-
- إنضم
- 5 يونيو 2022
-
- المشاركات
- 89,794
-
- مستوى التفاعل
- 15,711
- مجموع اﻻوسمة
- 13
تحريم النذر لغير الله تعالى
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ
فَإِنَّ الله يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270]
ووجه الدلالة من الآية أن الله تعالى قرن النذر بالنفقات
التي هي قُربٌ وطاعات لا تكون إلى الله تعالى، ومن صرف شيئًا
منها لغيره، فقد أشرك،
ولذا قال تعالى: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾، وأظلم الظلم
على الإطلاق، الشرك بالله تبارك وتعالى، كما سبق ذلك موضحًا
في (باب تحريم الشرك بالله تعالى)[1]، والله أعلم.
وقال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي
مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35].
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/ 33): قوله: ﴿ مُحَرَرًا ﴾؛
أي: خالصًا مفرغًا للعبادة، ولخدمة بيت المقدس؛
اهـ؛ قال العلامة الشوكاني في «تفسيره» (1/ 457):
وكان هذا النذر جائز في شريعتهم؛ اهـ.
ووجه الدلالة من الآية قول امرأة عمران عليها السلام:
﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ﴾، فأفردت نذرها لله،
وأخلصته له وحده لا شريك له.
وقال الله تعالى مخبرًا عن قول عيسى عليه السلام لأمه:
﴿ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا
فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم:26].
والشاهد من الآية ظاهرٌ وواضح من قوله لها:
﴿ فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ﴾، فخصتِ اللهُ تبارك
وتعالى بنذرها[2]، والله أعلم.
ولهذا الباب تتمةٌ آتيةٌ في فصولٍ تاليةٍ ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[1] وإلى هذا أشار العلامة ابن باز في "شرح كتاب التوحيد» (ص160).
[2] قال الحافظ ابن كثير: في «تفسيره» (5/ 225): والمراد: أنهم كانوا إذا صاموا في شريعتهم، يحرم عليهم الطعام والكلام، نص على ذلك السدي، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد؛ اهـ.
قلت: وأمَّا في شرعنا، فروى ابن عباس رضي الله عنهما
قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم،
فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد،
ولا يستظل، ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي ص:
(مُره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه)؛
رواه البخاري برقم (6326)، والله أعلم.
م ن
فَإِنَّ الله يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270]
ووجه الدلالة من الآية أن الله تعالى قرن النذر بالنفقات
التي هي قُربٌ وطاعات لا تكون إلى الله تعالى، ومن صرف شيئًا
منها لغيره، فقد أشرك،
ولذا قال تعالى: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾، وأظلم الظلم
على الإطلاق، الشرك بالله تبارك وتعالى، كما سبق ذلك موضحًا
في (باب تحريم الشرك بالله تعالى)[1]، والله أعلم.
وقال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي
مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35].
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/ 33): قوله: ﴿ مُحَرَرًا ﴾؛
أي: خالصًا مفرغًا للعبادة، ولخدمة بيت المقدس؛
اهـ؛ قال العلامة الشوكاني في «تفسيره» (1/ 457):
وكان هذا النذر جائز في شريعتهم؛ اهـ.
ووجه الدلالة من الآية قول امرأة عمران عليها السلام:
﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ﴾، فأفردت نذرها لله،
وأخلصته له وحده لا شريك له.
وقال الله تعالى مخبرًا عن قول عيسى عليه السلام لأمه:
﴿ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا
فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم:26].
والشاهد من الآية ظاهرٌ وواضح من قوله لها:
﴿ فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ﴾، فخصتِ اللهُ تبارك
وتعالى بنذرها[2]، والله أعلم.
ولهذا الباب تتمةٌ آتيةٌ في فصولٍ تاليةٍ ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[1] وإلى هذا أشار العلامة ابن باز في "شرح كتاب التوحيد» (ص160).
[2] قال الحافظ ابن كثير: في «تفسيره» (5/ 225): والمراد: أنهم كانوا إذا صاموا في شريعتهم، يحرم عليهم الطعام والكلام، نص على ذلك السدي، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد؛ اهـ.
قلت: وأمَّا في شرعنا، فروى ابن عباس رضي الله عنهما
قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم،
فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد،
ولا يستظل، ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي ص:
(مُره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه)؛
رواه البخاري برقم (6326)، والله أعلم.
م ن
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : تحريم النذر لغير الله تعالى
|
المصدر : قسم الغابة الاسلامي