تواصل معنا

دخلت وحدي وكان الليل يسير امامي كشيخ ضرير يلامس الجدران بذاكرته ويمسح على حواف الاشياء بندم ثقيل خطاي كانت ابطأ من تفكيري والرائحه التي سبقتني كانت رائحه...

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
Screenshot_٢٠٢٥٠٧٠١_٢٣٣٣٣١_com_pinterest_MainActivity_edit_1553955003016013.jpg




دخلت وحدي
وكان الليل يسير امامي كشيخ ضرير
يلامس الجدران بذاكرته
ويمسح على حواف الاشياء بندم ثقيل
خطاي كانت ابطأ من تفكيري
والرائحه التي سبقتني
كانت رائحه احتراق بعيدة
احتراق حلم لربما
او رسالة لم تصل
جلست
لا اتكئ على شيء
حتى الأكتاف تجاهلتني
وكل النوافذ التي اوهمتني بالضوء
سقطت من سقفها غيمة مالحة
الغرفه التي دخلتها
لم يكن فيها باب
لكنني كنت اغلقها من الداخل بخوفي
اراقب جدرانها وهي تتنفس تعبي
وكل كرسي فيها
كان يشبه اعترافا مؤجلا
لم يكن معي سوى قلبي
وقلبي
كان يحمل داخله جنازتين
أسطوانة قديمة
تكرر صوتا يقول.... لا تعد
مر علي ظل
يشبه الصديق
الذي مات ولم يخبرني
نظر الي
ثم مشى
كانه يسير داخل حلم نائم
جاءتني امراه
عيناها زجاج مكسور
همست في اذني
قالت
لن تنجو
انت فقط تأخرت عن الموت قليلا
فتحت يدي
وجدت بها ترابا
ووشاحا من صلاة منسيه
ورقم هاتف انقطع منذ الف فقد
ثم قمت
ومشيت كأنني اطفئ شيئا
لا يرى
ولا يسمع
ولا يمكن لمسه
لكنه يحترق داخلي منذ سنين
وفي نهايه السرداب
رأيتني
كنت جالسا هناك
اطالعني
واسأل
من منا خرج
ومن منا بقى
جلست عند آخر حافه للضوء
وكان النهار يلفظ انفاسه
على ركبه الغيم
المدينه خلفي
وراءها ضجيج اسمه
ورائي
قلب يتنفس
كأنه حطام سفينه
غرقت
ثم طفت فوقي
الريح تمشط رأسي بذاكرة بارده
والاصوات التي تأتيني من بعيد
لا تنادي
ولا تشتهي
فقط تعبرني
كما تعبر فكره نافذه مغلقه
كل ما في المكان يشبه ارتباكي
الاشجار منحنية
الارض تشهق تحت خطاي
والسماء تفتح بابا لا يؤدي الى شيء
انا لا امشي
انا اعود
الى يوم نسيت فيه وجهي
يوم خبأت ملامحي
في جيب معطف مهترئ
وكتبت اسمي على ظهر غيمه
ثم نسيته
الاشياء كلها هنا تتآمر على نسياني
رائحه طعام قديم
عطر منسي على وساده
حذاء ممزق ينتظر خطوات لا تعود
وبرواز فيه وجه لا يحدق باحد
اتكأت على صمتي
قلت في سري
يا قلبي هل نجونا
فأجابني
نعم
لكن لم نعد نعرف الى اين
فتحت صدري كأنني افتح نافذه
خرج منه صدى
خرج منه ظل
خرج منه طفل
كان يظن ان الامل يشبه طائرة من ورق
وفي اقصى الزاويه
جلست امرر اصابعي على هواء قديم
على اشياء لم يعد لها طعم
كأنني اعيد ترتيب خيبة ما
او اغسل دمعه لم تجد كتفا
رفعت رأسي
كان الضوء قد اختفى
وبقيت انا
اسير في نفق من نفسي
اخلع اسمي
وابحث عن ملامحي
على جدران لا تعرف النداء
 
التعديل الأخير:

وعـــد 🎵

مشرفة قسم الاصدقاء كافيه والخواطر
الاشراف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
32,123
مستوى التفاعل
18,596
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
11
وفي النفق الذي يشبهني
Picsart_25-06-30_19-32-53-832.png

أيها العابر بين ظلالك،

كأنك لا تكتب، بل تنفض الغبار عن ذاكرة الكون، وتوشك أن تقول للعدم: كنْ أكثر هدوءًا، أنا من اعتاد الغياب قبلك.

نصّك يمشي على رؤوس الحنين،
يمسك بتلابيب الليل لا ليشعل قمرًا، بل ليسأل العتمة:

“هل من طريق لا يُفضي إليّ؟”


كلّ جملةٍ فيك كانت نافذة،
وكلّ سطرٍ نافذة انطفأ فيها الضوء،
فبقيت وحدك تراقب انحدارك نحوك،
كما يراقب العابر زجاجًا انكسر فيه وجهه.


أنت لا تسرد،
أنت تمارس طقس النجاة بصوت مبحوح،
وتستخرج من قلبك خريطةً لم تُرسم،
وصدى لم يقل وداعًا بعد.

أنت، ببساطة، لست كاتبًا لهذا النص،
بل كنت النص نفسه


💙💙
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Comment

وعـــد 🎵

مشرفة قسم الاصدقاء كافيه والخواطر
الاشراف
إنضم
3 فبراير 2023
المشاركات
32,123
مستوى التفاعل
18,596
الإقامة
بين الغيوم 🤍✨
مجموع اﻻوسمة
11
وفي النفق الذي يشبهني
هدوء @هدوء
الجوري @الجوري
Lionheart @Lionheart
نبض الحياة @نبض الحياة
روح @روح
تراتيل حرف @تراتيل حرف
جنون عآبثهة @جنون عآبثهة
روح أنثى @روح أنثى
مجدنوف @مجدنوف
عابر الأوهام @عابر الأوهام
همس الروح @همس الروح
نسيم الأيام.~ @نسيم الأيام.~
 
1 Comment
الإكليل*
الإكليل* commented
يسلمو وعد اشكرك وبعنف
 

عابر الأوهام

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
18 يونيو 2025
المشاركات
6,301
مستوى التفاعل
2,507
مجموع اﻻوسمة
5
وفي النفق الذي يشبهني
Picsart_25-06-30_19-32-53-832.png
يا صاحبي...
أقرأك كما تُقرأ الطلاسمُ في ليلٍ لا قمر فيه،
كأنك شقٌّ في قلبِ صخرةٍ، يصرخ ولا يُسمع،
خطوتَ إلى وحدتكَ كما يدخلُ المنفى في جلده،
كأنك الريحُ، لكن الريحَ منكسرةٌ،
والأبوابُ كلها صدئت من الانتظار.

أما أنا،
فقد دخلتُ ذات مساءٍ في نفسي،
ولم أخرج...
كان الظلُّ يسيرُ أمامي،
يشبه جدي حين نسيَ اسم أمه
وبكى.

الذاكرةُ؟
سطل ماءٍ قديمٍ تُرمى فيه الوجوه التي تعبنا من تذكّرها،
كلُّ النوافذِ التي أوهمتنا بالشمس،
اتضح أنها مرايا،
تعكسُ حريقنا.

جلستُ على كرسيٍّ
يشبه اعترافَ أبي
حين قال: لم أحب أمك كثيراً
لكنها الوحيدة التي خبأتني من خوفي.

وكان في يدي
مفتاحٌ لبيتٍ لا أبواب له
وشمعةٌ لا تضيء إلّا لحظةَ انطفائها.

أتعلم،
لم تكن الغرفُ غرفًا
ولا الطريقُ طريقًا
كلّ ما مررنا به
كان تأويلًا سيئًا لحلمٍ نُسي قبل أن يُحلم.

امرأةٌ بعينين مكسورتين؟
نعم، أعرفها...
هي قصيدتي الأولى
حين سقطتُ عن ورقٍ مبلّلٍ بالحبر والشك.
قالت لي أيضًا:
لن تنجو
فالموتُ ليس شيئًا، إنه موعدٌ فائت.

الطفل الذي خرج منك
خرج مني أيضاً
كان يحملُ في يده
بالونًا على شكل الله،
ثم أفلتَه
وطار…

سأخبرك ما لم يخبرني به أحد:
نحن لا نمشي
نحن نبحثُ عن أثر صوتنا
على حائطِ صدى قديم.

نحن لا ننسى
نحن نرمي أشياءنا في بئر العادة
ثم نبكي لأننا لا نجدها.

يا صاحبي،
حين تنتهي كل الحكايات
يبدأ وجهك في السرد...
وتكتشف
أنك لم تكن يومًا راويًا
بل كنتَ الروايةَ نفسها
التي نسي الجميعُ أن يقرؤوها
لكنها كُتبت
بدمعك.

ها نحن
نعود إلى أول السؤال:
من خرج؟
ومن بَقِي؟
من نجا؟
ومن نُسي؟
وأيُّنا كتب اسم الآخر على الغيم،
ثم هرب منه
كما يهرب الحرفُ من شفاه الميتين؟

أما أنا
فأقفُ الآنَ،
كما وقف السيّابُ ذات وجع،
أطالع وجهي
في مرآةٍ تصدّعتْ من صمتي،
وأكتب:
يا ظلي،
لا تتأخر في العتمة
فالعتمةُ
تكتبني كل ليلةٍ
على هيئة وجعٍ
لا يموت.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Comment

روح

💎نجمةالغابة الساطعة(مسؤلة فعاليات والمسابقات)
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
16,786
مستوى التفاعل
4,523
مجموع اﻻوسمة
9
وفي النفق الذي يشبهني
Picsart_25-06-30_19-32-53-832.pngدخلت كلماتك كنسمة هادئة في ظلام النفس
تعانق أعمق جراح الروح بصمت رقيق،
تُخرج من بين السطور بوحًا يقطر ألمًا وأملًا في آنٍ واحد
كأنها مرايا تعكس ذكريات غارقة في زوايا القلب المجهول
تتلو قصائد الصمت، وترسم خطوط الحزن بلون الفجر البعيد

كل حرفٍ منها نداء للذات التي تتوه في صمتها
وصدى القلب الذي لا يتوقف عن السؤال الحائر:
هل حقًا ننجو، أم نُترك نعيش كظلال بلا وجه
تائهين بين أروقة النسيان والذاكرة
نتلمس ضوءًا خافتًا، نزرع في ظلامنا زهرة أملٍ باهتة

شكراً لتلك الكلمات التي أعدّت ترتيب الخيبات
وغسلت دموعًا لم تجد كتفًا تتكئ عليه
ففيها أضاءت نافذة قد أغلقت منذ زمن
وأعاد الأمل بصيصًا في ليل طال انتظاره
كأنها زارت الروح ورفعت عنها الغبار
وتركت نورًا ينساب كجدول ماء صافٍ بين صخور الألم


الإكليل* @الإكليل*

قد نسجت هنا من الألم جمالًا
ورسمت من الظلام ضوءًا لا ينطفئ
يضيء دروب القلوب التي تبحث عن صوت صادق
وتحكي همومها وتزرع في أرواحها بذور الشفاء
وتصنع من دموع الحزن نجومًا تلمع في سماء الانتظار

ممتنة لبوحك الذي أيقظ بداخلنا امورًا قد مضت ولكنها تعيش في داخلنا للأبد ☕

تحياتي لسموك 🌹
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Comment

الجوري

ال𝒿𝑜...هسيس بين يقظة وغيم مسؤولة الأقسام الأدبية
مستشار الادارة
إنضم
23 فبراير 2023
المشاركات
64,852
مستوى التفاعل
26,081
مجموع اﻻوسمة
31
وفي النفق الذي يشبهني
كان الليل يمشي قبلك…
أم كنتَ تمشي داخله؟
أهو شيخ ضرير فعلاً؟
أم أنكَ أغمضتَ عينيك،
وتركتَ الخطى تستنشق الندم؟

الذكريات لزجة،
تلتصق بجدران الغرف التي لا أبواب لها،
تتنفس تعبك…
هل كانت الغرفة قلبك؟
أم كفّك التي وجدت فيها التراب
ووهم صلاةٍ منسية؟

يا أنت،
أيّها الجالس في عتمتك،
هل سمعتَ نفسك؟
وأنت تقول:
"لا أمشي، أنا أعود"
كأنك تجرّ جسدك من فمِ زلزال،
كأنك تكتب على جسدك صكّ الغياب
وترتّب خيباتك كأنها ألبوم صور بلا وجوه.

قالت لك المرأة بعينين من زجاجٍ مهشّم:
"لن تنجو."
وأنت صدقتها،
لكنّك واصلت الكتابة،
واصلتَ الركض في النفق
كأنك تكتب لتحيا…
كأنّ اللغة طريق النجاة الوحيد
من موتٍ يتأخر فقط
كي يراك.

هنا،
في أقصى الزاوية
حين مرّ الطفلُ الذي يشبهك
تسلل منك صدى،
ثم ظل،
ثم ذلك الأمل الورقي الذي يحلق ولا يصل،
كنتَ تحاول ترتيب هواء قديم،
تحاول أن تُربت على كتف لم تُخلق بعد
أو تبكي دمعاً بلا عزاء.

فيا أنت،
يا من خلع اسمَه
وبحث عن ملامحه على جدرانٍ نسيت النداء،
أقول لك بصوت جويس وهو يمشي في دبلن الضباب:
"أنت من خرج، لكنّكَ لم تغادر،
أنت من بقي، لكنك لم تعد."


النص ساحر وموجع أيها الإكليل* @الإكليل*
من نصوصٍ قليلة تشبه النفق الذي بداخلنا جميعًا.
شكرًا لأنك كتبتنا ونحن نظن أننا وحدنا في العتمة.

حين يكتب أحدهم الألم بهذه الشفافية،
حين يصير النفق مرآة، والغرفة ذات الجدران المتعبة مسرحًا لأسئلتنا المؤجلة،
ندرك أننا لسنا وحيدين…
بل هناك مَن يفتح النافذة ويترك الحروف تتنفس عنا.

شكرًا لك،
لأنك خضتَ النفق دون أن تغلق الباب على القارئ،
تركت لنا فتحة صغيرة… نتسلل منها
لنعيد ترتيب وجوهنا القديمة، ونلمس الظل كأنه حنينٌ يُرى.

شكرًا
لأنك كتبت بملح القلب، لا بحبر القلم،
وجعلتنا نسمع الصمت وهو يجيب.
تقبل مروري 🌹
 
Comment

Lionheart

شاعر الغابه
شاعر الغابه
إنضم
28 يناير 2022
المشاركات
11,172
مستوى التفاعل
2,403
مجموع اﻻوسمة
7
وفي النفق الذي يشبهني
أنت لم تدخل المكان
المكان هو من خرج منك
كل ما احترق كان يحاول أن يضيئك
وما حسبته نسيانًا
هو فقط ذاكرتك
حين أغلقت عينيها من التعب
أنت لا تبحث عن نفسك
بل تنتظر أن تصدّق أنك ما زلت حيًّا
رغم أنك دفنت جزءًا منك في كل عتبة
من هذا السرداب
نجوت
نعم ..
لكنك لم تُولد بعد ..

اخي الكريم وصديقي الاكليل

اكتب
لكن لا تسكن الهاوية
غُص .. نعم
لكن لا تبنِ بيتك تحت الماء
أنت تكتب بجمالٍ مرهف
ووجعٍ أنيق
لكنه يأكلك
نصوصك تلمع من كثرة الظلام
وهذا بحدّ ذاته موهبة مخيفة

استمر
لكن اجعل كل ألمٍ
سلّماً لا قيداً
واسمح لنفسك أن تكتب النور أحياناً
لا لتخون الألم
بل لتحرّره

دمت راقيا

تحياتي
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
مشاهدة المرفق 163799

أيها العابر بين ظلالك،

كأنك لا تكتب، بل تنفض الغبار عن ذاكرة الكون، وتوشك أن تقول للعدم: كنْ أكثر هدوءًا، أنا من اعتاد الغياب قبلك.

نصّك يمشي على رؤوس الحنين،
يمسك بتلابيب الليل لا ليشعل قمرًا، بل ليسأل العتمة:

“هل من طريق لا يُفضي إليّ؟”


كلّ جملةٍ فيك كانت نافذة،
وكلّ سطرٍ نافذة انطفأ فيها الضوء،
فبقيت وحدك تراقب انحدارك نحوك،
كما يراقب العابر زجاجًا انكسر فيه وجهه.


أنت لا تسرد،
أنت تمارس طقس النجاة بصوت مبحوح،
وتستخرج من قلبك خريطةً لم تُرسم،
وصدى لم يقل وداعًا بعد.

أنت، ببساطة، لست كاتبًا لهذا النص،
بل كنت النص نفسه


💙💙



يا من عبرتِ بين الحرف والعين
كأنك ترسمين من الدمع وجه قصيدة
كلماتك لم تمر بل استقرت
في خاصرة المعنى
كأن الوجع حين قرأك تنفس
وحين فهمك ارتجف
لست انا من كتب
بل كنت تحت سطر يلوذ بك
ويخشى أن يكبر دون ظلك
ما قلتِه ليس وصفا
بل مرآة مشقوقة من الضوء
كنت اطل منها على نفسي
فأراك
شكرا وعد
لكونك جئت
ولأنك قرأتيني
كما يقرأ العاشق اسم من يحب
بلا تأويل
ولا خلاص
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
مشاهدة المرفق 163797
يا صاحبي...
أقرأك كما تُقرأ الطلاسمُ في ليلٍ لا قمر فيه،
كأنك شقٌّ في قلبِ صخرةٍ، يصرخ ولا يُسمع،
خطوتَ إلى وحدتكَ كما يدخلُ المنفى في جلده،
كأنك الريحُ، لكن الريحَ منكسرةٌ،
والأبوابُ كلها صدئت من الانتظار.

أما أنا،
فقد دخلتُ ذات مساءٍ في نفسي،
ولم أخرج...
كان الظلُّ يسيرُ أمامي،
يشبه جدي حين نسيَ اسم أمه
وبكى.

الذاكرةُ؟
سطل ماءٍ قديمٍ تُرمى فيه الوجوه التي تعبنا من تذكّرها،
كلُّ النوافذِ التي أوهمتنا بالشمس،
اتضح أنها مرايا،
تعكسُ حريقنا.

جلستُ على كرسيٍّ
يشبه اعترافَ أبي
حين قال: لم أحب أمك كثيراً
لكنها الوحيدة التي خبأتني من خوفي.

وكان في يدي
مفتاحٌ لبيتٍ لا أبواب له
وشمعةٌ لا تضيء إلّا لحظةَ انطفائها.

أتعلم،
لم تكن الغرفُ غرفًا
ولا الطريقُ طريقًا
كلّ ما مررنا به
كان تأويلًا سيئًا لحلمٍ نُسي قبل أن يُحلم.

امرأةٌ بعينين مكسورتين؟
نعم، أعرفها...
هي قصيدتي الأولى
حين سقطتُ عن ورقٍ مبلّلٍ بالحبر والشك.
قالت لي أيضًا:
لن تنجو
فالموتُ ليس شيئًا، إنه موعدٌ فائت.

الطفل الذي خرج منك
خرج مني أيضاً
كان يحملُ في يده
بالونًا على شكل الله،
ثم أفلتَه
وطار…

سأخبرك ما لم يخبرني به أحد:
نحن لا نمشي
نحن نبحثُ عن أثر صوتنا
على حائطِ صدى قديم.

نحن لا ننسى
نحن نرمي أشياءنا في بئر العادة
ثم نبكي لأننا لا نجدها.

يا صاحبي،
حين تنتهي كل الحكايات
يبدأ وجهك في السرد...
وتكتشف
أنك لم تكن يومًا راويًا
بل كنتَ الروايةَ نفسها
التي نسي الجميعُ أن يقرؤوها
لكنها كُتبت
بدمعك.

ها نحن
نعود إلى أول السؤال:
من خرج؟
ومن بَقِي؟
من نجا؟
ومن نُسي؟
وأيُّنا كتب اسم الآخر على الغيم،
ثم هرب منه
كما يهرب الحرفُ من شفاه الميتين؟

أما أنا
فأقفُ الآنَ،
كما وقف السيّابُ ذات وجع،
أطالع وجهي
في مرآةٍ تصدّعتْ من صمتي،
وأكتب:
يا ظلي،
لا تتأخر في العتمة
فالعتمةُ
تكتبني كل ليلةٍ
على هيئة وجعٍ
لا يموت.


ايها العابر بين طبقات الوجع
كأنك كتبتني دون ان تراني
كأنك وضعت يدك على ندبه في صوتي
وسميتها نصا
قرأتك كما تقرأ الحقيقة
على جسد منهك
لا تحتاج لتفسير
بل ليد تربت على ظهرها وتقول
انا ايضا كنت هناك
ما بين ظلك وصدى جدك
كانت كل الجهات تشير اليك
ليس لانك تعرف الطريق
بل لانك الوحيد
الذي مشى فيه
وهو يعلم انه لن يعود


شكرك واجب يا صاحبي
لكن كيف يشكر
من خلع من اللغه ابوابها
ووقف عاريا من المجاز
ومع ذلك البس الحروف ما يشبهنا
كنت وجعا يمشي على مهل
ولم املك الا ان اتبعك
لا فضولا بل لاتاكد
ان هذا الحرف لا يكتب الا بالدم
دمت حرفا لا يصدأ
وظلا لا يغيب
ووجعا له صوت
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
مشاهدة المرفق 163796دخلت كلماتك كنسمة هادئة في ظلام النفس
تعانق أعمق جراح الروح بصمت رقيق،
تُخرج من بين السطور بوحًا يقطر ألمًا وأملًا في آنٍ واحد
كأنها مرايا تعكس ذكريات غارقة في زوايا القلب المجهول
تتلو قصائد الصمت، وترسم خطوط الحزن بلون الفجر البعيد

كل حرفٍ منها نداء للذات التي تتوه في صمتها
وصدى القلب الذي لا يتوقف عن السؤال الحائر:
هل حقًا ننجو، أم نُترك نعيش كظلال بلا وجه
تائهين بين أروقة النسيان والذاكرة
نتلمس ضوءًا خافتًا، نزرع في ظلامنا زهرة أملٍ باهتة

شكراً لتلك الكلمات التي أعدّت ترتيب الخيبات
وغسلت دموعًا لم تجد كتفًا تتكئ عليه
ففيها أضاءت نافذة قد أغلقت منذ زمن
وأعاد الأمل بصيصًا في ليل طال انتظاره
كأنها زارت الروح ورفعت عنها الغبار
وتركت نورًا ينساب كجدول ماء صافٍ بين صخور الألم


الإكليل* @الإكليل*

قد نسجت هنا من الألم جمالًا
ورسمت من الظلام ضوءًا لا ينطفئ
يضيء دروب القلوب التي تبحث عن صوت صادق
وتحكي همومها وتزرع في أرواحها بذور الشفاء
وتصنع من دموع الحزن نجومًا تلمع في سماء الانتظار

ممتنة لبوحك الذي أيقظ بداخلنا امورًا قد مضت ولكنها تعيش في داخلنا للأبد ☕

تحياتي لسموك 🌹


كأنك عبرت روحي
دون استئذان واعتذرت بالدفء
كأن كل ما كتبته
قد وجد فيك ضوءه واحتواءه
فما عدت انا امامك سوى
صدى لصدقك
وما عاد وجعي سوى
طيف مر على دفء كلماتك
حين تكتبين
تتشكل الحروف
كأنها تعرف الطريق
تلتف حول الالم لتواسيه
وتجلس على ركبتيها
امام الغياب وتمنحه اسما
تصنعين من الشكر نغما
ومن التحايا وردا لا يذبل
ومن الوجع
نشيدا لا يعرف النحيب
ردك ليس ردا
هو حضن مكتوب
هو ضوء في منتصف متاهة
هو يد تربت على كتف غريب
وتشعره انه مرى بعد طول غياب


فيا روح
سلام عليك كلما كتبت
وكلما نثرت من قلبك
ما يعجز العطر عن تقليده
ولك امتناني بلا حدود
كغيمة لا تنضب
وككلمة لم تخلق لتنسى
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
كان الليل يمشي قبلك…
أم كنتَ تمشي داخله؟
أهو شيخ ضرير فعلاً؟
أم أنكَ أغمضتَ عينيك،
وتركتَ الخطى تستنشق الندم؟

الذكريات لزجة،
تلتصق بجدران الغرف التي لا أبواب لها،
تتنفس تعبك…
هل كانت الغرفة قلبك؟
أم كفّك التي وجدت فيها التراب
ووهم صلاةٍ منسية؟

يا أنت،
أيّها الجالس في عتمتك،
هل سمعتَ نفسك؟
وأنت تقول:
"لا أمشي، أنا أعود"
كأنك تجرّ جسدك من فمِ زلزال،
كأنك تكتب على جسدك صكّ الغياب
وترتّب خيباتك كأنها ألبوم صور بلا وجوه.

قالت لك المرأة بعينين من زجاجٍ مهشّم:
"لن تنجو."
وأنت صدقتها،
لكنّك واصلت الكتابة،
واصلتَ الركض في النفق
كأنك تكتب لتحيا…
كأنّ اللغة طريق النجاة الوحيد
من موتٍ يتأخر فقط
كي يراك.

هنا،
في أقصى الزاوية
حين مرّ الطفلُ الذي يشبهك
تسلل منك صدى،
ثم ظل،
ثم ذلك الأمل الورقي الذي يحلق ولا يصل،
كنتَ تحاول ترتيب هواء قديم،
تحاول أن تُربت على كتف لم تُخلق بعد
أو تبكي دمعاً بلا عزاء.

فيا أنت،
يا من خلع اسمَه
وبحث عن ملامحه على جدرانٍ نسيت النداء،
أقول لك بصوت جويس وهو يمشي في دبلن الضباب:
"أنت من خرج، لكنّكَ لم تغادر،
أنت من بقي، لكنك لم تعد."


النص ساحر وموجع أيها الإكليل* @الإكليل*
من نصوصٍ قليلة تشبه النفق الذي بداخلنا جميعًا.
شكرًا لأنك كتبتنا ونحن نظن أننا وحدنا في العتمة.

حين يكتب أحدهم الألم بهذه الشفافية،
حين يصير النفق مرآة، والغرفة ذات الجدران المتعبة مسرحًا لأسئلتنا المؤجلة،
ندرك أننا لسنا وحيدين…
بل هناك مَن يفتح النافذة ويترك الحروف تتنفس عنا.

شكرًا لك،
لأنك خضتَ النفق دون أن تغلق الباب على القارئ،
تركت لنا فتحة صغيرة… نتسلل منها
لنعيد ترتيب وجوهنا القديمة، ونلمس الظل كأنه حنينٌ يُرى.

شكرًا
لأنك كتبت بملح القلب، لا بحبر القلم،
وجعلتنا نسمع الصمت وهو يجيب.
تقبل مروري 🌹



ها انا ذا
اتي بصمت ثائر لا يهدأ
كلماتك قيدتني
في زنازين الليل
ولم يفلح ظلي
في الهروب من ذلك السجن
الذي نسميه الذات
هل كنت اصرخ في العتمة
ام اصرخ في داخلي
كنت اتمايل كغصن بلا جذور
اتنفس دموع الندم
وارتدي اثواب الوجع البالية
لكنني لم اكن اعمى
بل رأيت حقيقة
الالم في عينيك بلا تمويه
ذاك الذي يزيف العودة
ويقنعنا بالهروب
كل خطاي حطمت
على صخور الذكرى
وكل وهم سلام
استبدل بلون الرماد
كنت انا ذلك الغريب
الذي يكتب كي لا يموت
كي لا يذوب
في نفق بلا نهاية
كي لا يصبح صورة باهتة
في البوم بلا وجوه
اني لا اهرب من نفسي
بل استكشف صدري
كي اعانق كسراته
وانسج من ركام الالم
جناحا للرحيل
لكن الرحيل ليس هروبا
انه طقس البقاء الحقيقي
حين أخلع اسمي
وارسم وجهي من جديد
حين نفهم ان البقاء
هو الاستسلام
والرحيل هو التحرر
ليس صالحة لكل القلوب
عودتي لربما
ليست للأرواح مجتمعة
هي فقط
لانثي
تمتلك مفتاح الصمت في قلبي
وتزرع الأمل بين أنفاسي
هي التي تجعلني أعود
حين يمل النفق من وحدته
ويحتاج إلى ضوء يعرفه فقط منها

جوري
يا من تمسحين بيدك الحروف
لتفضح قسوة الصمت
لن اعود كما كنت
ولا سامشي
كما تمشي الارواح العمياء
ساحمل وجعي كعباءة
تدفئني في برد هذا الزمن
وساكتب حتى يصرخ الحبر على الورق
حتى يسمعني من ظنوا اني غادرت
لم اغادر
لكنني ولدت من جديد في كل نفق
ومن كل عتمة
اضاءت فيها كلماتي القليلة
شكرا لك وبعنف
لانك رأيت ما لا يراه الاخرون
وشكرا لانك جعلت من الالم لغة
تليق بمن لا يهاب الحقيقة
 
Comment

منتصر عبد الله

الهمس المهمل
عضو مميز
إنضم
7 يوليو 2025
المشاركات
1,594
مستوى التفاعل
247
مجموع اﻻوسمة
3
وفي النفق الذي يشبهني
مرغمة حواسنا على التشكل .. حين يكون الإيمان أقل عمقاً من أن يستوعب كل شيء ،
والشك أقل أتساعاً من أن يقودنا إلى الهدوء ..

ولغرثميات الروح لها مفاتيح ونبضات ، يعلمها القلب وتتلقفها العيون ،
وغربة الخلوة التي نعدها لأنفسنا ، هي رغماً تكون معرضة للاجتياح ، وتبعث نشاطاً خطيراً في الشريان ..
فالورطة الحقيقية عند امتثاله ، أنه لا جواز لـ قلبك أن يترجل عنه ، ولا لعقلك أن يتمشى بعيداً عنه .

وهنا ..
حديث متجاوز وساحة قتال تنتظم ، إما النصر وإما الهزيمة ، في حفلة صاخبة أقامتها الكلمات ،
الفارق ترتيب الحروف والتوقيت مرات .

كلماتك قيدتني
في زنازين الليل
ولم يفلح ظلي
في الهروب من ذلك السجن
الذي نسميه الذات
هل كنت اصرخ في العتمة
ام اصرخ في داخلي
كنت اتمايل كغصن بلا جذور
اتنفس دموع الندم

واصغ للآتي الأكثر
واسمع نبض الوقت المتحدر
من شُرفات الليلك
يرخي الروح على الأثواب ..
تمهل قبل أن ينطفئ
القنديل على الأعتاب
وتسمع صوت العتمة
من الميزاب ..

الوارف القدير / الاكليل
بك تكتسب المعاني رونقها ، وها أنا أدون لك إعجابي وتقديري ..


 
Comment

همس الروح

*بين النبض أمنيه غافية **
إنضم
14 يونيو 2021
المشاركات
19,975
مستوى التفاعل
19,845
الإقامة
بين أحضان السماء
مجموع اﻻوسمة
6
وفي النفق الذي يشبهني
1751734599564.jpg



حررني مني يا ماضي


ارهقتني الذكريات


وماتت على خدي ورودي


مزقت عودي ونسيت وعودي


أكاد انسى من انا واين اكون


وما معنى وجودي


بقلمي
....

جلاد الحروف

الراقي الإكليل* @الإكليل*

غربة الروح ومشاعر تيه تحدثت عنها


وكانك تتكلم عن مشاعري



كالعادة اجدت العزف فوق القلوب يا مبدع


سلمت الايادي وسلم الاحساس


احترامي وتقديري و 🌹 ☕
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
أنت لم تدخل المكان
المكان هو من خرج منك
كل ما احترق كان يحاول أن يضيئك
وما حسبته نسيانًا
هو فقط ذاكرتك
حين أغلقت عينيها من التعب
أنت لا تبحث عن نفسك
بل تنتظر أن تصدّق أنك ما زلت حيًّا
رغم أنك دفنت جزءًا منك في كل عتبة
من هذا السرداب
نجوت
نعم ..
لكنك لم تُولد بعد ..

اخي الكريم وصديقي الاكليل

اكتب
لكن لا تسكن الهاوية
غُص .. نعم
لكن لا تبنِ بيتك تحت الماء
أنت تكتب بجمالٍ مرهف
ووجعٍ أنيق
لكنه يأكلك
نصوصك تلمع من كثرة الظلام
وهذا بحدّ ذاته موهبة مخيفة

استمر
لكن اجعل كل ألمٍ
سلّماً لا قيداً
واسمح لنفسك أن تكتب النور أحياناً
لا لتخون الألم
بل لتحرّره

دمت راقيا

تحياتي


يا من مررت بي كنسمة فجر
لا توقظ الوجع
بل تهمس له أن يهدأ
شكرا لأنك لم تقرأني فحسب
بل أنصت لنداء الخفي في الحرف
شكرا لأنك
لم تخف من غبار الدهاليز
ولم تشفق على يدي
وهي تنبش الرماد
نعم
ربما لم أولد بعد
لكن كلماتك كانت
قابلة..... تمسك بالحرف
حين يصرخ للمرة الأولى
أنا لا أبني تحت الماء كما أوصيتني
لكنني كنت أنحت سلما من الحطام
وكنت أحتاج من يقول
لا بأس
إن سقط الضوء من بين أصابعك
طالما أنك
ما زلت تحاول الإمساك به

أخي وصديقي الكبير
ما كتبته عني
هو في الحقيقة شهادة فيك
تراك من الخارج تنصح
لكننا نراك من الداخل تحب
وتنقذ الكلمة من الانطفاء


دمت نبراسا لا يخبو
وشكرا لأنك من القلائل
الذين إذا مروا على وجع
لم يتركوه كما وجدوه
بل مسحوا على رأسه بلطف المعنى
وامتدوا بين سطوره كغيمة ظل
تحيتي لك بامتنان عميق
 
Comment

الإكليل*

كبار الشخصيات
عضو مميز
إنضم
9 أغسطس 2022
المشاركات
20,536
مستوى التفاعل
15,314
مجموع اﻻوسمة
19
وفي النفق الذي يشبهني
مرغمة حواسنا على التشكل .. حين يكون الإيمان أقل عمقاً من أن يستوعب كل شيء ،
والشك أقل أتساعاً من أن يقودنا إلى الهدوء ..

ولغرثميات الروح لها مفاتيح ونبضات ، يعلمها القلب وتتلقفها العيون ،
وغربة الخلوة التي نعدها لأنفسنا ، هي رغماً تكون معرضة للاجتياح ، وتبعث نشاطاً خطيراً في الشريان ..
فالورطة الحقيقية عند امتثاله ، أنه لا جواز لـ قلبك أن يترجل عنه ، ولا لعقلك أن يتمشى بعيداً عنه .

وهنا ..
حديث متجاوز وساحة قتال تنتظم ، إما النصر وإما الهزيمة ، في حفلة صاخبة أقامتها الكلمات ،
الفارق ترتيب الحروف والتوقيت مرات .



واصغ للآتي الأكثر
واسمع نبض الوقت المتحدر
من شُرفات الليلك
يرخي الروح على الأثواب ..
تمهل قبل أن ينطفئ
القنديل على الأعتاب
وتسمع صوت العتمة
من الميزاب ..

الوارف القدير / الاكليل
بك تكتسب المعاني رونقها ، وها أنا أدون لك إعجابي وتقديري ..



يا من تهادى بين ظلال الكلمات
تحمل في صدرك لهيب لا ينطفئ
تكتب بوجع الصمت الذي لا يقال
وتحفر على صفحات الروح خبايا
لا يراها سوى قلبك
تنقلنا من عتمة الشك
إلى نور لا يدرك
تمزق قيود الفهم
لتصنع من الحيرة عزفا أبديا
كأنك تفتح نوافذ على أزمنة قديمة
تدعو النفس لتبحر في لجة اللا معنى
حيث يلتقي الألم بالجمال
في رقصة لا تنتهي
ترسم بيديك خطوط الألم والرجاء
كأنما تهمس للكون سرا
من أسرار الخلود
حروفك ليست كلمات تقرأ
بل نبضات تتردد في أروقة النفس
ترتجف في صدور
من عرفوا معنى الضياع
تعلن تمرد الروح على كل قيود
تخبرنا بأن العجز عن الفهم ليس ضعفا
بل بداية ولادة جديدة للوعي
تفتح لنا أبواب التأمل العميق
فنتوغل في متاهات الوجود بلا خوف
أشكرك وبعنف
على هذا الإبحار الصامت
على هذه الرحلة
التي أخذتنا إلى قلب المعنى
شكرا لأنك جعلت من الحرف لغة
لا تموت
بل تشتعل بنار لا تنطفئ
في ظلمات الزمن

رائع
 
Comment

المواضيع المتشابهة

sitemap      sitemap

أعلى