- 1 -
هناك دائمًا حلقة مفقودة في العلاقات العابرة، لذلك عدم وجودها يعني أن الأمور تنتهي بمجرد انتهاء الحدث، لا يمكن فهم لماذا في الغالب نترك أو نهمل هذه الحلقة؟!
ربما لأننا غير مؤمنين بوجودها أو لأن الأمر لا يستحق أو أننا نسعى أن يكون الأمر بهذا الشكل، فالحديث مع الغرباء ممتع، ولا نريد أن نفقد هذه المتعة إن كنا سنذهب بهذا الحديث نحو أماكن أقرب لنا، ويصبح الأمر عادة.
تركتني أراقب حقيبتها وذهبت تتحدث لرجل، حركة يديها تُشير أنها تعطيه تعليمات كثيرة، بتفصيل قاتلة، وملامح هادئة، كانت ترتدي الزي الرسمي لموظفة منضبطة، ما إن عادت حتى قالت أحسنت، تعجبت من استخدامها لهذا اللفظ الذي يدل على شيء من السيطرة، ربما لو قالت شكرًا سينتهي الأمر لدي، وأعود نحو الكتاب الذي كنت اقرأ فيه، كثير من المارة يحاولون التلصص على اسم الكتاب، لكن الحقيقة أنه كتاب بصفحات بيضاء، اقلبه كنوع من التأمل أو بفكرة أني سأخط هذه الصفحات يومًا بذكرياتي، كما هو الحال الآن أكتب عن ذكريات مرت بحياتي.
حينما جلست تنتظر مثلي موعد رحلتنا، قلت لها وكأني انتقم من قولها " أحسنت" هل تعلمين أن عاهرات سويسرا مميزات بلبس الزي الرسمي، وهو أكثر فتنة من غيره من الملابس؟ لم تكن لها ردة فعل سيئة، بل قالت أنها معلومة جديرة بالاهتمام، لذلك سألتها عن طبيعة عمالها، قلت بكل تأكيد لست أحد تلك السويسريات ، أنا فتاة عربية من أحد بلدات المتوسط، تقدر تقول فتاة بحر، أجيد السباحة والعب مع الأمواج، هل ترغب أن تكون بحرًا أثناء رحلتنا الطويلة؟