~على عتبات الدهشة~
على عتبات الدهشة..
هناك أشياء لا تُقال، بل تتسلل إليك، تطرق أبواب إحساسك دون استئذان، تُباغتك كما يفعل المطر حين يسقط فجأة على كتفيك في مساءٍ لم تكن تتوقع فيه البلل.
هي لحظاتٌ تُسرق من الزمن، لا تشبه ما قبلها ولا ما بعدها، كأنها تُكتب بلغةٍ لم تُخلق بعد، لكنها تُحسّ. تشعر بها كما تشعرُ بالموسيقى التي تخترقُ أعماقك دون أن تفهم سرّها، كما تشعرُ بالرعشة الأولى حين يلامسُ الحنينُ قلبَك، وكما يخطفك الجمالُ حين تراه بلا مقدمات.
الدهشةُ أن تجدَ نفسك حيثُ لم تتوقع، أن تعبرَ الكلماتُ فيك وكأنها تُعيد ترتيب الفوضى التي لم تُفصح عنها حتى لنفسك. أن يكون للحرفِ نصلٌ ناعمٌ، يجرحُ دون ألم، لكنه يتركُ أثرًا لا يُمحى.
وما أجمل أن يُقرأ النصّ كأنّه فخٌ للحواس، كأنّه بابٌ ينفتحُ على عوالمَ لا نهايةَ لها، يُسحَبُ فيه القارئُ من سطرٍ إلى سطر، من فكرةٍ إلى أخرى، حتى يجد نفسه في آخرِ النصّ وهو يتساءل: أأنا الذي قرأتُ؟ أم أنّ النصّ هو الذي قرأني؟
~~
أيها الأحبة، عندما تُفتح أمامكم أبواب الكلمات، اعبروا من خلالها بقلوبكم قبل أعينكم. هنا حيث لا يقتصر الجمال على الحروف، بل يتداخل مع الروح، يتراقص في الهواء، ويسكن الأعماق. اليوم، ندعوكم لتذوق معاني النصوص كما تتذوقون الحياة، حيث يلتقي العقل بالقلب، ويجد كل منكما ذاته بين السطور.
في هذه اللحظة، نعيش معًا في عالم من الكلمات، نرسم معًا مشهدًا مدهشًا من الجمال. فلا تكتفوا بالتأمل، بل دعوا كلماتكم تخرج معبرة عن أنفسكم، فكل مشاركة منكم هي إضافة لهذه اللوحة الرائعة.
فلنكن معًا على عتبات الدهشة، حيث تتلاقى الأفكار وتبقى الأنفاس معلقة بين السطور.
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : ~على عتبات الدهشة~
|
المصدر : المقهى الادبي