-
- إنضم
- 9 أغسطس 2022
-
- المشاركات
- 20,536
-
- مستوى التفاعل
- 15,314
- مجموع اﻻوسمة
- 19
وفي النفق الذي يشبهني

دخلت وحدي
وكان الليل يسير امامي كشيخ ضرير
يلامس الجدران بذاكرته
ويمسح على حواف الاشياء بندم ثقيل
خطاي كانت ابطأ من تفكيري
والرائحه التي سبقتني
كانت رائحه احتراق بعيدة
احتراق حلم لربما
او رسالة لم تصل
جلست
لا اتكئ على شيء
حتى الأكتاف تجاهلتني
وكل النوافذ التي اوهمتني بالضوء
سقطت من سقفها غيمة مالحة
الغرفه التي دخلتها
لم يكن فيها باب
لكنني كنت اغلقها من الداخل بخوفي
اراقب جدرانها وهي تتنفس تعبي
وكل كرسي فيها
كان يشبه اعترافا مؤجلا
لم يكن معي سوى قلبي
وقلبي
كان يحمل داخله جنازتين
أسطوانة قديمة
تكرر صوتا يقول.... لا تعد
مر علي ظل
يشبه الصديق
الذي مات ولم يخبرني
نظر الي
ثم مشى
كانه يسير داخل حلم نائم
جاءتني امراه
عيناها زجاج مكسور
همست في اذني
قالت
لن تنجو
انت فقط تأخرت عن الموت قليلا
فتحت يدي
وجدت بها ترابا
ووشاحا من صلاة منسيه
ورقم هاتف انقطع منذ الف فقد
ثم قمت
ومشيت كأنني اطفئ شيئا
لا يرى
ولا يسمع
ولا يمكن لمسه
لكنه يحترق داخلي منذ سنين
وفي نهايه السرداب
رأيتني
كنت جالسا هناك
اطالعني
واسأل
من منا خرج
ومن منا بقى
جلست عند آخر حافه للضوء
وكان النهار يلفظ انفاسه
على ركبه الغيم
المدينه خلفي
وراءها ضجيج اسمه
ورائي
قلب يتنفس
كأنه حطام سفينه
غرقت
ثم طفت فوقي
الريح تمشط رأسي بذاكرة بارده
والاصوات التي تأتيني من بعيد
لا تنادي
ولا تشتهي
فقط تعبرني
كما تعبر فكره نافذه مغلقه
كل ما في المكان يشبه ارتباكي
الاشجار منحنية
الارض تشهق تحت خطاي
والسماء تفتح بابا لا يؤدي الى شيء
انا لا امشي
انا اعود
الى يوم نسيت فيه وجهي
يوم خبأت ملامحي
في جيب معطف مهترئ
وكتبت اسمي على ظهر غيمه
ثم نسيته
الاشياء كلها هنا تتآمر على نسياني
رائحه طعام قديم
عطر منسي على وساده
حذاء ممزق ينتظر خطوات لا تعود
وبرواز فيه وجه لا يحدق باحد
اتكأت على صمتي
قلت في سري
يا قلبي هل نجونا
فأجابني
نعم
لكن لم نعد نعرف الى اين
فتحت صدري كأنني افتح نافذه
خرج منه صدى
خرج منه ظل
خرج منه طفل
كان يظن ان الامل يشبه طائرة من ورق
وفي اقصى الزاويه
جلست امرر اصابعي على هواء قديم
على اشياء لم يعد لها طعم
كأنني اعيد ترتيب خيبة ما
او اغسل دمعه لم تجد كتفا
رفعت رأسي
كان الضوء قد اختفى
وبقيت انا
اسير في نفق من نفسي
اخلع اسمي
وابحث عن ملامحي
على جدران لا تعرف النداء
التعديل الأخير:
اعضاء الغابة العربية شاهدوا ايضا
اسم الموضوع : وفي النفق الذي يشبهني
|
المصدر : خواطر بريشة الاعضاء