المرأة المعقدة
كاسيوبيا_
من البداية أقول ليس هناك إمرأة معقدة
هناك إمرأة صفعتها الحياة صفعات مدوية
فأصبح من تحب عدو ومن تكره ربما صديق
لا توجد إمرأة بلا عقد كلنا معقدات لكن متى وكيف
بدأت ظهور العقد هناك الكثير من الفروع والنقاشات
الحوارات التي لا أريد خوضها لأنها ليست ضمن النقاش
لهذا أكتفي بالتركيز على نقطة وحيدة
من هنا أقول المرأة لا تستحق أن تدان
فهي ضحية رجل أناني أنسلخ عن المبادئ
فجعلها في غمرة من الظلام تتخبط ما بين الأوهام تسكن
وربما ضحية مجتمع شرقي قاسي
علمها أن كل من يقترب عدو وأنها حارسة الحدود
وربما أنها أعطت بسخاء فقُبل سخاءها بإجحاد
حتى تقوقعت على نفسها وأصبحت صعبة الميراس
تنبت بعزم الظنون فتضع الحدود وتلطخ من يقترب منها
ببعض ما أُلبست بهفي وقت كانت ضعيفة هي الأن
أمراة تثير الأسئلة من تعمق بها أنهكت روحه ليس لأنها
تريد ذلك بل لأنها تشوهت في وقت كانت في أوج تفتحها
تأتي الإجابة ناقصة لسؤالك
لا أحد عندما أقول لأحد فأنا أعني ذلك
لن يقدر أنسان أن يبحر في لظلمات براكينها
دون أن ينُهك فلا تنسى أخي أنها كانت صافية
مضيئة واضحة أما الأن هي موج من صفات كالمتاهة
من أرادها بصدق سيتحمل كل الصعاب لكي يعيدها
سيرتها الأولى فالحب يكون مصححاً لكل ما فات
وبالختام أقول المرأة المعقدة هي بخيال الرجل
هناك مرأة عميقة غامضة أنما لا توجد مرأة معقدة
هي فقط تحمل إنتواءات وإحتمالات لا يفقهها الرجال
وسلامتك
أحببت النقاش تحياتي![]()
ليس في لغتي ميلٌ إلى التأنيب ولا انحناءةٌ في المقام.
لكنّي حين أقرأك، أستشعر قصيدةً تمشي حافيةً على ركام التصورات.
تقولين: لا توجد امرأة معقدة.
وأقول: بل توجد. لكنها ليست تلك التي شوهها رجل، ولا التي كبّلتها المجتمعات فانسحبت، بل هي التي ما زالت تلوك الأسئلة في فمٍ نصفه حكمة ونصفه شكّ.
من قالت إن التعقيد حكر على أنثى تُركت في المنتصف؟
وهل تُختصر تجاعيد الروح في رجل؟
بل ربما كانت المرأة نفسها من بنَت متاهتها حجراً حجراً، لا لتختبئ، بل لتختبر من يدخل.
ثم قلتِ:
“هي موجٌ من صفات كالمتاهة… لا أحد يقدر أن يبحر فيها دون أن يُنهك.”
وهنا يا غجرية المجرة، أختلف.
فمن لا يقدر أن يبحر، لا يعني أن البحر معقّد… بل أنه هو من لا يُجيد السباحة.
وكم من رجلٍ أبحر فنجا، وكم من امرأةٍ بَنَتْ الغموض ثم بكت إن لم يُفكّ شفرتها أحد.
في رأيكِ، المرأة المعقدة مجرد خرافة رجالية.
وفي رؤيتي، المرأة المعقدة موجودة، لا لتُدان، بل لتُفهم إن شاءت، أو تُترك إن أغلقت أبوابها.
لكن تذكّري…
المرأة التي تُلبس كل عقدها رجلاً، إنما تتنازل عن مفاتيح ذاتها له، وتبني لنفسها قفصًا من تبريرٍ وتلويحٍ بالخذلان.
أنا لست هنا لأحسم جولة… ولا لأغنّي مع من تصفق للجوقة.
أنا فقط أنحاز للفكرة حيثما بدت نقيّة، وأعرف جيدًا كيف أُعيد الصهيل إلى سكته حين ينحرف نحو الزينة
وأخيرًا…
أشكر لكِ هذا الحضور الذي أضاف للنقاش طيفًا مختلفًا، ولفكرتي نُضجًا لم أرفضه قط.
أن تحبّي الحوار، فذاك ما يليق بغجرية المجرة؛ المرأة التي لا تُلقي بحرفها إلا وقد خبّأت فيه جمر الليل، وصوت الغياب، وحدس البُعد الثالث.
لكن…
في ساحة مثل هذه، لا يكفي أن نُشعل المجرة، بل لا بد من من يُحسن ترويض الفراغ بين المجرّات.
ومن كانت أنتِ، الغجرية المُحلّقة،
فأنا من يشدّ لجام الفكرة حين تجنح،
ويمشي بالمعنى كما تمشي ملكة الأسطبل…
لا تتبع الوميض، بل تصنع الأثر.
كل ما هنا لا يُقاس بالضجيج، بل بأثر الحوافر حين تخطّ على الرمل معاني لا تُمحى.
فدمتِ بحرفكِ…
ودمتُ حيث المعاني تحتاج فارسًا لا يترجّل حين تشتد اللغة
