سأسافر عبر الزمن بلا رجوع أو امل

[الاكليل]

هنا
سبع محطات ستكون عبر الزمن
حوار هادئ بعفوية متناهية


المحطة الأولى


وكأن الحروف ستعيد ما كان
وكأن اللغة
تملك أن تملأ الفراغ
لكن
هل يقرأ الغياب
هل
يستجيب الصمت للنداء
لا شيء يضيع فجأة
الأشياء تتأكل بصمت القلوب
تبرد على مهل
والنسيان
لا يهبط دفعة واحدة
بل يتسرب
كما يتسرب الضوء
من بين ستائر مهملة
لا تسألوني عن الظل
بعد أن غابت الشمس
ولا عن الدفء
بعد أن انطفأ الجمر
بعض الأشياء
حين تنكسر
تبقى كما هي
لا يعيدها الحنين
ولا يرممها الرجاء
وكأن الحروف
ستوقظ من نام
وكأن النداء سيكسر صمتا
اخترته بيدي
لكن هل سبق
وسمعتم
صدى
يعيد صوتا رحل
هل رأيتم غريقا
ينجو بمجرد أن يتمنى النجاة
أنتم تحاولون القبض
على ما تبقى
لكن
لا شيء يبقى
حين يقرر الرحيل
لا الصوت يسمع
ولا الطرقات تؤدي
إلى حيث كانت
هناك لحظات
لا تعود
كما
أن بعض الأبواب
لا تفتح مرتين
لا تبحثوا عني
بين الكلمات
فقد تركتها ورائي
كما تركت كل شيء
ليس غيابا فقط
بل إغلاقا كاملا للنوافذ
حتى لا يعبرني الضجيج
حتى لا يعيدني السكون
صمت
أقسى من الصراخ
كما أن بعض الأبواب
لا تغلق برفق
بل تصفَق بعنف
حتى لا تفتح مجددا
لا تتأملوا صوتا لن يأتي
ولا تبحثوا
في السكون
عن صدى مات
منذ زمن
لا شيء يطفو
حين يغرق بالكامل
ولا ظل يبقى
إذا احترق الأصل
كنتِ حلما ذات يوم
ثم صرتِ ماض
لا أريد حتى
أن أتذكر ملامحه


السفرة الجاية
بكرة بعد الحلا
إن شاء الله

 

[الاكليل]

ما السفر عبر الزمن إلا صفعة
على خد الخذلان
ورعشات
على أوتار الهموم
وهم
يرتدي معطف الحقيقة
حتى حوته السموم
يسير بخطى غير مسموعة
في أروقة المستحيل
مستميتا مخيفا
لو افترضنا للحظة
أن العقارب انحنت
تلطفا لإرادتنا
وأن الساعات
لم تعدوا سوى
نوافذ نفتحها
على الماضي والمستقبل
كيف نشاء
أكان لهذا الامتياز وجهان
اتخيل
أن بوسعي
العودة إلى البدايات
إلى اللحظة
التي كانت فيها
قلوبنا صفحة بيضاء
لا خيبات ولا جروح
والسكون فيها
سيد الموقف
أكنا سنستعيد
كتابة القصص
أم سنتوقف هناك
مشدوهين
عاجزين عن تغيير حرف واحد
أكنت انت
ساسحب كلمات نطقتها
أم أنني
سأضل
رغم السفر نفس الشخص
الذي لا يتعلم
إلا بعد أن يفقد
وماذا عن المستقبل
لو قفزت إلى الغد
أكنت ستبتسم ياخالد
لرؤية ما أنت عليه
أم ستهبط
على ركبتيك ندما
أيهما أقسى
أن ترى النهاية
ولا يمكنك تغييرها
أم أن تظل تائها
في الطريق بلا يقين
السكون
يسكن اللحظات
التي نظن فيها
أن لنا سلطة على الزمن
لكنه
ذلك العابر الصامت
لا يحتاج
إلى ضجيج
ليحكم قبضته
إنه يحكم
حتى عندما
نعتقد أننا هربنا
حتى عندما نعود
إلى الوراء
أو نركض نحو الأمام
فإننا في قبضته
في مداره
في دوامته
التي لا ترحم
والعنفوان
يكمن في القبول
أن ترضى بأنك عابر
أن تدرك أن الجروح
لن تمحى
وإن عدت ألف مرة
وأن ما انكسر
لن يعود كما كان
مهما حاول
ولو عاد
فهي معجزة
كحدائق بابل
العنفوان
في أن تحيا
كأنك خالد
وتحب
كأنك ستفنى غدا
وتكتب
كأن كلماتك
هي الأثر الوحيد
الذي سيبقى
بعد أن تنطفئ
كل الساعات
وهل للسفر عبر الزمن
مزايا
ربما
لكن المزية الأعظم
ليست في الذهاب
أو العودة
بل في الجراءة
على العيش هنا
في اللحظة
التي بين يديك
بكل ما فيها
من
سكون وضجيج
من اندفاع وانكسار وحنين
من ندم وأمل
من فقد وحيا
في الختام
سأضل احبها


اشوفكم بكرة
بعد الحلا

 

[روح الوتر]

سفرة مليئة بأدبيات خالدة
من نبض رجلٌ جدير بهكذا سفر
لكن الأمل يرافق مبتغى سفرتك يالحبيب
وكانت محطتك الاولى
غلقتَ كل النوافذ والابواب
بكل هدوء حتى تستقر النفس
وتعانق السماء ..
بعيداً عن تلبدات من لبدها
اخي الغالي الاكليل
لقد شغفني نبض احساسك
استمر في محطات سفراتك وستجدني
ان شاء الله من المتابعين

 

[Nobody]

انت محق
الصدى لا يمكنه اعادة الصوت مجددا
لاكنه يذكرنا بها وهذا امر اكثر قسوة
كما هو الموت قاسي
لاكنه اقل قسوة من استمرار الحياة
لاكن اتعرف ما هو الاقسى من كل هذا
ان تعيش الحياة بل لقطة البطيئة
كل لحضة تمر على العالم انت تحس انها اربع
تعيش السعادة حتى تمل منها
وتعيش الالم مضاعفا
هذا ما ستشعر به عند الرحيل
لانك انت من حمل اتخاذ القرار
ومن يحمل اتخاذ القرارات يتحمل مسؤليتها

 

[الاكليل]

كم انت بعيدة عن الذروة
التي تظنينها
كم انت واهنة في حضرة الطوفان
الذي احمله داخلي
كم انت طفلة تلهو على حافة جحيم
لا تدرك ناره ولا تستوعب سعيره
ما الذي تعرفينه عن العشق
وانت لم تذوبي بعد
وانت لم تضيعي
ولم تفقدي قدرتك على التمييز
بين الحلم واليقظة
بين الوهم والحقيقة
بين الحياة والموت
ما الذي تعرفينه
وانت لم تشعري بعد
ان جسدك ليس لك
وان انفاسك رهينة
وانك كلما حاولت الافلات
سقطت اكثر
وانك كلما تراجعت
اندفعت الي اكثر
وانك كلما ظننت
انك تحكمين قبضتك
وجدت نفسك في قبضتي
انا لا احب
انا احتل
انا لا امنح الامان
انا اترك الارض تهتز تحت قدميك
حتى لا تعرفي كيف الثبات
حتى تنسي كيف الوقوف
حتى يصبح الرجوع مستحيلا
والتقدم قدرا محتوما
هذا مايرونه هم
وما يستنتجونه
ولا يشعرون بما في داخلي
انا الذي اسكن السكون
واحقنه بالقوة
حتى يصير ضجيجا يعربد في صمتك
حتى تهربين من صمتك
الي حتى تبحثين عني
في غيابك اكثر
مما كنت تبحثين في حضورك
انا الذي يستولي على البلاغة
فيعجز البيان امامي
حتى يصبح الشعر نثرا
والخطاب همسا
والصراخ شهقة لا تسمعها الا اذني
هذا ماقيل عني
وانا منه براء
انا الذي يتصاغر امامه الندم
حتى يصبح بلا قيمة
حتى يصير الماضي سرابا
والحاضر قبضة من نار
والمستقبل مجهولا
لا يهمني ولا يهمك
لانك لن تريدي بعدي شيئا
ولن تبحثي بعدي عن شيء
ولن تجدي بعدي ما يستحق ان يعاش
من اجله
انت لم تصلي بعد
انت لم تري بعد
انت ما زلت على مشارف الحريق
تظنين انك احترقت
تظنين انك ذقت النار
لكنك لم تدخلي بعد
الى عمق الجحيم
لم تسقطي في الهاوية
التي لا قاع لها
لم تتركي قلبك
بين يدي حتى اجرده
من كل مقاومة
حتى اجعله ملكا لي وحدي
انت ما زلت تحلمين بالعشق
كقصة هادئة
كدفء يكسو لياليك
لكنك
لا تعرفين انه عندي شيء اخر
انه زلزال يجتثك
من جذورك
انه صاعقة تمزق سماءك
انه لعنة جميلة لن تهربي منها
حتى لو توسلت
حتى لو صرخت حتى لو بكيت
لن يتركك حتى يفنيك
حتى يجعل منك رمادا
لا يملك الا
ان يطير معي حيث اشاء
انا لا احب
كما يحبون
انا لا اغرق كما يغرقون
انا بحر بلا شطآن
نار بلا رماد ليل لا يعرف فجرا
اذا تركتك بحثت عني في كل وجه
في كل ظل
في كل نفس يخرج منك
ستعرفين بعد
ان يتصاغر امامي الندم
اني وحدي من يستولي على كيانك
اني وحدي
من يجعل البلاغة بلا معنى
والكلمات بلا قيمة
ستعرفين ان العشق
الذي كنت تؤمنين به
لم يكن سوى عبث طفل
يحاول ان يرسم النار دون ان يحترق
اما انا
فأرسمها بقلبي بجلدي بنفسي
حتى اصيرها وتصيرني
حتى تنسي كيف كنت قبلي
حتى لا تعودي قادرة
على ان تكوني الا بي

هل وصلت رسالتي عبر الزمن
اتمنى ان ينقطع الإتصال
ولا تصل
لربما اتعاهدها لترتوي من معين قلبي

 

[الاكليل]

كأن روحك تتمدد
خارج الجسد
تلامس الأشياء بحدة
تقترب من الوجوه
حتى ترى التفاصيل
التي لا يراها غيرك
تقرأ العيون
كما لو كانت
كتب مفتوحة
تتعمق في الأصوات
فتسمع ما خلف الكلمات
تشعر بثقل العالم
فوق كتفيك
كأنك تحمل كل المشاعر
دفعة واحدة
الحزن لا يأتي خفيفا
بل يهوي كصخرة
فوق صدرك
الفرح لا يكون عابرا
بل يشتعل كنار
في عروقك
كل شيء مكثف
كل شيء مرهق
كأنك عالق بين نقيضين
لا يرحمان
إما أن تغرق
في بحر من الدموع
أو تحلق في سماء
من النشوة
لا تملك رفاهية التجاهل
لا تستطيع التخفيف
كل إحساس يصل إليك
بصورته الحادة
كأنك تعيش الحياة مضاعفة
كأنك تتذوق الوجع
بلسان الروح
وتتنفس الدهشة
مع كل نفس
لا مهرب لا مفر
سوى أن تحتمل
أن تستمر أن تبقى
رغم كل شيء

 

[الاكليل]

جاذبية اللاشعور
لازالت تحت الترميم

انا لست حرا ولست اسيرا
انا في المنتصف بين الجنة والجحيم
بين الرجاء واليأس
بين النار التي تحرقني
والثلج الذي يجمدني
انا في عين العاصفة
حيث السكون يخفي الدمار
وحيث كل شيء يبدو هادئا
حتى يبدأ بالانهيار
لا انا استطيع ان اطلق سراحك
ولا انا قادر على ان احتجزك
لا انا اكرهك فأرتاح
ولا انا احبك فأستكين
لا انا امضي فأُشفى
ولا انا ابقى فأحيا
لا انا كامل بك
ولا انا ناقص بدونك
ايعقل ان يكون الانسان اسيرا
لما لا وجود له
ايعقل ان يكون العدم
اشد حضورا من الوجود
ان يكون الغياب اقوى
من الحضور
ان يكون الصمت ابلغ
من الضجيج
ان يكون الخلاص
اشد قسوة من الهلاك
كيف اكون بلا قلب
ومع ذلك اشعر
كيف امضي بلا وجهة
ومع ذلك اضيع
كيف انسى واذكر
كيف اغلق الباب
ومع ذلك يفتح
كيف اطفئ النور
ومع ذلك اتوهج
كيف اقتل الشعور
ومع ذلك احترق
انا في معركة
لا رابح فيها
بيني وبين شيء
لا اسم له
بيني وبين ظل يتبعني
بيني وبين ذاكرة
اقسمت ان تمحى
وخيبات تأبى ان تندثر
بيني وبين حنين يتسول البقاء
وفقد يأبى الرحيل
بيني وبين اشلاء من حب
لم يكتمل
واحتضار مشاعر تموت
لكنها لا تفنى
كل ما في داخلي يهدر
ولا صوت
كل ما في قلبي يشتعل
ولا نار
كل ما في روحي يتكسر
ولا حطام
كل ما في عقلي يحترق
ولا رماد
انا في منتصف
حرب لا املك سلاحا
ولا راية
لا اريد ان انتصر
ولا اتحمل الهزيمة
لا انا منك
ولا انا منك براء
لا انا شيء ولا انا لا شيء

 

[الاكليل]

عصابة على روح الذاكرة
يقيم الضجيج بداخلها
وكأنها واجمة
تبالغ في الحضور
لتتسلل بين
قلبي وروحي
فهي حائرة
تغتسل برغم قيودها
من دموعها
حتى حدود التيمم
بصحرائها القاحلة
صعدت إلى قافيتها
واحتست
كل زفرة على ارتال
شجونها الحارقة
تستوعب ولا تستوعب
أنها كانت يوما
عبقرية في العشق
ترسوا على قلبي
في كل سكون
ولا زالت حاسرة
فوز يقتحم كل بحات
خدرها
فهي في قيدها فاترة
وكأني بها تجوب قافيتي
علها تسكن
في نونها الساكنة
أو تستر ريقها
بضاد الحنين
فأنا مع العشق
اعيد لها
كل مشاعرها الصاخبة
أو تتلطف بين عجائب
السمو في ذاتها
لأنها غائرة
يا لصرصرة انفاسها
كيف تهفوا على قلبي
لتبكي بعدها بلا شعور
على مساحات احضاني
فهي جائعة
تحوم النسور حولها
ولن تسكن
فهم يرونها إكسير
لحاجة في نفوسهم
الضارية
سوسنة وزنبقة وفلة
بين العيَون
وبعضهم قد ترهل
بين سطورها
لينساب ريقهم
ولن تتناغم قلوبهم يوما
لأنها من صنع قلبي
فهي الراسية
كم بين نبة الفضول
من فصول
وكم بين قرع القلوب
من حشود
وكم بين إجتماع السحرة
من عقد وخيوط
ولا ارى الا
خشاش مشاعر
تصفر بعد مروري
وكأن حروفي عاتية
عن أي سمو سأحدثك
عن ترجمة انوثتك
كيف تعقد الصفقات
مع قلبي
في الليالي الساكنة
أم عن حكايات شفاهك
يوم ان تاهت بين عيوني
لتحتضن منابت الحصاد
على رجولتي العاتية
أم عن صبغة السكون
في مثلث الموت
بين الواني الداكنة
لا عليك ياصغيرتي
فأنا منسوب عشقي
يطرد كل بلغم
خرج من مشاعرهم
وستظلين في عيوني
ملكة
والكل من حولك
أرقام بالية

 

[الاكليل]

وقف العراب
على رصيف الزمن
يستدين نطف العشق
بعدما اعياه الوهن
خاض الف معركة نزارية
فوافته غفوة في قلبها
حتى سكن
تضلع من ريقها
واقتفى اثرا
كان لها كل الشجن
مسح على ظهر قلبها
بلسانه
حتى اقشعرت حروفها
فأصبحت بلا رسن
هاج فؤادها
وهاج عبيرها
حتى نزلت بأرضه
فهو الوطن
خارت قواه
وخار الليل عليه
ليتزمل حضنها
فهو السكن

 

[الاكليل]

​

واخيرا وليس اخيرا




هل تعلمين
أنك الأصل
والعابرات
لهن ضجيج لعين
ولأنك الأجمل بينهن
فهو التقديس الجميل
كم بين خديك
من وهج
يعيد لي نبض مشاعري
في كل معاركي
وكم بين خصلة وخصلة
تراوحينها
ومنك الأنوثة تستدين
واقعي مختلف تماما
ووقعك يحتاج دوما
إلى براويز
في متاحف الليل
وحولها
يطوف السديم
بين ذاكرتي
وبين زخم الوجد
والليل دوما
هو القاضي والغريم
ياسيدة
نبض جيدها
ونبضت مشاعرها
حتى عقرت
كل مشاعري
بنارها ولا زلت
اعاني لفحها
فهي العرين
لا انفك
من عقدة السرحان
فلست في طور التخدير
أيها المريخ
كم يحلم فيك المغرمون
فأنت الأغنى بينهما
والعيون ترسمك
وتحاول التمعن فيك
لتغزل فيك التراتيل
لازلت خازنا لقلبك
ومستمتعا بسمتك
ولا حائل بيننا
الا وثب يسير


أقف بين زوايا عيناك
ارمم ملحمة
كانت
بين ليلى ونحر قلمي
حتى يرتقي الكمال
هيبة في ثنايا وجدك
نزولا
حتى مفترق الدلال
ووميض دلع
يبهر مراتب
رجولتي
ويعصرني بأحضان ذكري
كانت نزال
َاتناسى
لأكون طفلا وسيما
أو حتى بشعا مستميتا
بلا مواصفات أو كمال
عيرتني بالحياء كثيرا
وعيرتها
بتذويب الكحل
بدمعها عند
كل إشتعال
رفقا بي
فأنا خليط
من الجنون
والضجيج
ولست بقاطع
ينشر فخاخه
بين التلال
ولا اغزل
مع إسمك جارية
ولا ملكة ولا عرافة
تعيد لي توازني
بين الرجال
أنا واقعي معك
له سمو وله دوي
وله افعال
وخزائني فارغة دوما
فقلبك هو الطاغي
ولا ارى غيره
ولا أريد سكونا غيره
ولا إحتلال