تواصل معنا

إنتظروني على تردد خاص حينما تتكلم الذاكرة بأصوات الروائح

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
18,275
مستوى التفاعل
15,116
مجموع اﻻوسمة
18
حينما تتكلم الذاكرة بأصوات الروائح
إنتظروني على تردد خاص

حينما تتكلم الذاكرة بأصوات الروائح

Screenshot_٢٠٢٥٠٦٢٨_١٦٤٣٤٣_com_pinterest_MainActivity_edit_1463649484397858.jpg
 

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
18,275
مستوى التفاعل
15,116
مجموع اﻻوسمة
18
حينما تتكلم الذاكرة بأصوات الروائح
Screenshot_٢٠٢٥٠٦٢٨_١٦٤٣٤٣_com_pinterest_MainActivity_edit_1463649484397858.jpg




حينما تتكلم الذكريات بصوت الروائح
تسري الأرواح خلف أثرها
كأنها تتبع شرفات العمر
الذي ضاع بين عطر ومضى
كأن في الزاوية
عبق أول لقاء
أو لمحة من قهوة بردت
في غياب
كأن للمكان ذاكرة
تنحني كلما مر طيف
وللزمن حاسة شم
لا تنسى
من مر يوما حاملا لهفة
أو مغادرة
تأتي الروائح بلا استئذان
تفتح نوافذ أُغلقت
في غفلة من الحنين
تجعل من اللاشيء بيتا
ومن الغياب ظلا
كأنها نداء من زمن قديم
يسير بيننا
يمر فوق الجلد ويهمس للعين
يمنح الأشياء نبضا
وهدوءا ودمعة بلا سبب
رائحة المطر فوق تراب مهجور
أو عطر قديم
في وشاح لا يزال على رف
أو بخور من بيت
لم يعد مأهولا
كلها تكتبنا من جديد
تقول لنا من نحن
ومن أين بدأت الحكاية
هي ليست مجرد روائح
بل مفاتيح
كأن بها ندخل سردابا من الذاكرة
ونلمس فيه وجوها
لم تعد
ونعيد على القلب مشاهد
لم تتكرر
نشم فنصدق
فنحيا لحظة كانت
ثم نعود بها إلى حاضر
من خيال
العطر لا يكذب
العطر لا يشيخ
هو مرسال وفيّ
يعود متى اشتاقت النفس
ويفهم الصمت
ويُترجم الوجع
ويلامس ما لا يقال
وفي هدأة المساء
حين يخفت كل شيء
تأتي تلك الرائحة
تباغتك
كأنها تقول
ما زلت هنا
لم يمض كل شيء بعد
ما زال فيك شيء من ذاك الأمس
ما زال فيك بقايا حلم
وبيت
وضوء
وضحكة
فنم
نم والعطر فوق وسادتك
يدثرك بحنين لا يشيخ
وبأثر لا يزول

Screenshot_٢٠٢٥٠٦٢٨_٢١٥١٣٠_com_pinterest_MainActivity_edit_1469019787516330.jpg




تغدو الحياة اشبه برسالة مفتوحة
كتبت بلغة لا تقرأ بالحروف
بل تستشعر في تجاويف الروح
في تلك اللحظة
التي يمر بها عبير
كأنه يطرق بابا خفيا
في القلب
بابا اغلق منذ سنين
لكنه لا يزال يعرف
كيف يفتح من اول نفس
رائحة الخبز اول الفجر
تلك التي كانت تسبق وجه الام
وتسبق الصلاة
وتسبق اليوم
تعيدك الى ضوء لا يقال
والى طمانينة لا تشترى
والى حضن لا يشيخ ولا يغيب
رائحة الكتب القديمة
تعيدك الى فصل من عمرك
الى مقعد خشبي
وكراسة مشبعة بحبرك
الى ركن كنت تقرا فيه
وتظن ان العالم
سيتسع لجنونك البريء
ذلك الركن الذي
لم يعد موجودا
لكنه فيك
ساكن في ضلع
لم يسام الانتظار
رائحة الراحلين
تسكن الثياب
تسكن الممرات
تسكن فناجين القهوة
التي لم تغسل
والوسائد التي لم تهذب
وتسكنك
كلما حاولت النسيان
جاءت لتقول
لا تغلق الابواب
نحن ما زلنا نلوح
من ضفة الذكرى
رائحة المطر
حين تلامس الارض الظماى
لا تسقي التراب فقط
بل تسقيك
تلك هي موائد الذكريات
في نطف القلوب
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى