كنت أحلم
حديث الصمت
-
- إنضم
- 25 يونيو 2024
-
- المشاركات
- 4,010
-
- مستوى التفاعل
- 603
- مجموع اﻻوسمة
- 2
"وشوشات المساء"

تتكاثفُ المشاعرُ كهمساتٍ
تتسلّلُ بين ظلالِ اللقاءاتِ
تحتضنُ الصمتَ العميقَ في مساحاتِ المساءِ
وتظلُّ الكلماتُ معلَّقةً تبحثُ عن مستقرٍّ
بينَ الأحاسيسِ المتأرجحةِ على حوافِ الذكريات
في لحظاتِ التيهِ
تصبحُ الهمساتُ شهادةً على الحنينِ
على حزنٍ لا يغيبُ
حتى حينَ يحتجب صاحبُهُ
خلفَ ستائرِ الوقت
/
/
كلُّ مساءٍ
يفتح نافذته على عالمٍ جديد
يرسم روحي بألوانٍ
التي لم تختبرها السماءُ بعد
ويعيد ترتيب ملامحي
قي أغوار لُجّة الصمت العميق
حيث تتوارى الأصواتُ خلف موج الغياب
/
/
أبحثُ عنّي بينَ تفاصيلِ الفوضى
وأطيافِ الليلِ الخافتة
أعيدُ تشكيلَ شعوري
على هيئةِ ظلٍّ
يتلمَّسُ مأوىً لا يُدركُهُ الضوء
وأستمعُ لصمتٍ ينسابُ في الفراغِ
يتركُ أثرَهُ فوقَ السطورِ
كنداءٍ يتلاشى في بعد الزمن والمسافات
/
/
حينَ يهبطُ الدُّجى
تتكاثفُ الأحاسيسُ كغيمةٍ مثقلةٍ
تنثرُ الدمعَ في فضاءِ الصمتِ
كأنَّها تهمسُ لي بأحاديثَ من الماضي
لا تزالُ تحاولُ البقاء
تتسلَّلُ بينَ الأصابعِ كنداءٍ خافت
ثم تمضي، آخرَ ومضةٍ تتركها خيوطُ الغسق
/
/
أحاولُ عبورَ الظلامِ دون أنْ أتركَ أثراً
لكنَّني أعلمُ أنَّ الحزنَ حليفٌ لا يفارقُني
يسيرُ معي في دروب الأيام
ويتركُ بصمتهُ في ملامح الوقتِ
أرسمُ لي طريقاً داخل عتمة السواد
لا يهتدي إليهِ سوى ظلي
وأفتحُ باباً للضحكِ فقط لأثبتَ
أنَّني ما زلتُ هنا
أحاولُ أن أمضي
دون أن يلاحظني الليل
تتبعني أحزاني كهمسةٍ خافتةٍ
حتى حينَ أغيبُ عن ملامحها
/
/
الصمتُ جسرٌ هشٌّ
لكنَّهُ الوحيدُ القادرُ
على حملِ أثقالِ الروحِ
يمتدُّ بين الفراغِ والحنين
يخبو تحت سكون العتمة
يحملُ فوقَ سطحِه
أنينَ الذكرياتِ العالقة
ويهتزُّ بصدى الأحلامِ التي لم تكتمل
كلُّ من عبرَهُ
تركَ خلفَهُ بعضًا منهُ
وبعضًا من الوقتِ الذي تلاشى
كأنه أثرٌ لا يعود
يتمدد بين المسافات
التي تركناها وراء ظهورنا
/
/
أغمضُ عينيَّ عن الماضي
أولي وجهي شطرَ الأمسِ
أطوفُ حولَ ظلالي
حتى أستطيعَ أنْ أغفرَ لنفسي قليلاً
وأواسي روحي بينَ الضحكاتِ المتعبةِ
أراقبُ الحزنَ وهو يقتربُ
في خطواتٍ ثابتةٍ تهمسُ باليقين
كأنَّهُ يعلمُ أنَّني لن أنقضَ عهدًا
أبرمناهُ في صمتِ الوقت الهامس
/
/
أختبيء عن الليلِ
فيتشكّلُ من جديدٍ
حينَ يدركُ الحزنُ أقصى مداهُ
أحضرُ لأشهدَ احتفالَ روحي بالشظايا
تشتعلَ المساءاتُ
لكنها تبقى لا تشبهُ بعضَها
"كما ألتقيكِ"
دون أن نلتقي حقًا
وكأنَّ الكلماتَ تُعلَّقُ بيننا
والليالي تصغي لصمتٍ يشهدُ
أنَّنا لمْ نجتمعْ يوماً
رغمَ اللقاءاتِ التي تكررت
دون أن تجمعنا حقًا
/
/
في سكون الظلال
تتلاشى الهمساتُ بينَ المسافاتِ الخافتة
كأنها أثرٌ ضائعٌ في زوايا الضوء
تمضي دونَ أن تتركَ صدىً
وأبقى وحدي أستجلي بقاياها
أتحسّس الفراغَ الذي خلفته
كأنني أبحث عن صوتي في صمتٍ
لا يردّ النداء، ولا يعترف بغيابي
/
/
يمتدّ الصمت
بيني وبين الوقتِ المتخفي
يتسلّلُ بين ثنايا الروحِ
يراقبُ الأسرارَ يحفظها
و ينثرُها فوق السطور
يفصح عنها بتقفي
ملامحِ الأثرِ المفقود
كنت أحلم
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : "وشوشات المساء"
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء