الكتابة عندي ليست مجرد تفريغ لما يحزن قلبي أو ما تكتمه الروح من أوجاع، أبدًا لا...
فأنا لا أكتب لأنجو أو لأهرب من قساوة الزمن،
أنا أكتب لأني أعشق الكتابة، متيمة بها،
أغمرها كلماتي في بحر حبي وإحساسي العميق.
فكل ما أكتبه بمثابة كنز غالٍ لدي،
بل هي عندي أغلى من كنوز الدنيا كلها،
أغار عليها كما يغار المحب على حبيبته.
الكتابة عندي شيء عظيم لا يجب العبث أو اللهو به، فهي ثمينة جدًا،
هي رسالة هادفة ومسؤولية كبيرة على عاتق الكاتب،
هي صورة واضحة لمرآة الحقيقة المخدوشة،
هي صوت ينطق بالحق في جمعٍ من الأصوات المتخاذلة.
فالكاتب لا يجب أن يكون أصمّ عن الحقيقة مهما كانت قاسية،
وأن لا يكون متخاذلًا ولا محايدًا حين يرى الظلم،
بل يجب أن يكتبه، فهو صوتٌ للحق.
يجب ألّا يقف الكاتب بصمتٍ حين يناديه الوطن،
بل ينقل معاناته وآلامه ويكتبها نبضاتِ حزنٍ على الورق.
أيها الكاتب، أنت أساس النهضة وبداية التغيير للأفضل،
على نور فكرك يَهتدي المتسائلون،
وعلى أثر خطواتك يخطو التائهون في صحراء الجهل،
فتوزّع زهور الوعي والفكر بين الناس ببسمةٍ يغمرها الحنان.
أنت تشبه الشمس، تشرق لتضيء العالم علمًا وفكرًا،
وتغمر دفء كلماتك قلوبنا فتضيئها معرفةً وأملًا.
هكذا هي الكتابة بالنسبة لعاشقة الكتابة...

جميلةٌ أنتِ حين تكتبين بهذا الصفاء،
وكأن الحرف في يديكِ يزهر صدقًا وطمأنينة.
تشبهين النور الذي لا يسعى لأن يُرى،
بل يكفيه أن يُضيء.
استمري يا رقيقة،
فكل ما يخرج من قلبٍ نقيّ يصل،
وستبقى كتاباتك مساحة راحةٍ
لمن يبحث عن الجمال الهادئ بين السطور