الإكليل*
سادن للسكون
-
- إنضم
- 9 أغسطس 2022
-
- المشاركات
- 21,884
-
- مستوى التفاعل
- 15,620
الزمن الجميل مع عروس البحر الأحمر
الخاطرة بالصور وهي متواضعة جدا
هي مو خاطرة هرج وسوالف وبساطة









الليلة في الحارة مو زي كل ليلة
الهوى فيه ريحة الكادي والعنبر
ريحة شي يفحفح
جايا من بيت أم ناصر
بتسوي منتو على طريقتها
تحط عليه بهارات ما ينباع
بهاراتها دمعتها
وهي تعجن
وصوتها وهي تدعي للغايبين
من بعيد
صوت عمو حمزة يعلو
يغني بصوته المبحوح
حبيبي يا ساكن في الدرج
مرك الهوى ولا لفيت
والدنيا تردد وراه
حتى الحيطان
اللي ما فيها سكان
تصفق
حتى بيوت الحمام ترقص بريشها
حتى البلكونات اللي سكتت سنين
تنفتح شويه
وتتنهد
يمر العمدة من عند السوق
ويسأل أبو علي
هاه
ما فيه جديد اليوم
يضحك أبو علي
ويقول
جديدنا حنين
والقديم هو أحلى جديد
الصباح اللي بعده
تفتح جدة عيونها على ضحكة سلمي
بنت صغيرة
لسه ما عرفت من الحياة شي
بس تعرف إن الحياة
تطلع من بقالة عم مرزوق
يوم يديها لنقطة ملفوفة
ويوم حلاوه لدوو
بورق بني
وتقول له
الله يديك العافية
ويقولها
العافية في دعوة أمك
وفي خجل البنات لما يضحكوا
وفي البيوت اللي لسه
تحط قدام بابها قهوة وشاهي
للضيوف
حتى لو ما جا أحد
في الزاوية التانية
خالة فتو
تلم العيال
تقول لهم
اجمعوا أغراض المزمار
البلدية جاية
واحنا ما خلصنا فرحتنا
ويهربوا الطبول
ويخبوا صوتهم
بس ضحكتهم تطلع
ما تعرف تختبي
لأن جدة ما تعرف تختبي
تعرف تفرح
وتحب
وتغني
وتعجن الذكرى بيدينها
وتقدمها في صحن كبير
تقولك
تفضل
هذا ماضينا
كله لك
كله حب
وفي جدة يمشي الحنين
في دروب
ضيقة بين الجدران
ما تقول الا تعال في زقاق
يحن لصوت المزمار
ولضحكة خالة فتو
من شباكها المفتوح
و خالة معتوقه تصيح قوموا
يا نايمين الحارة
ما تنام هيا
وريحة مرقة الحوت
تشق جدار الجوع
وقلبها مثل الطبخ دايم يغلي حنان
بياع القماش يلف البوكشه
على ظهره ينادي يا ساتر يا لطيف
والحريم يفتحوا البيبان ويشتروا منه
في المركاز يجلس عمو حمزة
يتقهوى بشاي الحليب
والدخان يملأ الفضاء
بسيرة قديمة عن السليق والعصيدة
والزواجات البسيطة
وعن الحبحب لما كان نادر
وعن البيبان اللي تفتح
من غير ما أحد يطرق
وحوش عيال الحارة مسرح تراب
وضحك وصراخ وسوالف
عن من أسرع من الهوا
ومن أذكى في الغميضة
واذا خسر يرجع يقول المره الجاية
أنا البطل
وفي ركن المدرسة الزمزميات ترن والشنط مخروقة
يا جدة يا أم الحنين
يا دفء الأزقة يوم الدنيا كانت بسيطة
والقلوب عامرة
والجار ينادي جاره من فوق السطح
يا أبو أحمد
تبغى شي من السوق والعيال يركضوا بين الحواري بأقدام حافية وقلوب طيبة
لا تلفونات ولا بيوت مقفلة على بعضها
كانت البيبان مفتوحة والنية بعد مفتوحة
في البلد
يمشي بك الزمن على مهل كأنك في حضن جدة كبيرة
تحكيلك على بيت نصيف وباعشن
والمتبولي
وعلى ليلة عرس
كانت الحارة كلها فيها ترقص
تنزل سوق الندى
تلقى العطارين
روائح الهيل والقرنفل تسبقك
وتسمع صوت خشخشة الريال الفضة
في يد البائع
تقول له
كم
يرد وهو مبتسم
لك خصم
إنت ولد فلان صح
اه ع سوق العلوي
هذا مو سوق
هذا متحف ما ينقفل
محلات البهارات والجلابيات المطرّزة
والحنة اللي ريحتها فايحة
وعلب الحلا القديمة
جنبها ألعاب كنا نشتريها بريالين ونحس نفسنا ملوك
تمشي هناك تسمع حكايات مو من ناس
من الجدران نفسها
كل حيطان السوق فيها ذكرى
وكل زاوية فيها اه
وحي الشام
آه يا حي الشام
يوم الشمس تنزل تتهدل الستائر الخضراء
من الرويشان وتطلع نسمات زي الحنين
العيلة تجتمع
صوت المهباج يدق والبخور طالع من المجلى وجلسة الشاي ما تنحط إلا ومعاها سيرة الأهل
يضحك الجد ويقول
كنا هناك
وجينا هنا
بس ما نسينا الأصل
وحي اليمن
كانه قطعة من صنعاء
معلقة في قلب جدة
الناس فيه طيبين كأنهم مخلوقين
من قهوة وحب
والصبح يبدأ بأذان من مسجد الشافعي
وصوت المخبز ينادي
خبز تنور يا الله
والحريم في شرفات البيوت
يسكبوا موية من فوق
ويغسلوا قلب الحارة
مو بس بلاطها
حي المظلوم
الله على حي المظلوم،
فيه الحكايات تتخزن في الزوايا
كأن كل حجر فيه دمعة
وكل شباك فيه نظرة
والمسجد اللي في نص الحي
تحس إنك إذا صليت فيه تنغسل روحك
مو بس ذنوبك
وفي الليل
السكون هناك ما هو خوف هو احترام للذكريات
وحي البحر
هذا للقلوب اللي تعشق المدى
فيه الصيادين
والعيال اللي يلاحقوا السرطان على الصخور والمويه اللي تضرب الرصيف كأنها تقول
لسه الحياة مستمرة
والشمس هناك تغيب بشياكة
تنزل بهدوء
وتسحب معها تعب يوم كامل
أما العمارية
فهي الحارة اللي ما يعرفها إلا أهلها
زقاق صغير بس فيه كل جدة
فيه الكبار اللي قاعدين على كراسيهم البلاستيكية
بيدخنوا ويهرجوا عن أيام أول
وفيه الأطفال اللي ما يعرفوا اسمك
بس يسلموا عليك كل يوم
جدة القديمة ما تموت ولا تنسى أحد
هي اللي تحفظ اسمك
حتى لو غبت سنين
ترجع تلقى مكانك محفوظ
تشوف لك
روشان قديم
وتحلف إنك كنت واقف تحته في يوم
تستنى أحد يناديلك
تدخل من زقاق وتشم ريحة الكبدة
تقول
هذا بيت أم صالح
تمر من دكان وتسمع صوت العود
من بعيد
تقول
هذا صوت عم حسن
الله يرحمه
جدة ما تناديك باسمك تناديك بذكرياتك
تناديك بـ هاه
تذكرتني
وتخليك تبتسم
وترد
كيف أنسى
وإنتي أول فرحة
وآخر حنين
كتبت ببساطة
بالعامية
واختصرت كثير مفردات
وانا اعتذر عن الإطالة
ولي مو فاهم كلمة
يقول نترجمها له
وهذه سلمي لمن صارت عروسة

هي مو خاطرة هرج وسوالف وبساطة









الليلة في الحارة مو زي كل ليلة
الهوى فيه ريحة الكادي والعنبر
ريحة شي يفحفح
جايا من بيت أم ناصر
بتسوي منتو على طريقتها
تحط عليه بهارات ما ينباع
بهاراتها دمعتها
وهي تعجن
وصوتها وهي تدعي للغايبين
من بعيد
صوت عمو حمزة يعلو
يغني بصوته المبحوح
حبيبي يا ساكن في الدرج
مرك الهوى ولا لفيت
والدنيا تردد وراه
حتى الحيطان
اللي ما فيها سكان
تصفق
حتى بيوت الحمام ترقص بريشها
حتى البلكونات اللي سكتت سنين
تنفتح شويه
وتتنهد
يمر العمدة من عند السوق
ويسأل أبو علي
هاه
ما فيه جديد اليوم
يضحك أبو علي
ويقول
جديدنا حنين
والقديم هو أحلى جديد
الصباح اللي بعده
تفتح جدة عيونها على ضحكة سلمي
بنت صغيرة
لسه ما عرفت من الحياة شي
بس تعرف إن الحياة
تطلع من بقالة عم مرزوق
يوم يديها لنقطة ملفوفة
ويوم حلاوه لدوو
بورق بني
وتقول له
الله يديك العافية
ويقولها
العافية في دعوة أمك
وفي خجل البنات لما يضحكوا
وفي البيوت اللي لسه
تحط قدام بابها قهوة وشاهي
للضيوف
حتى لو ما جا أحد
في الزاوية التانية
خالة فتو
تلم العيال
تقول لهم
اجمعوا أغراض المزمار
البلدية جاية
واحنا ما خلصنا فرحتنا
ويهربوا الطبول
ويخبوا صوتهم
بس ضحكتهم تطلع
ما تعرف تختبي
لأن جدة ما تعرف تختبي
تعرف تفرح
وتحب
وتغني
وتعجن الذكرى بيدينها
وتقدمها في صحن كبير
تقولك
تفضل
هذا ماضينا
كله لك
كله حب
وفي جدة يمشي الحنين
في دروب
ضيقة بين الجدران
ما تقول الا تعال في زقاق
يحن لصوت المزمار
ولضحكة خالة فتو
من شباكها المفتوح
و خالة معتوقه تصيح قوموا
يا نايمين الحارة
ما تنام هيا
وريحة مرقة الحوت
تشق جدار الجوع
وقلبها مثل الطبخ دايم يغلي حنان
بياع القماش يلف البوكشه
على ظهره ينادي يا ساتر يا لطيف
والحريم يفتحوا البيبان ويشتروا منه
في المركاز يجلس عمو حمزة
يتقهوى بشاي الحليب
والدخان يملأ الفضاء
بسيرة قديمة عن السليق والعصيدة
والزواجات البسيطة
وعن الحبحب لما كان نادر
وعن البيبان اللي تفتح
من غير ما أحد يطرق
وحوش عيال الحارة مسرح تراب
وضحك وصراخ وسوالف
عن من أسرع من الهوا
ومن أذكى في الغميضة
واذا خسر يرجع يقول المره الجاية
أنا البطل
وفي ركن المدرسة الزمزميات ترن والشنط مخروقة
يا جدة يا أم الحنين
يا دفء الأزقة يوم الدنيا كانت بسيطة
والقلوب عامرة
والجار ينادي جاره من فوق السطح
يا أبو أحمد
تبغى شي من السوق والعيال يركضوا بين الحواري بأقدام حافية وقلوب طيبة
لا تلفونات ولا بيوت مقفلة على بعضها
كانت البيبان مفتوحة والنية بعد مفتوحة
في البلد
يمشي بك الزمن على مهل كأنك في حضن جدة كبيرة
تحكيلك على بيت نصيف وباعشن
والمتبولي
وعلى ليلة عرس
كانت الحارة كلها فيها ترقص
تنزل سوق الندى
تلقى العطارين
روائح الهيل والقرنفل تسبقك
وتسمع صوت خشخشة الريال الفضة
في يد البائع
تقول له
كم
يرد وهو مبتسم
لك خصم
إنت ولد فلان صح
اه ع سوق العلوي
هذا مو سوق
هذا متحف ما ينقفل
محلات البهارات والجلابيات المطرّزة
والحنة اللي ريحتها فايحة
وعلب الحلا القديمة
جنبها ألعاب كنا نشتريها بريالين ونحس نفسنا ملوك
تمشي هناك تسمع حكايات مو من ناس
من الجدران نفسها
كل حيطان السوق فيها ذكرى
وكل زاوية فيها اه
وحي الشام
آه يا حي الشام
يوم الشمس تنزل تتهدل الستائر الخضراء
من الرويشان وتطلع نسمات زي الحنين
العيلة تجتمع
صوت المهباج يدق والبخور طالع من المجلى وجلسة الشاي ما تنحط إلا ومعاها سيرة الأهل
يضحك الجد ويقول
كنا هناك
وجينا هنا
بس ما نسينا الأصل
وحي اليمن
كانه قطعة من صنعاء
معلقة في قلب جدة
الناس فيه طيبين كأنهم مخلوقين
من قهوة وحب
والصبح يبدأ بأذان من مسجد الشافعي
وصوت المخبز ينادي
خبز تنور يا الله
والحريم في شرفات البيوت
يسكبوا موية من فوق
ويغسلوا قلب الحارة
مو بس بلاطها
حي المظلوم
الله على حي المظلوم،
فيه الحكايات تتخزن في الزوايا
كأن كل حجر فيه دمعة
وكل شباك فيه نظرة
والمسجد اللي في نص الحي
تحس إنك إذا صليت فيه تنغسل روحك
مو بس ذنوبك
وفي الليل
السكون هناك ما هو خوف هو احترام للذكريات
وحي البحر
هذا للقلوب اللي تعشق المدى
فيه الصيادين
والعيال اللي يلاحقوا السرطان على الصخور والمويه اللي تضرب الرصيف كأنها تقول
لسه الحياة مستمرة
والشمس هناك تغيب بشياكة
تنزل بهدوء
وتسحب معها تعب يوم كامل
أما العمارية
فهي الحارة اللي ما يعرفها إلا أهلها
زقاق صغير بس فيه كل جدة
فيه الكبار اللي قاعدين على كراسيهم البلاستيكية
بيدخنوا ويهرجوا عن أيام أول
وفيه الأطفال اللي ما يعرفوا اسمك
بس يسلموا عليك كل يوم
جدة القديمة ما تموت ولا تنسى أحد
هي اللي تحفظ اسمك
حتى لو غبت سنين
ترجع تلقى مكانك محفوظ
تشوف لك
روشان قديم
وتحلف إنك كنت واقف تحته في يوم
تستنى أحد يناديلك
تدخل من زقاق وتشم ريحة الكبدة
تقول
هذا بيت أم صالح
تمر من دكان وتسمع صوت العود
من بعيد
تقول
هذا صوت عم حسن
الله يرحمه
جدة ما تناديك باسمك تناديك بذكرياتك
تناديك بـ هاه
تذكرتني
وتخليك تبتسم
وترد
كيف أنسى
وإنتي أول فرحة
وآخر حنين
كتبت ببساطة

بالعامية
واختصرت كثير مفردات
وانا اعتذر عن الإطالة
ولي مو فاهم كلمة
يقول نترجمها له

وهذه سلمي لمن صارت عروسة



التعديل الأخير:
اسم الموضوع : الزمن الجميل مع عروس البحر الأحمر
|
المصدر : قصص من ابداع الاعضاء