شرودي وطن بلا خرائط وانا سادن ابوابه

[الاكليل]

أرحل
حيث لا درب يوصلني
ولا خريطة تهديني
أذوب في مساحات
لا يراها سواي
حيث الليل
يعقد هدنة مع الصمت
وحيث الظلال
تطيل مكوثها
في زوايا الروح
في عالمي الخاص
تتلاشى الضوضاء
وتغدو الأصوات
مجرد أصداء بعيدة
ترتطم بجدران الذاكرة
ثم تتلاشى
كأنها لم تكن
هنا
لا يجرء الضوء
على التسلل
ولا يطرق أحد
باب العزلة
أسافر
في دروب من دخان
تتشكل
ثم تتبدد
أبحث عني
بين أطياف الحلم
وأتوه بين تفاصيل فكرة
لم تكتمل
هناك
حيث لا أحد
أكون كل أحد
أغيب عن هذا العالم
متى أشاء
أنسحب إلى زوايا
لا يطؤها سواي
حيث الأفكار
تسبح في فضاء
بلا حدود
وحيث الصمت
أكثر صخبا من الكلمات
في عالمي الخاص
تنطفئ الضوضاء
كشمعة
في مهب الريح
لا ضوء يطاردني
ولا أصوات تشدني للخلف
أترك جسدي هنا
وأرحل بعيدا
أمتطي غيمة من وهم
وأجوب عوالم
لم توجد إلا في عقلي
الأزمنة مشوشة
الأماكن بلا أسماء
الوجوه بلا ملامح
كل شيء يتلاشى
قبل أن أفهمه
كأن الشرود لعبة
لا نهاية لها
وكأنني مجرد طيف
يعبر بين الحلم واليقظة
دون أن يرسو
هنا لا أحتاج إلى تفسير
لا أبحث عن إجابة
لا أخشى الضياع
ففي النهاية
أنا سادن هذا الشرود
وأبوابه لا تفتح إلا لي

 

[الاكليل]

يا امرأة
يختنق بها الحرف
حين يحاول أن يصفها
يا من تجلت بها معاني الجمال
حتى باتت كل اللغات
عاجزة أمام سطوتها
كيف استطعت
أن تقتحمي مملكتي
بلا سلاح سوى عينيك
كيف جعلت قلبي
يتخلى عن كبريائه
وينحني لك
كما تنحني الشمس للغروب
أنت لست مجرد امرأة
أنتِ لعنة العشق
التي لا شفاء منها
قدر كتب بدم النبض
تاريخ يبتدي منك
وينتهي عندك
أحبك لا
هذا أقل مما أشعر
أعشقك
لا
هذه الكلمة ضيقة
لا تتسع لجبروتي
أنا منك
أنا فيك
أنت الدم الذي يسري بي
والحياة التي تدب في روحي
وإن غبت
سأصبح شبحا لا ظل له
وصوتا لا صدى له
وكائنا يعبر الحياة بلا معنى
بلا هوية بلا وطن فهو الفراغ
وإن فكرت يوما بالرحيل
فاعلمي أنني لن أكون بعدك
لن يبقى مني سوى اسم ينسى
وقصة تموت على أعتاب غيابك

 

[الاكليل]

في داخلي إعصار لا يهدأ
رياحه أفكار هوجاء
وسماؤه غيوم
من شك ويقين
وموجه صراع
بيني وبين نفسي
تهتز أركاني
تحت ضربات الندم
وتتطاير ذكرياتي
كأوراق شجرة
عانقتها العواصف
لكنني
أقف رغم الرياح
رغم الرعد
الذي يجلد روحي
رغم البرق
الذي يكشف
وجهي العاري من الأقنعة
فليغضب الإعصار
ما شاء
سأكون الجبل الذي لا ينحني
والنور الذي يولد
من فوضى العتمة
سلام لا ينهزم

 

[الاكليل]

في زاويتي البعيدة
عن ضجيج العالم
حيث لا أحد يطرق بابي
ولا صوت سوى نبضي الخافت
أجدني
أنتمي إلى سكوني الخاص
ذاك الذي لا ينازعني عليه أحد
ولا يفسر بغير لغتي
ولا منطقي
ولا حتى جنوني
في صمتي تتكلم الأحلام
وفي عزلتي تتراقص الذكريات
كل شيء هنا يشبهني
حتى الظل على الجدار
يحمل ملامحي المنسية
ويحرس سري العتيق
سكوني
ليس هروبا
ولا وجعا ولا تطاول
على إبراز الإنتقام
ولا انكسار في وجه الحياة
إنه مساحة مقدسة
أعيد فيها ترميم ذاتي
ألملم ما بعثرته الأيام
وأكتب فصولي القادمة
بمداد من طمأنينة خالصة
لذالك
الإستذان واجب
على سكوني..
لا شيء هنا يحتاج إلى تفسير
ولا أحد يجرؤ
على اقتحام هذا الهدوء الفسيح
في سكوني الخاص
أنا لست وحيدا
أنا معي بك وحدك سيدتي

 

[الاكليل]

على طاولة الغياب جلسنا
أرواح تتقاذفها الرياح
كنا رهائن اللحظة
نقايض نبضاتنا
بأوهام لم تولد بعد
ونساوم القدر
على حفنة أحلام
أرهقتها الدروب
رهان ليس ككل رهان
فليس المال حصاده
ولا المجد خاتمته
إنما أرواح تعبر الجسر
إما نحو الخلود
أو نحو العدم المتربص
على الضفة الأخرى
كنت أراهن على صمتي
وهم يراهنون على سقوطي
لكن الأرواح التي تذوقت
طعم الاحتراق
لا تهزمها نيران الخسارة
ولا يطفئها برد النسيان
فلتلق أوراقك يا زمن
ولتعصف بنا كيف تشاء
لكننا أرواح كتبت عليها
أن تربح
ولو كان النصر
مجرد وهم أو امل
لربما جميل

 

[الاكليل]

لست سهل القراءة
ولا كتابا مفتوحا
على مصراعيه
أنا فصول غير مكتملة
وسطور تقرأ بين الكلمات
لأن الوضوح المفرط
باب مشرع للعبث
أما الغموض الإيجابي
فهو درع العابرين
نحو العمق
لا أُخفي حقيقتي
لكني
أحسن الاحتفاظ بها
أمنح الضوء بقدر
وأترك للفضول فسحة البحث
فمن أراد أن يفهمني
فليقرأني
بعين البصيرة
لا بسطحية النظر
الغموض الإيجابي
ليس ضعفا
بل هو
قوة الصمت
حين يصبح الكلام
عبثا
وهو القدرة على أن تبقى حاضرا
لكن دون أن تستنزف

في هدوئي ألف رسالة
وفي نظرتي
طريق لا يهتدي إليه
إلا من
يجيد المشي بلا خارطة
تحتها خطان

فليس كل ما يقال يفهم
ولا كل ما يفهم يقال
وهنا
يكمن سر الغموض
الذي يصنع الهيبة

يارب وصلت بس

 

[الاكليل]

أنا حفار في أرض
لا قاع لها
أضرب بمعولي
في تربة الأفكار
فتتطاير شظايا المعاني
بعضها يبني طريقا
وبعضها يسقط
في هاوية العبث
في داخلي نهم
لا يشبع
لكن كلما اقتربت
من يقين
تهاوى أمامي كبرج رملي
في مهب التساؤل
أقف بين تناقضين
قاتلين
بين حفاري
الذي لا يهدأ
ومحفزي الذي
يهمس لي
بأن لهذا البحث معنى
لكن أي معنى
أهو سراب العابرين
أم حقيقة الراسخين
أيكون التحفيز
مجرد مخدر للعقل
حتى لا يرى
عبثية الدوران
في فراغ بلا مركز
أم هو الحبل الوحيد
الذي ينتشلني
من دوامة العدم
إن كانت الفوضى
لعنة
فهل التحفيز
نعمة
على السامجين
أم أن الحكمة كامنة
في الرقص بينهما
دون أن أسقط
في أحدهما تماما

 

[الاكليل]

المنقب في الفوضى
بين الوهم والاشتعال
أنا المنقب في أرض
لا تعترف بحدود
أحفر بأظافري
أفكارا هشة
فتنهار فوق رأسي
كأنني أبحث
عن كنز في سراب
لا أجد سوى رماد
الاحتمالات
أسير بين ركام التساؤلات
أبحث عن يقين
يشبه الصخر
فلا أقبض
إلا على رمل ينساب
بين أصابعي
واخاديد من رماد
سرعان ماتنهار

في داخلي محرك
لا يهدأ
وقوده التحفيز
لكنه كاللهب
يحرق في ثباتي
كلما حاولت
الاتكاء عليه
أهو نار المعرفة
التي تصهر العقول
أم مجرد
وهج خادع
يمنح العابرين
إحساسا زائفا بالدفء
قبل أن يتركهم
في العراء
إن كان التنقيب
بلا نهاية
فأي معنى للبحث
وإن كان التحفيز
مجرد عكاز لرحلة
لا وصول فيها
فلماذا
لا أكتفي بالسكون
لكن السكون نفسه
فوضى أخرى
سجن من ركود
وكأنه قبر والأمل
في قيود

 

[الاكليل]

تبوح الروح بسرائرها
بلا خوف
من تشويه
أو زيف هناك
حيث النقاء
يكسو المعاني
تتجلى الحقيقة
كقطرة ندى
على خد الفجر
لا يشوبها غبار الوقت
ولا تعبث بها
يد الريح
كأنما وشمها
على ضوء القمر
ترويها العيون
وترددها الرياح برفقٍ
كلما مرت بها
على صفحة الصفاء
تمتد الحكايات
بلا زيف
تنعكس الأرواح
كما هي عارية
من التصنع
نقية
كأول نفس للحياة
هناك
حيث لا مكان للضباب
تتراقص الذكريات
كنجومٍ في سماء هادئة
لا تطفئها العتمة
ولا تسرقها رياح النسيان
فما كتب على الصفاء
يظل خالدا
لا يمحوه
إلا عبث
من لا يدرك
قدسية النقاء
تنام الذكريات
بلا خوف من النسيان
كأنها وشم
على جبين الضوء
لا غبار يعكر نقاءه
ولا ظل يشوه بياضه
هنا
حيث تصافح الروح
أطياف ماضيها
تستفيق الحروف
من سباتها
وتبوح بأسرار
لم تجرؤ الريح
على حملها
فليكن الصفاء مرآتنا
وليكن النقاء
عهدا لا يخونه الزمان

 

[الاكليل]

الهروب إلى النسيان


نظن أننا حين نهرب
ننتصر
لكن أي نصر
في معركة لم نخضها للنهاية
أي مجد في الفرار
من ذاكرة تتشبث بنا
كلما أدرنا لها الظهر
كأنها تخبرنا أن الهزيمة
ليست في الألم
بل في محاولتنا
دفنه قبل أن نحياه كاملا
النسيان
ليس قرارا
بل قاض متحيز
يحكم بغير إرادتنا
فكلما سعينا إليه
اشتد علينا
وكلما أغمضنا أعيننا
عن الماضي
عاد ليوقظنا
في منتصف الحلم
فلا نحن تخلصنا منه
ولا نحن امتلكنا شجاعة مواجهته
الهزيمة الحقيقية
ليست أن يلاحقنا الماضي
بل أن ننكره
أن ندعي أنه لم يكن
أن نرتدي أقنعة النسيان
ونحن نعلم
أن خلفها ذاكرة
تقاتل حتى الرمق الأخير

وصلت المعلومة اكيد

 

[الاكليل]

أنا الذي لا تسيره الأوامر
ولا تستميله العادة
ولا تأسره التوقعات
أسير حيث أختار
ولو الكل تظاهر
لي باللعان
لا حيث يُريدون لي
أن أكون
لا أبحث عن تصفيق
ولا أهاب العزلة
فالوحدة في حقيقتي
خير من الزحام في زيفي
لست ضد العالم
لكنني لا أنتمي إليه
كما يريد
أنتمي إلى أفكاري وعالمي
إلى رؤيتي
إلى يقيني
الذي صغته بنفسي
لا أحتاج أن يشهد أحد
على وجودي
فأنا الشاهد والمشهود
حين اسير
لا ألتفت كثيرا إلى الخلف
فالحنين سجن والتعلق قيد
وأنا لا أعرف القيود
لا أبحث عن أيدٍ تمسك بي
فخطواتي يقينها في ذاتها
لا في دعم الآخرين لها
وإن تعثرت
فأنا من ينهضني
وإن تهت
فأنا من أجدني
أنا المستقل
لا أرفع راية إلا رايتي
ولا أؤدي دورا لم أكتبه بيدي
إن وقفت وحيدا
فهذا ثمن بسيط
لأكون كما أنا
بلا تزوير بلا اعتذار

نكمل فيما بعد

 

[الاكليل]

كدست ما لا يفنى
حفظت ما لا يضيع
راكمت ما لا يستهلك
ظننت ان الزمن يحفظ الودائع
ان الايام تصون الكنوز
ان الاشياء حين تصان تبقى
ان القلوب حين تعطي تأخذ
ظننت ان الوفاء يربح
وان الانتظار يثمر
وان ما يصبر عليه المرء
لا يخونه لكنه خان
كان عندي رصيد من الوعد
فوجدته افلاسا
كان عندي مخزون من الصبر
فوجدته هباء
كان عندي كنز من الذكرى
فوجدتها حطاما
كان عندي ميثاق من الحب
فوجدته لعنة
كان عندي تاريخ من الحنين
فوجدته قيدا
كان عندي اسمك فوجدته نكرة
الاشياء التي اعتقدتها ثمينة
فقدت ثمنها
الكلمات التي حسبتها ذهبا
صارت ترابا
المشاعر التي خفت عليها
من التبدد تبخرت
العهود التي حسبتها نقشا
على الصخر صارت كالرمال
تقذفها الريح
لم يبق شيء له وزن
لم يبق شيء له قيمة
لم يبق شيء
كنت اظن ان الاحتفاظ بك انتصار
فكان خسارة
كنت اظن ان التمسك بك نجاة
فكان غرقا
كنت اظن ان حبك زاد
فكان عبئا
كنت اظن انك سند
فكنت قشة
كنت اظن ان العمر
حين يستثمر
في احد لا يضيع
فكان الضياع هو الحصاد
انفقت الكثير من الانتظار
فضاعت
هدرت دماء من العطاء
فجفت
رصدت نبضا فلم اجد قلبا
راهنت بروحي
فلم اجد مقابلا
واليوم
انا اقف على رصيف العمر
بيد خاوية
وجيب مثقل بالخسائر
انظر الى ما كنت احسبه ملكا
فاجده غبارا
انظر الى ما كنت ادخره
فاجد ان العالم قد تغير
وان العملة التي احتفظت بها
لم تعد تصلح للزمن الجديد

 

[الاكليل]

انطلقت لعالم أخر
حيث لا تزاحم للكلمات
ولا صراع للملامح
في المرايا
هناك
لا أحتاج إلى أن أفسر نفسي
أو أركض وراء أشياء
لن تعرفني أبدا
هو عالم لا يصمت
لكنه سكون لا يتكلم
هناك حيث أتنفس
وأنا أعرف معنى الصمت
وأعرف كيف أنفصل
عن الجميع
دون أن أترك أحدا خلفي

هل تعتقد أنك هربت
لا
لم أهرب
لكنني ابتعدت
عن كل شيء
حتى أعود إلي
إلى سر سكوني
الذي لا يعرفه أحد
لم تعد رحلتي للبحث
عن شيء
بل عن الأنا
التي سرقت
عن تلك اللحظة
التي كنت فيها
مجرد ظل
تحت أضواء الأخرين
أنا اليوم
لم أعد سجينا
لزمن أو مكان
أنا تلك النغمة
التي لم تعزف بعد
والتي ستسمع فقط
عندما أقرر
أن أعلن عن نفسي
أنت فعلا في مكان آخر
لكن هناك
هل وجدت السلام
قلت له
السلام
أنا لست هنا
من أجل السلام
أنا هنا لأكسر السكون
وأعيد الصوت
الذي دفنته الأيام

 

[الاكليل]

إلى ملهمتي
وسيدة احلامي
حين تزهر الأمنيات
في ممالك القلب
فإنها تفعل ذلك
على استحياء
كأنها
تستأذن عينيك
قبل أن تولد
وكم من أمنية
زارتنا ضاحكة
تخفي خلف ابتسامتها
وجع الأقدار
لقد بدت لي الأمنيات
كطيور
لا تعرف الوهن
تحلق في سماوات الرجاء
وتحط على نوافذ الانتظار
لكنها
يا أميرتي
كثيرا ما تحرق أجنحتها
بشمع الأمل
نرسم لها خرائط
من الكلام
نسقيها من أعذب الوعد
ثم نرتمي
على أرائك الانتظار
علها تهتدي
لكن بعض الأمنيات
إن ماتت
لا تموت وحيدة
تترك في القلب جرحا
لا تجبره الممالك
ولا تسكنه الجيوش
ومع ذلك
أقسم لك
حتى وإن طفأ حلمي
لن يطفأ اشتعالك
في قلبي
فأنت أمنية لا تموت
بل تتجلى

 

[الاكليل]

استعراض القلوب
الخاوية
ذلك العرض الباهت
على مسرح مطفأ
حيث تتمايل الوجوه
بابتسامات مستعارة
وتصفيق الأكف
لأوجاع محنطة
تخفي خلف الوانها
جفاف الشعور
قلوب تمرنت على الادعاء
على الرقص في حفلات الوحدة
والمشاركة
في طقوس اللاحب
كأنها تؤدي دورها بحرفية
ثم تنسحب بصمت
إلى كواليس الانطفاء
هم يلوحون كثيرا
لكن لا أحد يقترب
يتحدثون عن الشغف
كمن يقرأ
وصف النار في كتاب
ولا يشعر بالدفء
ولا الاحتراق
كأنني أفضح الحكاية
التي طالما حاولوا
تغطيتها بالأضواء الكاذبة
أكتب
كأنني أفضح الحكاية
التي طالما حاولوا
تغطيتها
بالأضواء الكاذبة
وها هي الستارة تسدل
لا تصفيق
لا دمعة حقيقية تسيل
فالجمهور
مصنوع من المرايا
يعكس فقط
ما يريدون أن يكون
لا ما كان
وحده الصدق
جلس في المقعد الأخير
صافح الظل بعفوية
وخرج قبل النهاية
لأنه أدرك أن العرض
لم يكن يوما
إلا مشهداعابرا
في مسرح النسيان

 

[الاكليل]

ومع انفصام عالق
بين
القلب والروح
أمشي
كمن فقد خارطته
بين أنقاض ذاته
أتحدث مع الله
بصوت مبحوح
من الداخل
كأنني أطلب شفاء
من جرح لا أراه
ولا ألمسه
لكنه
يأكلني
كل مساء بصمت
اصبحت أستيقظ
بين فجوة
وحزن
شيء لا اسم له
يشبه الغياب
حين يسكن حيا
أنزلق
في هوة لا قرار لها
كأنني أدور
في جسدي
ولا أصل إليه
كل شيء بي منقسم
حتى الضوء
حين يدخل عيني
ينكسر في منتصفه
ولا يصل القلب
فهل ما زلت أنا
أم أني
بقيت نصف شعور
نصف نفس
نصف حياة
تبحث عن
النصف الآخر
الذي ضاع
في داخلي