مقاومة المسلمين للحملات الصليبية
بدأ المسلمين في مقاومة الزحف الصليبي من أول يوم جاء الصليبين فيه إلى أرض الإسلام من أوروبا, وظهر في فترة الإعصار الصليبي الأول الكثير من المجاهدين الأبرار, وقد وهبه كل منهم حياته في سبيل تحرير بلاد الإسلام من الغزاة الصليبيين, وكان من هؤلاء الرجال الذين لعبوا دور كبير في جهاد الصليبين إيلغازي بن أرتق رحمه الله حاكم منطقة الجزيرة الفراتية وغيرها من مدن العراق وحلب, وقد كان هَمَّ هذا المجاهد أن يحرر مدينة الرها ليقطع خط الإمداد من القسطنطينية للإمارات الصليبية في الشام, وقد حاول هذا المجاهد تحرير المدينة أكثر من مرة.
وفي أواخر سنة 515 هجرية = 1122م أرسل الأمير إيلغازي ابن أخيه حاكم مدينة خَرتبرت المجاهد بَلَّك بن بهرام بجيش لفتح إمارة الرها, واستطاع هذا الأمير المجاهد حصار المدينة لكنه لم ينجح في فتح الرها, ولما فشل في اقتحام السور انصرف بجنوده عن المدينة, فتبعهم حاكم المدينة جوسلين دي كورتناي بفرقة من فرسانه, واستطاع أن يلحق ببلْك ودارت بين الفريقين بعيدًا عن حصون الرها معركة عنيفة, استطاع فيها بلك وأربعمائة فارس من فرسانه أن يبيدوا الجيش الصليبي, بل وأفلحوا في أسر جوسلين نفسه أمير الرها, وكانت هذه المعركة أوائل عام 516 هجرية = 13 سبتمبر 1122م.
لقد كانت هذه المعركة مفاجأة رائعة لم يتوقعها أحدٌ, خاصة أن الفرقة التي كانت بصحبة بلك كانت أضعف بكثير من الجيش الصليبي, ومع سعادة المسلمين بأخبار انتصار بلك وأسر صاحب الرها, إلا أن الأخبار أتت بسرعة بوفاة إيلغازي بن أرتق, وانهارت إمارته الكبرى سريعًا, ودخل الأمراء التركمان في صراع داخلي فيما بينهم.
وعند حدوث هذه التطورات أسرع بلدوين الثاني ملك بيت المقدس - الذي أصبح وَصِيًّا علي الرها, إضافة إلى أنطاكية – لاستغلال الفرصة, وبدأ في مهاجمة حلب, واستولى على البيرة شرق حلب, وسيطر كذلك على بعض المناطق في شمال وجنوب حلب, واستطاع أن يجعل صاحب حلب سليمان بن عبد الجبار أن يدفع له الجزية, ثم تحرك بقواته الجرارة لمواجهة المجاهد العنيد بلك بن بهرام.
وفي صفر سنة 517 هجرية = 18 إبريل 1123م, وأثناء حصار بلك بن بهرام لقلعة من قلاع الصليبيين جاء إليه بلدوين الثاني بجيشه ليقابل جيش بلك ودارت بين الطرفين معركة طاحنة عند موضع يسمي أورش, وكانت المعركة حامية منذ البداية, ورغم قلة قوات بلك أمام الجيش الصليبي الضخم استطاع أن يهزم الصليبيين هزيمة نكراء, بل ويأسر بلدوين الثاني, وهكذا استطاع هذا المجاهد الفذ في غضون سبعة أشهر فقط من أسر أمير الرها, وملك بيت المقدس.
ذاع صيت بلك في العالم الإسلامي وسار اسمه على كل لسان, وأخذ يحارب الصليبيين وأمراء المسلمين المتعاونين معهم, وقد كان بلك يحبس الأسيرين في قلعة حصينة في معقله الأساسي خرتبرت, وانتهز فرصة الضعف الصليبي وانعدم التوازن المفاجئ لغياب أمراء الممالك الصليبية وبدأ في مهاجمة المناطق المحيطة بحلب, واستطاع فعلاً السيطرة على معرة النعمان, ثم اتجه لحصار كفر طاب, وفي هذه الأثناء حدثت مفاجأة مؤسفة أثناء حصار كفر طاب, فقد حدثت مؤامرة نُفذت من قبل سكان منطقة خرتبرت النصارى, واستطاعوا أن يُحَرَّرُوا الأسيرين في لحظة واحدة, في ظل غياب معظم الجيش المسلم.
عاد بلك بن بهرام مسرعًا إلى خرتبرت بعد أن علم بالمؤامرة, وفاجأَ الفرقة التي تصاحب الأميرين الأسيرين, واستطاع أن يُعيد أسر بلدوين الثاني, بينما أفلح صاحب الرها جوسلين في الفرار بعد عام كامل في الأسر.
خشي بلك بن بهرام أن يتكرر الأمر مع بلدوين فنقله إلى قلعة حصينة في مدينة حران؛ ليكون بعيدًا عن المدن ذات الكثافة النصرانية, وبعيدًا أيضًا عن جيوش الصليبية, ثم أعاد نقله بعد ذلك إلى قلعة أشد حصانة في حلب, واستأنف بلك حركة الجهاد ضد الصليبيين, وانتصر عليهم في منْبجِ شمال شرق حلب, وكانت هزيمة نكراء, إلا أنه أصابه فجأة سهمٌ طائش لا يُعرف مصدره, فسقط شهيدًا على أرض المعركة.
لقد حدث ذلك في ربيع الأول 518 هجرية = 6 مايو 1124م ليفقد المسلمون علمًا مهمَا من أعلام الجهاد في هذه المرحلة الصعبة, فلله درك أيها الأمير العظيم, لدولتك خدمت, ولدينك أخلصت, ثم إلى ربك رحلت شهيدًا سعيدًا أيها البطل الصنديد, والمجاهد المغوار
وفي أواخر سنة 515 هجرية = 1122م أرسل الأمير إيلغازي ابن أخيه حاكم مدينة خَرتبرت المجاهد بَلَّك بن بهرام بجيش لفتح إمارة الرها, واستطاع هذا الأمير المجاهد حصار المدينة لكنه لم ينجح في فتح الرها, ولما فشل في اقتحام السور انصرف بجنوده عن المدينة, فتبعهم حاكم المدينة جوسلين دي كورتناي بفرقة من فرسانه, واستطاع أن يلحق ببلْك ودارت بين الفريقين بعيدًا عن حصون الرها معركة عنيفة, استطاع فيها بلك وأربعمائة فارس من فرسانه أن يبيدوا الجيش الصليبي, بل وأفلحوا في أسر جوسلين نفسه أمير الرها, وكانت هذه المعركة أوائل عام 516 هجرية = 13 سبتمبر 1122م.
لقد كانت هذه المعركة مفاجأة رائعة لم يتوقعها أحدٌ, خاصة أن الفرقة التي كانت بصحبة بلك كانت أضعف بكثير من الجيش الصليبي, ومع سعادة المسلمين بأخبار انتصار بلك وأسر صاحب الرها, إلا أن الأخبار أتت بسرعة بوفاة إيلغازي بن أرتق, وانهارت إمارته الكبرى سريعًا, ودخل الأمراء التركمان في صراع داخلي فيما بينهم.
وعند حدوث هذه التطورات أسرع بلدوين الثاني ملك بيت المقدس - الذي أصبح وَصِيًّا علي الرها, إضافة إلى أنطاكية – لاستغلال الفرصة, وبدأ في مهاجمة حلب, واستولى على البيرة شرق حلب, وسيطر كذلك على بعض المناطق في شمال وجنوب حلب, واستطاع أن يجعل صاحب حلب سليمان بن عبد الجبار أن يدفع له الجزية, ثم تحرك بقواته الجرارة لمواجهة المجاهد العنيد بلك بن بهرام.
وفي صفر سنة 517 هجرية = 18 إبريل 1123م, وأثناء حصار بلك بن بهرام لقلعة من قلاع الصليبيين جاء إليه بلدوين الثاني بجيشه ليقابل جيش بلك ودارت بين الطرفين معركة طاحنة عند موضع يسمي أورش, وكانت المعركة حامية منذ البداية, ورغم قلة قوات بلك أمام الجيش الصليبي الضخم استطاع أن يهزم الصليبيين هزيمة نكراء, بل ويأسر بلدوين الثاني, وهكذا استطاع هذا المجاهد الفذ في غضون سبعة أشهر فقط من أسر أمير الرها, وملك بيت المقدس.
ذاع صيت بلك في العالم الإسلامي وسار اسمه على كل لسان, وأخذ يحارب الصليبيين وأمراء المسلمين المتعاونين معهم, وقد كان بلك يحبس الأسيرين في قلعة حصينة في معقله الأساسي خرتبرت, وانتهز فرصة الضعف الصليبي وانعدم التوازن المفاجئ لغياب أمراء الممالك الصليبية وبدأ في مهاجمة المناطق المحيطة بحلب, واستطاع فعلاً السيطرة على معرة النعمان, ثم اتجه لحصار كفر طاب, وفي هذه الأثناء حدثت مفاجأة مؤسفة أثناء حصار كفر طاب, فقد حدثت مؤامرة نُفذت من قبل سكان منطقة خرتبرت النصارى, واستطاعوا أن يُحَرَّرُوا الأسيرين في لحظة واحدة, في ظل غياب معظم الجيش المسلم.
عاد بلك بن بهرام مسرعًا إلى خرتبرت بعد أن علم بالمؤامرة, وفاجأَ الفرقة التي تصاحب الأميرين الأسيرين, واستطاع أن يُعيد أسر بلدوين الثاني, بينما أفلح صاحب الرها جوسلين في الفرار بعد عام كامل في الأسر.
خشي بلك بن بهرام أن يتكرر الأمر مع بلدوين فنقله إلى قلعة حصينة في مدينة حران؛ ليكون بعيدًا عن المدن ذات الكثافة النصرانية, وبعيدًا أيضًا عن جيوش الصليبية, ثم أعاد نقله بعد ذلك إلى قلعة أشد حصانة في حلب, واستأنف بلك حركة الجهاد ضد الصليبيين, وانتصر عليهم في منْبجِ شمال شرق حلب, وكانت هزيمة نكراء, إلا أنه أصابه فجأة سهمٌ طائش لا يُعرف مصدره, فسقط شهيدًا على أرض المعركة.
لقد حدث ذلك في ربيع الأول 518 هجرية = 6 مايو 1124م ليفقد المسلمون علمًا مهمَا من أعلام الجهاد في هذه المرحلة الصعبة, فلله درك أيها الأمير العظيم, لدولتك خدمت, ولدينك أخلصت, ثم إلى ربك رحلت شهيدًا سعيدًا أيها البطل الصنديد, والمجاهد المغوار
اسم الموضوع : مقاومة المسلمين للحملات الصليبية
|
المصدر : قسم الحروب و المعارك