مِيرِيَام
قيثارة الأدب
من ديار حرب، ميلاد كاتبة تتحدى الزمان"

والكتابة تجربة وبرهان
يُحكى أنه قالَ بنبرةٍ ملؤها السخرية:
"لا يوجدُ رجلٌ قد تزوَّجَ من شاعرة
مَهارة في إخفاءِ مشاعرها، وهدوءها
يسبقُ العاصفةَ، ترقُّ القلوبٍ لدمعِها
لكنَّها إذا سقطتْ، لا تعودُ إلى محجرِها
تسيرُ في مهابةٍ كالغيومِ برزانةٍ،
وإذا تحدَّثَتْ نطقَ ثغرُها بدررٍ."
نظرت إليها الشاعرة بشموخٍ قائله
"وهبك اللهُ العقلَ، تريَّثْ قبلَ أن تنطقَ
للكلمةِ ميزان في عرفِ الرجالِ النبلاءِ
كم من جاهلٍ سادَ في قومه لكنه بادَ."
ومن ديارِ حربٍ أكتبُ لكَ
آجلُ كاتبة وإن لم أكن شاعرة
امرأةٌ تجسِّدُ نساءَ الحجازِ
بكلِّ ما فيهنَّ من رقةٍ وهدوءٍ
وعاطفةٍ وثراثٍ وثقافةٍ،
لا تختبرِ امرأةً في شاعرتيها
من يظنُّ أن الكلماتِ مجردُ أوراقٍ
لا يدركُ أن الحروفَ كالسيوفِ تحاربُ وتبني
شاعرتي ليست مجردَ أنثى، بل تاريخٌ حيٌّ
يُكتبُ في كلِّ نبضةِ قلبٍ، وفي كلِّ عيونٍ غامضةٍ
لا تساويها الأيامُ، ولا تتشابهُ معها الأزمانُ
فهي تنبضُ بالواقعِ، وتحلِّقُ في سماواتِ الشعرِ
تسافرُ عبرَ الحروفِ وتعودُ مع المطرِ
لتتركَ خلفها أثرًا لا يمحوه الزمانُ.
تلكَ هي ميريامُ التي لم تتغير
مهما مرَّ عليها زمانٌ
كالشمسِ التي لا يغيبُ نورُها
حتى وإن غابتْ خلف السحابِ الزمانِ
كلُّ حرفٍ من حروفها يحملُ ذاكرةً
من أيامٍ مضت، ولكنَّها لا تبلى
في عيونها يختزنُ العالمُ أسرارَهُ
وفي قلبها تبقى الكلماتُ أجملَ حكايا.
واليوم، أيها الغريب، أين أنت؟ وأين أنا؟
فرقٌ بين من يكتبُ بحبرِ الكرامةِ،
وبين من يعيشُ على هامشِ الكلماتِ،
بعيدًا عن شرفِ الكلمةِ وأمانةِ الحروفِ
بتوقيت المشاعر 10:10
بتاريخ 2025\2\2


بقلم ميريام الحربي قراءة
ممتعة أتمناها لكم ،
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : من ديار حرب، ميلاد كاتبة تتحدى الزمان"
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء
ولا ازيد على وصف قرأته
كل التحايا والتقدير لشخصك الفاضل