن سوى محاكاة رقمية."

ارتجف آدم وأجاب: "ماذا؟ هل كانت حياتي... مزيفة؟!"

"ليست مزيفة، بل كانت جزءًا من تجربة علمية. قبل عشرات السنين، تم تخزين وعيك في نظام متقدم يسمى الحياة الافتراضية. تم برمجتك لتعيش حياة كاملة داخل هذا العالم الرقمي، ولم يكن لديك أي فكرة أنك في مختبر."

تفجرت أسئلة لا نهاية لها في رأس آدم. "ولماذا؟ لماذا أنا؟"

أجابه العالم: "لقد كنت جزءًا من دراسة طويلة الأمد، هدفها فهم الوعي البشري وتطوره في بيئات رقمية. اخترنا عددًا من الأشخاص ليعيشوا حياة كاملة في عالم افتراضي دون أن يدركوا أنهم في محاكاة. الآن، بعد أن وصلنا إلى نهاية التجربة، نحن هنا لإيقاظك."

شعر آدم بمزيج من الغضب والذهول، وقال: "ولكن حياتي كانت حقيقية! أحبائي، أصدقائي، كل شيء شعرت به!"

"كل شيء كان حقيقيًا بالنسبة لعقلك. العواطف، الذكريات، الألم والسعادة. كانت التجربة مبنية بحيث لا تشعر بأي فرق بين الحياة الافتراضية والحياة الواقعية. لكن الآن، أنت في العالم الحقيقي. وعمرك الفعلي هنا هو 25 عامًا فقط."

نظر آدم إلى نفسه مجددًا، لكنه لم يستطع التخلص من شعور الفقدان. حياته بأكملها كانت، بطريقة ما، تجربة. سأل: "ما الذي سيحدث لي الآن؟"

أجابه العالم بابتسامة مطمئنة: "القرار لك. يمكنك اختيار العودة إلى حياتك الافتراضية، أو البدء من جديد هنا في العالم الحقيقي. الأمر كله بين يديك."

وقف آدم في حيرة، أمامه حياة كاملة لإعادة اكتشافها أو العودة إلى عالم يعرفه جيدًا. الخيارات لا متناهية، والحرية جديدة تمامًا.

هكذا بدأت رحلة آدم في إعادة تعريف نفسه، وهو يتساءل: أيهما أكثر واقعية؟ العالم الذي عاش فيه لسنوات طويلة أم العالم الجديد الذي استيقظ فيه للتو؟
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٢
بعد أن ترك آدم المختبر وعاد إلى عالمه الافتراضي، قرر أن يتعامل مع ما حدث وكأنه حلم عابر. حاول إقناع نفسه أن كل ما رآه في ذلك المختبر كان مجرد هذيان، لحظة غريبة قبل الموت. عاد إلى روتينه اليومي، إلى أصدقائه وعائلته، لكن داخله كان مختلفًا. كلما حاول التغاضي عن ما حدث، كانت الأسئلة تتسلل إلى ذهنه، تلتف حول أفكاره مثل دوامة لا تنتهي.

جلس آدم ذات ليلة على شرفته المعتادة، ينظر إلى غروب الشمس. كان المنظر كما اعتاد عليه طوال حياته، لكنه بدا له الآن بلا معنى. هل هذا المشهد حقيقي؟ هل هؤلاء الأشخاص حوله موجودون بالفعل؟ لم يكن بإمكانه التخلص من الشعور الذي نما داخله: "كل هذا مجرد محاكاة".

لم يستطع أن يستمر في العيش تحت وطأة هذا الشك. كانت حياته الافتراضية، رغم جمالها واستقرارها، تحمل ثقلًا لا يُحتمل. قرر أخيرًا أنه لا يمكنه الاستمرار في العيش هنا، وكأنه لم يعرف الحقيقة. لم يكن قادرًا على العيش في عالم يعرف أنه ليس حقيقيًا.

في صباح اليوم التالي، عاد آدم إلى نقطة الاتصال التي أعطيت له في المرة الأولى، وهو مصمم على اتخاذ الخطوة الأصعب في حياته. عند اقترابه، استقبلته نفس الشخصية الغامضة التي أيقظته في المختبر. قال العالم بهدوء: "أنت هنا مجددًا. كنت أعلم أنك ستعود."

أجاب آدم بنبرة حازمة: "لا يمكنني البقاء هناك. العالم الذي صنعتموه، على الرغم من كل شيء، هو وهم. أريد أن أعيش في الحقيقة، مهما كانت."

ابتسم العالم وقال: "فهمت قرارك. هذا حقك. لقد أكملت تجربتك، والآن نحن جاهزون لمساعدتك على بدء حياتك هنا."

بعد مغادرته المختبر، منح العلماء آدم منزلًا صغيرًا في مكان هادئ، بعيدًا عن صخب الحياة. كان المكان بسيطًا ولكنه مريح. بجانبه، وجد مبلغًا من المال وبعض التوجيهات عن كيفية متابعة حياته في العالم الحقيقي. لم يكن الأمر سهلًا، فالعالم الذي استيقظ فيه كان مختلفًا تمامًا عن كل ما عرفه في المحاكاة. التكنولوجيا كانت أكثر تقدمًا، والناس أكثر انشغالًا. لم تكن هناك وجوه مألوفة، ولا أصدقاء ولا عائلة.

لكن على الرغم من كل التحديات، شعر آدم بشيء جديد: الحرية. هذه المرة، كان يعلم أن حياته، بكل صعوباتها وتعقيداتها، حقيقية. التحق بوظيفة بسيطة تساعده على الاستقرار في هذا العالم الجديد، وبدأ بتكوين حياة جديدة ببطء.

ومع مرور الأيام، وجد آدم نوعًا من السلام. على الرغم من كل ما فقده، كان الآن قادرًا على التحكم بمصيره. ولم يعد ينظر إلى العالم كشيء افتراضي أو محاكاة، بل كواقع، بكل ما يحمله من فرص وتحديات.

كان هناك شعور دائم بالحنين إلى حياته السابقة، لكنه تعلم أن يتقبل هذا الشعور كجزء من ماضيه، مثل حلم تلاشى ولكنه لم ينسه. وفي النهاية، بدأ يدرك أن الحياة الحقيقية، رغم صعوبتها، هي التي تمنح معنى لكل ما عاشه سابقًا.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٣
آدم، رغم جسده الشاب والقوي، شعر داخليًا بأنه رجل مسن يحمل سنوات طويلة من الذكريات والأفكار التي كانت تميزه عن هذا العالم الصاخب الذي وجد نفسه فيه. كانت الأيام تمر ببطء، ورغم محاولاته للاندماج في الحياة الجديدة، كان يشعر بالوحدة والغرابة. كان المنزل الذي يعيش فيه هادئًا ومريحًا، لكنه لم يكن كافيًا لملء الفراغ الذي يشعر به.

قرر ذات يوم أن يكسر روتينه ويخرج من عزلته. كان بحاجة للاندماج مع الناس، لتكوين علاقات جديدة تعيد له معنى الحياة. ارتدى ملابسه وخرج إلى المدينة، محاولًا التفاعل مع سكان هذا العالم الجديد. تجول في الشوارع المزدحمة، بين المحلات والمقاهي، لكنه لم يستطع التكيف. كانت الوجوه الشابة مليئة بالحياة، لكن العالم بدا له تافهًا وصاخبًا. كل شيء كان يتحرك بسرعة، ولم يكن أحد يهتم بتلك الأشياء التي كان يعتز بها في حياته السابقة: الهدوء، التأمل، والأحاديث العميقة.

بدأ شعور الإحباط يتسلل إلى قلبه. كلما حاول التفاعل مع هذا العالم، كان يجد نفسه منبوذًا، أو غير قادر على فهمه. لم تكن هناك روح تشاركه أفكاره أو تجاربه. عندها قرر أن يتجه إلى الحديقة، تلك الحديقة التي سمع عنها كثيرًا، حيث كان المسنون يجلسون لتمضية وقتهم في هدوء. شعر أن هذا قد يكون ملاذه الأخير، المكان الذي قد يجد فيه شيئًا من السلام.

عندما وصل إلى الحديقة، وجدها كما توقع. كانت هادئة ومليئة بالمسنين الذين يجلسون على المقاعد، يتحدثون بأحاديث بسيطة أو ينغمسون في التأمل الصامت. اختار مقعدًا بعيدًا، وجلس يتأمل المكان. كان هناك شيء في هذه الوجوه المسنة يثير فيه الراحة. رغم أنه كان جسديًا شابًا، إلا أنه شعر أن روحه تنتمي إليهم، وكأن سنوات حياته الطويلة جعلته أقرب إلى هؤلاء الناس من العالم الخارجي.

بينما كان مستغرقًا في أفكاره، جاءت فتاة فاتنة وجميلة وجلست بجانبه على المقعد. كانت تبدو في العشرينات من عمرها، بشعر طويل وعينين تلمعان بالحياة. شعرت الفتاة بوجوده الغارق في التأمل، وقالت بابتسامة هادئة: "أنت تبدو كما لو كنت تفكر بعمق. ماذا يشغلك؟"

نظر إليها آدم بصمت لبضع ثوانٍ قبل أن يجيب: "الحياة. هذا العالم يبدو لي مختلفًا تمامًا عما كنت أعرفه. كل شيء هنا يتحرك بسرعة، وكل شيء يبدو سطحيًا."

ابتسمت الفتاة وقالت: "أفهم ما تقصده. أحيانًا أشعر بالشيء نفسه، رغم أنني شابة. لكن ماذا لو كان الأمر ليس في العالم بل في الطريقة التي نراه بها؟"

صمت آدم قليلاً ثم قال: "ربما، لكنني لا أجد في هذا المكان سوى ضجيج. أبحث عن شيء أعمق، عن معنى."

نظرت إليه الفتاة نظرة عميقة وقالت: "أحيانًا نجد المعنى في الأماكن التي لا نتوقعها. ربما تكون هذه الحديقة هي ما تحتاجه الآن. هنا، بعيدًا عن صخب العالم، يمكنك أن تجد السلام الذي تبحث عنه."

أدرك آدم أن هذه الفتاة تحمل شيئًا مختلفًا عن الآخرين. لم تكن مجرد مظهر فاتن، بل كانت تحمل في داخلها عمقًا وفهمًا نادرًا. كان هناك اتصال فوري بينهما، كأنها فهمت ما يمر به من دون أن يسأل.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٤
مع مرور الأيام، بدأت العلاقة بين آدم وتلك الفتاة، التي عرّفت عن نفسها باسم "نور"، تتطور بشكل غير متوقع. كانا يلتقيان بانتظام في الحديقة نفسها، يجلسان على نفس المقعد ويتبادلان الأحاديث. على الرغم من فارق العمر بينهما، جسديًا وروحيًا، إلا أن آدم شعر أن نور كانت تفهمه بطرق لم يكن يتوقعها.

كانا يتحدثان عن كل شيء: عن الحياة، والذكريات، والمستقبل. كانت نور تحمل روحًا شابة مليئة بالطاقة، لكن في نفس الوقت، كانت لديها نظرة عميقة تجاه الحياة، وكأنها تعيش تجارب أكبر من عمرها. أدهشه ذلك، وجعله يشعر أن ربما ليست الفجوة بينه وبين العالم الجديد كبيرة كما كان يعتقد.

في إحدى الجلسات، بينما كانا يجلسان تحت شجرة ضخمة في الحديقة، سألت نور فجأة: "آدم، أخبرني عن حياتك السابقة. ليس فقط عن العالم الافتراضي الذي كنت فيه، بل عنك، من أنت حقًا؟"

تردد آدم للحظة، ثم أخذ نفسًا عميقًا. لم يكن قد شارك قصته مع أي شخص منذ أن استيقظ في هذا العالم، ولكن مع نور شعر براحة غريبة. بدأ يسرد لها قصته: عن حياته الطويلة في العالم الافتراضي، عن عائلته التي أحبها، وعن اللحظة التي اكتشف فيها الحقيقة، وكيف عاش كل تلك السنين معتقدًا أن ما حوله حقيقي.

كانت نور تستمع بصمت واهتمام، دون أن تقاطعه. وعندما أنهى حديثه، قالت بهدوء: "لا بد أن الأمر كان صادمًا جدًا لك. أن تعيش كل تلك السنين ثم تكتشف أن كل شيء كان جزءًا من تجربة."

أجاب آدم بصوت هادئ: "كان أكثر من صدمة. شعرت أنني فقدت كل شيء في لحظة واحدة. لكن ما يزعجني أكثر هو أنني الآن، رغم كل شيء، لا أزال أشعر بأنني لا أنتمي لهذا المكان."

نظرت إليه نور بابتسامة دافئة وقالت: "ربما لأنك تبحث عن الانتماء في الأماكن الخطأ. العالم ليس مجرد ضجيج أو سطحية، هناك عمق وجمال، لكن عليك أن تبحث عنه."

ظل آدم صامتًا لبعض الوقت، يفكر في كلماتها. ربما كانت على حق. ربما كان يحكم على هذا العالم الجديد بناءً على تجربته السابقة دون أن يمنحه فرصة حقيقية. لكن في نفس الوقت، كان يدرك أن التغيير ليس سهلًا، وأنه بحاجة إلى وقت لتقبّل هذا العالم.

في الأيام التالية، بدأ آدم يشعر بتغيير طفيف في نظرته للحياة. ربما لم يكن العالم كما كان يتمنى، لكنه وجد أن هناك أشياء صغيرة تستحق الاهتمام. علاقته بنور كانت واحدة من تلك الأشياء. كانت تمثل بالنسبة له رابطًا بين الماضي والحاضر، بين العالمين.

ومع كل لقاء جديد، كانت نور تمنحه فرصة لرؤية الحياة من منظور مختلف. كانت تأخذه في نزهات جديدة، تعرض عليه أماكن لم يرها من قبل في هذه المدينة، وتحدثه عن أفكار لم يفكر فيها من قبل. كانت تشاركه أفراحها وأحزانها، وتجعل الحياة تبدو أكثر وضوحًا وبساطة.

في إحدى الأمسيات الهادئة، بينما كانا يجلسان مجددًا على مقعدهما المعتاد في الحديقة، قالت نور بصوت خافت: "آدم، أعتقد أنك بدأت تجد طريقك."

نظر إليها آدم وأجاب بابتسامة خفيفة: "ربما. لكني أدرك الآن أن الحياة ليست عن المكان أو الزمان، بل عن الأشخاص الذين نلتقيهم والأشياء التي نشعر بها."

ابتسمت نور وقالت: "أعتقد أنك تفهم الآن. العالم قد يكون صاخبًا وتافهًا في بعض الأحيان، لكننا من نصنع منه مكانًا ننتمي إليه."

ومع مرور الوقت، بدأ آدم يشعر بأنه ليس وحيدًا كما كان يعتقد. كانت الحديقة، بنور والمسنين الذين يجلسون هناك، تمثل له نوعًا من الأمان والانتماء. ومع ذلك، كان هناك دائمًا سؤال عالق في ذهنه: لماذا نور؟ وكيف يمكن لشابة مثلها أن تفهمه بهذا العمق؟
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٥
منذ اللحظة التي جلست فيها نور إلى جانب آدم في الحديقة لأول مرة، شعرت بشيء غريب يجذبها نحوه. لم يكن مجرد رجل عادي يجلس مستغرقًا في تأملاته، بل كان هناك عمق في عينيه، كأنه يحمل قصة طويلة وصعبة. نور كانت دائمًا محبة للتأمل في الناس وفهم دوافعهم، ولهذا شعرت بالفضول تجاهه. كانت تجلس في الحديقة كل يوم تقريبًا، تراقب حياة الآخرين وتراقب حياتها الخاصة، محاوِلةً فهم معنى الحياة التي تعيشها.

لم تكن حياتها مثالية، رغم مظهرها الخارجي الذي قد يوحي بغير ذلك. في أعماقها، كانت تشعر بأنها تائهة. في كل مرة كانت تتأمل فيها المدينة الصاخبة، كانت ترى فراغًا كبيرًا، كأن الجميع منشغلون بمتطلبات الحياة السطحية دون أن يتساءلوا عن المعنى الحقيقي وراءها. لهذا السبب كانت تلجأ إلى الحديقة، حيث تجد الهدوء والسكينة. هنا فقط كانت تشعر بشيء من السلام.

عندما التقت آدم، كانت ترى فيه شيئًا مألوفًا. لم يكن غريبًا على هذا الشعور بالضياع الذي يعيشه الكثيرون. لكن في آدم، كان هناك شيء مختلف. شعرت أنه ليس فقط تائهًا، بل أنه عاش حياتًا أخرى، حياة مليئة بالأسئلة والشكوك. كان هناك شيء من الحكمة في صمته، وكأن الزمن قد منح له فهماً أعمق للعالم.

مع مرور الأيام، بدأت نور تشعر بتواصل أعمق مع آدم. لم يكن مجرد شخص غريب تتحدث معه في الحديقة. كان يمثل لها شخصًا يمكن أن تفهمه ويفهمها بطريقة لا يستطيعها الآخرون. كان يحمل داخله شعورًا مشابهًا لشعورها: البحث عن المعنى، عن الهدوء، وعن الإجابات.

كانت نور تحاول أن تفهم نفسها من خلال حديثها مع آدم. في كل مرة كانا يتحدثان، كانت تكتشف شيئًا جديدًا عن نفسها وعن العالم. كانت ترى في كلمات آدم انعكاسًا لتساؤلاتها الخاصة. حين أخبرها بقصته، لم تتفاجأ كما كان يتوقع. بالنسبة لنور، العالم الافتراضي الذي عاشه آدم لم يكن غريبًا بقدر ما كان حقيقياً. كل شخص، في نظرها، يعيش في عالم افتراضي من نوعٍ ما، سواء أكان ذلك من خلال الانغماس في العمل، أو التكنولوجيا، أو حتى العلاقات السطحية. الفارق الوحيد هو أن آدم كان قد اكتشف تلك الحقيقة بطريقة أكثر وضوحًا.

عندما سألته عن حياته، لم تكن تسأل لمجرد الفضول. كانت تريد أن تفهم كيف وصل إلى ما هو عليه، وكيف يمكنها أن تستفيد من تجربته لتجد طريقها الخاص. كانت نور تشعر بأن هناك الكثير الذي يمكن أن تتعلمه من آدم، ليس فقط بسبب قصته، بل لأنه كان يعكس جزءًا من روحها الضائعة.

في النهاية، كانت نور ترى العالم بطريقة مختلفة عن الآخرين. لم تكن تبحث عن النجاح المادي أو الشهرة، بل كانت تبحث عن معنى أعمق للحياة. عندما كانت تجلس إلى جانب آدم، كانت تشعر بأنها قريبة من هذا المعنى. ورغم أنها كانت لا تزال تائهة في بعض الأحيان، إلا أن وجوده بجانبها كان يساعدها على رؤية الحياة من منظور أكثر وضوحًا.

في أحد الأيام، بينما كانت تتحدث معه تحت ظل الشجرة المألوفة في الحديقة، أدركت نور شيئًا مهمًا: ربما لم يكن الأمر يتعلق بإيجاد كل الإجابات، بل بالبحث المستمر. ربما كان المعنى في الرحلة نفسها، وليس في الوصول إلى نهاية محددة. ومع آدم، شعرت أن تلك الرحلة أصبحت أقل وحدة.

بدأت ترى الحديقة كمكان يجمع بين أرواح تبحث عن الراحة، وكانت تشعر أن آدم كان جزءًا من تلك الرحلة المستمرة التي تعيشها. وعلى الرغم من كل الاختلافات التي قد تكون بينهما، إلا أنهما كانا يتشاركان شيئًا واحدًا: الرغبة في فهم الحياة بعمق أكبر.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٦
بعد فترة من اللقاءات المنتظمة مع نور في الحديقة، بدأت حياة آدم تأخذ منعطفًا جديدًا. كان قد حصل على عمل بفضل العلماء الذين منحوه فرصة لبداية جديدة. كانت وظيفة مكتبية بسيطة في شركة صغيرة، لكنها كانت كافية له في هذه المرحلة. كان العمل يشغل جزءًا كبيرًا من وقته، وأصبح يجد نفسه مشغولًا بمهام يومية لم يكن يتوقعها. في البداية، كان يرى في العمل وسيلة للهروب من التساؤلات التي تثقل عليه، لكن بمرور الوقت، بدأ يلاحظ أن الانغماس في هذا الروتين الجديد يبعده عن تلك الجلسات الهادئة مع نور.

لم يكن يلتقي بنور كما كان يفعل من قبل. كانت أيامه مليئة بالمشاغل، وكانت الحديقة تبدو له كأنها جزء من حياته القديمة، شيء جميل لكنه بعيد عن واقعه الحالي. مع كل يوم جديد، كان يتساءل: هل كان يهرب من الحديقة أم من نفسه؟ هل كان العمل مجرد طريقة لتجنب مواجهة مشاعره الحقيقية؟

وفي إحدى الأيام، وبينما كان يسير في الشارع عائدًا من العمل، لاحظ من بعيد شخصًا مألوفًا. وقف في مكانه مصدومًا، قلبه ينبض بقوة. كان يراقب هذا الشخص من الخلف، لكن كل تفاصيله كانت محفورة في ذاكرته. لا يمكن أن يخطئ، لقد كان ابنه. نعم، ابنه من حياته السابقة.

لم يستطع تصديق ما يراه. تقدم خطوة بخطوة نحو الرجل، وهو يشعر بمزيج من القلق والشوق. هل يعقل أن يكون هذا حقيقيًا؟ هل يمكن أن يكون ابنه قد نجا من العالم الافتراضي أيضًا؟ وهل يذكره؟ تساؤلات كثيرة دارت في ذهنه بينما كانت المسافة بينهما تقل.

عندما اقترب بما يكفي ليرى وجهه، تأكد أكثر. إنه ابنه، لكن بدا عليه أنه لا يعرف آدم. كان يسير في الشارع كأي شخص عادي، غير مدرك للصدمة التي كان يعيشها آدم في تلك اللحظة. توقف آدم فجأة، ولم يعرف ماذا يفعل. هل يقترب منه ويعرفه بنفسه؟ أم يراقبه من بعيد؟ كانت مشاعره متداخلة، مشاعر الأب الذي فقد كل شيء، لكنه الآن يقف على بعد خطوات من الشخص الذي كان يعنى له كل شيء.

بينما كان آدم في تلك الحيرة، شعر بيد على كتفه. استدار ليجد نور تقف بجانبه. كانت عيناها مليئتين بالقلق والتعاطف، وكأنها شعرت بما يمر به. سألته بهدوء: "آدم، هل أنت بخير؟"

أجاب بصوت متحشرج: "أعتقد أنني رأيت ابني. لكنه لا يعرفني."

نظرت نور نحو الرجل الذي كان يسير بعيدًا وقالت: "أحيانًا يعيدنا الماضي بطريقة غير متوقعة. لكن السؤال الآن هو: ماذا ستفعل؟"

كان آدم واقفًا، ينظر إلى ابنه الذي بدأ يختفي بين الناس. لم يكن متأكدًا من الخطوة التالية، لكن شيئًا ما داخله كان يدفعه للتصرف. كان يعلم أن هذه اللحظة قد تكون فرصته الوحيدة لاستعادة جزء من حياته القديمة، لكن هل سيكون قادرًا على مواجهة الحقيقة؟
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٧
مع مرور الوقت، تكررت لقاءات آدم وابنه في المقهى، وبدأت الأمور تتطور ببطء. كان الحوار في البداية متحفظًا ومليئًا بالتوتر، لكن مع كل لقاء، بدأ الجليد يذوب بينهما. على الرغم من الصعوبات التي واجهها آدم في توصيل أفكاره وابنه في فهم تلك الأفكار، كان هناك شعور متبادل بأن العلاقة التي تجمعهما قد بدأت في النمو.

في أحد الأيام، وبينما كانا يجلسان معًا يتحدثان عن الحياة والعمل، لاحظ آدم شيئًا غريبًا في حوارات ابنه. بدا وكأنه لا يتحدث عن أي أقارب أو عائلة أخرى. في كل مرة كان آدم يسأله عن حياته الشخصية، كان الرد سطحيًا وغامضًا. بعد بضعة لقاءات، طرح آدم سؤالاً أكثر مباشرة: "هل لديك عائلة؟ أقارب؟"

أجاب ابنه بنبرة متحفظة: "لا، أنا وحدي. لم أكن قريبًا من أي شخص آخر."

هنا، بدأ آدم يشعر أن ابنه يعيش حياة معزولة مثله تمامًا، وكأنهما مقطوعان من نفس الشجرة. هذا الإحساس زاد من عمق ارتباطه به. ومع مرور الأيام، اكتشف آدم أن الفرق العمري بينه وبين ابنه ليس سوى ثلاث سنوات فقط. على الرغم من أن آدم عاش حياة كاملة في العالم الافتراضي وكبر هناك، إلا أن جسده الشاب جعل هذا الفارق غير واقعي. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات أكثر في عقل آدم: كيف يمكن أن تكون الفجوة العمرية ضئيلة بهذا الشكل؟ وكيف يمكن لهذا أن يؤثر على علاقتهما؟

لكن مع تزايد اللقاءات، بدأت تظهر جوانب أخرى من حياة ابنه. كان الحديث أحيانًا يحمل إشارات غريبة وغير مريحة. كان يتحدث عن أصدقاء مشبوهين وأماكن غامضة. حاول آدم ألا يبدي قلقه في البداية، لكنه لم يستطع تجاهل تلك العلامات. وفي أحد الأيام، بينما كان آدم يتجول في المدينة بعد لقاء آخر مع ابنه، صادف مشهدًا صدمه.

رأى ابنه من بعيد، وكان يتحدث مع مجموعة من الرجال في زاوية شارع مظلمة. كان الجو يحمل توترًا واضحًا، وكانت النقود والسلع تتبادل بين الأيدي. شعر آدم بأن ما يراه لا يمكن أن يكون مجرد صدفة أو خطأ. تابع المراقبة من بعيد، وعرف أن ابنه متورط في أعمال غير قانونية.

في تلك اللحظة، شعر آدم بالصدمة والانهيار. كيف يمكن أن يكون ابنه، الذي كان يحاول بناء علاقة معه، مشتركًا في مثل هذه الأمور؟ كان العالم الجديد الذي استيقظ فيه مليئًا بالتحديات، لكن لم يكن يتوقع أن أكبر تلك التحديات ستأتي من أقرب شخص إليه.

تردد آدم بين المواجهة أو التريث. لم يكن يريد أن يفقد ابنه مجددًا، لكن في نفس الوقت، لم يستطع تجاهل الحقيقة التي أصبحت واضحة أمامه.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٨
بعد أن اكتشف آدم حقيقة تورط ابنه في الأعمال غير القانونية، لم يكن قادرًا على تحمل العبء وحده. كان يحتاج إلى نصيحة وإلى شخص يثق به. وفي تلك اللحظة، كان الشخص الوحيد الذي يمكنه التحدث إليه هو نور. جلسا معًا في الحديقة التي شهدت بداية صداقتهما، وحكى لها كل شيء، مشاعر الحيرة والقلق التي تسيطر عليه، واكتشافه المروع بشأن ابنه أحمد.

استمعت نور إلى آدم بعناية، وكانت عيناها مليئتين بالتفهم والهدوء. ثم قالت: "آدم، لا يمكنك أن تتجاهل ما يحدث. إذا كان أحمد يريد تغيير حياته، فأنت الأمل الذي يحتاجه. لكن عليك أن تكون قويًا وصبورًا. لا تخف من مواجهته بالحقيقة، فهذا ربما يكون المفتاح لخلاصه."

بتشجيع من نور، قرر آدم مواجهة ابنه. في اليوم التالي، التقى أحمد في نفس المقهى الذي اعتادا الجلوس فيه. جلسا معًا لفترة طويلة دون أن ينطق آدم بكلمة. كان ينتظر اللحظة المناسبة. وأخيرًا، بعد صمت طويل، قال بهدوء: "أعرف كل شيء يا أحمد. رأيتك بالأمس. أعلم أنك مشترك في أمور خطيرة."

تفاجأ أحمد، وعيناه توسعتا بالصدمة. ظل للحظة صامتًا، غير قادر على الكلام. كان من الواضح أن الحقيقة التي اكتشفها آدم أثرت عليه بشدة. بعد لحظات، تنهد وقال بصوت هادئ ومكسور: "لم أردك أن تعرف يا أبي. كنت أحاول الهروب منهم. لكنني الآن غارق في الأمر ولا أرى مخرجًا. أنت الأمل الوحيد لي. لا أريد هذه الحياة بعد الآن."

شعر آدم بثقل الكلمات التي قالها ابنه، ورأى فيه شخصًا يائسًا يحتاج إلى فرصة جديدة. لم يتردد، أمسك بيد أحمد بحنان وقال: "سنجد طريقة. لن أتركك تغرق في هذا العالم."

في ذلك المساء، اجتمع آدم مع نور وأحمد في منزل آدم الصغير. بدأوا يضعون خطة لكيفية التخلص من هذه العصابة. كانت نور هي الأكثر تفكيرًا عمليًا في المجموعة، وأشارت إلى أن العصابة لا تترك الأشخاص بسهولة. لذا كان عليهم أن يضغطوا عليهم بطريقة تجبرهم على الإفراج عن أحمد دون إثارة غضبهم.

بدأوا بالتخطيط بعناية. عرف أحمد بعض التفاصيل عن العصابة وأماكن تواجدهم، وكان لديهم فكرة عن الشخصيات الأساسية في التنظيم. كانت الفكرة هي العثور على نقطة ضعف، شيء يمكنهم استخدامه للضغط على العصابة. قرروا أن يجمعوا معلومات تكشف تورط العصابة في أعمال أكبر وأخطر مما كان أحمد جزءًا منه، مما يتيح لهم القدرة على تهديدهم بإبلاغ السلطات إن لم يتركوا أحمد وشأنه.

في اليوم التالي، بدأ آدم ونور وأحمد في العمل. كان الأمر خطيرًا، لكنهم كانوا يعرفون أن هذا هو السبيل الوحيد لخلاص أحمد. بدأوا بجمع الأدلة والمعلومات من مصادر متعددة، وحاولوا بناء قضية قوية تكفي لجعل العصابة تفهم أنهم لا يملكون خيارًا سوى ترك أحمد.

كانت الخطة محفوفة بالمخاطر، لكنهم كانوا مصممين على النجاح. كان آدم مدفوعًا بحب الأب، ونور برغبتها في مساعدة آدم وأحمد، وأحمد برغبته العميقة في بدء حياة جديدة نظيفة.

مع مرور الأيام، بدأوا في الاقتراب أكثر من هدفهم.
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
حياة جديدة ٩ والاخير
بعد يوم طويل ومرهق من التفتيش والتخطيط، كان آدم يشعر بالإرهاق الجسدي والعاطفي. أوصل ابنه أحمد إلى منزله، ثم توجه مع نور إلى منزلها. كان النقاش بينهما هادئًا ومليئًا بالتفاؤل بشأن خطتهم، وبأنهم على وشك إنهاء هذه الفوضى التي علق فيها أحمد. بعد أن ودع نور واطمأن على وصولها إلى بيتها، عاد آدم إلى سيارته ليقضي الليلة في منزله.

لكن بعد دقائق من القيادة، أدرك أن هاتف نور قد بقي في السيارة. توقف في منتصف الطريق، واستدار عائدًا إلى منزلها لإعادة الهاتف. عندما وصل إلى الحي الذي تسكن فيه، ركن السيارة بعيدًا قليلاً وقرر أن يمشي في الهواء الطلق، فهو كان بحاجة إلى لحظات من الهدوء بعد يوم متعب.

بينما كان يمشي نحو منزل نور، لمح من بعيد شخصًا يدخل إلى البيت. تسارعت دقات قلبه عندما أدرك أن هذا الشخص كان أحمد. شيء ما بدا غريبًا في هذه الحركة. لم يكن من المفترض أن يكون أحمد هنا. اقترب آدم ببطء، وعيناه مركّزتان على أحمد الذي بدا متوترًا. ثم، رأى ما لم يتوقعه. كانت يد أحمد تحمل سكينًا.

في لحظة من الصدمة والهلع، وقف آدم مشدوهًا لا يعرف ماذا يفعل. رأى أحمد يقترب من الباب ويدق عليه. فتح نور الباب بابتسامة هادئة، غير مدركة لما ينتظرها. في لحظة مروعة، رفع أحمد السكين وطعنها بشدة وهمجية. كان كل شيء يحدث ببطء أمام عيني آدم، وكأن الزمن توقف.

"أحمد!" صرخ آدم بأعلى صوته، لكن كان الأوان قد فات. التفت أحمد بوجه مليء بالذعر، ولم يقل شيئًا. ركض هاربًا، تاركًا آدم يقف عاجزًا ومصدومًا.

ركض آدم نحو نور، التي سقطت على الأرض وهي تتألم، ودماؤها تنزف بغزارة. حاول أن يرفع هاتفه ويتصل بالإسعاف، لكن يديه كانتا ترتجفان بشدة. انحنى فوقها، يحاول تهدئتها، لكنها كانت تدرك أن النهاية قد اقتربت. قالت له بصوت ضعيف ومتقطع: "لا داعي يا آدم... لقد فات الأوان..."

نظرت إليه بنظرة مليئة بالحب وقالت بصعوبة: "أحبك، آدم..." ثم أغمضت عينيها وفارقت الحياة بين يديه.

تجمد الزمن بالنسبة لآدم. جلس هناك، يمسك بجسدها الذي بدأ يبرد، ودماؤها تغمر ملابسه ويديه. كان يبكي بلا توقف، عاجزًا عن فهم ما حدث للتو. كيف يمكن لأحمد، ابنه، أن يفعل شيئًا كهذا؟ كيف يمكن لنور، الشخص الذي جلب له السكينة وسط كل هذا الفوضى، أن تغادر بهذه الطريقة الوحشية؟

ظل آدم على الأرض بجانبها لفترة طويلة، حتى بدأ يعود إلى وعيه تدريجيًا. لكن عندما استعاد نفسه، لم يكن هناك سوى شعور واحد يسيطر عليه: الانتقام. أقسم وهو يمسح دموعه عن وجهه ودماء نور عن يديه، أنه لن يدع أحمد يفلت بفعلته.

لقد فقد نور، ولن يستعيدها. لكن لم يكن هناك مجال للتراجع الآن. سيفعل كل ما بوسعه لإيقاف أحمد ومحاسبته على ما فعله، حتى لو كان هذا يعني التضحية بكل شيء.
 
2 Comments
العذبه
العذبه commented
الرواية لها عنوان جميل يشد الانتباه
  • اللهجة المكتوبة للرواية واضحة
  • كما تتمتع بوصف رائع وشيق
إنتظار التكمله بتوفيق
🌷🌷🌷
 
Nobody
Nobody commented
شكرا شكرا
سانشر التكملة الان لاكنها ملحق للرواية لذا ستنشر في موضوع اخر سرتني قرائتك
 

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
110,826
مستوى التفاعل
97,185
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
حياة جديدة
مرحبا
Nobody @Nobody
جاري القراءة بالتوفيق
يثبت
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
110,826
مستوى التفاعل
97,185
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
حياة جديدة
سرد جيد في الاحداث
وسلس للقارئ
وقصة يوجد بها من الخيال
والواقع استمتعت لقراءتها

منتظرة باقي القصة
 
Comment

Nobody

لا احد
إنضم
28 سبتمبر 2024
المشاركات
9,692
مستوى التفاعل
1,187
مجموع اﻻوسمة
5
حياة جديدة
سرد جيد في الاحداث
وسلس للقارئ
وقصة يوجد بها من الخيال
والواقع استمتعت لقراءتها

منتظرة باقي القصة
يب في ملحق ان شاء الله بنشره هو مكتوب لاكن يحتاج بعض التعديلات ليتناسب مع المنتدى
 
Comment

ندى الورد

سيَدِة آلُقصرٍ
المدير العام
إنضم
17 مايو 2021
المشاركات
110,826
مستوى التفاعل
97,185
الإقامة
من المدينة المنورة
مجموع اﻻوسمة
34
حياة جديدة
يب في ملحق ان شاء الله بنشره هو مكتوب لاكن يحتاج بعض التعديلات ليتناسب مع المنتدى
منتظرتها سلمت يداك
 
1 Comment
Nobody
Nobody commented
الله يسلمك
 

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى