دولة من الفخار في كل قلب

[الإكليل*]

إنها لا تشبه باقي الدول
لا تعلن استقلالها في المحافل
بل في مراسم خافتة عند اللقاء
ولا ترفع اعلامها على السارية
بل ترفع في شهقة صدر
حين يذكر الغائب
ولا تنحني اعناقها لملك
بل لذكرى
لفتنة
لاثر لم يبرأ بعد
في دولة الفخار
الجدران ليست من طين
بل من نبض يابس
ومن خيبات تصلبت كالاختام
والمواطنون
كلهم غرباء
كأن القلوب هجرتهم
او كأنهم هاجروا القلوب
طوعا
وندموا متأخرين
لا سفارات لدولة الفخار
ولا تعترف بها الامم
لكن كل قلب منكسر
يعرف تماما حدودها
ويحمل جواز سفرها في صدره
مكتوبا عليه
لا دخول الا بوجع
ولا خروج الا بذكرى
والاقامة مدى الحنين
في دولة الفخار
الحب ليس قصة تروى
بل صدع لا يرمم
وترنيمة تقال في السر
حين يعجز الضجيج عن البوح
هي الدولة التي لا تفتح بالحروب
ولا تغلق بالسلام
بل يدخلها العاشق
على حين غفلة من نفسه
ويخرج منها اقل مما كان
واكثر مما يحتمل
تتآكل معالمها
كلما حاولت الذاكرة... النسيان
وتزدهر كلما زرعت غصة
وكلما بللها حرف لم يكتب
او وداع لم يعلن
ليس لها حاكم
بل تسكنها امرأة واحدة
تحمل في عينيها
شكل الدولة وخرابها
وفي صوتها نشيد الانهيار
اما دستورها
فهو وجع نبيل
لا يكتب
ولا ينسى
ولا يروى
الا اذا انفجر القلب
من عاش فيها
لا يعود كما كان
ومن غادرها
لا يجد في العالم
وطنا يشبه
الخذلان الانيق
الذي تعلمه هناك
ليست دولة بالمعنى المفهوم
ولا وطنا بالمعنى الملموس
هي احتمالية
انفجار داخلي تم نسيانه عمدا
كيف صار هذا الوجع طريقا
لا يؤدي إلى جهة
ولا يقفل من جهة
لا علم لها
إلا ما رفع في داخلك
حين خفضت رأسك دون أن تدرك
لا نشيد
إلا ما يسمع من داخل نبض
لا يريد أن يتوقف
ولا يريد أن يعلن الحياة
يدخلها المسافر دون خطوات
ويغادرها المقيم دون أثر
ولا أحد يعلم
هل كانت مكانا
أم كانت اسما
أم كانت فقط مجازا
التبس على الحرف حين ارتجف
في نظامها
لا توجد شوارع
بل ممرات تؤدي إلى الداخل فقط
ولا يوجد قصر للحكم
بل مقعد في ذاكرة امرأة
تشبه الغيم المبلل بالتاريخ
سكانها لا يتحدثون
لا لأنهم لا يعرفون
بل لأنهم جربوا أن يتكلموا
فصار الصوت حطاما
والكلام لا يصل إلا ممزقا
كأن الحروف تستحي من نفسها
أما قانونها
فهو نفي مستمر
لما ظننت أنك فهمته
هو تأجيل متكرر
لمعنى لم يكتمل
هو شعور بأنك تقترب
ثم تكتشف
أن الاقتراب ضرب من التيه
وكل من سكنها
فقد اسمه
وكل من غادرها
ترك ظله فيها
ولم يعد يراه
ثم لا شيء
إلا أن الزمن فيها لا يمر
ولا يتوقف
هو فقط
ينظر إليك
وأنت تحاول أن تكون
ولكن هيهات

 

[روح]

يا إكليل الحرف
وقفتُ طويلًا على حدود "دولة الفخار"
لم أقرأ نصًا… بل دخلتُ طوعًا، بلا جواز، بلا إذن
دخلتُ وأنا أظنني قارئة
فخرجتُ وفي صدري… ختم إقامة مدى الحنين

هذا النص ليس مجرّد خيال
بل وثيقة وجعٍ كتبتها القلوب التي غادرت نفسها ولم تجدها بعد
لغة تُمَسّد الجُرح لتوقظه، لا لتُسكِنه
وشجن أنيق يحترف تحويل الألم إلى وطنٍ لا يُغادر

أحببتُ وصفك للساكنين:
"لا يتكلمون لأن الصوت حطام"
يا للروعة، ويا للثقل الذي لا يُقال إلا هكذا

أحييك أخي العزيز
لأنك لم تكتب دولة من حبر
بل بنيت وطنًا من وجع نبيل
وما أصدق النبيل حين يتوجّع

دمت للإبداع عنوانًا

 

[الجوري]

في "دولة الفخار"، لا نبحث عن الوطن كجغرافيا، بل كتشققٍ داخلي، كهشاشة مصقولة، كندبة لا تندمل بل تتجمل بالحرف. الزمن فيها ليس زمنًا بل جمودٌ ينبض، والوجع فيها ليس عرضًا بل هوية. لا حدود تُرسم بل تتهشم، لا مواطنين بل أشلاء شعور تتنفس في فراغ مشتهى. إنها تيهٌ داخل الذات حين تتماهى بالحب كفقد أبدي، ونشيدها الصامت ليس إلا صدى ارتباك اللغة حين تُعجزها العاطفة عن المنطوق.

وها أنا أقرأك أستاذي كما يُقرأ وجه الشتاء من نافذة معتمة،
كل سطرٍ فيك مطر، كل معنى رعشة من مساء قديم.
دولتك .... ليست من تراب، بل من دمعة تشبه الوطن،
وطن لا نحبه لأنه أرض، بل لأنه فقدٌ لا نبرأ منه.
أتذكر الآن امرأة ضحكت مرة، ثم صمتت للأبد،
وما زال الصمت حولها قائماً كقانونك الغامض.
كلنا مررنا من حدودك دون أن نعلم،
وكلنا حملنا جواز السفر ذاك،
نقّشنا عليه اسمًا لم نعد نعرفه،
واحتفظنا به كجراحٍ تليق بالحنين.

بنهاية المطاف أقول لك أيها @الإكليل
سلامًا لليد التي كتبت هذا النص،
كأنها تغزل من وجعٍ ناعم شالًا للغياب...
تسير بنا على أطراف الحروف،.....
فلا نسقط.....
ولا نصل......بل نظل معلقين
بين ذاكرة....... تريد النسيان
ولغةٍ...... أبت إلا أن تحيا في الدمع.
يا خالد .....
شكراً لأنك منحتنا موطئ حنين
في وطن لا يعترف إلا بالمنكسرين،
وشكراً لأنك قلت ما لم نستطع البوح به،
بلغةٍ ترتجف لكنها لا تنهار.
كل الإمتنان
ختمي وتقيم وتثبيت لثلاثة أيام لإستحقاقها الرفعة ......

 

[وعـــد 🎵]

أيُّ مجازٍ هذا الذي تشكّل من فتات الذكرى؟
من نبضٍ يابس، ومن قلوبٍ هجرت أو هُجرت،
تسكنها امرأةٌ واحدة، تكفي لأن تنهار الحياة مرتين:
مرة حين أحبّت، وأخرى حين صمتت.

لقد جعلتَ من الكسر وطناً،
ومن الذكرى دستورًا،

ومن الحنين تأشيرة عبورٍ لا يملكها إلا من استوطن وجعه،
وسكن الصدع حتى صار له بيتًا.


في دولتك هذه لا صوت يُسمع،
لأن الحروف تمشي على رؤوس الجراح،
ولا نشيد يُتلى، لأن النبض ذاته هو المعزوفة.


بلادٌ لا تُفتح بحروب، ولا تُغلق بسلام،
بل تُفتح حين يغفل القلب،
وتُغلق حين لا يعود ثمة ما يُغلق عليه.

أيا ساكن هذه الدولة النبيلة بالوجع،
قد أنطقتَ الذاكرةَ، لا لتتكلم،
بل لتبكي…

وحين بكت، لم يُسمع بكاؤها،
لأنه كان أصدق من أن يُقال،
وأثقل من أن يُحمل.


ما كتبته ليس نصًا…
إنه “خريطة نزيف”،
تدلّنا إلى أماكننا التي لم نغادرها يومًا،
لكننا نُقسم كل صباح أننا تجاوزناها.

دمتَ أيها الغريب الذي لا يعود،
ولا يتوقف عن التقدّم نحو التيه،


كنت هنا ..

 

[وعـــد 🎵]

@ندى الورد
@هدوء
@منتصر عبد الله
@عابر الأوهام
@Lionheart
@تراتيل حرف

 

[ندى الورد]

في دولة الفخار

قلب لايعرف قوانين

ولايعرف الرحمة

تاهت الدروب والوطن

واستنفر القلم

واصبح سفير لدولتك

دولة القلب اربكت

الحضور وبعثرت المعنى

وقلبت الموازين تصوير

بديع منك في كل حرف

وهذي هي دولة القلوب

ليس لها قوانين

والسؤال هل دولة

الفخار وطن سلام

ام ماذا ام عمر رحل

وغد مجهول

دمت متألقا دوما

@الإكليل* تحيتي والسلام

 

[همس الروح]

ما بداخل القلب أحزان ومأسي


لم يكن هذا القلب في يوم قاسي


كثيراً ما كان يتغافل ويمثل بأنه ناسي


لا تحكم عليا يا هذا لم تشرب من نفس كاسي


افكارك من زمان مضى وأفكاري من راسي


بقلمي

.....

جلاد الحروف

المبدع @الإكليل*

سلمت الايادي وسلم قلمك الرائع

احترامي وتقديري

 

[Lionheart]

أن الألم العاطفي العميق
يخلق "وطنًا داخليًا" للمنكسرين
لا يُرى بالعين
لكنه يُسكن القلب
ويُعيد تشكيل الإنسان من الداخل
بحيث لا يعود كما كان

اخي الكريم الاكليل

لقد كتبتَ فلسفة الانتماء للمجهول
الذي يسكن فينا بعد كل خذلان
حيث لا خلاص
ولا نسيان
بل ذاكرة تأبى الشفاء

لله در قلمك
فماذا نقول
بعد هذه الدرر


دمت برقي

تحياتي

 

[الإكليل*]

مشاهدة المرفق 167889
يا إكليل الحرف
وقفتُ طويلًا على حدود "دولة الفخار"
لم أقرأ نصًا… بل دخلتُ طوعًا، بلا جواز، بلا إذن
دخلتُ وأنا أظنني قارئة
فخرجتُ وفي صدري… ختم إقامة مدى الحنين

هذا النص ليس مجرّد خيال
بل وثيقة وجعٍ كتبتها القلوب التي غادرت نفسها ولم تجدها بعد
لغة تُمَسّد الجُرح لتوقظه، لا لتُسكِنه
وشجن أنيق يحترف تحويل الألم إلى وطنٍ لا يُغادر

أحببتُ وصفك للساكنين:
"لا يتكلمون لأن الصوت حطام"
يا للروعة، ويا للثقل الذي لا يُقال إلا هكذا

أحييك أخي العزيز
لأنك لم تكتب دولة من حبر
بل بنيت وطنًا من وجع نبيل
وما أصدق النبيل حين يتوجّع

دمت للإبداع عنوانًا

يا اخت الروح وكاتبة الخلود
لم يكن ردك قراءة
بل كان نزولا ناعما
من سماء الحرف إلى ساحة الروح
كنت تلوحين للوجع لا لتودعيه
بل لتقولي له كن وكنا
وكان في ردك شيء يشبه الزلازل
شيء لا يقاوم
شيء لا يكتب
ردك لم يعبرني ككلمات
بل تسلل إلى يقيني
كما يتسلل الضوء
من خصلة شعر مهجورة
وصياغتك
كأن اللغة تشهق حين تمرين بها
وكأن الاحرف
تخجل
من نفسها إن لم تتركي عليها اثرك
اما انا
فلم اعد الكاتب بعدك
بل صرت المتعلم
في مدرسة الحنين
التي اقمتها بين السطور
فشكرا
لانك انثى تعرف كيف تنصت للجرح
حين يتكلم
وتعرف كيف تشكر الوطن وهو يبكي
دمت بهية كاقامة لا تنتهي
وجميلة كقلبك
الذي قرأ بنبض لا نعرف له وصفا


من القلب احييك