تواصل معنا

قبل عقود، لم يكن أحد ليجرؤ على مجرد التفكير في سيارات ذاتية القيادة، أما اليوم، فقد أصبحت هذه التكنولوجيا حقيقة ملموسة، بفضل التطورات الهائلة في الذكاء...

البغدادي المخلص

شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2022
المشاركات
30,768
مستوى التفاعل
5,843
الإقامة
العراق - بغداد
مجموع اﻻوسمة
12
مستقبل المركبات ذاتية القيادة.. هل سنصل إلى "المستوى الخامس"؟

القيادة-الذاتية(1).jpg


قبل عقود، لم يكن أحد ليجرؤ على مجرد التفكير في سيارات ذاتية القيادة، أما اليوم، فقد أصبحت هذه التكنولوجيا حقيقة ملموسة، بفضل التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار.



تخيل أن تجلس في مقعد الراكب الذي تتمنى الجلوس به في الظروف العادية، بينما تنقلك سيارتك إلى العمل، أو أن شاحنة ذاتية القيادة تنقل البضائع عبر القارات دون سائق، هذا هو ما نشهده الآن، لكن هناك أسئلة ملحّة: كيف تعمل هذه السيارات؟ وما التحديات التي تواجهها؟ وكيف ستغير عالمنا؟

كيف ستشكل المركبات ذاتية القيادة مستقبل التنقل​

تحسين تجربة النقل بفضل المركبات ذاتية القيادة
تحسين تجربة النقل بفضل المركبات ذاتية القيادة - المصدر: Shutterstock


إذا فكّرنا للحظة في قيمة الوقت الذي نقضيه يوميًا خلف عجلة القيادة، خاصة في المدن المزدحمة، سنجد أننا أمام ساعات طويلة تمضي دون الاستفادة منها، وهنا تبرز السيارات ذاتية القيادة، بوصفها حلًّا يستهدف تحويل هذا الوقت المُهدر إلى وقت منتِج أو ممتع، فتخيل أن تقوم مركبتك بقيادتك فيما تحظى أنت بفرصة للاسترخاء أو إنجاز بعض الأعمال، شيء مذهل أليس كذلك؟ بالتأكيد الجواب: نعم، خصوصًا عندما تعرف أنها:

1. ستُقلل نسبة الحوادث وتحسّن الأمان:​

يتوقع خبراء السلامة المرورية أن تساهم السيارات ذاتية القيادة في تقليل نسبة الحوادث بشكلٍ كبير، فعلى عكس الإنسان، لا تنشغل الآلة باستخدام الهاتف ولا تُصاب بالإرهاق، ما يجعلها تُركز على الطريق وتنفذ الأوامر بشكل ممتاز وثابت، ولأن الأمان في المركبات الذاتية يُمثل أولوية قصوى، تُجهَّز هذه المركبات بأنظمة استشعار ذكية مثل الرادار والكاميرات وأجهزة الاستشعار بالليزر (الليدار LiDAR)، وتتناغم هذه المنظومة بشكل رائع لاستباق المخاطر في جزءٍ من الثانية.

2. تحسين تجربة التنقل عمومًا:​

تُمثل السيارات ذاتية القيادة مستقبل النقل الذكي، لما ستحدثه من نقلة في تجربة الركاب، فبدلًا من التعامل مع الازدحامات المرورية بشيء من التوتر، يمكنك استغلال الوقت الذي يُهدر بهذه اللحظات لإجراء مكالمات عمل أو الاستمتاع بأي شيء آخر تريده، بينما تتولى السيارة مهمة الانتظار المُمل وإخراجك من مأزق الازدحام المروري، وبالمناسبة، تُبرمَج السيارات ذاتية القيادة بطريقة تُمكنها من التحكم بالسرعة وفقًا لتدفق حركة المرور، فلا تقلق من التوقف المفاجئ.

3. مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن:​

من أهم التأثيرات الاجتماعية للسيارات ذاتية القيادة أنها تمنح الاستقلالية لكثير من الفئات، التي لا تقوى على القيادة التقليدية؛ مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقات البصرية أو البدنية، إذ يستطيع هؤلاء التنقّل بسهولة، دون الحاجة للاعتماد الكامل على الآخرين.

4. تقليل الازدحام المروري وتوفير الطاقة والانبعاثات:​

من أشكال تحسين تجربة التنقل التي توفرها السيارات ذاتية القيادة، أنها تستطيع تبادل المعلومات آنيًا حول الازدحامات أو طُرق السير الأفضل، وهذا قد يؤدي إلى توزيع الحركة بطريقة أكثر انسيابية، وبالتبعية تحسين استهلاك الطاقة، فعندما تتحرك السيارة في أفضل الطرق، ينخفض استهلاك الوقود أو الكهرباء فتقل الانبعاثات.

التطورات الحديثة في مجال السيارات الذاتية القيادة​

shutterstock_1019141671.jpg
أنظمة الاستشعار في السيارات ذاتية القيادة - المصدر: Shutterstock


في السيارات التقليدية، معظم التكاليف تكون مُنصبةً على المحركات والهياكل والأشياء الفيزيائية في السيارة نفسها، أما بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة، فإن أهم شيء هو التكنولوجيا، لذا تُنفَق عليها الآن مبالغ طائلة، خاصةً بعد تطور الذكاء الاصطناعي، وفيما يلي أبرز جوانب التطورات الحديثة في صناعة السيارات ذاتية القيادة:

1. التقدم في أنظمة الاستشعار والمراقبة:​

من أبرز المستجدات هي تطوّر حسّاسات السيارات بشكل لافت؛ فالجيل الجديد من مستشعرات الرادار والليدار والكاميرات، بات قادرًا على رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة بالسيارة بدقة عالية، فضلًا عن إمكانية التمييز بين الأجسام المختلفة؛ كالمشاة وراكبي الدراجات والحواجز، إلخ، وهذه الدقة في جمع البيانات هي ما يسمح للمركبة باتخاذ قرارات في جزء من الثانية مع مراعاة السلامة.

2. الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة ML:​

لا يكتمل الحديث عن السيارات ذاتية القيادة دون الإشارة إلى لذكاء الاصطناعي والدور المحوري الذي يلعبه، فبفضل تعلم الآلة Machine Learning (ML) وغيره من المجالات، والتقنية التي تندرج تحت مظلة الذكاء الاصطناعي، تستطيع نُظم القيادة الذاتية تحليل البيانات الضخمة القادمة من المستشعرات، لتحديد أفضل المسارات، وتوقع سلوكيات السائقين الآخرين والمشاة.

3. تعزيز الشراكات بين شركات السيارات والتكنولوجيا:​

أصبحت الشراكات بين شركات تصنيع السيارات التقليدية وشركات التكنولوجيا أمرًا بالغ الأهمية، لدفع عجلة الابتكارات في النقل؛ لذا نرى أسماء مثل General Motors، وFord، وVolvo، وBMW وغيرها، تتعاون بشكل وثيق مع شركات تقنية مثل Waymo (التابعة لشركة Alphabet)، أو مع شركات ناشئة في مجال البرمجة والروبوتات، وهذا التعاون يهدف إلى الدمج بين الخبرة الصناعية في إنتاج المركبات، والخبرة التقنية في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

4. تطور التشريعات والقوانين الداعمة:​

مع انتشار عمليات الاختبار للسيارات ذاتية القيادة، بدأت الحكومات حول العالم بإصدار تشريعات تسمح بإجراء هذه التجارب على الطرق العامة، مع مراعاة الأمان في المركبات الذاتية، وتختلف اللوائح من بلدٍ لآخر، إذ تفرض بعضها وجود سائق احتياطي في السيارة للتدخّل عند الضرورة، فيما تسمح أخرى بتسيير مركبات دون أي سائق بشرط استيفاء شروط الأمان، وتلعب هذه التشريعات دورًا كبيرًا في رسم شكل السوق المستقبلية، ومدى تسارع انتشار المركبات الذاتية القيادة.

مستقبل المركبات ذاتية القيادة​

على الرغم من الزخم الكبير الذي تحظى به المركبات ذاتية القيادة عمومًا، فإن مستقبل النقل الذكي ليس مفروشًا بالورود كما قد يتصور البعض، وهناك عديد من التحديات التقنية والأخلاقية والتشريعية، التي لا بد من مواجهتها أولًا قبل أن نصل إلى المستقبل الذي نحلم به، لكن لحسن الحظ هناك العديد من الابتكارات التي قد تُسرّع من العملية، مثل:

1. المركبات المشتركة و"الروبوتاكسي":​

بدلًا من أن تمتلك سيارة شخصية وتحمل همها وهم صيانتها، تخيل نفسك تفتح تطبيقًا على الهاتف لتُحضر سيارة ذاتية القيادة توصلك لوجهتك، وتُسمى هذه الفكرة بالـ"روبوتاكسي"، وهي الآن موجودة بالفعل في عددٍ من المُدن الأمريكية والصينية مثلًا، ويُمكن استغلال هذه الخدمة مُنفردًا أو بشكل تشاركي لتقل التكلفة على الأفراد.

2. قطاع اللوجستيات والشاحنات الذاتية:​

من المتوقع أن تُحدث الشاحنات ذاتية القيادة ثورة في قطاع الشحن، فالوقت الطويل الذي يقضيه البشر على الطريق قد يقل إلى النصف -وربما أكثر- ومعه يقل الضغط النفسي والإرهاق البشري؛ فيما تستطيع الشاحنات العمل على مدار الساعة لتشحن البضائع وتفرغها بكل سهولة، مما يزيد من كفاءة النقل ويخفض التكلفة.

3. تواصل المركبات مع بعضها:​

واحدة من الابتكارات في مجال النقل الذكي هي قدرة المركبات ذاتية القيادة على التواصل مع بعضها ومع البُنية التحتية، مثل إشارات المرور؛ وهذا يعني أنه إذا رصدت إحدى السيارات حادث مرور أو ازدحام أمامها على سبيل المثال، تستطيع تنبيه السيارات والجهات المرورية الأخرى، ليُعاد توجيه التدفقات المرورية وتفادي الاختناق.

ولكن هل الأمور بهذه السهولة؟​

لسوء الحظ، فإن الجواب هو "لا"، فالمركبات ذاتية القيادة تواجه عديد من التحديات التقنية تحديدًا، مثل:

- سوء الأحوال الجوية، حيث يُعتمد في هذا النوع من المركبات على المستشعرات والكاميرات، لكن في ظل الظروف الجوية السيئة، قد تُحجَب الرؤية أو تحدث مشكلة بالرادار وأنظمة الرصد.

- إذا وقع حادث سير مثلًا -لا قدّر الله- بسيارةٍ ذاتية القيادة، فهنا تتعقد المسألة أيضًا ونكون أمام مُعضلة: هل تتحمل الشركة المُصنعة المسؤولية أم الشركة المطورة للتكنولوجيا أو البرمجيات؟ وهل يقع على الراكب جزءٌ من المسؤولية كونه لم يتدخل في الوقت المناسب؟ وماذا لو كانت السيارة في وضعية تصادم حتمية؟ هل يتم التضحية بالراكب للحفاظ على أكبر عدد من الأرواح (عن طريق التوقف المفاجئ العنيف)؟ أم تستمر في وجهتها وتدهس من تدهس؟ كل هذه -وأكثر- أسئلة علينا إيجاد حلول وتشريعات واضحة لها.

- مع اتصال المركبات بالإنترنت وشبكات الاتصال، يظهر خطر الاختراق الإلكتروني، إذ قد يتربص مُخترق (هاكر) بشخص ما يمتلك سيارة ذاتية القيادة ويؤذيه عن طريق اختراق المركبة.

- وأخيرًا وليس آخرًا؛ التكلفة العالية، فلا زالت المركبات ذاتية القيادة مزودة بتقنيات باهظة الثمن، نتيجةً لارتفاع تكلفة أجهزة الاستشعار والحواسيب المتطورة، وإن كان يُتوقع لهذه المشكلة أن تُحل أو يُحل جزءٌ منها مع الوقت، نظرًا لانخفاض التكلفة والوصول الأوسع للجماهير.

السيارات ذاتية القيادة: كيف ستغير قواعد اللعبة؟​

الاستمتاع بالسيارات ذاتية القيادة
الاستمتاع بالسيارات ذاتية القيادة - المصدر: Shutterstock


لا شك أن انتقالنا من السيارات والمركبات التقليدية إلى المركبات ذاتية القيادة سيغير قواعد العالم الذي نعرفه، إذ ستتأثر المدن والقرى وكل مكان تقريبًا، بحكم أنه لا مكان قابل للعيش على الأرض -تقريبًا- يخلو من السيارات أو المركبات، فماذا نتوقع؟

- ركود سوق السيارات التقليدي:​

قلنا إن انتشار خدمات النقل التشاركي و"الروبوتاكسي" سيقلل رغبة الأشخاص في شراء سيارات خاصة مثلًا، نعم سيحدث ذلك، ولكن سيحتاج الأمر إلى وقت حتى تقل هذه الرغبة بشكلٍ واضح، لا سيما أن أسعار هذه الخدمات مرتفعة في الوقت الحالي لندرتها، وهذا أمرٌ طبيعي، ولكن يُعتَقد أن نصل لهذه المرحلة عاجلًا أم آجلًا، نظرًا لأن السيارات قد لا تُستخدم 90% من الوقت، وسيؤثر هذا الأمر على سوق السيارات لا محالة.

- إعادة تصميم المدن:​

على فرض انخفاض ملكية السيارات وزيادة مُعدل النقل التشاركي، فقد نرى تغييرًا في الطرق العامة والمدن، وربما نرى أعداد إشارات المرور تقل بشكلٍ تدريجي إلى أن تختفي في يومٍ ما، إذ لما نحتاجها إذا كانت السيارات ستتواصل مع بعضها؟ لا شك أننا ما زلنا بعيدين عن هذه المرحلة، لكن الوصول إليها -على الأقل جزئيًا- قد يكون حتميًا مع انتشار هذه المركبات.

- وظائف جديدة:​

الكل بات يعرف أن الذكاء الاصطناعي يتسبب في اندثار الكثير من الوظائف، مثل سائقي التاكسي أو الشاحنات في الحالة التي نتحدث عنها، لكن ما لا يفكر فيه البعض أن نفس الذكاء الاصطناعي هذا قد يفتح الباب على مصراعيه أمام عديد من الوظائف الجديدة، في مجالات مثل تطوير البرمجيات، وصيانة تكنولوجيا القيادة الذاتية، وتحليل البيانات الضخمة Big Data، والأمن السيبراني، وغيرها الكثير، ويُلاحظ هنا أن معظم الوظائف الجديدة التي قد تنشأ هي وظائف تكنولوجية.

- الحفاظ على الكوكب:​

إحقاقًا للحق، يمكن أن تكون المركبات ذاتية القيادة سلاحًا ذا حدين، إذ قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا على البيئة؛ الأمر يعتمد على نوع التكنولوجيا والسياسات التي سيتُطبّق عليها.

ووفقًا لمجلة TIME، فإن هناك أبحاث من وزارة الطاقة الأمريكية DOE، تُشير إلى أن هذه السيارات يُمكن أن تُقلل استهلاك الطاقة في النقل بنسبة 90%، وعلى الجانب الآخر يُمكن أن تزوّده إلى أكثر من 200%، فالأمر معقد وبه الكثير من التفاصيل التي لا مجال لمناقشتها الآن، لكن دعونا ننظر للجانب الإيجابي من الأمر، إلى الآن على الأقل.

ولا ننسى أن السيارات أو المركبات ذاتية القيادة بشكلٍ عام تعد بتعزيز سلامة الطرق، عن طريق تقليل نسبة الخطأ البشري المسؤولة عن جُل الحوادث المرورية وحوادث السيارات عمومًا، ونظرًا لأن هذه السيارات لا تتأثر بالعواطف ولا تُصاب بالإرهاق كما ذكرنا، فقد تنخفض معدلات الحوادث بصورة ملحوظة.

تذكر أيضًا أهمية السيارات ذاتية القيادة في تعزيز تجربة التنقل لمختلف الفئات، بما فيها ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وهذا جانبٌ مهمٌ وإنسانيّ للغاية يجب أن نتذكره دائمًا.

التكنولوجيا وراء المركبات الذاتية القيادة: ما الجديد؟​

سيارة ذاتية القيادة متطورة
سيارة ذاتية القيادة متطورة - المصدر: Shutterstock


لا بد أنك قد استنتجت أن ما يميز المركبات ذاتية القيادة هي التكنولوجيا المستخدمة فيها، وليست القطع الصلبة التي تكونها كما هو الحال في السيارات التقليدية، لكن ما الجديد؟

1. المستشعرات المتطورة:​

منها الكاميرات متعددة الزوايا، التي توفر تغطية بصرية تصل إلى 360 درجة تقريبًا، مما يسمح برصد كل كبيرة وصغيرة على الطريق، وبخلاف الرادار الذي يرسل موجات راديوية مرتدة تساعد على حساب بُعد وسرعة المركبات والأجسام المحيطة، ويعمل حتى في الظروف المناخية الصعبة، فإن هناك تقنية تستطيع استخدام أشعة الليزر لتقييم المسافة بين الأجسام على نطاقٍ واسع، ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة جدًا للبيئة، وهذه التقنية هي الليدار.

2. الذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة:​

تستخدم البرمجيات خوارزميات معقدة للتعرف على أنماط الحركة في المشاة والسيارات الأخرى، وعبر تحليل البيانات السابقة والفورية، تحاول السيارة الذكية التكهّن بما قد يفعله المشاة أو السائقون الآخرون، مثل الانتقال من حارة لأخرى أو التوقف المفاجئ، وبناءً على هذه البيانات، يمكن للسيارات ذاتية القيادة أن تتخذ قرارات مهمة مثل التسارع أو الضغط على الفرامل أو تغيير المسار، وكل هذا في أجزاءٍ من الثانية، ما يضمن الاستجابة الفورية لأي طارئ.

3. البنية التحتية الذكية:​

لا تعمل السيارات ذاتية القيادة بمعزلٍ عن محيطها، وإنما تنسّق مع غيرها من المركبات والبنية التحتية، من خلال تبادل البيانات بشكلٍ فوري، عن طريق البُنى التحتية المتطورة، ويمكن لإشارات المرور أن تبث معلومات حول مدة الإشارات الحمراء أو الخضراء، فتقوم السيارة بحساب وقت التوقف أو الانطلاق، وبفضل تقنيات تحديد الموقع مثل الـGPS وتقنيات رسم الخرائط بدقة عالية HD maps، يمكن للسيارات ذاتية القيادة أن تعي بمكانها بالضبط، وتخطط لمساراتها بدقة استثنائية.

مستويات السيارات ذاتية القيادة​

نود أن نختتم هذا التقرير بالحديث عن شيء مهم للغاية، وهو مستويات السيارات ذاتية القيادة، ففي السابق كانت فكرة هذه السيارات ضربًا من الخيال، لكن اليوم وصلنا لمرحلة متقدمة جدًا.

وهناك منظمة تُسمى SAE International قسّمت مستويات القيادة الذاتية إلى 6 مستويات، من المستوى 0 إلى المستوى 5؛ وكلما زاد المستوى، زاد مستوى "ذكاء السيارة" واعتمادها على نفسها.

- المستوى 0:​

يُشير إلى السيارات التقليدية، حيث يكون السائق هو المتحكم بكل شيء، مع إمكانية وجود بعض التقنيات أو احترازات الأمان البسيطة، مثل فرامل الطوارئ الأوتوماتيكية.

- المستوى 1:​

هنا تستطيع السيارة أن تُساعد السائق إما في السرعة أو التوجيه، وليس كليمهما، وذلك عن طريق نظام تثبيت السرعة Adaptive Cruise Control أو المساعدة في الحفاظ على المسار Lane Assist.

- المستوى 2:​

بدايةً من هذا المستوى، ستلاحظ أن السيارة أصبحت "أذكى" نوعًا ما، حيث تستطيع التحكم في السرعة والتوجيه في الوقت نفسه، لكن تحت ظروفٍ معينة، كما ستحتوي على أنظمة للركن الذاتي Self-Parking، ولكن لا بد أن يكون السائق منتبهًا ومستعدًا للتدخل حال طرأ أي شيء.

- المستوى 3:​

يُطلق على هذا المستوى "الأتمتة المشروطة"، حيث تستطيع السيارة أن تقود نفسها بنفسها وتراقب الطريق، لكن الشخص بداخلها يجب أن يكون منتبهًا أيضًا.

- المستوى 4:​

هنا تستطيع السيارة أن تقود نفسها في أغلب الظروف، ولا تحتاج من السائق إلى أن يتدخل إلا نادرًا، حتى لو طرأت بعض الأمور مثل الطقس السيئ الذي يصل إلى الثلج أو الضباب.

- المستوى 5:​

في هذا المستوى تكون السيارة في قمة الذكاء، حيث تستطيع أن تسير لوحدها بالكامل في أي وقت وتحت أي ظرف؛ ولن تحتاج إلى أي تدخل بشري بأي شكل، لدرجة أنها لا تريد شخصًا بداخلها أساسًا!

وهذا المستوى الأخير هو الذي نطمح إليه؛ والطريق لا يزال طويلًا ومليئًا بالتحديات، سواء على الصعيد التقني أو الصعيد الأخلاقي والقانوني، لكننا نؤمن بقدراتنا وإبداعاتنا، وسنصل إلى هناك في يوم ما.
 

رااشد

الصبر طيب شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2022
المشاركات
59,775
مستوى التفاعل
12,281
مجموع اﻻوسمة
11
مستقبل المركبات ذاتية القيادة.. هل سنصل إلى "المستوى الخامس"؟
البغداادي
طرح جميل
تسلم الايادي
 
Comment

البغدادي المخلص

شهب الغابة المضيئ 💎
عضو مميز
إنضم
6 فبراير 2022
المشاركات
30,768
مستوى التفاعل
5,843
الإقامة
العراق - بغداد
مجموع اﻻوسمة
12
مستقبل المركبات ذاتية القيادة.. هل سنصل إلى "المستوى الخامس"؟
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى